الجديد برس| تقرير*:

بعد تسليم حركة «حماس» ردّها على المقترح الأمريكي – الإسرائيلي الأخير، لم تؤدِّ طبيعة ردّ الفعل الأميركي على الردّ إلى إنهاء المفاوضات والاتصالات، إذ اعتبرت واشنطن أن بعض الملاحظات والمطالب التي أوردتها «حماس«» يمكن التعامل معها، وتأتي ضمن الإطار الذي أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في حين ثمة نقاط أُخرى لا يمكن التعامل معها.

وفي ظلّ ذلك، تشير التقديرات المصرية والقطرية، بحسب ما علمت «الأخبار»، إلى أن «الأميركيين ينتظرون إعلان إسرائيل إنهاء عمليتها العسكرية في رفح، لاستئناف الاتصالات المتوقّفة حَـاليًّا، بخصوص المفاوضات».

وكانت واشنطن طلبت من الوسيطين المصري والقطري، ممارسة المزيد من الضغط على «حماس»، في حين لا يبدو هذان مقتنعيْن بإمْكَانية فعل ذلك، بل هما يعتقدان أن ما قدّمته الحركة في ردّها الأخير، يمكن اعتباره «إيجابياً».

أيضاً، وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن «التقديرات لدى المقاومة الفلسطينية، وكذلك الوسطاء، أن جوهر ما يعتمد عليه الإسرائيلي لرفض الصفقة، هو رفضه التخلّي عن وجوده العسكري في محور فيلاديلفيا على الحدود مع مصر، وفي معبر نتساريم وسط القطاع، علماً أن المقاومة قدّمت في ردّها صيغة واضحة ومترابطة تضمن انسحاب جيش العدوّ من قطاع غزة بالكامل». وفي موازاة ذلك، تقترب العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من نهايتها، من دون تحقيق أي من الأهداف التي كانت قد أعلنتها لها القيادة الإسرائيلية.

وسبق أن صوّر المسؤولون الإسرائيليون، رفح وكأنها آخر معاقل المقاومة في القطاع، وأن فيها قادة «حماس» والأسرى، وأنه من دون دخولها و«تطهيرها»، لن يكون هنالك انتصار كامل، ولا استرجاع للأسرى.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، تقدّم الجيش الإسرائيلي في محيط وأحياء المدينة، ودخل مخيماتها ووسطها، وشرقها وغربها، ولكنه إلى اليوم، لم يتمكّن من قتل أي قائد للمقاومة فيها، كما لم يتمكّن من استرجاع أي أسير إسرائيلي منها.

وعلى الرغم من ما تقدّم، تشير تقديرات الجيش إلى أن العملية العسكرية في رفح ستنتهي في غضون أسبوعين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام العدوّ، أمس.

وهذا ما سيعني حُكماً الانتقال من المرحلة الثانية للحرب، المكثّـفة العمليات، إلى المرحلة الثالثة منها، والتي تتّسم بوتيرة منخفضة ومحدّدة وسريعة، على طريقة عمليات «مكافحة الإرهاب».

وقد تكون عملية تحرير الأسرى في مخيم النصيرات، قبل أَيَّـام، نموذجاً لشكل الهجمات التي يروّج لها جيش الاحتلال في المرحلة الثالثة، إن لم تكن هنالك صفقة تبادل تُفضي إلى إنهاء الحرب.

يرفض الإسرائيلي التخلّي عن وجوده في محور فيلاديلفيا ومعبر نتساريم

وعلى أي حال، يضع الانتقال إلى هذه المرحلة، إسرائيل، أمام تحدّي تقييم المرحلة التي سبقت، وما إن كانت قد فشلت أَو تمكّنت من تحقيق أهدافها.

وهذا ما بدأ النقاش حوله داخل المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية، إذ بحسب ما نقلت «هيئة البث»، عن مصادر أمنية، فإن «وجود أسرى إسرائيليين في غزة، وغياب بديل لحماس، يحوّلان نجاح المرحلة «ب» (الثانية من الحرب) من عمليّتنا، إلى فشل»، مضيفة: «لا توجد جهة تقبل دخول غزة إذَا لم تُدمّـر حماس».

لكنّ المستوى الأمني، يعتقد في الوقت عينه أنه «حتى يوقف حزب الله الهجوم شمالاً، فنحن بحاجة إلى صفقة مع حماس».

وتضيف المصادر أنه «بعد المرحلة «ب»، سيسيطر الجيش على نتساريم ومعبر رفح وفيلادلفيا حتى عقب انتهاء العمليات».

وفي السياق نفسه، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن الجيش الإسرائيلي يخشى من أنّ «البقاء في قطاع غزة سيأتي على حساب جبهات أُخرى»، فيما يروّج المستوى الأمني لكون «إسرائيل تقترب من هزيمة حماس عسكريًّا، ولذلك لا داعيَ للخوف من الإعلان عن انتهاء الحرب؛ بهَدفِ استعادة الأسرى»، ولكن مع الإشارة إلى أن «القتال سيستمرّ، ولكن بأساليب أُخرى».

وبحسب الصحيفة، فإنه في ظلّ التصعيد المتواصل بين جيش العدوّ و«حزب الله» على الجبهة الشمالية، بدأت تميل المؤسّسة الأمنية إلى تبنّي خيار إنهاء الحرب في غزة، والانتقال إلى الشمال لمواجهة المقاومة في لبنان، وهو ما يدفع في اتّجاهه وزير الحرب، يوآف غالانت، ومعظم القادة والمسؤولين الأمنيين.

واستعرضت الصحيفة 3 خيارات أمام إسرائيل، بخصوص تحدّي «الجبهتين»، وهي:

– الخيار الأول، الذي لا يروّج الجيش له، هو وقف الحرب في غزة، وفي المقابل يتوقّف «حزب الله» عن إطلاق نيرانه في الشمال، وتقابل إسرائيل الهدوء بالهدوء؛ أَو التوصّل الآن إلى تسوية معيّنة مع لبنان، تعتمد على انسحاب قوات الحزب لمسافة ثمانية كيلومترات من الحدود.

– الخيار الثاني، التوصّل إلى صفقة مع «حماس»، واستغلال الوقت؛ مِن أجلِ المبادرة إلى عملية عسكرية في لبنان تُفضي إلى تطبيق القرار الدولي 1701، وإبعاد حزب الله مسافة كبيرة عن الحدود.

ويشجّع الجيش الإسرائيلي هذا الخيار، لكنه يعتقد أن احتمال موافقة المستوى السياسي عليه يبدو منخفضاً، وذلك لأن من يوقف الحرب في غزة، لن يفعل هذا؛ مِن أجلِ البدء بحرب أُخرى أصعب في لبنان.

– الخيار الثالث، وهو الذي يبدو أقرب إلى التحقّق: بحسب مصادر «يديعوت أحرونوت»، ألّا يكون هنالك صفقة في غزة، ومع هذا تنتهي الحرب عمليًّا (من خلال الانتقال إلى المرحلة الثالثة)، فيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل القوات والموارد إلى الشمال، ويبادر إلى عملية عسكرية مركّزة يوجّه من خلالها ضربة «قوية» إلى «حزب الله»، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إبعاده عن الحدود.

لكنّ المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية ليست واثقة من كون عملية كهذه، ستوصل في نهايتها إلى «تسوية» أكبر وأنجح مما هو مطروح اليوم، خَاصَّة أنها ستعني إطلاق «حزب الله» آلاف الصواريخ الثقيلة والدقيقة نحو مختلف المناطق في الشمال، مع مخاطر جدّية بتوسّع المعركة إلى حرب شاملة تتدخّل فيها أطراف إقليمية أُخرى، وحتى إيران.

* الأخبار البيروتية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: لماذا فشلت إسرائيل استخباراتياً أمام “حماس” و”نجحت” مع “حزب الله”؟

سواليف

نشرت صحيفة “ #وول_ستريت_جورنال” تقريراً أعدّه روري جونز، تساءل فيه عن السبب الذي استطاعت فيه #المخابرات_الإسرائيلية التحضير لحربها مع “ #حزب_الله” في وقت فاجأت حركة “ #حماس” #الاستخبارات الإسرائيلية في هجماتها بـ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال إن إسرائيل عانت، في العام الماضي، من أسوأ #فشل_استخباراتي في تاريخها عندما هاجمتها “حماس” فجأة وقتلت أكثر من 1,200 شخص، وأسَرَتْ حوالي 250 إسرائيلياً.

أما اليوم، فقد أدت هجمات إسرائيل ضد “حزب الله” لاستعادة جواسيس إسرائيل الثقة بأنفسهم.

مقالات ذات صلة “حزب الله” يصدر بيانا هاما بشأن هجوم الضاحية الجنوبية 2024/09/27

ويعكس هذا التحول التحضيرات التي تقوم بها إسرائيل، منذ عقدين، أي بعد حرب 2006، للمواجهة مع الجماعة اللبنانية المسلحة، وربما مع راعيتها إيران.

أفنير غولوف: الخدمات الأمنية الإسرائيلية جيدة في الهجوم وليس الدفاع. جوهر العقيدة الاستخباراتية الإسرائيلية هو نقل الحرب للعدو

وتزعم الصحيفة أن سبب الضربة المفاجئة من “حماس” نابع من عدم رؤية إسرائيل لـ “حماس” كتهديد كبير مقارنة مع “حزب الله”.

فقبل هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، تجاهل المسؤولون الإسرائيليون الإشارات عن هجوم قادم من #غزة. وفي أيلول/سبتمبر الماضي، صوّرت المخابرات الإسرائيلية غزة بأنها في حالة “استقرار غير مستقر”، وأن “حماس” حوّلت نظرها عن إثارة العنف في الضفة الغربية، وأنها تريد تخفيض مخاطر المواجهة مع إسرائيل ورد انتقامي.

ونقلت الصحيفة عن كارميت فالنسي، الباحثة البارزة بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قولها: “كان معظم تركيزنا على المواجهة مع حزب الله”، و”تجاهلنا نوعاً ما المنطقة الجنوبية، والوضع المتطور في حماس غزة”.

وتقول الصحيفة إن سلسلة من الهجمات التي نفذتها إسرائيل ضد “حزب الله”، وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، تركته في حالة من الصدمة، ومن قدرة إسرائيل على اختراق الجماعة، حيث واجه صعوبة في سد الفجوات. فقد انفجرت آلاف أجهزة بيجر وتوكي ووكي في وقت واحد تقريباً، في أيام متتالية، في الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً، وإصابة حوالي 3,000 آخرين. وبعد فترة وجيزة، أدت غارة جوية في بيروت إلى مقتل مجموعة من أكثر من 12 قائداً عسكرياً في وحدات النخبة. ولا تزال قدرات الأمن لـ “حزب الله” مفتوحة، ففي يوم الثلاثاء قتلت غارة قيادياً في وحدة الصواريخ التابعة للحزب. وجاءت الهجمات بعد شهرين تقريباً من إظهار قدرات المخابرات الإسرائيلية على اختراق “حزب الله”، وقتل ما يصل إلى رئيس هيئة أركان قوات “حزب الله”، فؤاد شكر، الذي ظلت الولايات المتحدة تلاحقه منذ أربعة عقود. وقُتل في غارة جوية على شقته في الطوابق العليا من مبنى سكني في بيروت، حيث تم استدعاؤه بمكالمة هاتفية قبل ذلك بوقت قصير.

وتضيف الصحيفة أن الحملة المكثفة التي شنّتها أجهزة التجسس الخارجية الإسرائيلية، الموساد، ووحدات الاستخبارات العسكرية، لتدمير قيادة “حزب الله”، وتقليص ترسانته من الأسلحة. وقد أعقب ذلك حملة قصف جوي إسرائيلية أصابت أكثر من 2,000 هدف، هذا الأسبوع.

وقال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، يوم الأربعاء، إن الجيش زاد من الضغط على “حزب الله”، ويحضّر الآن لعملية برية، في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة واثنان من حلفائها على وقف القتال وتجنّب جبهة أخرى، بل وتوسع إقليمي في الحرب، مع استمرار الحرب في غزة منذ 12 شهراً.

وخلّفت الهجمات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل لبناني، وأكثر من 2,000 جريح، حسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.

وقارن أفنير غولوف، المدير السابق لمعهد دراسات الأمن القومي، والباحث حالياً في شركة “مايند” للاستشارات الأمنية، نجاح إسرائيل مع “حزب الله” بفشلها مع “حماس”، ولأن الخدمات الأمنية الإسرائيلية جيدة في الهجوم وليس الدفاع. وقال إن “جوهر العقيدة الاستخباراتية الإسرائيلية هو نقل الحرب للعدو”، و”في غزة، كان الأمر مختلفاً. لقد فوجئنا، لذا كان الأمر فشلاً”.

وتقول الصحيفة إن إسرائيل راقبت “حزب الله” وهو يبني ترسانته، منذ أن وقّع الطرفان هدنة في عام 2006، بعد حرب استمرت 34 يوماً. في ذلك الوقت، كان العديد من أفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشعرون بخيبة أمل إزاء أداء الجيش في الحرب، حيث فشل في إلحاق أضرار كبيرة بـ “حزب الله”، الذي بدأ في إعادة بناء مواقعه في الجنوب.

وحاول الجيش الإسرائيلي الحصول على فهم عن “حزب الله”، وخنق الدعم العسكري والمالي من إيران له، بما في ذلك حملة غارات جوية في سوريا، أو ما أطلق عليها “الحرب بين الحروب”.

ومقارنة مع لبنان، تبنّى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إستراتيجية احتواء “حماس”، معتقداً أن الجماعة تركّز جهودها على حكم غزة، وليس مواجهة إسرائيل.

وخاض الطرفان عدة حروب، منذ سيطرة الحركة على القطاع في عام 2007، كما بدا زعيم الحركة في غزة، يحيى السنوار، مهتماً بإدارة القطاع وتحسين الظروف الاقتصادية فيه.

وكانت هناك إشارات عن تحضير الحركة لعملية عسكرية، وتم تجاهل المناورات العسكرية التي قامت بها “حماس” قبل الهجوم بأشهر. ورأت المخابرات الإسرائيلية فيها محاولة لاستعراض القوة أمام الجماهير المحلية في القطاع.

واعتقد المسؤولون الأمنيون أن الجدار الأمني العازل قويٌّ ومزوّد بالتكنولوجيا التي تصمد أمام أي محاولة اختراق.

وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق عوزي شايا إن جمع المعلومات عن القطاع أصبح صعباً بعد خروج القوات الإسرائيلية من القطاع عام 2005. وقال شايا إن “القدرة على بناء شبكة استخبارات بشرية في غزة في منطقة صغيرة وكثيفة للغاية باتت صعبة، ذلك أن الجميع يعرفون بعضهم البعض، ويتم التعرّف على أي شخص غريب”.

ومقارنة مع غزة، فقد كان الوصول إلى أشخاص في لبنان، أو خارجه، من المرتبطين بحزب، أسهل. وفي النهاية لا تحدد الإنجازات الاستخباراتية نتيجة الحرب مع “حزب الله” أو “حماس”، ففي قطاع غزة الضيق ضربت القوات العسكرية الإسرائيلية “حماس”، ودمرت البنى المدنية والحضرية فيه، وهي ستواجه عدواً مختلفاً في تلال لبنان.

وعلى الرغم من الجهود الطويلة التي بذلتها إسرائيل لتقليص الحشد العسكري لـ “حزب الله”، فقد تمكّنت الميليشيا اللبنانية من حشد ترسانة ضخمة يمكنها نشرها في الحرب. والآن تدرس المجموعة كيفية الرد على سلسلة الهجمات الإسرائيلية المدمرة.

فقد أطلق “حزب الله” أول صاروخ له على الإطلاق على العاصمة التجارية، تل أبيب، يوم الأربعاء، وهو الرد الأكثر جرأة حتى الآن، ولكنه لم يقترب من استخدام كل قدراته.

وعلّقت فالنسي، من معهد دراسات الأمن، بأن هناك خطراً يتمثّل في أن النجاحات التي حققتها إسرائيل في الآونة الأخيرة قد تشعرها بالثقة المفرطة. وأضافت أن غزواً برياً للبنان قد يمنح “حزب الله” الفرصة لإظهار تفوقه العسكري على الأرض. وقالت: “لقد رأينا مدى التحدي والصعوبة التي ينطوي عليها القضاء على منظمة معقدة مثل “حماس”. أما “حزب الله” فهو قصة مختلفة”.

أطلق “حزب الله” أول صاروخ له على الإطلاق على تل أبيب، وهو الرد الأكثر جرأة حتى الآن، ولكنه لم يقترب من استخدام كل قدراته

ورأت الصحيفة، في تقرير آخر نقلاً عن أشخاص مطّلعين على مداولات “حزب الله”، أنه يتعامل مع بعض الخلافات بين صفوفه حول كيفية الرد على سلسلة من الهجمات المدمرة على الجماعة المسلحة اللبنانية. وفي غياب أي خيارات جيدة متاحة، تواجه الجماعة أحد أكثر القرارات أهمية في تاريخها الممتد لأربعة عقود. ويتعين على الحزب الآن أن يختار ما إذا كان سيطلق المزيد من أسلحته المتقدمة، ويضرب عمق إسرائيل، وربما يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة، أو يتراجع ويخاطر بتقويض سمعته كأحد أشرس القوى المقاتلة في الشرق الأوسط.

وقالت ريم ممتاز، المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والتي تتمتع بخبرة في شؤون “حزب الله”: “هذه هي اللحظة الأكثر أهمية بالنسبة لـ “حزب الله” منذ إنشائه. لا يوجد لدى “حزب الله” خيارات جيدة”. فالحرب الشاملة، مثل تلك التي خاضها مع إسرائيل في عام 2006، من المرجح أن تكون مدمرة للبنان، ما يؤدي إلى تفاقم أزمته الاقتصادية، وتآكل دعم “حزب الله” بين السكان. ومع ذلك، إذا لم ترد المجموعة بالمثل على الهجمات الأخيرة، فقد تقوّض الردع الذي أمضى “حزب الله” عقوداً في بنائه ضد إسرائيل، إلى حد كبير بمساعدة عسكرية ومالية من إيران.

وقال أشخاص مطّلعون على مناقشات “حزب الله” إن هناك خلافاً بين أعضاء “حزب الله” حول كيفية الرد.

ويقول بعض الأعضاء إن المجموعة كانت حذرة للغاية بشأن تصعيد الصراع، وإن “حزب الله” يجب أن يرد الآن، مستغلاً الغضب في صفوفه، وفي صفوف الشعب اللبناني الأوسع. كما أعرب أعضاء “حزب الله” عن إحباطهم في محادثات مع مسؤولين في “الحرس الثوري” الإسلامي الإيراني، لأن طهران لم تتدخل لدعم حليفها اللبناني، بحسب ما نقل الأشخاص المطّلعون.

لكن قيادة “حزب الله” تريد تجنّب ما تراه فخّاً نصبتْه إسرائيل: جعل “حزب الله” يُنظر إليه على أنه يبدأ حرباً إقليمية تجتذب إيران والولايات المتحدة، كما قال الأشخاص. وقال هؤلاء الأشخاص إن قيادة المجموعة تحاول معرفة كيفية إعادة تأسيس الردع دون الدخول في حرب مع إسرائيل. وليس من الواضح إلى أي مدى أدت هجمات إسرائيل إلى تدهور أسلحة “حزب الله”.

حتى وقت قريب، كانت المجموعة تمتلك ما يقدّر بنحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، أي حوالي 10 أضعاف العدد الذي كان لديها في عام 2006.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن “حزب الله” أطلق 9000 قذيفة على إسرائيل، منذ العام الماضي، وإن الضربات الأخيرة دمرت عشرات الآلاف من الذخائر. وقد يكون أحد الردود المحتملة من جانب “حزب الله” إطلاق مئات الصواريخ غير الموجهة لإرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية، واستهداف المواقع غير العسكرية.

وقالت الصحيفة إن مسؤولي “حزب الله” كانوا قلقين بشأن اختراق الاستخبارات الإسرائيلية، منذ أن بدأ قصف شمال إسرائيل، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: لماذا فشلت إسرائيل استخباراتياً أمام “حماس” و”نجحت” مع “حزب الله”؟
  • هل تمكنت إسرائيل من اختراق حزب الله وفشلت مع حماس؟
  • العميد فدوي: “إسرائيل” ستتعرض لهزيمة كبيرة في الحرب البرية مع حزب الله
  • واشنطن تجري “مشاورات مكثفة” في شأن هدنة بين الاحتلال وحزب الله
  • واشنطن بوست: إسرائيل تستعد لحرب شاملة على لبنان منذ عقود
  • حجة.. تدشين المرحلة الخامسة للدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”
  • واشنطن بوست: الجيش الإسرائيلي يستعد لغزو لبنان منذ سنوات
  • “هآرتس”: ترسانة “حزب الله” الصاروخية الضخمة تشكل تهديدا كبيرا لجبهة إسرائيل الداخلية
  • “انهيار إسرائيل”.. سيناريو الرعب لاستمرار الحرب
  • ترسانة حزب الله الضخمة تنتظر “إسرائيل”.. وستغرقها في مستنقع آخر