تحذيرات من استخدام رقائق الألمنيوم للشواء والإفراط في اللحوم الحمراء

حذر عدد من العاملين في القطاع الصحي من مخاطر استخدام رقائق الألمنيوم في تغليف اللحوم الحمراء المعدة للشواء، إذ يمكن أن تتفاعل مع الحرارة ويمتصها الغذاء، ويفضل استخدام أوراق الموز والملفوف والخس.

وقال الدكتور صالح بن سيف الهنائي، طبيب استشاري أول لطب الأسرة: إن الطرق الصحية لإعداد الشواء تكمن في استخدام كيس مصنوع من الخيش الطبيعي أو سعف النخيل وليس البلاستيك لأجل السماح للدهون بالتسرب من الكيس ونفاذ الحرارة إلى اللحم، إضافة إلى تجنب ملامسة اللحم مباشرة لجمر التنور، مع ضبط كمية الجمر حسب حجم كيس الشواء، بحيث يكفي لاستواء شيّ اللحم وعدم حرقه، وضبط فترة الشوي بالتنور.

وأكد أهمية استخدام ورق الموز للفه باللحم وعدم استخدام القصدير، إذ ‏تحتوي رقائق الألمنيوم على وجهين؛ الأول لامع وبرّاق، والثاني غير لامع، ولكل من الوجهين استعمالاته، والوجه اللامع يستخدم بتغليف الأطعمة الساخنة، بينما الوجه غير اللامع لتغليف الأطعمة الباردة .. مشيرا إلى وجود أضرار صحية من استخدام رقائق الألمنيوم بشكل مباشر على الأطعمة التي توضع بالفرن للطهي أو عند الشي، حيث إن مادة الألمنيوم في تلك الرقائق تتفاعل مع الحرارة ويمتصها الغذاء، لذا يفضّل استخدام مادّة عازلة بينها وبين الأطعمة، وذلك لتجنب أي أضرار ومشكلات صحية، كما أن من المواد التي يمكن استعمالها، ورق الزبدة، أو بعض أوراق الموز أو الملفوف، أو الخس، ويتم ذلك عن طريق تغطية كامل الطعام بواحدة من هذه المواد، وبعد ذلك يمكن تغليف الأطعمة برقائق الألمنيوم، ومن ثم إدخالها إلى الفرن، مع ضرورة تجنّب استعمال هذه الأوراق للأكل، ويفضل التقليل من الحمضيات مع الأطعمة أثناء استعمال رقائق الألمنيوم داخل الفرن، وذلك للتفاعل الذي يحدث بين الألمنيوم والحوامض مثل الليمون والخل وغيرها.

وأوضح أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يمكن أن يؤدي إلى عدة مشاكل صحية، ومنها أمراض القلب لاحتوائها على مستويات عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول، مما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، فقد أظهرت الدراسات وجود ارتباط بين الإفراط في تناول اللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة سرطان القولون والمستقيم، إضافة إلى مشاكل الكلى، إذ يزيد الإفراط في تناول البروتين من اللحوم العبء على الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية مسبقا، كما أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، لكونها غنية بالسعرات الحرارية، مما يمكن أن يساهم في زيادة الوزن، إذا تم تناولها بكميات كبيرة، كما يسبب الإفراط في تناولها النقرس كون هذه اللحوم تحتوي على نسب عالية من البيورين، الذي يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى نوبات النقرس، وللوقاية من هذه المشاكل، يُنصح بتناول اللحوم الحمراء باعتدال، والاعتماد على نظام غذائي متوازن يتضمن مجموعة متنوعة من البروتينات النباتية والحيوانية مثل الأسماك، الدواجن، البقوليات، والمكسرات، بالإضافة إلى الكثير من الفواكه والخضروات.

وقال شبيب بن سعيد الكلباني، مسؤول برنامج التغذية العلاجية والخدمات التموينية بوزارة الصحة: إن من بين الطرق الصحية في إعداد الشواء تتمثل في التخلص من الشحوم قدر المستطاع قبل تبزير اللحم، وبذلك يكون استهلاك الدهون المشبعة أقل وكما هو متعارف عليه أن استهلاكها أكثر من اللزوم أحد مؤشرات الإصابة بأمراض القلب.

وأضاف: يجب أن نقتصد في تناول اللحوم الحمراء أثناء العيد، بالرغم من الفوائد الصحية للحم بنسبة وجود عنصر الحديد فيه، إلا أن المتعارف عليه هو أن تناول اللحوم ثلاثة أيام متتالية أثناء أيام العيد وبكميات كبيرة وخاصة لمن هم فوق الأربعين عاما يكونوا معرضين للأمراض المزمنة وخاصة ذوي الأوزان غير المتناسبة مع طولهم، والإكثار من اللحوم تعرض البعض للنقرس وآلام المفاصل ونقص الكالسيوم.

المصدر: لجريدة عمان