بوابة الوفد:
2024-09-27@22:54:54 GMT

فأر الخلد والقائمة السوداء

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

أخيراً تم إدراج «فأر الخلد العاري» فى قائمة العار السوداء، أخيراً تحركت  الأمم المتحدة بعد أكثر من 122 ألف فلسطينى بين شهيد وجريح، بينهم أكثر من 15500 شهيد من الأطفال، واكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة ودمار هائل فى غزة، جاء القرار والسؤال البديهى يطرح نفسه، أما كان للمنظمة الدولية أن تتحرك قبل ذلك؟ فى الواقع لن نجد إجابة منطقية، ولكن المنطق يقول إن القرار جاء متأخراً ولكنه استجابة لجهود قانونية فلسطينية ومن دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة جرائم الحرب الدولية وبعد مئات المظاهرات والاعتصامات من أصحاب الضمير الحي، وبعد أن أقرّت الجمعية العامة للأُمَم المتحدة فى يوم 10 مايو المنصرم قرار انضمام فلسطين بصفتها دولة فى الأمم المتحدة مع اعتراف 146 دولة من أصل 193 دولة عضوا فى الأُمم المتحدة بدولة فلسطين اعتبارًا من مايو2024 .

فى الواقع لم اجد وصفاً لإسرائيل اقرب من فأر الخلد العاري، فشكله قبيح بشع، حجمه صغير لكنه ضار جداً لدرجة إفساد حقول زراعات كاملة بأنيابه البشعة البارزة، وهو بلا جلد أى سوءاته شفافة وواضحة للعيان بلا ستر ولا يبالي، لا يشعر بأى ألم لافتقار جسمه إلى مادة ناقلة عصبية مسئولة عن استشعار الألم، وعندما يصاب بإصابة خارجية حتى لو سكب عليه ماء نار يمكنه العيش بعدها 15 عاماً لأنه بلا إحساس، قادر على التحرك للخلف مثل تقدمه للأمام، نظره ضعيف فلا يميز إلى أى طريق يسير، وجُحره ضيق ويسعى دائما لتوسيعه على حساب إتلاف ما حوله.

أما وقد تم إدراج فأر الخلد العارى فى القائمة السوداء وحتى وإن جاء القرار متأخرا، فلهذا القرار تداعيات نتمنى أن يتم العمل بها فعلياً، وألا يكون القرار مجرد حبر على ورق لذر الغبار فى الأعين الغاضبة وإسكات أصوات الحق الصارخة، خاصة أنه قرار جاء بناء على ملحق تقرير الأمين العام السنوى حول الأطفال والنزاعات المسلحة فى عام 2023، وذلك انطلاقا من قرار مجلس الأمن رقم 2427 لعام 2018  بعرض أثر النزاعات المسلحة على الأطفال و الانتهاكات المرتكبة، وقد أكد التقرير ارتفاع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بنسبة 155% خلال عام 2023، وتسجيل 7837 انتهاكا ضد الأطفال فى غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، منها اعتقال 906 أطفال فلسطينيين، وعرقلة المساعدات الإنسانية للأطفال فى غزة والضفة الغربية و القدس المحتلة، وقال التقرير الانتهاكات ضد الأطفال حول العالم خلال عام 2023، كان أغلبها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ثم فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، ميانمار، الصومال، نيجيريا، والسودان.

وبموجب إدراج فار الخلد العارى أو إسرائيل فى قائمة العار، سيعنى ذلك بشكل رسمى دولى أن إسرائيل تنتهك قرار مجلس الأمن وليس فقط حقوق الأطفال، وأن مكتب المبعوث الخاص من الأمم المتحدة سيُعِدّ تقارير مخصصة حول بإسرائيل بشكل متواصل فيما يتعلق بالانتهاكات ضد الأطفال على الأقل خلال السنوات الأربع التى يشملها القرار، وتقدم التقارير إلى مجلس الأمن، وسيعنى بدء التحرك الفعلى لمنظومة المحاسبة والمساءلة الدولية ضد إسرائيل من كل الاتجاهات، كما سيجعل الباب مفتوحاً أمام الاستجابة لمطالب فلسطين بفرض عقوبات على إسرائيل بمنع تصدير السلاح إليها، وعقوبات اقتصادية وتجارية وسياسية ودبلوماسية بوصفها رسمياً كيانا مجرما يهدد حياة الأطفال، وفوق كل هذا، يعنى القرار التأكيد الدولى للصورة البشعة لإسرائيل ككيان مغتصب لتفقد ما تبقى من سمعتها.

كما سيكون هذا التقرير بمثابة مرجعية فى التحركات القانونية ضد الكيان الصهيونى أمام محكمة جرائم الحرب الدولية وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجلس الأمن، محكمة العدل، وعلى إسرائيل أن تبذل أى جهد لتحسين صورتها والخروج من القائمة، هذا إن لم تظل متجسدة فى فأر الخلد العارى الذى لا يشعر ولا يهتم بأن الجميع يرى سوءاته.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فلسطيني عضوا فكرية أحمد مجلس الأمن ضد الأطفال

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بـ 35 مليون دولار

أعلنت حكومة دولة الإمارات تقديم دعم مالي إلى مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بمبلغ 35 مليون دولار، لتعزيز مبادراته الصحية الإستراتيجية التي ستركز على صحة ما قبل الولادة وحديثي الولادة والأمهات، وذلك تزامناً مع زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ويأتي الدعم الجديد استمراراً لشراكة استمرت 30 عاماً، وأثمرت 82 براءة اختراع أمريكية، وإنجازات طبية للأطفال وأسرهم، إذ يعزز هذا الدعم شراكة إنسانية طويلة الأمد بين دولة الإمارات ومستشفى الأطفال الوطني، حيث تسافر أكثر من 100 أسرة إماراتية سنوياً إلى مستشفى الأطفال الوطني لتلقي الرعاية الطبية المتقدمة والعلاجات المنقذة لحياة للأطفال.
ويركز الباحثون في "مركز أبحاث صحة ما قبل الولادة وحديثي الولادة والأمهات" على دور العوامل المحيطة بالولادة بما في ذلك الضغوط والقلق والاكتئاب التي قد تعانيها الأم وتؤثر على نمو دماغ الطفل بجانب عوامل أخرى.

دعم جديد

وقالت ميشيل رايلي براون، الرئيسة والمديرة التنفيذية للمستشفى الوطني للأطفال، إن الأطفال في منطقة واشنطن العاصمة ومختلف أنحاء العالم يستفيدون بشكل كبير من الإنجازات الناتجة عن الشراكة المهمة، التي استمرت عقوداً من الزمن بين دولة الإمارات والمستشفى الوطني للأطفال، معربة عن شكرها وامتنانها للدعم الجديد الذي أعلنته  الإمارات لتعزيز مبادرات المستشفى.
وأكدت أن هذا الدعم سيؤثر إيجاباً على الأطفال وأسرهم وفرق الباحثين والمتخصصين الذين يكرسون حياتهم لتطوير الرعاية الطبية المبتكرة.
وقال يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، إن الشراكة بين الإمارات ومستشفى الأطفال الوطني أسهمت في تغيير حياة عدد لا يحصى من الأطفال والأسر في منطقة واشنطن والإمارات وجميع أنحاء العالم، مؤكداً أن دعم الدولة المستمر للمستشفى يستهدف إنجاز ابتكارات رائدة في طب الأطفال تخدم العلاجات المتطورة لهم.
وقال حمد النعيمي، والد أحد المرضى في مستشفى الأطفال الوطني إن تلقي طفلنا العلاج في مستشفى الأطفال الوطني يعني الحصول على رعاية متخصصة في طب الأطفال من مؤسسة مرموقة مخصصة لصحة الأطفال، وهذا يمنحنا الثقة والاطمئنان بأن ابننا يتلقى أفضل رعاية طبية ممكنة من خبراء يدركون احتياجات الأطفال ويعطونها الأولوية.
وأشار إلى أن العلاقة القوية بين دولة الإمارات ومستشفى الأطفال الوطني تعني وجود صلة قيمة تعزز الرعاية الصحية للأطفال في بلدنا، كما تتيح الاستفادة من العلاجات المتقدمة والابتكارات الطبية والخبرة التي قد لا تكون متوفرة لولا ذلك، مؤكداً أنها تمثل التزاماً بتحسين صحة الأطفال وعافيتهم من خلال التعاون الدولي.

تطوير العلاجات

وكانت دولة الإمارات قد افتتحت مكتباً طبياً في واشنطن العاصمة عام 1991، ومنذ ذلك الحين، زار آلاف المرضى الإماراتيين مستشفى الأطفال الوطني لتلقي الرعاية التي غيرت حياتهم.
وأسهمت الدولة  خلال السنوات الماضية في دعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بمبلغ 150 مليون دولار لإنشاء "معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال"، ومبلغ 30 مليون دولار لإنشاء "مجمع الأبحاث والابتكارات"، وذلك في إطار رؤية الدولة الهادفة إلى تحسين حياة الأطفال من مختلف أنحاء العالم من خلال دعم تطوير العلاجات التي تنقذ حياتهم وتعزز مستويات الخدمات الصحية المبتكرة المقدمة لهم.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة: إسرائيل لا زالت تمنع وسائل الإعلام الدولية من تقديم التقارير من الأراضي المحتلة
  • تزامناً مع زيارة رئيس الدولة.. الإمارات تدعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بـ35 مليون دولار
  • الإمارات تدعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بـ 35 مليون دولار
  • الإمارات تدعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بمبلغ 35 مليون دولار لتعزيز مبادراته الصحية الإستراتيجية
  • الإمارات تدعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بـ35 مليون دولار
  • هل ترضخ حكومة الكيان للقرار الأممي بالانسحاب من الأراضي المحتلة؟
  • نداء ورجاء موجه لدولة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ..
  • عباس يطالب بتجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة
  • عباس: سنطلب تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة
  • رئيس فلسطين يؤكد ضرورة وجود جهد دولي لإلزام إسرائيل باحترام قرارات الشرعية الدولية