الجزيرة:
2024-06-26@19:51:42 GMT

لوتان: فرنسا المسكينة وخيبة الآمال في ماكرون

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

لوتان: فرنسا المسكينة وخيبة الآمال في ماكرون

قالت صحيفة "لوتان" السويسرية الناطقة بالفرنسية إن المشهد المحزن الذي قدمته فرنسا منذ الأحد الماضي، مساء الانتخابات الأوروبية، يدعو للتساؤلات عن مدى تعلّق سويسرا بجارتها الكبرى بعد قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتسرع الذي يلحق ضررا عميقا ببلده وبالفرنسيين، ويعامل البلاد بوحشية ويقوض صورتها الدولية، ويحتمل أن يؤدي إلى الفوضى.

وأوضحت الصحيفة -في عمود الصحفية ماري هيلين ميوتون- أن الرئيس الذي قاد فرنسا منذ سبع سنوات حمل خلالها آمالا كبيرة، تبيّن أنه كان مخيبا للآمال للغاية بعد رد فعله على نتائج الانتخابات الأوروبية التي لم يحصل فيها حزبه على أكثر من 14%، مقابل أكثر من 35% لليمين، وتقاسم اليسار الباقي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قائد إسرائيلي سابق: نحتاج إستراتيجية ضد إيران وتفكيك حكم حماس المدنيlist 2 of 2أوريان 21: هكذا يصمد الاقتصاد الإسرائيلي رغم الحرب على غزةend of list

ففي مواجهة الرفض القاطع للسياسة التي يجسدها، اختار إيمانويل ماكرون بعد ساعة من نشر التقديرات الأولية حلّ الجمعية الوطنية، في إجراء يهدف حسب رأيه لتصحيح الوضع، رغم أن الكثيرين يدينونه ويصفونه بالاندفاع الاستبدادي انتصارا لروح النرجسية، مع رغبته في الانتقام من هذا "الشعب غير القابل للحكم"، والذي لا يفهم شيئا.

ألمانيا لم تفعل مثله

وفي مقارنة سريعة مع ألمانيا التي أصيبت بالنكسة نفسها التي تعرض لها نظام ماكرون دون أن يؤدي ذلك إلى مثل هذه الدراما النفسية أو التسبب في زعزعة استقرار البلاد، ترى الكاتبة أن ما يحدث في هذين البلدين، الركيزتين المؤسستين للاتحاد الأوروبي، يسلط الضوء على تقادم المؤسسات الفرنسية.

وبينما تكون ألمانيا قادرة على تشكيل حكومة ائتلافية في غياب الأغلبية المطلقة، تعيش فرنسا في ظل نظام التعايش الذي يؤدي إلى تأرجح عقيم، لأن الدستور يركز قدرا كبيرا من السلطة في يد الرئيس دون أن يترك مساحة للقوى المضادة.

"حفار قبر فرنسا"

وحكمت الكاتبة بأن أداء فرنسا سيئ كما يظهر من ارتفاع الدين العام والعجز، مع تزايد التوترات المجتمعية يوما بعد يوم بسبب الهجرة غير المنضبطة والسياسات المتساهلة وتزايد انعدام الأمن وتراجع القدرة الشرائية وذبول الاقتصاد.

وحتى لو كان كل هذا لا يعود إلى مجيء أصغر رئيس لفرنسا -كما تقول الكاتبة- فإن ماكرون لم ينجح في إبطاء الحركة بل قام بتضخيمها، فهو يجيب المواطنين بهدوء بأن المشكلة لا تكمن فيه بل في الآخرين، وأنه يجب أن يكون هناك المزيد من الماكرونية والمزيد من أوروبا.

وأكدت ماري هيلين ميوتون أن السلطة الحالية ستهزم مساء 7 يوليو/تموز المقبل، وأن السيناريو المتوقع هو سقوط أغلبية مطلقة أو نسبية في يد التجمع الوطني لمارين لوبان وجوردان بارديلا المرتبط بمرشحي إريك سيوتي، وسيكون التعايش صاخبا للغاية ومغامرة قاتلة.

ومع أن مظاهرات اليمين التي تهز المدن الفرنسية الكبرى تظهر ذلك بالفعل، فإن هناك احتمالا آخر ضعيفا بأن تمنح أغلبية نسبية لتحالف اليسار، وبالتالي كان على ماكرون أن يصبر على الجمعية الوطنية حتى سبتمبر/أيلول القادم على الأقل، والسماح بمرور الألعاب الأولمبية، لكنه قام بما وصفته بتحطيم المنزل، متجاهلا مصلحة الشعب التي يعتبر هو ضامن لها.

وخلصت الكاتبة إلى أن قرار ماكرون بحل الجمعية الوطنية أدى إلى تسريع التصدعات، وجعله "حفار قبر فرنسا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

انطلاق آخر أسبوع من الحملة الانتخابية في فرنسا

يبدأ في فرنسا -اليوم الاثنين- آخر أسبوع من الحملة الانتخابية، قبل الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي تعتبر الأهم منذ عام 1945، ويبدو أن اليمين المتطرف هو الأوفر حظا في مواجهة جبهة اليسار.

وقبل أسبوع من الدورة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية، يعمل معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جاهدا لتقليل الفجوة بينه وبين ائتلاف اليسار، خاصة في ظل تقدم اليمين المتطرف.

وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاءه يتوقعون الحصول على نسبة تتراوح بين 35.5% و36% من الأصوات، متقدمين على الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم أحزاب اليسار (27% إلى 29.5%)، ومعسكر ماكرون (19.5% إلى 20%).

الأحزاب في المواجهة

ويستعد حزب مارين لوبان اليميني للكشف عن "أولويات حكومة الوحدة الوطنية" اليوم الاثنين، والتي يعتزم تشكيلها في حال فوزه.

بالمقابل، يسعى رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا إلى تقديم نفسه بأنه الشخصية القادرة على توحيد الفرنسيين، حيث أكد في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" أنه يريد أن يكون رئيس الوزراء لكل الفرنسيين بدون تمييز، وأنه لن يقبل بالمنصب ما لم يحصل على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية.

ومن جانبه، أكد زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون مساء السبت عزمه على قيادة البلاد، وهو ما يراه الاشتراكيون تجاوزا للخطوط الحمراء.

وأوضح الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند أنه على ميلانشون أن يتراجع ويصمت إذا كان يريد خدمة الجبهة الشعبية الجديدة بشكل فعّال.

كما شدد الأمين العام للحزب الشيوعي فابيان روسيل على أن ترشيح ميلانشون لرئاسة الوزراء لم يُتّفق عليه داخل الجبهة الشعبية الجديدة.

معسكر ماكرون

من جانبه، أقر ماكرون، الذي يستبعد الاستقالة قبل انتهاء ولايته في مايو/أيار 2027، بضرورة إحداث تغيير عميق في طريقة الحكم.

وفي مواجهة اليمين المتطرف وتحالف "الجبهة الشعبية" اليساري، دعا الرئيس الفرنسي إلى ما سماه "النهج الثالث". وقال ماكرون إن الهدف لا يمكن أن يكون مجرد استمرارية لما تم فعله في الماضي، وأعرب عن فهمه لرغبة الناس في التغيير.

وشدد على أهمية تقديم استجابات أكثر قوة وحزما لمواجهة قضايا مثل انعدام الأمن وغياب المحاسبة. وأضاف أن الحكومة المقبلة يجب أن تعيد صياغة سياسة الطفولة، وتؤمن حماية أفضل للشباب، وتتصدى بقوة أكبر لكل أشكال التمييز.

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء غابرييل أتال في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية أن الانتخابات ستكون نقطة تحول.

وأشار إلى أن كتلته هي "الأكثر ديناميكية" في هذه الحملة، رغم حصولها على 14.6% فقط من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، مؤكدا أن الانتخابات تمثل "خيار المجتمع" وأنه ينتظر "شرعية إضافية" للبقاء في منصبه.

 

وتظاهر عشرات الآلاف في فرنسا الأحد للتنديد بـ"الخطر" الذي يهدد حقوق النساء في حال فوز التجمع الوطني.

ونشرت صحيفة لوموند عريضة وقعها 170 دبلوماسيا ودبلوماسيا سابقا، يحذرون من فوز اليمين المحتمل في الانتخابات التشريعية، مما قد يضعف فرنسا وأوروبا.

كما أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن قلقه من احتمال فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية.

وتثير نتائج الانتخابات مخاوف واسعة في فرنسا وخارجها، بين شبح تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة وجمعية وطنية يهيمن عليها 3 أقطاب متباينة.

وتتزايد هذه المخاوف في ظل الوضع الاقتصادي القاتم والحرب في أوكرانيا، وقبل شهر من دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يستعد للسيناريو الكابوس.. فرنسا المتشككة في أوروبا
  • الاتحاد الأوروبي يستعد لـ السيناريو الكابوس.. انتخابات فرنسا تثير القلق
  • ماكرون يحذر قبل أيام من الانتخابات الفرنسية: "التطرف" قد يؤدي إلى "حرب أهلية"
  • ماكرون يهدد: خسارة الانتخابات ستؤدي إلى "حرب أهلية" في فرنسا
  • ماكرون يحذر من "حرب أهلية" في فرنسا بسبب "متطرفي" اليمين واليسار
  • ماكرون يحذر من “حرب أهلية” في فرنسا
  • ماكرون يحذر من حرب أهلية في فرنسا
  • ماكرون يحذّر من حرب أهلية في فرنسا
  • انطلاق آخر أسبوع من الحملة الانتخابية في فرنسا
  • هل تغادر فرنسا الاتحاد الأوروبي؟