التربية وعلم النفس لهما دور كبير فى مواجهة الظواهر الطارئة أو المتطرفة التى تهدد أمن المجتمعات، وخلال تناول قضية مخاطر الدارك ويب (الويب المظلم)، كان لا بد من معرفة التحليل النفسى للقائمين على تلك الجرائم، وكيفية اختيارهم لضحاياهم، خاصة أنها تمثل تحدياً كبيراً لعلم النفس بسبب تأثيراتها العميقة والمعقدة على الأفراد والمجتمع.

وكشف الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، حقيقة تلك الجرائم قائلاً: «إن القائمين على منصات (الدارك ويب) شخصيات سيكوباتية معادية للمجتمع هدفهم تحصيل أكبر قدر من المال دون أن يتأثر بما ينتج عن ذلك أو يتسبب به من ضرر لمستخدمى الإنترنت، وبغض النظر عن (الوازع الدينى أو الأخلاقى)، وبالتالى تلك الشخصيات منحرفة ومضطربة وتصرفاتها سيئة، ودائما ما تكون غير منضبطة، ويتعاملون بمنتهى السلبية وحالة اللامبالاة وعدم اهتمام بنتيجة التصرفات مع غياب المشاعر والأحاسيس وعدم الاهتمام بردود الفعل الإجرامية التى يقومون بها، ويستخدمون آلياتهم فى التعامل مع الناس بتقديم الخدمة فى شكل فاكهة على سبيل المثال تحفز المستخدم للحصول عليها بالصورة التى يريدها، بخطوات تمكّن المجرم من استغلال الضحية».

وأوضح «فرويز» فى تصريحات لـ«الوطن» أن القائمين على «الدارك ويب» يخضعون ضحاياهم إلى اختبارات نفسية ليتمكنوا من وضعهم تحت السيطرة التامة لمخططاتهم وفقاً لقدرة الضحية واستجابتها، والشخصيات العصبية أو المتوترة هم أكثر الناس عرضة لهذه الهجمات، خاصة أنهم يبحثون فى المجهول مع حالة التوتر والانطواء التى يعانون منها، ويتمكن المجرم من السيطرة عليهم.

وأكد استشارى الطب النفسى أن أغلب القائمين على جرائم الدارك ويب دارسون لعلم النفس، بل ومتفوقون فيه أيضاً ليتمكنوا من تطبيق الاختبارات النفسية على الضحايا والتمكن من السيطرة عليهم، مشيراً إلى أن الانهيار الثقافى الذى يحدث على مستوى العالم له دور كبير فيما يحدث، والكل أصبح الآن يبحث عن المال دون مراعاة الأداة التى يبحث بها حتى لو كان لها تأثير أخلاقى أو سلوكى سيئ، معتقداً أن هذه الظاهرة فى طريقها للزيادة على مستوى العالم، مضيفاً أن الوعى هو الطريق الوحيد للمواجهة والسيطرة على انتشار الدارك ويب، فإذا منعنا طريقة أو آلية معينة فيمكن لتلك العصابات الدخول من طرق أخرى، ولكن مع زيادة الوعى واقتراب الآباء من أبنائهم والاستماع لهم وتكوين صداقات معهم يمكننا التغلب على ظاهرة الدارك ويب وجرائمها.

ومن جانبه، أوضحت د. إيمان هريدى، الخبيرة التربوية وأستاذ التربية بجامعة القاهرة، أن التربية لها دور كبير فى إعداد النشء وتأهيل الأجيال الصاعدة على مواجهة تلك الظواهر الجديدة على المجتمع العربى، خاصة أن الوعى السليم هو السلاح الأهم فى المواجهة، لافتة إلى أن التوعية الرقمية تعد من أهم المحاور فى مواجهة ظاهرة الدارك ويب، ويمكن للمدارس تنظيم ورش عمل ودروس تركز على مخاطر الدارك ويب وكيفية تجنب الوقوع فى فخاخها، ليتعلم الطلاب الأمان الرقمى وطرق الحماية عبر الإنترنت، كما أن التربية تلعب دوراً حاسماً فى تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات القويمة بين الطلاب، ويمكننا تعزيز المناهج التعليمية بالقيم الأخلاقية، مثل الصدق والأمانة، ما يقلل من احتمال انجراف الطلاب نحو الأنشطة غير المشروعة على الدارك ويب.

وأشارت «هريدى» إلى أن مهارات التفكير النقدى تساعد الطلاب على تحليل وتقييم المعلومات التى يتعرضون لها على الإنترنت، وبتعزيز هذه المهارات، يمكن للمدارس مساعدة الطلاب على تمييز الحقائق من الأكاذيب والتعرف على المخاطر المحتملة المرتبطة بالدارك ويب، بجانب تقديم الدعم النفسى والعاطفى للطلاب ببرامج استشارية وخدمات الدعم النفسى لفهم المشكلات النفسية والعاطفية التى قد تدفع البعض لاستكشاف الدارك ويب، ويمكن أن يساعد ذلك فى توفير الدعم المناسب والوقاية من التورط فى أنشطة غير قانونية، بجانب تعاون المدارس مع الأهل والمجتمع لتشكيل جبهة موحدة فى مواجهة مخاطر الدارك ويب، ويمكن تنظيم لقاءات وندوات توعوية للأهل حول كيفية مراقبة أنشطة أبنائهم على الإنترنت وتوجيههم نحو استخدامه بشكل آمن ومسئول، مع تعليم الطلاب كيفية استخدام التكنولوجيا بالطريقة ذاتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دارك ويب الدارك ويب الانترنت الجرائم الإلكترونية الدارک ویب

إقرأ أيضاً:

مركز الإخصائيين بجامعة الوادي ينظم ندوات الدعم النفسي والاجتماعي لطلاب المدارس

 نظم  مركز الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بجامعة الوادي الجديد  ندوة حول " الدعم النفسى والاجتماعى لطلاب المدارس" بمدرسة محمد أنور السادات الثانوية العسكرية بالخارجة بحضور طارق مصافى منير مدير إدارة المدرسة .


وقال المشرف العام على قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة أن الجامعة تولى إهتماما كبيرا بتقديم الدعم النفسى والاجتماعى لطلاب المدارس وتقديم بعض النصائح والارشادات الاجتماعية للطلاب تعينهم على التفوق الدراسى وكسب الصداقات النافعة والبعد عن الصداقات المسمومة التى تسحب إلى الأسفل وتهدر الطاقات وتحبط العزيمة.


ومن جانبه أكد الدكتور أحمد رشدى عبدالرحيم مدرس علم النفس بكلية التربية على أهمية بذل جهد مضاعف لتحقيق الأمنيات والأهداف التى يضعها الشخص أمام عينيه ويريد تحقيقها وقدم رشدى نصائح نفسية للطلاب عبارة عن كبسولات يومية للتعافى النفسى وتحقيق الاتزان الداخلى وتحفيز الطاقات الداخلية والمهارات الشخصية ،ووضح الأستاذ الدكتور نبيل وليم أستاذ علم النفس بكلية الآداب معنى الهدف وخصائصه وأكد على أنه لابد لكل طالب أن يحدد هدفه لأن الشخص الذى بدون هدف فلا حياة له ولابد أن يكون هناك دافع وحافز لتحقيق الهدف وعلى كل طالب أن يسخر جميع إمكاناته للوصول لهدفه ليكون عنصرا فعالا في مجتمعه ونافعا لنفسه  .

مقالات مشابهة

  • مدير تعليم بورسعيد يكرم الطلاب المشاركين في مسابقة المواطنة الرقمية ومخاطر الإنترنت
  • التربية تصدر أرقام جلوس طلاب الشهادة الأساسية
  • وزارة التربية تعلن إصدار أرقام جلوس طلاب الشهادة الأساسية للعام 1446هـ
  • خبراء: مبادرة رواد رقميون خطوة لبناء كوادر بشرية مؤهلة في التكنولوجيا المتقدمة
  • رؤساء الجامعات: مبادرة «الرواد الرقميون» تطور إمكانيات الخريجين.. وتقدم حلولا تكنولوجية تفيد المجتمع
  • التربية تصدر ارقام جلوس الثانوية
  • كلية طب الأسنان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تستقبل خبراء عالميين لتطوير مهارات الطلاب والأطباء
  • مركز الإخصائيين بجامعة الوادي ينظم ندوات الدعم النفسي والاجتماعي لطلاب المدارس
  • جريحان في عمليات تمشيط معادية من مركز المنارة في اتجاه منطقة كركزان
  • خبراء: نعيش طفرة.. ومعرض «إيجبس 2025» سيسهم في تبادل الخبرات لتعزيز التحول الطاقي