بوابة الوفد:
2025-03-03@23:44:44 GMT

حقبة جديدة من العدالة الاجتماعية

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

مثلت التوجيهات الرئاسية الأخيرة منعطفاً كبيرًا لتدشين حقبة جديدة لمفهوم العدالة الاجتماعية، الذى ينبغى أن يكون الهدف الرئيس الذى تسترشد به كل السياسات الوطنية. وقد لاقت هذه التوجهات قبولًا بين المؤيدين الذين يزعمون أن تصدر العدالة الاجتماعية سلم الألويات ييسر للمجتمع وللاقتصاد العمل بأسلوب أكثر تماسكًا، ويواكب هذا الشهر الاحتفال بالعدالة الاجتماعية، حيث اعتمدت منظمة العمل الدولية إعلان العدالة الاجتماعية من أجل عولمة عادلة فى 10 يونيو 2008.

مع بيان للمبادئ والسياسات الرئيسية التى اعتمدها مؤتمر العمل الدولى منذ صدور دستور منظمة العمل الدولية لعام 1919، ويبنى هذا البيان على إعلان فيلادلفيا لعام 1944 والإعلان المتعلق بالمبادئ والحقوق الأساسية فى العمل لعام 1998. والجديد فى إعلان 2008 هو الاعلان عن رؤية معاصرة لولاية منظمة العمل الدولية فى حقبة العولمة، وذلك عبر مجموعة من الإجراءات، وهو ما قامت الحكومة المصرية بالبناء عليه لتحقيق التطور الجديد فى مفهوم العدالة الاجتماعية، تمثلث هذه الإجراءات فى تخفيف الأعباء الضريبية عن محدودى ومتوسطى الدخل من العاملين بالدولة والقطاع الخاص وزيادة الشريحة الصفرية المعفاة من الضريبة فى القانون الجديد للضريبة على الدخل وتثبيت الشريحة العليا، وكذلك إعادة هندسة الشرائح الضريبية للمرتبات لتحقيق العدالة الاجتماعية، مع عدم إغفال إجراء مراجعة دورية لزيادة الشريحة الصفرية المعفاة من الضريبة وفقاً لمستويات ومعدلات التضخم. هذه الإجراءات استهدفت فى المقام الأول تحديد الدخول الخاضعة للضريبة لتكون أكثر وضوحاً وتبسيطًا وتعميقًا لليقين الضريبى. ولا يجب أن نغفل الدور الكبير للحوار الوطنى الشامل الذى دعا إليه الرئيس السيسى، والذى كان من نتائجه التوافق المجتمعى حول أى تعديلات ضريبية قبل إحالتها لمجلس الوزراء ومجلس النواب، والتوافق على منظومة توحيد أسس ومعايير توحيد الضريبة على الأجور والمرتبات «البيرول» والتى بدأت تؤتى ثمارها فى صالح المواطنين. ما نؤكده أن رفع حد الإعفاء الضريبى للعاملين بالدولة والقطاع الخاص من ١٣,٥ ألف جنيه عام ٢٠١٨ إلى ٦٠ ألف جنيه فى الحزمة الأخيرة للحماية الاجتماعية، وكذلك رفع حد الإعفاء الضريبى لجميع العاملين بالدولة والقطاع الخاص، الذى ارتفع بنسبة ٧٣٪ اعتباراً من يوليو ٢٠١٨ حتى مارس ٢٠٢٤، قد أسهم فى الحد من الآثار التضخمية المرتبطة بالتحديات الاقتصادية الخارجية والداخلية، وواقعيًا فإن مشروع قانون الضريبة على الدخل يستهدف تخفيف الأعباء الضريبية عن محدودى ومتوسطى الدخل من العاملين بالدولة والقطاع الخاص، من خلال العمل على إعادة هندسة الشرائح الضريبية للمرتبات، حيث إن مشروع القانون الجديد، لا يتضمن أى زيادة فى أسعار الضريبة على الدخل، بما فى ذلك الشريحة العليا التى ستظل ثابتة، ويستهدف تحديد الدخول الخاضعة للضريبة لتكون أكثر وضوحًا وتبسيطًا وتعميقًا لليقين الضريبى. لذا فإن التوافق الذى تم من قبل مع ممثلى مجتمع الأعمال على ضرورة صياغة قانون جديد لضريبة الدخل، على ضوء أفضل الممارسات العالمية، بما يواكب المتغيرات الدولية، ويسهم فى تجنب تحديات التطبيق العملى لأحكام القانون الحالى الذى طرأ عليه تعديلات كثيرة خلال ٢٠ عامًا، على نحو يتسق مع تعظيم جهود التحول الرقمى للأنظمة الضريبية الهادفة لتحقيق العدالة وتجنب التقديرات غير الواقعية، والاعتماد على المستندات الإلكترونية، لذا فإن احتساب الضرائب المستحقة على مرتبات ومستحقات العاملين فى كل القطاعات إلكترونيا دون تدخل العنصر البشرى، يسهم بلا شك فى تحقيق العدالة الضريبية، وهو ما جعله المحرك الرئيسى لرفع حد الإعفاء الضريبى، وتقديم مؤشرات ونتائج تسهم فى تعميق مفهوم جديد للعدالة الاجتماعية ترتكز عليه الجمهورية الجديدة.

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق التوجيهات الرئاسية ا بالعدالة الاجتماعية العدالة الاجتماعیة

إقرأ أيضاً:

هل هناك علاقة بين العمل الصحفي والعلوم الاجتماعية؟

يرتبط عمل الصحفي ارتباطا وثيقا بالعلوم الاجتماعية عامة وبالسوسيولوجيا خاصة لا سيما أن هناك تداخل في الأسئلة والإشكالات والمواضيع المتناولة من جهة وتشابه المقاربات والآليات والأدوات الميدانية المعتمدة من جهة أخرى.

فيما يمت إلى الإشكالات فهي غالبا تتعلق بالديناميات المجتمعية في علاقتها بحقول بعينها كحقل السياسة والثقافة والاقتصاد والرياضة والفن والحرب والنزاعات … وهذه الحقول مجتمعة يتم التعاطي معها من خلال منهجية وأدوات تعتمد في السوسيولوجيا من قبيل المقابلة والاستمارة والملاحظة بالمشاركة والانغماس وتحليل المضمون وجمع المعطيات الإحصائية وتحليل التقارير الدولية…

من هذه الزاوية هل يمكن للتداخل والترابط والتشابه في المواضيع والمنهجية أن يفضي إلى توازي في مستوى اللغة وطبقات الخطاب ونمط التحليل ويأثر في مآلات الكتابة والسرد الصحفي؟

للإجابة على هذا التساؤل من الضروري التمييز بين مستويين من الكتابة، الأولى أكاديمية والثانية صحفية. فالأولى التي تتماشى مع السوسيولوجيا تقتفي المصادر والمراجع والإحالات في أفق التوصيف والفهم والتفسير والتأويل بالاعتماد على منهج ومنهجية وإطار نظري لضبط المسافة الموضوعية مع أسئلة البحث.

أما الثانية فهي كتابة تروم تقديم وجهة نظر أواستكشاف آراء أو تقديم أومشاركة خبر من زاوية متفردة وذاتية بالارتكاز على منهجية تستمد أدواتها وتقنياتها من تموقع مجتمعي يفصح الصحفي على تلاوينه وأسلوبه وانسلاخه عن المألوف الخطابي من خلال اختياراته اللغوية والمعجمية والتركيبية.

انطلاقا من هذا التمييز يصبح لزاما على الصحفي موازنة الوظيفة الاختزالية للصحافة مع فاعلية وجدوى المنهجية السوسيولوجية للترافع عن القضايا والإقناع والتأثير في محيطه ومجتمعه، ذلك لأن نجاعة الأدوات والآليات الموظفة في انتاج المادة الصحفية يمكن أن تفضي إلى تبديد الغموض الذي قد يحدثه عدم الالتزام بالمسافة الموضوعية اللازمة في فعل الكتابة.

مقالات مشابهة

  • هل هناك علاقة بين العمل الصحفي والعلوم الاجتماعية؟
  • حماية لعمال القطاع الخاص.. مشروع القانون الجديد يحدد مدة عقد العمل الفردي
  • عام وخاص.. إجراءات استقالة الموظفين في القانون
  • كاتب صحفى: الحزمة الاجتماعية الجديدة أكبر حزمة موجهة لدعم محدودى ومتوسطى الدخل
  • رئيس الوزراء يتابع مع وزير الاستثمار أهم ملفات العمل
  • النائب العام يؤكد على تسهيل الإجراءات العدلية للمعتمرين والزوار
  • برلمانية: حزمة الحماية الاجتماعية تؤكد أن المواطن على رأس أولويات القيادة السياسية
  • مستقبل وطن: الحزمة الاجتماعية الجديدة تعزز رؤية السيسي لحياة كريمة
  • النائب العام يتفقد نيابة الحرم المكي ويؤكد على تسهيل الإجراءات العدلية للمعتمرين والزوار
  • يهم القطاع الخاص.. استحداث المجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي.. ما دوره؟