مهلة الأسبوع انتهت.. هل تنفذ إيكواس تهديدها بالتدخل العسكري في النيجر؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
يواجه قادة الانقلاب في النيجر مهلة من جيرانهم للتخلي عن السلطة أو مواجهة عمل عسكري محتمل يعد هو الملاذ الأخير لإنهاء الانقلاب الذي وقع بالبلاد.
وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أعطت الكتلة الإقليمية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) جيش النيجر مهلة حتى اليوم الأحد للإفراج عن الرئيس محمد بازوم وإعادته إلى منصبه.
وقال أحد مسؤولي المجموعة إنه تم "وضع خطة" للتدخل، لكنها تظل الملاذ الأخير.
لكن مع دقات الساعة، تصبح إمكانية العمل العسكري احتمالًا حقيقيًا.
وتقع النيجر في قلب منطقة الساحل بأفريقيا، والتي شهدت العديد من الانقلابات في السنوات الماضية، لكنها كانت أيضًا واحدة من الديمقراطيات القليلة المتبقية في المنطقة.
وكان فوز الرئيس بازوم في الانتخابات عام 2021 بمثابة انتقال سلمي نسبي للسلطة، متوجًا لسنوات من الانقلابات العسكرية التي أعقبت استقلال النيجر عن فرنسا في عام 1960.
هل التدخل محتمل؟وأبدت المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا استعدادها لاتخاذ إجراءات في الحالات التي يرفض فيها قادة الانقلاب التخلي عن السلطة أو عندما تتصاعد الأزمات السياسية.
ويقول محللون إن الرئيس النيجيري بولا تينوبو سيكون حريصًا على ترك بصمة وإظهار أنه ليس سهل المنال، خاصة أنها تعد هذه أول أزمة خلال فترة قيادته القصيرة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وفي بلاده.
لكن تينوبو ليس لديه خبرة عسكرية.
أفادت وسائل الإعلام المحلية يوم الجمعة أن تينوبو كتب لإبلاغ المشرعين في نيجيريا ، كما هو مطلوب منه قانونًا ، باعتزام الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التدخل عسكريًا في النيجر إذا ظل قادة الانقلاب "متمردون".
وتعهدت السنغال، وهي لاعب رئيسي في المنطقة، بإرسال قوات بينما قالت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في النيجر، إنها تدعم موقف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إن قادة الانقلاب في نيامي أمامهم مهلة حتى الأحد لتسليم السلطة وإلا فإن تهديد الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري يجب أن يؤخذ "على محمل الجد".
فيما ذكر مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى أنه "تم تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة".
كما أشار موسى إلى أن "إيكواس لن تبلغ الانقلابيين متى وأين سنضرب"، مضيفا أن ذلك "قرار عملاني سيتخذه رؤساء دول" التكتل.
من جانبه، قال أولوسي أديتايو، خبير الأمن والاستخبارات، لشبكة “سي إن إن” إن “الاستعدادات في حالة تأهب قصوى بالفعل، ولا شك في ذلك والجيش على أهبة الاستعداد”.
وأضاف: "لن تتراجع نيجيريا وستفعل كل ما يلزم لإعادة النيجر إلى الحكم المدني".
وكان آخر مثال بارز لتدخل دول غرب أفريقيا في عام 2017، عندما نشرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قوات عسكرية في غامبيا لإطاحة الرئيس جامع الذي لم يرغب في التخلي عن السلطة بعد الانتخابات.
ونشرت الكتلة أيضًا قوات حفظ سلام، معظمها من نيجيريا في مناطق الحروب مثل سيراليون وليبيريا.
لكن هذه هي المرة الأولى التي تهدد فيها بالتدخل في انقلاب - لم يكن هناك رد فعل من هذا القبيل بعد الانقلابات في مالي أو بوركينا فاسو المجاورة.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن النيجر لها أهمية إقليمية ضخمة، إنها أكبر دولة في غرب إفريقيا وبوابة حيوية بين منطقة الساحل وبقية القارة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانقلاب النيجر ايكواس محمد بازوم الاقتصادیة لدول غرب أفریقیا قادة الانقلاب غرب إفریقیا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
تقرير معهد بريطاني: المغرب شريك استراتيجي في دعم أمن منطقة الساحل
نشر المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) وهو مركز أبحاث بريطاني متخصص في قضايا الدفاع والأمن، تقريرا أمس الخميس حول دور المغرب في دعم أمن منطقة الساحل.
تناول التقرير الدور الاستراتيجي للمغرب في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، مشيرًا إلى أهمية التعاون العابر للحدود لمواجهة التهديدات المتزايدة مثل الإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية. وسلط الضوء على مبادرات المغرب الاقتصادية والدبلوماسية، مثل مبادرة المحيط الأطلسي، التي تهدف إلى منح دول الساحل غير الساحلية منفذًا بحريًا عبر الموانئ المغربية، مما يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
على مستوى دور المغرب في الاستقرار الإقليمي:فان المغرب يستخدم أدوات دبلوماسية، اقتصادية، وأمنية لدعم التنمية المستدامة والأمن في الساحل،ويعمل كجسر بين شمال وغرب إفريقيا لتعزيز التعاون الأمني والتنموي.
اما المبادرات الاستراتيجية المغربية فتتمثل في المبادرة الاطلسية، تهدف إلى توفير منفذ بحري لدول الساحل عبر موانئ المغرب، مما يقلل الاعتماد على الطرق غير المستقرة.
ومبادرة خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب الذي يعزز التكامل الطاقي بين غرب إفريقيا وشمالها، ويؤكد التزام المغرب بالاستثمارات طويلة الأجل في المنطقة.
كما يستثمر المغرب في البنية التحتية وفي مجالات مثل البنوك والاتصالات والطاقة لمواجهة التطرف عبر التنمية الاقتصادية.
ويشير التقرير الى تدهور الأوضاع الأمنية المتدهورة في الساحل مع تصاعد العنف الجهادي خلال العقد الماضي، واستغلال الجماعات المسلحة للحدود المفتوحة والدول الهشة.
كما يشير الى انسحاب بوركينا فاسو، مالي، والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) وتشكيل تحالف دول الساحل (AES)، مما أدى إلى تداعيات على الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي.
وقد تم تأسيس قوة عسكرية مشتركة قوامها 5000 جندي من دول AES، لكن التحديات اللوجستية والتمويلية تظل عقبة كبيرة.
ومن التحولات الجيوسياسية هناك
انسحاب القوات الغربية من عدد من الدول الإفريقية(مثل القاعدة الأمريكية في النيجر والفرنسية في تشاد)، ما أفسح المجال لدور أكبر لدول مثل المغرب والجزائر في المنطقة.
ويشير التقرير الى تعزيز المغرب لعلاقاته مع حكومات الساحل من خلال المساعدات التنموية والاستثمارات في البنية التحتية والطاقة، مثل تمويل محطة كهرباء في نيامي، النيجر.
وبالنظر لتنامي دور الجماعات الإرهابية التي لا تعترف بالحدود، وتستغل الفراغات الأمنية لإنشاء شبكات لوجستية واستقطاب مقاتلين. ومع زيادة النشاط الإرهابي في مناطق بنين، توغو، وغانا، فان هناك حاجة للتعاون أمنيًا بين تحالف AES ودول غرب إفريقيا.
وحسب التقرير يعتبر المغرب شريكًا موثوقًا لدعم جهود الاستقرار في الساحل، من خلال الدبلوماسية الاقتصادية والأمنية.
كلمات دلالية الساحل النغرب تقرير معهد بريطاني