الاستخبارات الألمانية: أوكرانيا نقطة عبور للإرهابيين مثل "داعش" إلى الغرب
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
أكد رئيس مكتب حماية الدستور الألماني توماس هالدينفانغ أن الجماعة الإرهابية "داعش - ولاية خراسان" يمكن أن تستخدم أوكرانيا لنقل أتباعها إلى الدول الغربية.
وقال في مؤتمر صحفي: "تمكنت (داعش - ولاية خراسان) من نقل أنصارها إلى أوروبا الغربية، على الأرجح من خلال تدفق اللاجئين القادمين من أوكرانيا"، مضيفا أن ألمانيا ودول أوروبية أخرى تراقب عن كثب هذه العمليات وتمنع وقوع هجمات إرهابية محتملة.
ووفقا لهالدينفانغ، فإن "داعش – ولاية خراسان" هي الآن الأكثر خطورة بين الجماعات الإرهابية المماثلة، وتعتبر الهجمات الإرهابية على مسرح باتاكلان الباريسي أو مترو بروكسل أمثلة يجب الاحتذاء بها.
وقال: "يتم تنفيذ أنشطة تحضيرية واسعة النطاق، ويجب أن يشارك فيها العديد من الأشخاص، ويتم شراء الأسلحة، وفي بعض هذه المراحل تتمكن السلطات الأمنية من وضع قدمها في الباب".
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر التي كانت حاضرة في المؤتمر، إن هناك الآن نحو 27 ألفا من أتباع "الإسلام المتطرف" في ألمانيا.
وأضاف هالدينفانغ، في إشارة إلى الهجوم الإرهابي على مجمع "كروكوس سيتي هول" في 22 مارس الماضي بضواحي العاصمة الروسية موسكو: "يمكن أن تأتي التهديدات من جهاديين منفردين أو مجموعات صغيرة، لكن الهجمات الإرهابية المنسقة واسعة النطاق مثل الهجوم الأخير في موسكو هي أيضا سيناريو محتمل".
والجدير ذكره أن مهاجمي مجمع "كروكوس سيتي هول" حاولوا مغادرة روسيا عبر الحدود مع أوكرانيا.
وفي أبريل الماضي، وجه مكتب المدعي العام الألماني اتهامات بتكوين جماعة إرهابية إلى خمسة مواطنين من طاجيكستان، ومواطن من تركمانستان، ومواطن من قيرغيزستان، وكان قد دخل المتهمون إلى ألمانيا عبر أوكرانيا في عام 2022.
وفي نهاية عام 2023، تم إعلان حالة التأهب من هجمات إرهابية في العاصمة النمساوية فيينا، وأفادت التقارير بأن العديد من المشتبه بهم باسم تنظيم "داعش– ولاية خراسان" كانوا يخططون لشن هجمات على كاتدرائية سان ستيفن وبراتر وكاتدرائية كولونيا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جماعات العاصمة الروسية السلطات متطرف عمليات جهاديين بروكسل الغرب الارهاب عاصمة مسرح روسيا الجماعة الإرهابية منفرد العمليات
إقرأ أيضاً:
السقوط الحتمي
#السقوط_الحتمي
بقلم: د. #هاشم_غرايبه
مقال الإثنين: 17 / 3/ 2025
التاريخ كتاب مفتوح لمن شاء أن يتعلم، والمتأمل في أحداثه يجد أنه لا شيء حدث كان عشوائيا، بل كل أحوال الأمم والحضارات، صعودا أو سقوطا، كانت مبنية على مقدمات وعوامل أدت الى تلك النتيجة.
لذلك يعمد المفكرون الى الدراسة المقارنة لأحداث التاريخ، لاستقراء العوامل التي أدت الى ارتقاء أمم وانتكاس أخرى.
أحد هؤلاء هو المفكر الفرنسي “ايمانويل تود”، الذي ذاع صيته بسبب كونه أول من تنبأ بسقوط الاتحاد السوفياتي، وذلك في في كتابه “السقوط الأخير” الذي نشره عام 1976، في ذروة الحرب الباردة، وفي الوقت الذي كان فيه العالم متقاسما بين القطبين، ولم يكن يخطر ببال أحد ذلك السقوط، الذي لم يكن بسبب التفوق العسكري للغرب ولا لانتصار الرأسمالية على الاشتراكية، بل تنبأ بها “تود” بسبب توفر عوامل النخر الداخلي الديموغرافي في الكتلة الشرقية.
في دراسته هذه لم يلجأ “تود” الى أدوات التحليل السياسي التقليدية، بل استطاع من خلال الدراسات الديمغرافية، أن يُشرّح المجتمع السوفياتي، وأن يصل إلى استنتاجات ثبتت صحتها بعد ثلاثة عشر عامًا، فجعلت منه أحد أبرز فلاسفة وعلماء عصره.
المنهج الذي اتبعه مبني على الديمغرافيا، والتي هي فرع من علم الاجتماع والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق ومكونات النمو مثل معدلات المواليد والوفيات والهجرة، ونسب الأمراض، والظروف الاقتصادية والاجتماعية، ومتوسط الأعمار والجنس، ومستوى الدخل..الخ.
يعود “تود” اليوم الى الأضواء بعد أن نشر كتابه الجديد “هزيمة الغرب” في بداية هذا العام، ورغم أن هذا الكتاب نشر بالفرنسية ولم يترجم بعد الى أية لغة أخرى، إلا أنه أثار الجدل، كونه نشر في هذا الوقت بالذات، الذي انغمس فيه الغرب مباشرة في نزاعات مسلحة في اكرانيا وفي الشرق الأوسط، ويبحث قادته عما يرفع من المعنويات وليس نشر الإحباط.
لكن الكاتب يؤكد أنه لا ينتمي لأية أيديولوجيا، بل يقرأ المشهد بشكل علمي بعيد عن المؤثرات، ويبين أن علامات السقوط المجتمعي تبدأ عادة بتفكك مجموعة من القيم تعتبر روافع حضارية، فالحضارات لا تقيمها القوة العسكرية التي قد تنجح بتحقيق ازدهار اقتصادي نتيجة رفع سرعة عجلتي التصنيع والتجارة، وبالتالي تحريك الأسواق بسبب رفع الوتيرة الاستهلاكية، لكن المجتمعات كائن حي ينمو ويترعرع، وعلته أنه يظل عرضة للتفكك والاضمحلال أو الترابط والتماسك، بحسب سيادة القيم العليا فيه أو تراجعها.
يقول أن المجتمع الغربي تزايدت فيه عوامل الاضمحلال، فمن ناحية النمو السكاني فهو في الاتجاه السالب، لسيادة مفاهيم المثلية، واضمحلال مؤسسة الأسرة، وغلبة الفردية التي فرضتها ثقافة النيو ليبرالية، مما قطع أوصال العلاقات العائلية.
وهو يرصد سقوط القيم العليا، فيقول إنها ظهرت جليا في حالة التجييش المجتمعي في التعاطف مع قضية صحيفة “ايبدوا”، فرغم تفاهة القضية وسخف ما كان يقدمه رساموها من قيم التعالي على ثقافات الآخرين ومعتقداتهم، إلا أنها جُعلت قضية الحرية الأولى، مما كشف مدى تعمق النزعات اليمينية المتطرفة في الضمير الجمعي الغربي.
مثلما كشفت الازدواجية في المزاج الشعبي عند التعامل مع حربين حدثتا في زمن واحد، في أوكرانيا وفي القطاع، حجم الغياب المدقع لقيم العدالة وحقوق الآخرين.
عالم الرياضيات الأمريكي “بيتر تورشين” ينبه الى المصير ذاته في كتابه (End Times)، وهو يستخدم المعادلات الرياضية للوصول الى النتائج، ويقول انه وفريقه جمعوا خلال الثلاثين عاما الماضية بيانات عما يقرب من 200 أزمة حدثت خلال الـ 5000عام الماضية، ويحذر مما حذر منه “تود” اذا لم تقم حكومات الغرب بإجراءات فورية لمنع ذلك التدهور.
ما لا يذكره الفلاسفة الغربيون ويرفضون الاعتراف به، وأهم بكثير مما أوردوه، أنه لا يحفظ القيم العليا غير إقامة منهج الله، فهذه القيم لم يبتدعها الإنسان، بل وجد نفسه مفطورة عليها، أي هي جزء من طبيعته البشرية، لذا فالخالق هو الأعلم بما يعززها وينميها، وبما يضعفها ويلغي تأثيرها، وبما ان منهجه حوى كل ذلك، لذا فانتهاجه هو الوسيلة الأمثل لصلاح المجتمعات وازدهار الحضارات، ومغنيا عن كل نصائح الفلاسفة وتحذيراتهم.
ولما كان الغرب معاديا لمنهج الله ومحاربا لمتبعيه، فالحتمية التي منها يحذرون واقعة.