سرايا - ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن إيران حذرت حزب الله من احتمالية أن تقوم إسرائيل باغتيال أمينه العام حسن نصر الله.

وقال تقرير الصحيفة إن مبعوث إيراني وصل بيروت فور اغتيال قائد وحدة "ناصر" التابعة لحزب الله في جنوب لبنان طالب سامي عبد الله، والتقى مقربين من حسن نصر الله في غرفة مغلقة لإبلاغهم بقلق إيران من أن إسرائيل تستهدف نصر الله نفسه.



وحسب الصحيفة فإنه طالما كان مفهوما أن حزب الله يعتقد أن إسرائيل لا تنوي القضاء على نصر الله، على مدار 32 عاما من قيادته للحزب.

وفي حين يظل نصر الله الشخصية الأبرز في الحزب، تقول الصحيفة إن التقارير التي تسمي أحيانا خلفاء محتملين تزعج نصر الله على الأرجح، حيث يشتبه في أن تل أبيب تسرب هذه المعلومات لإضعافه وخلق توتر داخلي في قيادة حزب الله.

وقالت "يديعوت أحرنوت" إن الموساد "يعرف على ما يبدو الموقع الدقيق لنصر الله في جميع الأوقات. حتى لو غير أماكن تواجده، فإن رجالنا مطلعون جيدًا".

ويضيف التقرير إن "نصر الله نفسه يعرف أن إسرائيل يمكن أن تصل إليه ولكنها تحجم عن ذلك".

وعلى الرغم من تشديد الأمن حوله، قال رئيس الموساد السابق يوسي كوهين مؤخرا: "نحن نعرف الموقع الدقيق للأمين العام للتنظيم الإرهابي، ويمكننا القضاء عليه في أي لحظة."

وأضاف: "إذا تم اتخاذ قرار بتصفية الحسابات مع نصر الله، يمكن لإسرائيل أن تفعل ذلك في أي وقت".

وأثار استمرار استهداف إسرائيل لقادة جماعة حزب الله في لبنان، بما فاق أكثر من 300 شخص، التساؤلات عن الهدف الإستراتيجي لها من ذلك، خاصة مع التحضيرات التي يعلنها مسؤولون إسرائيليون بشأن منطقة الحدود الشمالية.

ويعتبر الخبير في الشؤون الإيرانية والجماعات الشيعية محمود جابر أنه يمكن استخلاص أهداف إسرائيل من خلال تلك الاغتيالات في 3 نقاط، وهي:

"استهداف السمعة.. فحزب الله من أكثر الكيانات السياسية والعسكرية تأثيرًا في المنطقة، وله قاعدة شعبية كبيرة في لبنان وخارجه، ومن خلال استهداف قادته، تسعى إسرائيل إلى تقويض هذه السمعة وإظهاره بأنه غير قادر على حماية قادته ومناصريه.

والقضاء على قدراته الاستراتيجية.. يشكل قادة الحزب المستهدفين جزء من نواة التخطيط والقرار، وكانوا يمتلكون خبرات عسكرية واستخباراتية هائلة مكنتهم من تنفيذ عمليات ناجحة ضد إسرائيل، وباستهدافهم تريد إسرائيل الحد من قدرات الحزب على التخطيط والتنفيذ.

وكسب الوقت.. يُعد حزب الله تهديدا دائما لإسرائيل، واستهداف قادته يمكن أن يعطل أنشطته لفترة، ويجعله في وضع دفاعي، وقد يضطر الحزب لعملية إعادة هيكلة إستراتيجية؛ ما يمنح إسرائيل الوقت اللازم للتحضير والاستعداد للتعامل مع أي تهديدات قادمة".

وتتفق الخبيرة الأميركية المتخصصة في الشؤون السياسية، إيرينا توسكرمان، من أن اغتيال إسرائيل لقادة حزب الله هدفه تعطيل الحزب وردعه.

وفي نفس الوقت لا تتوقع الخبيرة الأميركية أن يتحقق هذا الهدف، بل ترجح أن الاستهداف المتواصل سيؤدي لرد فعل أقوى من حزب الله.

وبناء على ذلك، تعتبر توسكرمان أن الضربات الإسرائيلية لقادة حزب الله: "ذات قيمة تكتيكية أكثر منها إستراتيجية"، وتريد منها إسرائيل "إظهار قدراتها على تحديد هوية ومواقع القادة، وعلى أنها قادرة على الوصول إلى مواقعهم".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: نصر الله حزب الله الله فی

إقرأ أيضاً:

طهران لواشنطن: حرب لبنان ستكون مختلفة عن غزة

تعيش المنطقة حالة من الترقب على وقع تزايد احتمال حصول عدوان إسرائيلي كبير على لبنان يفتح الباب أمام حريق إقليمي لا يمكن إطفاؤه، فيما بدا أن الاتصالات المتبادلة عبر القنوات الدبلوماسية باتت مقتصرة حالياً على تبادل التهديدات والتحذيرات، وأن التوصل إلى حل دبلوماسي قادر على معالجة المعادلة المستعصية على الحدود الجنوبية للبنان بين إسرائيل و«حزب الله» أصبح مهمة أكثر صعوبة دون أن يعني ذلك أنها مستحيلة. في هذا السياق، كشف مصدر رفيع المستوى في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لـ «الجريدة»، أنه في حين يقوم الأميركيون والفرنسيون باتصالات دبلوماسية مع الأطراف اللبنانية وإسرائيل لمنع الحرب، فإن الاتصالات الأمنية بين إيران والولايات المتحدة وصلت إلى ذروتها في الأيام القليلة الماضية، حيث أعاد الجانبان تشغيل خط أحمر مباشر بينهما للمرة الأولى منذ إقفاله بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قبل نحو 4 سنوات في بغداد. وأفاد المصدر بأنه في الاتصال الأخير، أبلغت طهران واشنطن أن الحرب المحتملة في لبنان ستكون مختلفة جداً عن تلك الدائرة في غزة، وإذا قررت إسرائيل شن حرب واسعة النطاق على «حزب الله» فإن «جبهة المقاومة» ستدخل المعركة بقوة، وستقدم إيران كل ما لديها من إمكانات لحلفائها لشن هجمات على إسرائيل «من شتى الاتجاهات»، وبالتأكيد لن تقتصر المواجهة على إسرائيل والحزب. ونقلت قناة «سكاي نيوزعربية»، عن مصادر إسرائيلية، أمس، أن تل أبيب تدرك أن وقوع حرب مع الحزب يعني مواجهة واسعة في المنطقة، وهي مستعدة لهذا السيناريو. وأشار إلى أن إيران حذرت واشنطن من دعم أي هجوم إسرائيلي على لبنان، لأن ذلك يعني أن القوات الأميركية الموجودة في المنطقة وكذلك المصالح الأميركية ستكون «هدفاً مشروعاً»، لافتاً إلى أن إعلان الحوثيين في اليمن مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور كان رسالة بما يمكن أن يحصل. ورداً على تساؤل عن تهديدات الأمين العام للحزب حسن نصرالله في خطابه الأخير لقبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، قال الجانب الإيراني للأميركيين إن الرسالة الأساسية لنصراالله موجهة للاتحاد الأوروبي ومفادها أنه إذا شنت إسرائيل حرباً على لبنان فإن توسع الحرب لن يقتصر على الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط بل سيتعدى إلى الدول الأوروبية. وفي بيروت، تشير مصادر دبلوماسية متابعة إلى أن الأميركيين كثفوا مساعيهم وضغوطهم على الإسرائيليين لتجنب حرب في لبنان نظراً لمخاطرها. وبحسب المعلومات فإن نتنياهو يقترب من الاقتناع بتأجيل عملية عسكرية واسعة مقابل الحصول على أسلحة أميركية متطورة يحتاجها في غزة، وأيضاً يحتاج لاستخدامها في لبنان كتعويض عن الحرب أو كبديل عن أي اجتياح بري، لا سيما أنه يطالب بأسلحة قادرة على إحداث دمار كبير لما يزعم أنها «أنفاق حزب الله». ونقلت «القناة 12» العبرية، أمس، عن مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تحتاج إلى أسلحة «غير اعتيادية» لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية. وكانت «الجريدة» أول من تحدث في عددها الصادر الجمعة الماضي عن إمكانية استخدام إسرائيل لهذا النوع من الأسلحة، وذلك نقلاً عن مصدر دبلوماسي غربي في القدس، والذي أشار خصوصاً إلى امتلاك تل أبيب قنابل تكتيكية تستطيع محو مربعات كاملة من نصف كيلومتر إلى 3 كيلومترات مربعة. وبحسب أجواء الحزب، فإنه على المستوى السياسي يستبعد الحزب أن تشن إسرائيل حرباً واسعة طالما أنها غير قادرة على الانتهاء من غزة، وأن ما يجري حالياً يدخل في خانة تهويل وحرب نفسية، لكنه على المستوى العسكري يتعاطى وكأن الحرب واقعة ويتخذ كل الإجراءات اللازمة. وتتحدث مصادر أمنية وعسكرية عن توفر معطيات حول استعداد الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية محدودة داخل الأراضي اللبنانية لإبعاد الحزب عن الحدود. وبحسب المعلومات، فإن هذا الهجوم في حال حصوله، من المحتمل أن يبدأ بعملية تسلّل أو اقتحام بري عبر بلدة واحدة أو أكثر بشكل متزامن عبر عدة بلدات محاذية للشريط الحدودي، وأن «حزب الله» اتخذ إجراءات للتصدي لمخطط مثل هذا.

مقالات مشابهة

  • تهديد وصل من الحزب إلى أميركا.. هكذا سيردّ في حال تعرّض مطار بيروت للقصف
  • طهران لواشنطن: حرب لبنان ستكون مختلفة عن غزة
  • هاشم: أميركا لا تريد الحرب وقرار توسعتها بيد إسرائيل وليس لدى الحزب
  • محلل سياسي: لا يوجد مؤشر بأن حكومة إسرائيل تريد وقف الحرب بغزة
  • حرب الحرائق بين إسرائيل وحزب الله: نيران من نوع آخر
  • مسؤول أميركي يُحذر: أي هجوم إسرائيلي على لبنان قد يزيد من مخاطر نشوب صراع أوسع
  • جنرال أمريكي يحذر من صراع واسع إذا أعلنت إسرائيل حربا مع حزب الله ويكشف رد إيران المنتظر
  • جنرال أمريكي: الهجوم الإسرائيلي في لبنان يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع
  • جنرال أميركي: الهجوم الإسرائيلي في لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع
  • مسؤول أميركي: هجوم إسرائيل على لبنان يزيد مخاطر صراع أوسع