دعا مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لصياغة إستراتيجية عالمية للتصدي لكافة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف والتمييز، والعمل على نشر قيم الحوار والتَّسامح والتعايش الإنساني، بالإضافة إلى سنِّ تشريعات دولية ملزمة للقضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرًا وتهديدًا حقيقيًّا للأمن والسِّلم الدوليين.


وقال مجلس حكماء المسلمين، في بيانٍ بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية، الذي يوافق الثامن عشر من شهر يونيو من كل عام، إن التنوع الثقافي والديني يجب أن يكون مصدر قوة وإثراء للمجتمعات وليس سببًا للنزاعات والصراعات.


 الاختلاف سنة إلهية


مؤكدًا أن الاختلاف سنة إلهية وأن التعددية وقبول الآخر واحترامه يجب أن يكون منطلقَ الحوار بين مختلف الأديان والثقافات والحضارات من أجل عالمٍ ينعم فيه الجميع بالسلام والأمن والاستقرار.
 

يبذل مجلس حكماء المسلمين جهودًا حثيثةً لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتمييز، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج والمشروعات الهادفة لنشر قيم الحوار وتعزيزه والتسامح والتعايش المشترك؛ مثل جولات الحوار بين الشرق والغرب، وقوافل السلام الدولية، ومنتدى شباب صناع السلام، وبرنامج زمالة الأخوة الإنسانية، بالإضافة إلى تنظيم العديد من المؤتمرات الدولية التي تسعى إلى مدِّ جسور الحوار والتواصل مع مختلف الثقافات والأديان وترسيخ ثقافة التسامح واحترام الآخر وقبوله.

 

على الجانب الآخر قال الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية "ما أحوج الأمة الإسلامية إلى أن تستفيد من مواسم الخير لتُجدد أخوَّتها، وتعزز تعاونها مشيرا الى ان موسم الحج في طليعة ما يستثمر لهذه الغاية الإسلامية النبيلة، حيث يتلاقى الجميع في زمان ومكان واحد، بلباس واحد، يعبدون ربهم الواحد على هدي نبيهم الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد صفت قلوبهم بإيمان حدَاهم لهذه الرحاب الطاهرة، يرجون ما عند ربهم من منافع الحج، ومن تلكم المنافع تقاربهم معًا، واستشعار معاني أخوتهم الإيمانية، ولا سيما حرمتها الواجب رعايتها وتعاهدها، تحقيقًا لقول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)".

 

ثمَّن فضيلة المفتي في كلمته خلال الحفل السنوي الذي يقيمه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، لكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين،  التنظيم  الرائع الذي قامت بها المملكة العربية السعودية لضيافة ضيوف الرحمن من حُجاج بيت الله الحرام وتيسير أدائهم للمناسك بكل سهولة ويسر، مضيفًا أن ألسنة المؤمنين الطائفين والعاكفين والركع السجود


أكد مفتي الجمهورية أن هذا المشهد الجليل سيظل في ذاكرة كل حاج، في أنصع سجل، لأشرف رحلة: “رحلة الإيمان التي تمثل في وجدان كل مسلم رحلة العمر”، مشيرًا إلى أن الحجيج وهم بهذا التنوع والتعدد يثمنون عاليًا الجهود المبذولة لإشاعة روح الأخوة والتعارف والتآلف بينهم، فضلًا عن تبصير من يلزم بشؤون دينهم، ولا سيما تعظيم حرمات الله وشعائره.

وأضاف فضيلة المفتي أن حجاج بيت الله الحرام قد شهدوا منافع لهم، وذكروا اسم الله في أيام معلومات، وعظموا حرمات الله، مُلْتَمِسِينَ خَيْرَ رَبِّهِمْ، لَا يَشْغَلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ عَائِقٌ وَلَا مُكَدِّرٌ، وَهَذَا بِمَشِيئَةِ اللهِ مِنْ عَاجِلِ الْبُشْرَى لَهُمْ بِقَبُولِ حَجِّهِمْ، وَغُفْرَانِ ذُنُوبِهِمْ

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكماء المسلمين الإمام الأكبر استراتيجية توحيد الجهود خطابات الكراهية حکماء المسلمین

إقرأ أيضاً:

من محل إصلاح أحذية إلى الرصيف.. عم محمود رحلة إصرار لا تتوقف |شاهد

في أحد شوارع القاهرة، وتحديدًا في شارع المبتديان، يجلس "عم محمود" على الرصيف، بجواره صندوق تلميع الأحذية، وعيناه تحملان نظرة رضا وإصرار نادرين في هذا الزمن. 

بعد 43 عامًا من العمل داخل محل لإصلاح الأحذية، اضطر لمغادرته بسبب ارتفاع الإيجارات، لكنه لم يستسلم، وواصل عمله على الرصيف المقابل، متمسكًا بمصدر رزقه الحلال.

رحلة كفاح بدأت منذ الصغر

يعود أصل عم محمود إلى محافظة أسيوط، لكنه انتقل للعيش في القاهرة منذ عقود، حيث استقر في حي السيدة زينب. بدأ عمله في إصلاح الأحذية منذ صغره، واكتسب خبرة كبيرة جعلته وجهًا مألوفًا لزبائن المنطقة. 

ومع تغير الظروف الاقتصادية وارتفاع تكلفة الإيجار، وجد نفسه مضطرًا لمغادرة المحل، لكنه لم يتوقف عن العمل.

العمل على الرصيف بدلًا من البطالة

رفض عم محمود الاستسلام للظروف أو انتظار المساعدة، فقرر أن يأخذ صندوقه الصغير، ويجلس على الرصيف المقابل لمواصلة عمله. 

يبدأ يومه في العاشرة صباحًا ويواصل العمل حتى الرابعة عصرًا، قبل أن يعود إلى منزله في حلوان، حيث ينتظر استلام وحدته السكنية في مشروع "روضة السيدة".

إصرار وقناعة رغم قلة الدخل

لدى عم محمود ثلاثة أبناء، جميعهم أنهوا تعليمهم وتزوجوا، لكنه لا يعتمد عليهم في مصاريفه، بل يفضل أن يعتمد على نفسه. رغم أن دخله اليومي لا يتجاوز 80 إلى 100 جنيه، إلا أنه قانع وسعيد برزقه، مؤمنًا بأن البركة في القليل.

الرزق بيد الله.. والرضا مفتاح السعادة

خلال لقائه في برنامج "ساعة الفطار" الذي يقدمه الإعلامي هاني النحاس على قناة صدى البلد، سئل عم محمود عما إذا كان يشعر بالحزن بعد مغادرته المحل الذي عمل به لعقود، فأجاب بثقة: "الزعل مش هيجيب حاجة.. الرزق بيد الله، وأنا راضي بحالي وسيبتها على الله."

مساعدة الآخرين رغم ضيق الحال

بأخلاقه الرفيعة، لا يرفض عم محمود تلميع أحذية من لا يملكون المبلغ كاملاً، فهو يراعي ظروف الناس كما راعت الظروف حاله، بابتسامة هادئة، يقول: "لو حد قال لي ما معاييش غير 5 جنيه، همسحهاله.. المهم إنه يكون رايح شغله بشياكة."

قصة عم محمود ليست مجرد حكاية رجل يعمل على الرصيف، بل هي درس في الإصرار والرضا، ورسالة أمل بأن العمل والاعتماد على النفس هما السبيل للحياة الكريمة، مهما كانت الظروف.

مقالات مشابهة

  • "مجلس الكنائس العالمي يدعو للمشاركة بندوة حول دور الدين في الشؤون الدولية"
  • حكماء المسلمين: "مسابقة مسجد الإمام أحمد الطيب" تعكس الرسالة السامية لبيت العائلة الإبراهيمية
  • من محل إصلاح أحذية إلى الرصيف.. عم محمود رحلة إصرار لا تتوقف |شاهد
  • الإعيسر: يدعو الطرق الصوفية للاسهام في نشر الوعي الديني الصحيح ومحاربة خطاب الكراهية والعمل على رتق النسيج الاجتماعي
  • «حكماء المسلمين» يُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارًا جنوب غرب باكستان
  • ما دور المسلمين الجدد بالغرب في نشر الإسلام؟
  • اتحاد علماء المسلمين يدعم الحوار الوطني السوري ويشدد على وحدة الصف
  • تأجيل رحلة "سبيس إكس" إلى محطة الفضاء الدولية لإعادة العالقين
  • مجلس الشباب المصري يطلق مبادرة لبناء كوادر تنويرية لمكافحة التطرف والاستقطاب الفكري
  • مفتي الجمهورية: تنوع مصادر الدين يضمن المرونة والتيسير على المسلمين