أخيراً تم إدراج «فأر الخلد العاري» فى قائمة العار السوداء، أخيراً تحركت الأمم المتحدة بعد أكثر من 122 ألف فلسطينى بين شهيد وجريح، بينهم أكثر من 15500 شهيد من الأطفال، واكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة ودمار هائل فى غزة، جاء القرار والسؤال البديهى يطرح نفسه، أما كان للمنظمة الدولية أن تتحرك قبل ذلك؟ فى الواقع لن نجد إجابة منطقية، ولكن المنطق يقول إن القرار جاء متأخراً ولكنه استجابة لجهود قانونية فلسطينية ومن دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة جرائم الحرب الدولية وبعد مئات المظاهرات والاعتصامات من أصحاب الضمير الحي، وبعد أن أقرّت الجمعية العامة للأُمَم المتحدة فى يوم 10 مايو المنصرم قرار انضمام فلسطين بصفتها دولة فى الأمم المتحدة مع اعتراف 146 دولة من أصل 193 دولة عضوا فى الأُمم المتحدة بدولة فلسطين اعتبارًا من مايو2024 .
فى الواقع لم اجد وصفاً لإسرائيل اقرب من فأر الخلد العاري، فشكله قبيح بشع، حجمه صغير لكنه ضار جداً لدرجة إفساد حقول زراعات كاملة بأنيابه البشعة البارزة، وهو بلا جلد أى سوءاته شفافة وواضحة للعيان بلا ستر ولا يبالي، لا يشعر بأى ألم لافتقار جسمه إلى مادة ناقلة عصبية مسئولة عن استشعار الألم، وعندما يصاب بإصابة خارجية حتى لو سكب عليه ماء نار يمكنه العيش بعدها 15 عاماً لأنه بلا إحساس، قادر على التحرك للخلف مثل تقدمه للأمام، نظره ضعيف فلا يميز إلى أى طريق يسير، وجُحره ضيق ويسعى دائما لتوسيعه على حساب إتلاف ما حوله.
أما وقد تم إدراج فأر الخلد العارى فى القائمة السوداء وحتى وإن جاء القرار متأخرا، فلهذا القرار تداعيات نتمنى أن يتم العمل بها فعلياً، وألا يكون القرار مجرد حبر على ورق لذر الغبار فى الأعين الغاضبة وإسكات أصوات الحق الصارخة، خاصة أنه قرار جاء بناء على ملحق تقرير الأمين العام السنوى حول الأطفال والنزاعات المسلحة فى عام 2023، وذلك انطلاقا من قرار مجلس الأمن رقم 2427 لعام 2018 بعرض أثر النزاعات المسلحة على الأطفال و الانتهاكات المرتكبة، وقد أكد التقرير ارتفاع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بنسبة 155% خلال عام 2023، وتسجيل 7837 انتهاكا ضد الأطفال فى غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، منها اعتقال 906 أطفال فلسطينيين، وعرقلة المساعدات الإنسانية للأطفال فى غزة والضفة الغربية و القدس المحتلة، وقال التقرير الانتهاكات ضد الأطفال حول العالم خلال عام 2023، كان أغلبها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ثم فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، ميانمار، الصومال، نيجيريا، والسودان.
وبموجب إدراج فار الخلد العارى أو إسرائيل فى قائمة العار، سيعنى ذلك بشكل رسمى دولى أن إسرائيل تنتهك قرار مجلس الأمن وليس فقط حقوق الأطفال، وأن مكتب المبعوث الخاص من الأمم المتحدة سيُعِدّ تقارير مخصصة حول بإسرائيل بشكل متواصل فيما يتعلق بالانتهاكات ضد الأطفال على الأقل خلال السنوات الأربع التى يشملها القرار، وتقدم التقارير إلى مجلس الأمن، وسيعنى بدء التحرك الفعلى لمنظومة المحاسبة والمساءلة الدولية ضد إسرائيل من كل الاتجاهات، كما سيجعل الباب مفتوحاً أمام الاستجابة لمطالب فلسطين بفرض عقوبات على إسرائيل بمنع تصدير السلاح إليها، وعقوبات اقتصادية وتجارية وسياسية ودبلوماسية بوصفها رسمياً كيانا مجرما يهدد حياة الأطفال، وفوق كل هذا، يعنى القرار التأكيد الدولى للصورة البشعة لإسرائيل ككيان مغتصب لتفقد ما تبقى من سمعتها.
كما سيكون هذا التقرير بمثابة مرجعية فى التحركات القانونية ضد الكيان الصهيونى أمام محكمة جرائم الحرب الدولية وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجلس الأمن، محكمة العدل، وعلى إسرائيل أن تبذل أى جهد لتحسين صورتها والخروج من القائمة، هذا إن لم تظل متجسدة فى فأر الخلد العارى الذى لا يشعر ولا يهتم بأن الجميع يرى سوءاته.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلسطيني عضوا فكرية أحمد مجلس الأمن ضد الأطفال
إقرأ أيضاً:
الرئيس السابق للشاباك يحذر من أزمة وجودية لـ “إسرائيل” في ظل حكم نتنياهو
#سواليف
حذّر الرئيس السابق لجهاز #الشاباك، #عامي_أيالون، من أن دولة #الاحتلال تواجه ” #أزمة_وجودية ” تهدد مستقبلها كـ”دولة يهودية وديمقراطية”، محمّلًا حكومة بنيامين #نتنياهو الحالية المسؤولية بسبب سياساتها “المتطرفة”، على حد وصفه.
وفي مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، قال أيالون: “بعد نحو أربعة عقود من خدمة الدولة، أرى أنه من واجبي أن أقرع ناقوس الخطر”.
وأكد أن “الحقيقة هي أن أسرانا في غزة تُركوا لصالح أيديولوجيا الحكومة المسيحانية، وبسبب رئيس وزراء مهووس بالبقاء في السلطة لمصالحه الشخصية”.
مقالات ذات صلةوأضاف أن الحكومة تقوّض الأسس الديمقراطية للدولة، وتدفع نحو حرب دائمة بلا #أهداف_عسكرية قابلة للتحقيق، مؤكدًا أن هذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من القتل والكراهية.
وأشار أيالون إلى أنه، إلى جانب 17 مسؤولًا أمنيًا سابقًا، نشر إعلانًا في صحف إسرائيلية كبرى، عبّروا فيه عن قلقهم من “تآكل نسيج الدولة والقيم التي تأسست عليها”، لافتًا إلى أن “70٪ من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل استعادة الأسرى، وإجراء انتخابات مبكرة لتغيير الحكومة”.
وأوضح أن آلاف الطيارين وأفراد البحرية والاستخبارات وقوات الاحتياط انضموا لاحقًا لهذا الحراك، ووجّهوا رسائل للحكومة عبّروا فيها عن القلق ذاته.
وشدّد أيالون على أن هذه المعركة لا يجب أن تبقى محصورة داخل “إسرائيل”، مضيفًا: “علينا أن نضمن أن حلفاءنا في الخارج يدركون خطورة الوضع”.
ودعا الحكومات والجاليات اليهودية حول العالم إلى دعم “الشعب الإسرائيلي، لا الحكومة التي تسعى لتفكيك الدولة”.
وأكد أن “دعم إسرائيل اليوم يعني الوقوف في وجه هذه الحكومة المتطرفة، لا التزام الصمت”، مشيدًا بموقف 36 عضوًا من مجلس نواب اليهود البريطانيين الذين أعلنوا تضامنهم مع الحراك داخل دولة الاحتلال، وعبّروا عن القلق ذاته الذي “يحمله المحتجون في الشوارع أسبوعًا بعد أسبوع”.
واختتم مقاله بالقول: “نحن نواجه أزمة وجودية. إذا فشلنا في تغيير المسار، فإن وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية سيكون في خطر. الصمت يعني دعم هذه الحكومة. أن تكون صديقًا حقيقيًا، يعني أن تكون صديقًا للشعب الإسرائيلي، لا لحكومته الكارثية”.