أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللواتي يعانين من حيض غزير أثناء الدورة الشهرية، المعروف علميًا باسم غزارة الطمث (HMB)، قد يكنَّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

علاقة غزارة الطمث بأمراض القلب لدى النساء

ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة “مترو”، تتميز هذه الحالة بفقدان مفرط للدم أثناء الدورة الشهرية، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية ونوعية الحياة بشكل عام.

أجرى الباحثون تحليلًا شاملاً لبيانات النساء اللائي دخلن المستشفى في الولايات المتحدة خلال عام 2017، حيث تم فحص بيانات 2,430,851 حالة دخول. ومن بين هذه الحالات، تم تحديد 7,762 امرأة تحت سن 40 و11,164 امرأة فوق سن 40 يعانين من نزيف حيض غزير.

أظهرت النتائج أن النساء اللائي يعانين من غزارة الطمث كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب التاجية وفشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب والنوبات القلبية، مقارنة بأولئك اللواتي يعانين من دورات شهرية عادية. كما تبين أن هؤلاء النساء يعانين أيضًا من معدلات أعلى من السمنة المفرطة، واستخدام وسائل منع الحمل، ومتلازمة تكيس المبايض، والعقم، وفقر الدم.

ركزت الدراسة بشكل خاص على النساء تحت سن الأربعين، حيث وجد الباحثون ارتباطًا كبيرًا بين نزيف الحيض الغزير وزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأشار الباحثون إلى أن هذا قد يعود إلى أن غزارة الطمث يمكن أن تؤدي إلى نقص الحديد في الدم، مما يعوق نقل الأكسجين ويؤثر على وظيفة القلب بشكل سلبي.

من جهة أخرى، لم تُظهر النتائج أي ارتباطات قوية بين غزارة الطمث وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء فوق سن الأربعين. ومع ذلك، لوحظ أن نزيف الحيض الغزير مرتبط بأمراض مثل السكري وفشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب بين هذه الفئة العمرية.

وكتب الباحثون: "ظلت معظم نتائج الأمراض القلبية الوعائية مرتبطة بشكل كبير بنزيف الحيض الغزير حتى بعد حساب المكونات الفردية لمتلازمة التمثيل الغذائي، واستخدام الإنسولين، والسكري، وأمراض الأمعاء الالتهابية، والعقم، وفقر الدم بين النساء الشابات اللائي يدخلن المستشفى".

أكد الباحثون على أهمية التشخيص المبكر لغزارة الطمث وإدارته بشكل فعال لمساعدة النساء في تجنب الآثار الطويلة الأمد المحتملة لهذه الحالة. غالبًا ما تعاني النساء المصابات بغزارة الطمث من فقر الدم والإرهاق والصداع وعدم الراحة، ما يبرز الحاجة إلى رعاية طبية متخصصة وإدارة صحية فعالة.

وفي ضوء هذه النتائج، ينصح الباحثون بأن يتم توعية النساء حول أهمية مراقبة صحة الدورة الشهرية والاستشارة الطبية في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية، مثل نزيف حاد أو مطول. علاوة على ذلك، فإن إدارة الحالات المزمنة المرتبطة بغزارة الطمث، مثل فقر الدم ومتلازمة تكيس المبايض، يمكن أن تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تلقي هذه الدراسة الضوء على أهمية الوعي الطبي والتدخل المبكر في حالات غزارة الطمث لتحسين جودة الحياة وتقليل مخاطر الأمراض القلبية الوعائية. قد تتطلب هذه الحالة الصحية المزيد من البحث لفهم الآليات الدقيقة التي تربط بين غزارة الطمث وأمراض القلب، ولكن من الواضح أن التدخلات المبكرة والمناسبة يمكن أن تكون مفتاحًا للحفاظ على صحة المرأة على المدى الطويل.

باختصار، تسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة إلى زيادة الوعي والتدخل الطبي المبكر لغزارة الطمث كوسيلة لتحسين الصحة العامة للنساء وتقليل مخاطر الأمراض القلبية. على النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة أن يسعين للحصول على الرعاية الطبية المناسبة لضمان إدارة فعالة لحالتهن الصحية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النساء دراسة الدورة الشهرية أمراض القلب مترو بأمراض القلب والأوعیة الدمویة الدورة الشهریة هذه الحالة یعانین من یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دراسة: أدوية شائعة الاستخدام قد تحارب الخرف

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثو معهد كارولينسكا في السويد، أن أدوية محددة شائعة الاستخدام قد تسهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن.

وركزت الدراسة، على العلاقة بين أمراض القلب والأوعية الدموية والخرف؛ إذ يرتبط الاثنان بعدد من الطرق، حيث يمكن أن تزيد أمراض القلب من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنزيف الدماغي، ما يؤدي إلى تدهور الصحة العقلية، كما أن ارتفاع مستويات بروتين "بيتا أميلويد" في الدماغ، الذي يزيد في حالات أمراض القلب، يعد عاملا محفزا لمرض الزهايمر.

واعتمد الباحثون في الدراسة، على السجلات الوطنية السويدية التي ضمت 88 ألف شخص فوق سن الـ 70 مصابين بالخرف، وأكثر من 880 ألف شخص آخرين من الفئة العمرية نفسها كعينة مقارنة، وتم جمع بيانات الأدوية من سجل الأدوية الموصوفة السويدي.

ووجد الباحثون أن الاستخدام طويل الأمد للأدوية الخافضة للضغط وأدوية خفض الكوليسترول ومدرات البول والأدوية المميعة للدم، كان مرتبطا بتقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تراوحت بين 4% و25%، ووجدوا أن التركيبات الدوائية كانت أكثر فعالية في الوقاية من الخرف مقارنة باستخدام الأدوية بشكل منفرد.

أخبار ذات صلة أطعمة تقلل من خطر الإصابة بالخرف والسكري.. تعرف عليها بعد موافقة وكالة الأدوية الأوروبية.. علاج ضد ألزهايمر يبصر النور

وقال موزو دينغ، الأستاذ المساعد في معهد كارولينسكا وأحد المعدين الرئيسيين للدراسة: "نلاحظ ارتباطا واضحا بين الاستخدام طويل الأمد (5 سنوات أو أكثر) لهذه الأدوية وانخفاض خطر الإصابة بالخرف في مرحلة لاحقة من الحياة".

وأوضح أن نتائج الدراسة تشير إلى أن العلاج المبكر وطويل الأمد يمكن أن يسهم بشكل فعال في الوقاية من الخرف، غير أن الدراسة أظهرت أيضا أن بعض الأدوية قد ترفع من خطر الإصابة به؛ إذ وجد الباحثون أن الأدوية المضادة للصفيحات، مثل الأسبرين وبعض الأدوية الأخرى التي تستخدم لمنع السكتات الدماغية، قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض.

ويفسر الباحثون ذلك بأن هذه الأدوية قد تزيد من خطر النزيف المجهري في الدماغ، ما يؤثر سلبا على الوظائف العقلية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • نشرة المرأة والمنوعات | مضغ الثلج علامة على إصابتك بهذه الأمراض.. كيف يتسبب التدخين في الإصابة بالانزلاق الغضروفي .. ميار الغيطي بإطلالة ناعمة مع مولودتها الأولى
  • تبلل القدمين في البرد تسبب يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب
  • تحذير خطير من الصحة العالمية بشأن جدري القردة
  • عادة غريبة .. مضغ الثلج علامة على إصابتك بهذه الأمراض
  • دراسة: أدوية شائعة الاستخدام قد تحارب الخرف
  • قد تعطي نتاىج عكسية.. ما هي مخاطر أدوية إنقاص الوزن؟
  • دراسة: الجلوس لوقت طويل مرتبط بأمراض القلب حتى لو مارست الرياضة
  • ما هي المشروبات التي تساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية؟
  • مفيش عصبية تاني.. تخلصي من اكتئاب الدورة الشهرية بـ 7 حيل
  • منتجات الدورة الشهرية.. هل هي آمنة حقا؟