شهدت أيام عيد الأضحى هذا العام ارتفاعا في درجات الحرارة، حيث سجلت أعلى درجة حرارة في أول أيام العيد ٤٦.٩ في السنينة بمحافظة البريمي وتراوحت بين ٤٦ و٤٣ في أغلب محافظات سلطنة عمان، ويشكل ارتفاع درجات الحرارة أثرا بالغا على صحة الفرد التي قد تتجاوز قدرة الجسم للتعافي منها في بعض الأحيان.

وفي هذا السياق تحدثت الدكتورة سحر بنت حمد العمرانية طبيبة مقيمة في برنامج طب الأسرة في المجلس العماني للاختصاصات الطبية قائلة: تهافتت في الآونة الأخيرة نشرات تحذيرية صادرة عن الأرصاد الجوية المحلية والعالمية حول انتشار الموجات الحارة وارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت، فقد أشارت التوقعات الراهنة إلى ارتفاع في درجات الحرارة العظمى بأجواء سلطنة عمان خلال أيام عيد الأضحى المبارك قد تصل من منتصف إلى نهاية الأربعين على بعض المناطق، حيث سجلت أعلى درجة في حمراء الدروع بـ 49.

4 خلال الشهر الجاري، موضحة أن إحدى طرق استجابة جسم الإنسان للتكيف مع درجات الحرارة العالية عن طريق التعرق، فعملية تبخر العرق من على سطح الجسم تسهم في تبريده، وباشتداد الحرارة تزداد عملية التعرق للتكيف مع المناخ، ولكن في حالة الرطوبة الشديدة مع ارتفاع درجات الحرارة تصبح عملية التبريد الذاتي لجسم الإنسان غير فعّالة فلا يتكيف الجسم وترتفع حرارة الجسم الداخلية مما يعرض للإصابة بمختلف الأمراض الناتجة عن ارتفاع الحرارة كضربة الشمس أو الإجهاد الحراري أو الصدمة الحرارية، مشيرة إلى أن الأمراض الناتجة عن ارتفاع الحرارة يمكن الوقاية منها، من خلال الحفاظ على شرب كمية كافية من المياه والسوائل خلال اليوم، وتجنب المشروبات المنبهة المحتوية على كميات عالية من الكافيين، حيث إنها مواد مدرة للبول ومعززة للجفاف، وتناول الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الماء كالحساء والفواكه مثل البطيخ والخضروات كالخيار وغيرها، وتجنب ممارسة الأنشطة الرياضة في الأوقات الأشد حرارة، حيث يمكن الخروج في الأوقات الأخرى كالصباح الباكر أو ما بعد الظهيرة حيث إنها أكثر برودة لممارسة الأنشطة المختلفة، والحرص على ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة ومناسبة وتجنب الألوان الداكنة، وارتداء النظارات الشمسية والقبعات والمظلات، واستخدام واقي الشمس، كما لا ينصح الأطفال وكبار السن والحوامل وممن يعانون من الأمراض المزمنة التعرض لأشعة الشمس المباشرة، والبقاء في الأماكن المغلقة والمكيفة فترات اشتداد الحرارة والمكوث في الأماكن الظليلة، وأخذ حمام بارد يساعد على تبريد الجسم، والتحقق من التحذيرات والإشعارات الرسمية من مصادرها الموثوقة بشأن الموجات الحارة والإجراءات الوقائية، وأهمية الوعي والإلمام بعلامات الخطر وطرق الوقاية المختلفة.

وأشارت إلى أن أعراض الإصابة بمرض ناتج عن ارتفاع درجات الحرارة تتمثل في الدوار والإعياء، والصداع، والغثيان والقيء، وتقلص في العضلات، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وفقدان الوعي، واضطراب نبضات القلب وانخفاض ضغط الدم، والتشوش وضعف الاستجابة والغيبوبة (أكثرها خطورةً).

ويقول حبيب بن مرهون الهادي : تقع سلطنة عمان ضمن النّطاقات الجغرافية الحارة، وفي فصل الصيف ترتفع الحرارة لتقترب من 50 درجة، وبالتالي فإن الكثير من الأنشطة النهارية تقل خاصة بعدما انتقل المجتمع العماني إلى مجتمعات التحضر والمدنية؛ رغم ذلك إلا أن العمانيين قد تأقلموا مع هذا المناخ وتفاعلوا معه عبر الزمن، فلم يكن عائقا أمام إنجاز أعمالهم الزراعية والرعوية والتجارية وغيرها، وكما يقال الإنسان ابن بيئته، فلم تكن الحرارة ولا التضاريس الوعرة التي رافقت العماني منذ القدم عائقا أو تحديا بقدر ما كانت جزءا من حياته تفاعل معها، وفي الأعياد الدينية هناك مناسك وعادات وأعراف جُبِل عليها العماني لا يتركها في مختلف الظروف والأحوال مهما ارتفعت درجات الحرارة أو انخفضت وما زال العمانيون محافظين على عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم، وفي هذا العام يصادف عيد الأضحى المبارك ذروة أيام الصيف والحرارة ولكن الكل يستعد ويتأهب للقيام بكل مهامه من زيارات للأقارب والجيران وإقامة الفنون التقليدية وغيرها.

أما عبدالله بن سعيد الجرداني فيقول: نظرا لارتفاع درجات الحرارة في هذه الأيام، يجب على رب الأسرة أن يأخذ في الاعتبار الوقاية اللازمة له ولأسرته للتخفيف من آثارها عبر اتباع عدد من الممارسات والاحتياطات منها: ذبح الأضاحي في الأماكن المظللة وشرب الماء البارد والحرص على بقاء الأطفال بعيدا عن الشمس، أما بالنسبة للزيارات فلابد من التخطيط المسبق لها وأن تكون قصيرة وسريعة في الأوقات الأقل حرارة كالصباح الباكر أو الفترة المسائية، مضيفا: يجب الحرص على التقليل من أكل اللحوم بقدر الإمكان والتركيز على تناول الفواكه والسوائل الباردة، أما بالنسبة للأهازيج الشعبية وخاصة الفنون الرجالية، فهي عادة تمارس في الأوقات المسائية، حيث الاعتدال في درجات الحرارة وبالتالي لا ضرر من المشاركة في البهجة والسرور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة فی الأوقات

إقرأ أيضاً:

«واشنطن بوست» تكشف عن سر غريب لارتفاع درجة حرارة الأرض.. وخبير بيئي يرد

يعاني كوكب الأرض من موجات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، إذ تعاني الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط من موجة من الحرارة القاسية، مما دفع العديد من الباحثين والعلماء للبحث عن أسباب الارتفاع الكبير في الحرارة وسخونة الجو.

صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، قالت إن درجة حرارة الكوكب ارتفعت بنحو 1.2 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة، ويستعد الكوكب للوصول إلى زيادة نحو 1.5 درجة مئوية، مشيرة إلى أن الإنسان تسبب في تسخين كوكب الأرض لأكثر من قرن من الزمان، وذلك عن طريق حرق الفحم والنفط والغاز.

مفاجأة كبرى.. سبب ارتفاع الحرارة عالميًا

وكشفت «واشنطن بوست» عن مفاجأة بشأن سبب ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، وقالت إن حرق الوقود الأحفوري لا يسبب الاحتباس الحراري فحسب، بل يتسبب أيضًا في التبريد العالمي، ويعد إحدى مفارقات تغير المناخ، هو أن تلوث الهواء، ساعد في الحد من التأثيرات الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض وساهم بشكل واضح في تبريد الكوكب.

وبينما يعمل العالم على تنظيف الكوكب من التلوث، تضاءل تأثير التبريد على الكوكب، والنتيجة هي زيادة درجات حرارة وسخونة الأرض، ولكن «واشنطن بوست»، أكدت أنه ما زال النقاش حول السبب المباشر والرئيسي وراء ارتفاع درجات الحرارة مستمرًا.

ويحتوي الفحم والنفط على حوالي 1 إلى 2% من الكبريت، وعندما يحرق البشر الوقود الأحفوري، يتسرب هذا الكبريت إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى أضرار كارثية على البشر، منها مشاكل الجهاز التنفسي والأمراض المزمنة، إذ يساهم تلوث الهواء في حوالي 1 من كل 10 وفيات في جميع أنحاء العالم.

ومع محاولات العديد من دول العالم تقليل تلوث الهواء وحرق الوقود الأحفوري للحفاظ على حياة البشر، أدى ذلك إلى نتيجة عكسية بارتفاع درجات الحرارة عالميًا.

التخلص مع الهباء الجوي.. كان يخفي حرارة كبيرة

وبينما تعمل الدول على التخلص من «الهباء الجوي»، وهو عبارة عن جزيئات صلبة صغيرة تساهم في تكوين الضباب الدخاني الذي ينبعث من المنشآت الصناعية ومحطات الطاقة وعوادم السيارات، أكد العديد من العلماء، أن الهباء الجوي، كان يخفي حرارة كبيرة.

وفي بحث جديد، جادل العلماء في جامعة ميريلاند الأمريكية، بأن انخفاض الهباء الجوي يمكن أن يضاعف معدل الاحترار في عشرينيات القرن الحالي، مقارنةً بالمعدل منذ عام 1980، لكن باحثين آخرين انتقدوا نتائجهم.

خبير بيئي يعلق

من جانبه، رد الدكتور مجدي علام، أمين اتحاد خبراء البيئة العرب، على تقرير «واشنطن بوست»، قائلًا إنه لا توجد أي دول تعمل حتى الآن على تقليل التلوث، وفي «كوب 28» الأخير العام الماضي، اتفقت الدول الصناعية للحد من التلوث وحرق الوقود، واتفقت أيضًا على جدول تدريجي بشأن التزامها بتقليل التلوث وذلك لتخفيف الاختباس الحراري.

وأكد «مجدي»، في تصريحات لـ«الوطن»، أن العلاقة بين حرق الوقود الأحفوري والتبريد، ليس له أي مرجع علمي، ومن الممكن أن تكون اجتهادات علماء.

وتحدث أيضًا حول «الهباء الجوي»، قائلًا إنها تسمى ظاهرة «الدبخان»، أي التقاء الضباب مع الدخان، والتي تحدث بسبب حرق الفحم ودخان المصانع، وحدثت لأول مرة في إنجلترا عام 1948، وتتكون بسببها سحابة سوداء نتيجة كثرة حرق الفحم، حينها، إذ لا يستطع الضباب الخروج من الفضاء الكوني أو السقوط على سطح الأرض فيبقى معلقًا في الهواء، واستمرت إنجلترا لسنوات طويلة للتخلص من هذه الظاهرة، لكن علاقتها بالتبريد وارتفاع درجات الحرارة ليس له أسس علمية واضحة حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • أعراض الإجهاد الحراري وطرق الوقاية
  • حالات الإجهاد الحراري وطرق الوقاية
  • «واشنطن بوست» تكشف عن سر غريب لارتفاع درجة حرارة الأرض.. وخبير بيئي يرد
  • احذر مضاعفات الإجهاد الحراري.. تعرف على طرق الوقاية منه
  • أستاذ كبد: الرطوبة هي السبب في الإجهاد الحراري.. ويحذّر من هذه الأفعال «فيديو»
  • أعراض الإجهاد الحراري وطرق الوقاية منه «فيديو»
  • السعودية تواصل العناية بمصابي «الإجهاد الحراري» في الحج
  • الأرصاد تحذر من ارتفاع نسب الرطوبة والحرارة أيام المقبلة - فيديو
  • 6 أعراض للإصابة بالإجهاد الحراري وطرق الوقاية
  • هذا ما يحدث داخل جسم الإنسان خلال التعرض لحرارة الطقس