خبراء: عصابات «دارك ويب» شخصيات معادية للمجتمع هدفها جني الأموال
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
التربية وعلم النفس لهما دور كبير فى مواجهة الظواهر الطارئة أو المتطرفة التى تهدد أمن المجتمعات، وخلال تناول قضية مخاطر الدارك ويب (الويب المظلم)، كان لا بد من معرفة التحليل النفسى للقائمين على تلك الجرائم، وكيفية اختيارهم لضحاياهم، خاصة أنها تمثل تحدياً كبيراً لعلم النفس بسبب تأثيراتها العميقة والمعقدة على الأفراد والمجتمع.
وكشف الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، حقيقة تلك الجرائم قائلاً: «إن القائمين على منصات (الدارك ويب) شخصيات سيكوباتية معادية للمجتمع هدفهم تحصيل أكبر قدر من المال دون أن يتأثر بما ينتج عن ذلك أو يتسبب به من ضرر لمستخدمى الإنترنت، وبغض النظر عن (الوازع الدينى أو الأخلاقى)، وبالتالى تلك الشخصيات منحرفة ومضطربة وتصرفاتها سيئة، ودائما ما تكون غير منضبطة، ويتعاملون بمنتهى السلبية وحالة اللامبالاة وعدم اهتمام بنتيجة التصرفات مع غياب المشاعر والأحاسيس وعدم الاهتمام بردود الفعل الإجرامية التى يقومون بها، ويستخدمون آلياتهم فى التعامل مع الناس بتقديم الخدمة فى شكل فاكهة على سبيل المثال تحفز المستخدم للحصول عليها بالصورة التى يريدها، بخطوات تمكّن المجرم من استغلال الضحية».
وأوضح «فرويز» فى تصريحات لـ«الوطن» أن القائمين على «الدارك ويب» يخضعون ضحاياهم إلى اختبارات نفسية ليتمكنوا من وضعهم تحت السيطرة التامة لمخططاتهم وفقاً لقدرة الضحية واستجابتها، والشخصيات العصبية أو المتوترة هم أكثر الناس عرضة لهذه الهجمات، خاصة أنهم يبحثون فى المجهول مع حالة التوتر والانطواء التى يعانون منها، ويتمكن المجرم من السيطرة عليهم.
وأكد استشارى الطب النفسى أن أغلب القائمين على جرائم الدارك ويب دارسون لعلم النفس، بل ومتفوقون فيه أيضاً ليتمكنوا من تطبيق الاختبارات النفسية على الضحايا والتمكن من السيطرة عليهم، مشيراً إلى أن الانهيار الثقافى الذى يحدث على مستوى العالم له دور كبير فيما يحدث، والكل أصبح الآن يبحث عن المال دون مراعاة الأداة التى يبحث بها حتى لو كان لها تأثير أخلاقى أو سلوكى سيئ، معتقداً أن هذه الظاهرة فى طريقها للزيادة على مستوى العالم، مضيفاً أن الوعى هو الطريق الوحيد للمواجهة والسيطرة على انتشار الدارك ويب، فإذا منعنا طريقة أو آلية معينة فيمكن لتلك العصابات الدخول من طرق أخرى، ولكن مع زيادة الوعى واقتراب الآباء من أبنائهم والاستماع لهم وتكوين صداقات معهم يمكننا التغلب على ظاهرة الدارك ويب وجرائمها.
ومن جانبه، أوضحت د. إيمان هريدى، الخبيرة التربوية وأستاذ التربية بجامعة القاهرة، أن التربية لها دور كبير فى إعداد النشء وتأهيل الأجيال الصاعدة على مواجهة تلك الظواهر الجديدة على المجتمع العربى، خاصة أن الوعى السليم هو السلاح الأهم فى المواجهة، لافتة إلى أن التوعية الرقمية تعد من أهم المحاور فى مواجهة ظاهرة الدارك ويب، ويمكن للمدارس تنظيم ورش عمل ودروس تركز على مخاطر الدارك ويب وكيفية تجنب الوقوع فى فخاخها، ليتعلم الطلاب الأمان الرقمى وطرق الحماية عبر الإنترنت، كما أن التربية تلعب دوراً حاسماً فى تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات القويمة بين الطلاب، ويمكننا تعزيز المناهج التعليمية بالقيم الأخلاقية، مثل الصدق والأمانة، ما يقلل من احتمال انجراف الطلاب نحو الأنشطة غير المشروعة على الدارك ويب.
وأشارت «هريدى» إلى أن مهارات التفكير النقدى تساعد الطلاب على تحليل وتقييم المعلومات التى يتعرضون لها على الإنترنت، وبتعزيز هذه المهارات، يمكن للمدارس مساعدة الطلاب على تمييز الحقائق من الأكاذيب والتعرف على المخاطر المحتملة المرتبطة بالدارك ويب، بجانب تقديم الدعم النفسى والعاطفى للطلاب ببرامج استشارية وخدمات الدعم النفسى لفهم المشكلات النفسية والعاطفية التى قد تدفع البعض لاستكشاف الدارك ويب، ويمكن أن يساعد ذلك فى توفير الدعم المناسب والوقاية من التورط فى أنشطة غير قانونية، بجانب تعاون المدارس مع الأهل والمجتمع لتشكيل جبهة موحدة فى مواجهة مخاطر الدارك ويب، ويمكن تنظيم لقاءات وندوات توعوية للأهل حول كيفية مراقبة أنشطة أبنائهم على الإنترنت وتوجيههم نحو استخدامه بشكل آمن ومسئول، مع تعليم الطلاب كيفية استخدام التكنولوجيا بالطريقة ذاتها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دارك ويب الدارك ويب الانترنت الجرائم الإلكترونية الدارک ویب
إقرأ أيضاً:
مقتل شخص في إطلاق نار بالعاصمة البلجيكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت السلطات البلجيكية السبت مقتل شخص في إطلاق نار بالعاصمة بروكسل في ظل موجة عنف مرتبطة بالمخدرات.
وقالت النيابة العامة إن إطلاق نار وقع في المساء قرب محطة مترو كليمنصو في منطقة أندرلخت ما أسفر عن مقتل شخص واحد، وأضافت أن الشرطة الفدرالية كُلفت التحقيق في القضية.
وقد أدت موجة من حوادث إطلاق النار في المنطقة ذاتها إلى مقتل شخص آخر قبل فترة قريبة.
في الأسبوع الماضي، أطلق مسلحان النار من بنادق آلية قرب مدينة كليمنصو، ما أدى إلى فرار المارة في الصباح الباكر إلى أنفاق المترو. ووقعت حادثتا إطلاق نار أخريان في المنطقة، إحداهما قاتلة، في الأيام التالية.
وأرجع مسؤولون محليون ارتفاع أعمال العنف إلى "حرب" جارية بين عصابات متنافسة.
وشهدت بروكسل زيادة في الجرائم المتعلقة بالأسلحة النارية المرتبطة بالنزاعات بين عصابات المخدرات المتنافسة.
وقالت الشرطة إن العام الماضي شهد 92 حادث إطلاق نار في بروكسل، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 48 آخرين.
وأصبحت بلجيكا الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لأوروبا، مركزا للعصابات الإجرامية التي تهرب المخدرات إلى القارة.