استهداف مطاعم كنتاكي وغيرها من الشركات الأمريكية في العراق احتجاجا على حرب غزة
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
عادت قوات مكافحة الإرهاب العراقية، التي ساعدت في هزيمة تنظيم الدولة، إلى القيام بدوريات في شوارع بغداد، لكن هذه المرة لديها مهمة جديدة وهي: "حماية امتيازات المطاعم الأمريكية من المخربين الغاضبين من حرب غزة".
وأكد تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن "مهاجمين استهدفوا في الأسابيع الأخيرة العديد من سلاسل المواد الغذائية ذات الطراز الأمريكي كجزء من المقاطعة الاقتصادية للعلامات التجارية التي يقولون إنها تساعد في تمويل عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة".
وذكر أن الهجمات بدأت، بما في ذلك "الاعتداءات التي شنها رجال ملثمون على فروع كنتاكي فرايد تشيكن ومطعم لي الشهير، في أواخر أيار/ مايو الماضي، بعد أن دعت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران أتباعها إلى الاحتجاج على هذه الشركات".
وأشار إلى أن الميليشيات قالت في بيانها إنها "ترفض استخدام الأراضي العراقية في مشاريع استثمارية"، مؤكدة أن أرباحها تذهب إلى إسرائيل وقواتها المسلحة.
وتعد الولايات المتحدة أقرب حليف لـ "إسرائيل" والمورد الرئيسي للأسلحة والمساعدات، لكن هذه المساعدة تأتي إلى حد كبير من الحكومة.
وبيّن التقرير أن الحكومة العراقية استجابت للاضطرابات من خلال نشر وحدات مكافحة الإرهاب التي دربتها الولايات المتحدة في جميع أنحاء بغداد للحماية من المزيد من العنف - وهو جهد يقول المحللون إنه يهدف إلى "طمأنة المستثمرين الأجانب وإشارة إلى الجماعات القوية الموالية لإيران بأن القوات الحكومية هي التي تسيطر على البلاد".
ونقلت التقرير عن أحد أفراد مكافحة الإرهاب، علي البالغ من العمر 23 عاما، وهو متمركز الآن في حي الكرادة الصاخب بوسط بغداد، حيث توجد العديد من المطاعم الدولية: "إنه لأمر غريب أن يتم استخدامنا لحماية مطعم.. نحن قوات خاصة ولسنا حراسا شخصيين"، ولم يذكر سوى اسمه الأول فقط، لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.
وأشار التقرير إلى أن استهداف العلامات التجارية الأمريكية كوسيلة للاحتجاج على السياسة الخارجية الأمريكية أمر شائع في الشرق الأوسط والعالم، فعندما اندلعت الحرب بين "إسرائيل" وحماس في الخريف، وقال أحد فروع ماكدونالدز في "إسرائيل" إنه سيقدم وجبات مجانية للجنود، تعرضت عدة فروع للسلسلة للتخريب في مصر ولبنان وتركيا.
وبحسب الصحيفة قام أشخاص في العراق بإلقاء قنابل صوتية على معهد لغات ومكتب شركة "كاتربيلر"، الشركة الأمريكية لتصنيع معدات البناء التي تزود الجيش الإسرائيلي بالجرافات المدرعة، بينما ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن احتجاجات صغيرة نُظمت خارج مكاتب شركتي بيبسي وبروكتر آند غامبل في بغداد.
قال أحد المشاركين، وهو عضو في جماعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران، للصحيفة متحدثا بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه ساعد في تنفيذ الهجمات: "نحن مجموعة من الأشخاص من هذه الأمة الذين احتجوا ضد المصالح الأمريكية، وسنواصل المقاطعة حتى إغلاق كافة المصالح الأمريكية".
وأشار التقرير إلى أن الميليشيات الشيعية الموالية لإيران تتمتع بقوة سياسية وعسكرية كبيرة في العراق، ولطالما عارضت الوجود العسكري الأمريكي هنا وفي المنطقة، وأن للولايات المتحدة نحو 2500 جندي وفرد أمريكي في العراق لتقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن المحلية.
وأكد التقرير أنه وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الميليشيات التي تعمل تحت مظلة المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن هجوم بمسيّرة أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية في الأردن المجاور. وأنه بعد انتقام الولايات المتحدة، مما أسفر عن مقتل قائد كبير في كتائب حزب الله في وسط بغداد في شباط/ فبراير، تراجعت الميليشيات عن استهداف المنشآت الأمريكية.
وقال إن القليل من الناس توقع أن توجه هذه المجموعات أنظارها إلى مطاعم البرغر والدجاج المقلي التي تحظى بشعبية لدى العراقيين في العاصمة.
وفي ليلة عادية من أيام الأسبوع في بغداد الشهر الماضي اندلعت الأحداث لأول مرة في فرع كنتاكي الجديد في شارع فلسطين، ونزل العشرات من الأشخاص، وهم يرتدون الأقنعة ويحملون العصي، إلى المنشأة وحطموا النوافذ وألقوا الكراسي ودمروا معدات المطبخ بينما اختبأ الزبائن أو فروا.
وجاء في التقرير أن سلام عبد الكريم، وهو مهندس يبلغ من العمر 43 عاما، كان يتناول الطعام مع عائلته في ذلك الوقت، وقال إن ابنته البالغة من العمر 8 سنوات كانت تجلس مواجهة للباب عندما دخل المهاجمون.
وقال: "بمجرد أن رأتهم، خافت، وطلبت مني أن أنظر خلفي.. لبضع ثوان لم أعرف ماذا أفعل، ثم أخبرت زوجتي على الفور أن علينا المغادرة، حيث بدأوا بتحطيم معدات المطعم".
وأطلقت قوات الأمن القريبة طلقات تحذيرية في الهواء لتفريق الحشد. ولم يتعرض أي من الموظفين أو الزبائن لأذى جسدي. لكن هجمات مماثلة وقعت أيضا في فروع مطعم Lee’s Famous Recipe Chicken وسلسلة مطاعم Chili House المملوكة للأردنيين، وهي سلسلة مطاعم برغر على الطريقة الأمريكية، بحسب الصحيفة.
ورفض أصحاب المؤسسات الثلاث في بغداد التعليق لأسباب أمنية.
ونقلت الصحيفة عن حامد السيد، وهو سياسي مستقل، عن الميليشيات قوله: "إن ما حدث في بغداد كان خطوة واضحة لإرسال رسالة مفادها أنهم ما زالوا يتمتعون بالسلطة"، مضيفا أن الرسالة تستهدف القادة في كل من بغداد وطهران.
وبحسب التقرير فقد قالت وزارة الداخلية إنها ألقت القبض على مشتبه بهم يعتقد أنهم متورطون في الهجمات، ووصفت خلية الإعلام الأمني، وهي جهة رسمية تنشر المعلومات الأمنية، الهجمات بأنها "محاولة يائسة لزعزعة استقرار البلاد والإضرار بسمعتها".
لكن الأكاديمي العراقي عقيل عباس قال إن رد الحكومة كان إلى حد كبير هو استهداف أعضاء الميليشيات "من الرتب المنخفضة فقط، دون استهداف الشبكة العليا"، بحسب الصحيفة.
وقال: "الخاسر الأكبر في هذه المعادلة هو رئيس الوزراء، لأن ما يحدث هو عكس الرسالة التي يحاول إيصالها في جذب الاستثمار".
وأكد التقرير أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يسعى إلى تنويع الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، وجذب رؤوس الأموال الأمريكية والأجنبية إلى العراق.
وأشار التقرير إلى أن السفيرة الأمريكية في العراق ، ألينا رومانوفسكي، أدانت في بيان صدر في 30 أيار/مايو "الهجمات العنيفة الأخيرة ضد الشركات الأميركية والدولية".
وكتبت على منصة "إكسط (تويتر سابقا): "هذه الهجمات تعرض حياة العراقيين وممتلكاتهم للخطر، ويمكن أن تضعف قدرة العراق على جذب الاستثمارات الأجنبية".
وبالنسبة للواء المتقاعد أحمد الطائي، وهو الآن محلل أمني، فإن تحرك السوداني لنشر جهاز مكافحة الإرهاب كان علامة على قوة الميليشيات واستعداد الحكومة "للقيام بكل ما يلزم لفرض القانون".
وشدد التقرير على أنه بالرغم من وجود مقاتلي مكافحة الإرهاب مثل علي الآن في جميع التقاطعات الرئيسية في بغداد. لكن العنف وضع العديد من أصحاب الأعمال في حالة من التوتر.
فمثلا، زين محمد يملك مقهى في بغداد. وقال: "المقهى الخاص بي يقع بجوار سكيتشرز مباشرة، وأنا قلق من أنهم سيدمرون المقهى الخاص بي أيضا عندما يهاجمونه".
كما سارعت بعض المطاعم ذات الأسماء الأجنبية إلى إصدار بيانات توضح أنها شركات محلية لا علاقة لها بالشركات الأمريكية.
وكتبت سلسلة مطاعم غوست برجر على صفحتها على الفيسبوك: "نود أن نعلن أن مطعمنا هو علامة تجارية عراقية خالصة. وليس له أي صلة بأي شركة أجنبية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراقية المقاطعة الإسرائيلي كنتاكي الولايات المتحدة العراق إسرائيل الولايات المتحدة المقاطعة كنتاكي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مکافحة الإرهاب التقریر أن فی العراق فی بغداد إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجمعية العراقية في الولايات المتحدة الأمريكية تعقد مؤتمرها العاشر
ديسمبر 15, 2024آخر تحديث: ديسمبر 15, 2024
المستقلة/-علاء السوداني –ميشغان/..تحت شعار “سلطة القانون… ضمانة لتعزيز قيم حقوق الإنسان في العراق”, شهدت ولاية ميشيغان الأمريكية انعقاد المؤتمر العاشر للجمعية العراقية في الولايات المتحدة الأمريكية، وسط حضور واسع من أبناء الجالية العراقية والشخصيات الأكاديمية والاجتماعية.
افتُتح المؤتمر بكلمات ترحيبية، أعقبها وقوف الحاضرين دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الشعب العراقي وشهداء الحرية. وفي مستهل الجلسة، دعا نشأت المندوي إلى انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر. وأسفرت الانتخابات عن اختيار كل من حميد مراد، والدكتورة سندس، والدكتور كمال الساعدي لرئاسة المؤتمر، فيما قدمت السيدة بروين ميشو استقالتها من الهيئة الإدارية.
وفي كلمة الجمعية التي ألقاها سامح كوركيس، تم تأكيد أهمية تعزيز قيم حقوق الإنسان في العراق، مشيرًا إلى التحديات الكبيرة التي تواجه البلد، سواء من الناحية السياسية أو الأمنية.
وقال كوركيس: “إن العراق يمر بظروف حرجة نتيجة المصالح الدولية والإقليمية المتداخلة، إلى جانب العمليات العسكرية المتكررة التي تهدف إلى زج البلاد في صراعات لا تخدم مصلحته الوطنية.
وتطرق الشيخ هشام الحسيني، مرشد مركز كربلاء الإسلامي، إلى حقوق الإنسان كما تناولتها الشرائع السماوية، مؤكدًا القيم المشتركة التي تجمع الإنسانية في السعي لتحقيق العدالة والمساواة.
تبع ذلك كلمة المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان، استعرض فيها المهندس سعد كاظم. مسيرة الجمعية الممتدة لما يقارب ربع قرن، والتي تأسست على أيدي نخبة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان.
وأشاد بالدور الذي لعبته الجمعية في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، فضلاً عن دعم الصحافة والصحفيين ووقوفها بوجه أنظمة الاستبداد، مشيرًا إلى أثرها الإيجابي في تعزيز القيم الإنسانية داخل الولايات المتحدة وخارجها.
كما ألقى الشاعر فالح حسون الدراجي كلمة تناول فيها واقع حقوق الإنسان في العراق، مشددًا على أنها الركيزة الأساسية لأي مجتمع يسعى نحو الاستقرار والازدهار. وأشار الدراجي إلى التحديات المتباينة التي واجهها العراقيون على مر السنين، معتبراً أن حقوق الإنسان في العراق مرت بمراحل متباينة عانى خلالها الشعب من ظلم واستبداد متكرر.
عرض البيانات والتقارير
قدّم أعضاء الجمعية السابقة تقارير شاملة عن نشاطات الجمعية خلال الفترة الماضية. استهلت السيدة سميرة كوري بتلاوة تقرير البيانات الرسمية للجمعية، تلاها عقيل القطان الذي استعرض تقرير النشاطات، ثم الدكتور كارزان خانقيني الذي قدّم تقرير المالية، وأخيرًا السيد خالد نيسان الذي عرض تقرير الندوات.
انتخابات الهيئة الإدارية
عقب عرض التقارير، فُتحت أبواب الترشح لانتخابات الجمعية تحت إشراف لجنة مراقبة قانونية برئاسة المستشار القانوني المحامي مجدي خضوري وعضوية الدكتور كارزان خانقيني والمهندس هشام العزيز. ترشح خمسة عشر عضوًا تنافسوا على سبعة مقاعد في الجمعية.
جرت الانتخابات في أجواء ديمقراطية وشفافة، وأسفرت النتائج عن فوز كل من حميد مراد، و عقيل القفطان، و سميرة كوري، و سامح كوركيس، و فراس عبد كاظم، و سامر المعمار، و سندس عمارة
انتخاب رئيس الجمعية
عقب إعلان النتائج، جرى التصويت بين الأعضاء المنتخبين لاختيار رئيس للجمعية. وأسفرت النتيجة عن انتخاب عقيل القطان رئيسًا للجمعية، في خطوة تُعد بداية لمرحلة جديدة من العمل والإنجاز.
اختُتم المؤتمر بتجديد التزام الجمعية بمواصلة الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم قضايا المرأة والطفل والصحفيين، إلى جانب تعزيز دور الجالية العراقية في الولايات المتحدة لنصرة القيم الإنسانية ومواجهة تحديات العراق.