مغردون: هدهد حزب الله حطم نظرية التفوق الأمني والعسكري لإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
"هذا ما عاد به الهدهد"، بهذه العبارة عنون حزب الله اللبناني مقطع الفيديو الذي نشره عبر قناته على تليغرام، والذي تضمن مسحا دقيقا لمناطق عسكرية وإستراتيجية في شمال إسرائيل، وصورته مسيّرة للحزب ثم عادت إلى قواعدها بسلام دون أن ترصد من قبل الرادارات الإسرائيلية.
ومع نشر حزب الله المقطع ضجت منصات التواصل ابتهاجا بالفيديو وأصبحت الكلمة المفتاحية "الهدهد" الأكثر تداولا على شبكات التواصل العربية، وعبر مغردون عن فرحهم بالاختراق الأمني -الذي وصفوه بالكبير- لدولة الاحتلال، وسخروا أيضا من الفشل الأمني واستخباراتي للاحتلال في الكشف عن مسيّرات الحزب.
#عاجل في رسالة تهديدية لدولة الكيان المجرم، الإعلام الحربي بحزب الله ينشر مشاهد جديدة تتضمن مسحاً دقيقاً لمناطق عسكرية وإستراتيجية شمال فلسطين المحتلة التقطها بطائرات مسيرة. pic.twitter.com/i8Gsyin6QM
— بلال نزار ريان (@BelalNezar) June 18, 2024
وقال متابعون إن المقطع الذي نشره حزب الله حمل في طياته الكثير من الرسائل للاحتلال الإسرائيلي، أهمها كشف المقاومة في لبنان عن قدرات جديدة تمتلكها في معادلة الردع، واعتبروها خطوة تصعيدية غايتها التأكيد على ما تستطيع المقاومة القيام به في حال فكرت تل أبيب بإشغال حرب مع الحزب.
والرسالة الأخرى التي فهمها جمهور منصات التواصل من الفيديو والتي اعتبروها في غاية الأهمية لتل أبيب هي أن دولة الاحتلال في مرمى نيران حزب الله، وأنه في حال فكرت أو أرادت إسرائيل في توسيع دائرة الصراع فستصبح جميع هذه الأهداف في دائرة الاستهداف لدى المقاومة في لبنان.
رسالة الهدهد مفادها أن كيانكم في مرمى النيران في حال فكرتكم توسيع دائرة الصراع ستصبح كل هذه الاهداف في دائرة الاستهداف
— Mohammad Shhouri (@MShhouri) June 18, 2024
وأشار مدونون إلى أن الأهداف التي تم تصويرها ورصدها من قبل "الهدهد" تعتبر بنك أهداف مهمة جدا للمقاومة بلبنان في حال اندلعت الحرب واسعة بين الطرفين.
أما عن وضع المستوطنين والاقتصاد في المناطق الشمالية من الأراضي المحتلة والتي رصدتها مسيّرات حزب الله فقد لفت متابعون الانتباه إلى أمور عدة، منها أن أكثر من نصف مليون مستوطن لا يوجد من يحميهم من المسيّرات الانقضاضية للحزب في حال اندلاع الحرب، وأن نصف الاقتصاد الإسرائيلي تحت مرمى النيران.
هذا ما قاله عاد به الهدهد من مشاهد وثقها رجال حزب الله عن المواقع الاستراتيجية الصهيونية.
لكن الأهم في تقديري هو حالة الانكشاف والفشل التي يعيشها الكيان الزائل، انكشاف عسكري واستخباراتي غير مسبوق يوم السابع من أكتوبر، وانكشاف أمني وتقني يوم الثامن عشر من حزيران!!
ماذا يعني هذا؟… pic.twitter.com/RWhd9bJpCA
— أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) June 18, 2024
وسخر آخرون من تباهي إسرائيل بقبتها الحديدة وتطورها في مجال الرصد والمتابعة والتجسس والردع، وقالوا إن "الهدهد" حطم هذا الادعاء، وإن الأمن القومي والعسكري الإسرائيلي في مهب الريح بعد هذا الفيديو.
ضربة موجعة للكيان الصهيوني ونظرية التفوق الأمني والعسكري ..
حزب الله ينشر فيديو لمواقع داخل #فلسطين_المحتلة من بينها ميناء حيفا قام بتصويره من الجو بعد أن اخترقت مسيراته وسائل الدفاع الجوي للعدو وعادت دون التمكن من كشفها .. pic.twitter.com/thB9ovF6fe
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) June 18, 2024
كانت هذه بعض التفاعلات العربية التي رصدتها الجزيرة نت، ولكن كيف علق الإسرائيليون على وصول "هدهد" حزب الله إلى ميناء حيفا وتصويره مواقع مهمة وحساسة؟ فقد تساءل أحد الإسرائيليين بعد انتشار المقطع على منصات التواصل غاضبا "كيف يمكن لطائرة بدون طيار تابعة لحزب الله أن تتجول دون عوائق في سماء إسرائيل وتلتقط الصور بحرية فوق كريات وميناء حيفا والقاعدة البحرية وغيرها؟ متى سنفهم أننا لم يعد بإمكاننا اللعب وفق "المعادلات"؟ كل يوم يمر نفقد الشمال أكثر.
وأشار في تدوينته إلى حسابات الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو والمتحدث باسم الجيش على منصة إكس.
איך לעזאזל כטב״מ חיזבאללה מסתובב באין מפריע מעל שמי ישראל ומצלם חופשי מעל הקריות, נמל חיפה, בסיס חיל הים ועוד?
מתי נבין שאי אפשר לשחק יותר על פי ״משוואות״?
בכל יום שעובר מאבדים את הצפון קצת יותר.@IDFSpokesperson @idfonline @IAFsite pic.twitter.com/66GDSdIU8c
— Chaim Eisenberg (@Chaim_Life) June 18, 2024
وأشار آخرون إلى أن حزب الله بعث رسالة واضحة إلى تل أبيب مفادها أنه هو من يضع شروط إنهاء المعركة، وكتب الناشط فيردمان قائلا "هل تريدون أن تعرفوا مدى سوء وضعنا الأمني في الشمال؟ يقول حزب الله بصراحة: ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه في الحرب لن تستطيع تحقيقه بالمفاوضات، في هذه الجولة نحن من سيضع شروط إنهاء المعركة".
רוצים לדעת עד כמה מצבנו מבחינה ביטחונית בצפון בכי רע?
חיזבאללה אומר בקולו:
מה שישראל לא הצליחה להשיג במלחמה לא תוכל להשיג במו"מ.
החלטה 1701 כבר לא קיימת.
בסבב הזה אנחנו נציב תנאים לסיום המערכה.
את הדברים האלה אומר ארגון טירור ל"מעצמה איזורית".
אפשר לקפל את הבאסטה.
— MeirFridman (@FridmanMeir) June 18, 2024
وتضمنت المشاهد التي وردت في الفيديو الذي نشره حزب الله مواقع إسرائيلية حساسة، من بينها قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومترا عن الحدود اللبنانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب الله pic twitter com فی حال
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
تفاقم الأزمات في لبنان بعد اتساع الهجمات بين حزب الله وإسرائيلالاحتلال يستهدف معظم قادة الجماعة اللبنانية بقوةالانتهاكات تستمر رغم دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في 26 نوفمبر
مع بداية عام 2024، تلقت جماعة حزب الله اللبنانية إنذارًا إسرائيليًا يهددها بأنها إذا لم تنسحب على الفور من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتوقف هجماتها الصاروخية، فإن حربًا شاملة باتت وشيكة. وكان هذا التهديد هو الذي سبق العاصفة.
وفي اليوم التالي، تحولت النيران الإسرائيلية، التي كانت تقتصر في السابق على تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ 8 أكتوبر 2023، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة.
ومن هنا بدأ الاحتلال هجماته، فاستهدفت طائرة بدون طيار إسرائيلية مكتبًا لحماس في حارة حريك، مما أسفر عن استشهاد الرجل الثالث بحزب الله، صالح العاروري. وفي الوقت نفسه، زادت عمليات قتل قادة حزب الله في جنوب لبنان بشكل كبير.
تفاقم الأزمات في لبنانوحسب موقع "أراب نيوز"، أدت هذه الحرب إلى تفاقم الأزمات القائمة في لبنان، إذ دخل عام 2024 وهو يعاني من تفاقم الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن عانى بالفعل من الانهيار المالي في عام 2019، خاصة مع فشل تعيين رئيس للبلاد بسبب الانقسامات الدائرة، ما أدى إلى شلل الحكومة منذ أكتوبر 2022.
ومع اندلاع الاشتباكات على الحدود في البداية، أدى الأمر إلى نزوح 80 ألف شخص من قراهم، مما زاد من الضغط على اقتصاد البلاد وزاد من الفقر.
وفي منتصف ديسمبر 2023، أبلغت الدول المانحة لبنان بخطط لتقليص المساعدات للحماية الاجتماعية في بداية عام 2024.
لكن تصاعدت المواجهات العسكرية بسرعة، وحافظ حزب الله على استراتيجية "الجبهات المرتبطة"، وأصر على أنه سيواصل هجماته حتى انسحاب الاحتلال من غزة، بينما أصرت إسرائيل على امتثال حزب الله للقرار 1701 وسحب قواته شمال نهر الليطاني.
وبين 8 أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، شن حزب الله 1900 هجوم عسكري عبر الحدود، بينما ردت إسرائيل بـ 8300 هجوم على جنوب لبنان، وقد تسببت هذه الضربات في مقتل المئات ونزوح مجتمعات بأكملها في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة ــ وخاصة من جانب فرنسا والولايات المتحدة ــ لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه الفترة.
وتصاعدت حدة المواجهات، حيث وسع الاحتلال نطاق غاراته وأهدافه إلى منطقة بعلبك، في حين كثف حزب الله نطاق ضرباته لتتسع إلى مواقع عسكرية إسرائيلية عميقة.
ولم تسلم قوات اليونيفيل الدولية في المواقع الأمامية من إطلاق النار المتبادل، حيث تصاعدت الهجمات بعد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق عمليات القوة الأممية.
وبحلول منتصف يوليو الماضي، كانت السفارات الغربية في لبنان تحث رعاياها على مغادرة البلاد فورًا، مدركة تهديد إسرائيل بتوسيع الصراع إلى حرب شاملة على لبنان.
استهداف قادة حماسوتكثفت الضربات الإسرائيلية على قيادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل قائد فرقة الرضوان فؤاد شكر بجنوب بيروت في يوليو.
وفي اليوم التالي، تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران.
وتعمقت الضربات الجوية الإسرائيلية عبر جنوب لبنان ووادي البقاع، في حين وسع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.
وفي17 و18 سبتمبر، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا منسقًا على آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله، مما تسبب في انفجارات أسفرت عن مقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها، فإن الهجوم كان بمثابة تصعيد كبير.
وبحلول 27 سبتمبر، كان استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار قادة الجماعة اللبنانية في حارة حريك إيذانًا ببدء حرب أوسع نطاقًا، خاصة مع استخدام قوات الاحتلال صواريخ دقيقة التوجيه لضرب المباني والمخابئ، مما أسفر عن مقتل قادة حزب الله وإجبار الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء أعداد كبيرة من سكانها.
ورداً على ذلك، أكد حزب الله التزامه بربط أي وقف لإطلاق النار في لبنان بوقف النار في قطاع غزة، ومع ذلك، بحلول الأول من أكتوبر، كثفت الاحتلال الإسرائيلي غاراته، فدمرت المباني السكنية وحتى المواقع الأثرية في صور وبعلبك.
كما بدأ الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا في جنوب لبنان، ودمر قرى حدودية وقطع المعابر البرية مع سوريا لتعطيل خطوط إمداد حزب الله.
التوصل لاتفاق وقف النارفي 26 نوفمبر الماضي، توصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوساطة أمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، سبق الاتفاق تصعيد إسرائيلي هائل في بيروت.
ودخل القرار حيز التنفيذ، لكن على الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت الانتهاكات. وفي الوقت نفسه، أصبحت الخسائر الاقتصادية للحرب واضحة.
وقدر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، الخسائر الأولية بنحو 15 إلى 20 مليار دولار، مع فقدان 500 ألف وظيفة، وإغلاق الشركات على نطاق واسع، فيما أثر الدمار الزراعي على 900 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
ورغم أن قيادة حزب الله وترسانته القوية قد تقلصت بشكل كبير مع استمرار الحرب في غزة، فإن حقيقة نجاة الجماعة من الصراع منذ العام الماضي تُظهِرها باعتبارها انتصاراً في حد ذاتها.