الجديد برس:

أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن قصف الاحتلال الإسرائيلي عناصر تأمين المساعدات وقوافل البضائع يعبّر عن منهجية واضحة لديه بتشديد الحصار وحرب التجويع التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وشدّدت اللجان، في بيان، على أن هذه الحرب ما كانت لتستمر أو تتم إلا بدعم وموافقة من الولايات المتحدة الأمريكية، موضحةً أن استهداف الاحتلال هؤلاء العناصر يمثّل جريمة حرب جديدة تعكس وحشية جيش الاحتلال وقادته وفاشيتهم.

وأكدت أن كل السياسات الإجرامية الإسرائيلية – الأمريكية لن تفلح بتركيع الشعب الفلسطيني وإخضاعه، ولن تزيده إلا إصراراً على هزيمة الاحتلال ومعاقبته على جرائمه ونازيته.

ويأتي البيان الذي أصدرته لجان المقاومة في فلسطين بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي التجار وعناصر تأمين البضائع في شرقي مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد 8 منهم.

وجاء استهداف هؤلاء العناصر في وقت يتعمّد الاحتلال تجويع أهل القطاع ضمن حرب الإبادة التي يشنها ضدهم. وفي هذا السياق، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قبل أيام، من أن استمرار الحرب يجعل توصيل المساعدات الغذائية في القطاع “أمراً مستحيلاً”.

وأبدى البرنامج خشيته من أن يشهد جنوبي غزة قريباً مستويات الجوع الكارثية نفسها التي تم تسجيلها سابقاً في المناطق الشمالية، مشيراً إلى أن الخسائر في صفوف المدنيين مدمرة مع تصاعد القتال في جنوبي القطاع ووسطه.

ومع دخول حرب الإبادة هذه يومها الـ256، ارتكب الاحتلال مجازر جديدة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، ولا سيما في مخيم النصيرات، وكثف قصفه على رفح جنوبي القطاع، حيث نسف مباني سكنية.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

تصفية أُسر قادة المقاومة الفلسطينية عقابٌ لا يؤتي أكله

غزة– بينما يشير مراقبون إلى وقوع إسرائيل في فشل إستراتيجي خلال حربها البرية على قطاع غزة، تبحث في الوقت ذاته عن نجاح تكتيكي تحققه جوا من خلال استهداف عناصر وقادة المقاومة الفلسطينية، وبعد عجزها في 264 يوما من الوصول إلى الصف الأول منهم، تطال يدها عوائلهم بالجملة.

وكانت إسرائيل أول دولة تشرّع "عمليات الاغتيال" قانونيا عام 2002، مع قيد "ألا تتسبب عملية التصفية بأضرار جانبية". أمّا اليوم، فتتعمد ليّ ذراع قادة المقاومة من خلال اغتيال الدائرة الأقرب إليهم في سياسة قديمة وجديدة اتّبعها الاحتلال منذ السبعينيات إلى اليوم، وآخرها استهداف عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

فلم يكتفِ الاحتلال بتدمير منزله ولا بقتل 30 شخصا من الدرجة الأولى من أقربائه، ولا باعتقال عشرات آخرين من العائلة فحسب، بل يكثف من محاولات ابتزازه وآخرها قصف منزل شقيقته زهر هنية، التي استشهدت مع 10 من أفراد عائلتها معظمهم من النساء.

وانتشلت طواقم الدفاع المدني 5 منهم فيما تبقّى 6 آخرون تحت أنقاض منزلهم المدمر في مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة.

آمال وابنتها إيمان حفيدة الحاجة زهر هنية من بين شهداء الهجوم الإسرائيلي الأخير في مخيم الشاطئ (الجزيرة) موقف ثابت

تقول إيناس هنية، تعقيبا على استشهاد عمّتها "إن الاحتلال تعمّد استهداف شقيقة إسماعيل هنية الكبرى التي كانت بمثابة أُمّه والأقرب إليه، والتي احتضنت مع ابنها الأكبر عائلته في سنوات إبعاده إلى مرج الزهور وسدّت فراغ غيابه".

وتابعت في حديث للجزيرة نت "هذه الاستهدافات المتكررة تكشف غباء الاحتلال الذي يظن أنه يعاقب القادة بعوائلهم، ولا يعلم أنه يزيدنا تعنتا وإصرارا لأخذ حقنا منه".

ولفتت إلى أن عمّها إسماعيل هنية "هو أول من يواسي العائلة، ويثبتها بعد كل جريمة يرتكبها الاحتلال بحق أقاربه، وأن موقفه ثابت في كل مرة كما يراه العالم مُسَلّما صابرا على أذاهم".

وكان هنية قد علّق على استهداف عائلته بالقول "إن دماء الشهداء تطالبنا ألا نساوم وألا نهادن وألا نغيّر ولا نبدّل ولا نضعف ولا نيأس، بل نواصل طريقنا بكل إصرار".

ويقول الكاتب في الشأن السياسي والعسكري أحمد عبد الرحمن، للجزيرة نت، إن تعقيب هنية "يضرب بعرض الحائط كل محاولات إسرائيل لدفعه للتنازل أو الانكسار".

ويضيف "ظهور أبو العبد هنية بهذا الثبات بعد كل انتقام إسرائيلي يدل على أن هذه الهجمات الممنهجة لن تؤدي الغرض الذي نشأت من أجله أو تحقق الغاية المرجوة منها".

ويعتقد عبد الرحمن "أن الاحتلال يسعى من خلال قتل ذوي القادة إلى استهداف الخاصرة الرخوة لهم، لمحاولة التأثير على قراراتهم السياسية ولتقديم تنازلات بما يتعلق بسير المفاوضات المتعلقة بصفقة التبادل".

ويضيف الكاتب الفلسطيني أن جيش الاحتلال "جيش بلا أخلاق لا يراعي شرف الخصومة، ويعتمد أسلوبه الرخيص الذي ينافي اتفاقية جنيف الرابعة وحقوق المدنيين في الحروب والمواثيق الدولية".

زرع الخوف

أمّا الباحث علي منصور، فيرى أن أهم ما يحاول الاحتلال تحقيقه من وراء ذلك، خلق حالةٍ من الانعزال الاجتماعي عن قادة المقاومة، "فيزرعون الخوف في قلوب العامة منهم ومن عائلاتهم ويدفعونهم للابتعاد عما يجلب ردود فعل إسرائيلية انتقامية، فلا يؤونهم ولا يزوجونهم ولا يتعاملون معهم".

وذكر في حديث مع الجزيرة نت أن هنية واحد من عشرات قادة المقاومة الذين تم استهداف أسرهم، ومن بينهم عائلة عضو المكتب السياسي في حركة حماس كمال أبو عون الذي استهدف الاحتلال أبناءه وزوجاتهم، وبناته وأزواجهن.

وفي حين يُجمع المراقبون على أن عوائل القادة كانوا أول من سُفكت دماؤهم في العدوان الإسرائيلي، كان لافتا أيضا خلال هذه الحرب استهداف الاحتلال أطفال وزوجات قادة شهداء قُتلوا خلال حروب سابقة كعائلتي الشهيدين ظافر الشوا وعوض أبو سلمية، اللذين استشهدا عام 2021 بعملية سيف القدس.

يتزامن هذا الاستهداف مع تشجيع علني من قبل حاخامات إسرائيليين خرجوا على مرأى من العالم ينادون بإبادة النساء الغزيّات "لأنهن لا ينجبن إلا إرهابيين" على حد وصفهم، في حرب أزهقت فيها إسرائيل أرواح أكثر من 10 امرأة فلسطينية وقرابة 16 ألف طفل، عدا عن آلاف المفقودين منهم والعالقين تحت الأنقاض.

مقالات مشابهة

  • تصفية أُسر قادة المقاومة الفلسطينية عقابٌ لا يؤتي أكله
  • هنية: استهداف عائلتي لن يثني المقاومة ولن نقبل بأي اتفاق لا ينهي العدوان
  • المجاعة في غزة… لقد أسمعت لو ناديت حياً
  • الجنوب العالمي وحرب غزة: استعادة معنى التحرر الوطني
  • الشعبية: استمرار مجازر الاحتلال محاولة فاشلة  للضغط على المقاومة وكسر إرادة شعبنا
  • قصف إسرائيلي يستهدف عناصر تأمين المساعدات في خان يونس
  • الطبيب عمرو الجدبة.. شهادة من قلب الإبادة
  • طلاب الشهادة الثانوية في غزة… أحلام مؤجلة حتى انتهاء حرب الإبادة
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يدمر كل مقومات الحياة في غزة
  • "الديمقراطية": إعلان "نتنياهو" الانتصار على المقاومة بغزة إشهار للهزيمة وتهرب أمام مواطنيه