دعوات للتكيّف مع طقس العيد والوقاية من الإجهاد الحراري
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
شهدت أيام عيد الأضحى هذا العام ارتفاعا في درجات الحرارة، حيث سجلت أعلى درجة حرارة في أول أيام العيد ٤٦.٩ في السنينة بمحافظة البريمي وتراوحت بين ٤٦ و٤٣ في أغلب محافظات سلطنة عمان، ويشكل ارتفاع درجات الحرارة أثرا بالغا على صحة الفرد التي قد تتجاوز قدرة الجسم للتعافي منها في بعض الأحيان.
وفي هذا السياق تحدثت الدكتورة سحر بنت حمد العمرانية طبيبة مقيمة في برنامج طب الأسرة في المجلس العماني للاختصاصات الطبية قائلة: تهافتت في الآونة الأخيرة نشرات تحذيرية صادرة عن الأرصاد الجوية المحلية والعالمية حول انتشار الموجات الحارة وارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت، فقد أشارت التوقعات الراهنة إلى ارتفاع في درجات الحرارة العظمى بأجواء سلطنة عمان خلال أيام عيد الأضحى المبارك قد تصل من منتصف إلى نهاية الأربعين على بعض المناطق، حيث سجلت أعلى درجة في حمراء الدروع بـ 49.
وأشارت إلى أن أعراض الإصابة بمرض ناتج عن ارتفاع درجات الحرارة تتمثل في الدوار والإعياء، والصداع، والغثيان والقيء، وتقلص في العضلات، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وفقدان الوعي، واضطراب نبضات القلب وانخفاض ضغط الدم، والتشوش وضعف الاستجابة والغيبوبة (أكثرها خطورةً).
ويقول حبيب بن مرهون الهادي : تقع سلطنة عمان ضمن النّطاقات الجغرافية الحارة، وفي فصل الصيف ترتفع الحرارة لتقترب من 50 درجة، وبالتالي فإن الكثير من الأنشطة النهارية تقل خاصة بعدما انتقل المجتمع العماني إلى مجتمعات التحضر والمدنية؛ رغم ذلك إلا أن العمانيين قد تأقلموا مع هذا المناخ وتفاعلوا معه عبر الزمن، فلم يكن عائقا أمام إنجاز أعمالهم الزراعية والرعوية والتجارية وغيرها، وكما يقال الإنسان ابن بيئته، فلم تكن الحرارة ولا التضاريس الوعرة التي رافقت العماني منذ القدم عائقا أو تحديا بقدر ما كانت جزءا من حياته تفاعل معها، وفي الأعياد الدينية هناك مناسك وعادات وأعراف جُبِل عليها العماني لا يتركها في مختلف الظروف والأحوال مهما ارتفعت درجات الحرارة أو انخفضت وما زال العمانيون محافظين على عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم، وفي هذا العام يصادف عيد الأضحى المبارك ذروة أيام الصيف والحرارة ولكن الكل يستعد ويتأهب للقيام بكل مهامه من زيارات للأقارب والجيران وإقامة الفنون التقليدية وغيرها.
أما عبدالله بن سعيد الجرداني فيقول: نظرا لارتفاع درجات الحرارة في هذه الأيام، يجب على رب الأسرة أن يأخذ في الاعتبار الوقاية اللازمة له ولأسرته للتخفيف من آثارها عبر اتباع عدد من الممارسات والاحتياطات منها: ذبح الأضاحي في الأماكن المظللة وشرب الماء البارد والحرص على بقاء الأطفال بعيدا عن الشمس، أما بالنسبة للزيارات فلابد من التخطيط المسبق لها وأن تكون قصيرة وسريعة في الأوقات الأقل حرارة كالصباح الباكر أو الفترة المسائية، مضيفا: يجب الحرص على التقليل من أكل اللحوم بقدر الإمكان والتركيز على تناول الفواكه والسوائل الباردة، أما بالنسبة للأهازيج الشعبية وخاصة الفنون الرجالية، فهي عادة تمارس في الأوقات المسائية، حيث الاعتدال في درجات الحرارة وبالتالي لا ضرر من المشاركة في البهجة والسرور.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة فی الأوقات
إقرأ أيضاً:
تحد بيئي خطير.. الاحتباس الحراري يهدد قدرة تربة المناطق القطبية على تخزين الكربون
تواجه مناطق القطب الشمالي تحديًا بيئيًا خطيرًا مع تهديد الاحتباس الحراري لتربة المناطق القطبية، التي لطالما كانت خزانًا للكربون، حسبما جاء في قناة «القاهرة الإخبارية»، عبر تقرير تلفزيوني بعنوان «تحد بيئي خطير.. الاحتباس الحراري يهدد قدرة تربة المناطق القطبية على تخزين الكربون».
التربة المخزنة للكربون معرضة للخطر بسبب الحرارةفي دراسة جديدة نشرتها مجلة «نيتشر كلايمت تشينج»، تمّ الكشف عن أن التربة الصقيعية التي كانت تعد مخزنًا للكربون لآلاف السنين، أصبحت معرضة للخطر بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتسارع والحرائق المتكررة.
وتحتوي التربة الصقيعية على كميات ضخمة من المواد العضوية المجمدة كالنباتات والحيوانات المتحللة، لكن مع ارتفاع قيم الحرارة تبدأ هذه التربة في الذوبان، مما يحرر كميات كبيرة من الغازات الدفيئة كثاني أكسيد الكربون والميثان، هذا الأمر يعزز تأثيرات الاحتباس الحراري ويضاعف التغير المناخي.
تطورات تعد جرس إنذار للحاجة للتدخل العاجلوتشير الدراسة إلى أنَّ 34% من المنطقة القطبية الشمالية قد أصبحت مصدرًا لانبعاثات الكربون، وهو ما يرفع النسبة إلى 40% عندما نضيف إليها انبعاثات الحرائق، لذا هذه التطورات تعد بمثابة جرس إنذار يشير إلى الحاجة الماسة لإعادة التفكير في استراتيجياتنا البيئية؛ لحماية هذه النظم البيئية الحيوية، ومع استمرار تزايد انبعاثات الكربون، يصبح من الضروري فهم ديناميكيات هذه التغيرات لضمان استجابة فعّالة للحفاظ على كوكبنا.