وكالة الصحافة المستقلة:
2024-06-26@19:36:38 GMT

صنع في النجف الأشرف!

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

يونيو 18, 2024آخر تحديث: يونيو 18, 2024

سيف اكثم المظفر

ثلاثون يوماً برفقة شاب نجفي، تقلد زمام الأمور التنفيذية في تلك المحافظة، وكم كان مرهقا بتحركاته، السريعة من أقصى المحافظة إلى أقصاها ، في كل الاتجاهات العشائرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية..

احدى هذه الوجهات كانت مدينة النجف الاشرف الصناعية، التي لم نسمع بها إلا في بمواقع التواصل الاجتماعي ، التي لم يعد شيء فيها قابلا للتصديق، في ظل الكم الهائل من الأكاذيب والتضليلات المنشورة.

“صنع في النجف الأشرف” ذاك الشريط اللاصق الذي خط عليه تلك العبارة، أصابتنا الدهشة، وتبادر للذهن أكيد إنها لم تصنع هنا، وقد يحتمل تجميع أجزاء فقط، وبعد بضع خطوات، ظهر. امامنا خط إنتاج كامل، يحول حبيبات البلاستيك إلى مبردات عملاقة بأحجام مختلفة ، انها حقا صنعت بالنجف الاشرف!

فضلاً عن الغسالات والطباخات، وخطوط أخرى قيد التحضير والتجهيز.. لقد ذكرتنا بتلك الصورة العالقة في اذهاننا لعمل صناعة السيارات “دگ النجف” الذي كانت تثنع في الحي الصناعي لمدينتنا الحبيبة.

نعم إن أكبر الأسواق الصناعية في العراق كان للنجف الأشرف فيها القدح المعلى، واليوم نشهد عودة رائعة للصناعات فيها، فضلاً عن ازدهار القطاع الخاص، الذي بدأ يأخذ دور في منافسة والانطلاق.. وما يزيدنا فخرا أن النجف الأشرف اليوم، تصدر بعض منتجاتها لدول الخليج وتركيا..

ننتظر من القادم ان يكون أفضل، بوجود المخلصين من أبنائها، والمتصدين من الثقات، أصحاب الرؤية الاستراتيجية، والقيادة الحكيمة..

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

د. رشا سمير تكتب: مصر الإبداع.. كانت وستبقى

في الوقت الذي تراجعت فيه القيم، واختلت الموازين، وتأرجحت المفاهيم بين ما تعلمناه وما فرضته علينا الأيام..

في الوقت الذي بات القبح فيه هو لغة الشعوب، وتغلبت أخلاق الغابة على كل المعاني الإنسانية..

في هذا الوقت العصيب، بقيت الكلمة وازدهرت النغمة..فتمنى العالم وسط الحروب والأوبئة أن تظل الريشة والوتر والقرطاس هم أسلحة كل المعارك الصعبة.

هكذا جاء فوز الفيلم المصري "رفعت عيني للسما" من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته 77، ليكون الفيلم الأول في تاريخ الفن المصري الذي يفوز بتلك الجائزة..جاء هذا الفوز بمثابة شعاع نور في نفق مظلم بدا وكأنه بلا نهاية..

إنه فوز صاحبه سعادة كبيرة وفخر بلا حدود بمصرنا..بفننا..بحضارتنا..بإبداعنا..

فوز إشتقنا إليه وتمنيناه في هذا التوقيت الذي تشكك فيه الكثيرون من إنسحاب مصر من المشهد الثقافي، ففي الوقت الذي إمتلكت فيه بعض الدول المال لتصنع نجاحا زائفا، إمتلكت مصر المواهب والمبدعين الذين لم يتوقفوا يوما عن العطاء.

يدور الفيلم حول فرقة مسرحية اسمها "بانوراما برشا"، أسستها سيدة تدعى "يوستينا سمير" في إحدى القرى النائية بمركز ملوي بمحافظة المنيا، حيث تعرض تلك الفرق بعض المسرحيات الغنائية والعروض الراقصة، إلا أن تلك العروض قد لاقت سخرية كبيرة من أهالي القرية، حتى سمع عنها المخرجان ندى رياض وأيمن الأمير فقررا توثيق مسيرة الفرقة من خلال فيلم تسجيلي، وتصبح شهرة تلك الفرقة عالمية بعد الفوز بجائزة مهرجان كان، وهذه هي عظمة الفيلم، لم يتم صرف الملايين ولا الإستعانة بممثلين عالميين، بل هي فكرة محلية بسيطة تدعم البسطاء، تحولت بين لحظة وأخرى إلى جائزة عالمية.

هذه في الحقيقة هي عظمة مصر، عظمة تاريخها، عظمة هذه الدولة الخالدة التي مهما بلغت من العمر لازال رحمها قادر على إنجاب المبدعين، ولازالت هي الأم التي تحنو وتربي وتصنع المعجزات رغم قسوة الظروف.

أعادني هذا الفوز إلى لحظات كدنا فيها أن نفقد الأمل، عندما إعتلى الساحة أنصاف المواهب، وأصحاب الشعارات الكاذبة، والفن الكسيح الذي أصبح المايسترو فيه هو السوشيال ميديا، هنا إختلت دفة الإبداع في يد أصحاب المواهب الحقيقية وفقد الكثيرون الأمل..ولكن عظمة مصر تكمن في المحاولات الفردية الذي لا ينتمي إلى مؤسسات ولا وزارات، هؤلاء هم المؤمنون بالقضية.

ولأن الشئ بالشئ يذكر، هنا أذكر الشاب المجتهد أحمد عبيد المؤسس والمدير التنفيذي لشركة RMC وما يقوم به من مجهود نابع من إيمانه العميق بأن القوة الناعمة لمصر هي مفتاح نهوضها وعودتها للريادة، تعرفت عليه في أحد الحفلات واستمتعت بحماسه الشديد حين يتحدث عن الحفلات التي يقوم بتنظيمها ويتكبد أحيانا خسارة مادية فقط لأنه يمتلك الأمل والذوق الراقي..

أطلق قمة "صوت مصر" في عام ٢٠١٦ بهدف تحسين الصورة الذهنية لمصر أمام العالم محاربا بشكل أنيق الفن الردئ.. فأقام حفلات في ذكرى أم كلثوم، صوت السينما برعاية صوتي مصر ريهام عبد الحكيم والمبدع مدحت صالح، السوبرانو فاطمة سعيد بقيادة الرائع نادر عباسي، عبد الحليم بتقنية الهولوجرام..ثم أخيرا وليس آخرا، الحفل الرائع الذي أقيم تحت شعار (٤٠ عاما من الإبداع والتميز) لتكريم الفنان عمر خيرت بقصر عابدين..

إستطاع أحمد عبيد العاشق للفن المصري أن ينسج من الغناء قطعة دانتيلا ناعمة ترتديها مصر وهي تتربع دوما على عرش الإبداع.

هناك المئات من الشباب المصري الذين يمتلكون الموهبة، من ذكرتهم ليسوا إلا نموذجين يقتدى بهما إلا أن هناك الآلاف ممن يقدمون الفن بألف شكل بغض النظر عن التمويل المادي اللهم إلا جهودهم الذاتية وإيمانهم بما يقدمون، مثلهم مثل الفنان محمد صبحي الذي صنع من خشبة المسرح في يوم ما مصنعا لتصدير الفن للعالم، بل وكانت مسرحياته ولازالت هي تاريخ مصر المسرحي..

لن ينضب البحر أبدا..لن تغيب شمس الإبداع يوما عن مصر..قوة مصر الناعمة هي الشئ الوحيد الغير قابل للبيع، وغير قابل للإنكسار....أبدا.

[email protected] 

مقالات مشابهة

  • بعد ان كانت تشاور وتودع مسافر.. مشاعر شيرين تدخلها لمصحة عقلية
  • في وداع السيد عبدالله بن حمد
  • 30 يونيو
  • البسطاوي يدخل على خط الهجوم الذي تعرضت له المؤثرة هند المهريد
  • هل يستطيع الفاتيكان جمعَ ما لا يُجمَع؟
  • فيديو | «القاضي الرحيم»: الإمارات أكثر أماناً من أمريكا وأحببت الحياة فيها
  • د. رشا سمير تكتب: مصر الإبداع.. كانت وستبقى
  • استبيان تلفزيون السودان
  • 30 يونيو| المقدم محمد سليمان.. ابن المنيا الذي واجه الإرهابيين في الواحات وأبكي المصريين عند استشهاده
  • الأكل وأمر آخر.. هكذا سيصبح سكان جنوب أوروبا الأطول عمراً في العالم