قائد إسرائيلي سابق: نحتاج إستراتيجية ضد إيران وتفكيك حكم حماس المدني
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
دعا قائد سابق في قسم التخطيط بالجيش الإسرائيلي إلى اعتماد إستراتيجية جديدة للجيش، بعد 8 أشهر من الحرب على غزة والنهاية المرتقبة للقتال في رفح جنوب قطاع غزة.
وشدد المقدم عميت يجور النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في قسم التخطيط بالجيش الإسرائيلي، في مقال له في صحيفة معاريف أمس الاثنين، على أن المرحلة المقبلة تستوجب زيادة التركيز على إيران، وتفكيك ما وصفها بحكومة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
وقال إن "النهاية القريبة للجهود في رفح تتطلب إستراتيجية جديدة، فمن الآن فصاعدا لا بد أن يكون التركيز على إيران التي تستغل الحملة في غزة على نحو جيد لتلبية احتياجاتها الخاصة، وعلى تفكيك حكومة حماس المدنية في غزة".
وتحدث يجور عما يرى أنها إنجازات حققها الجيش الإسرائيلي، وذكر من أهمها "تفكيك قدرة حماس على القتال كنظام عسكري وتنظيمي واحد، وصناعة الأسلحة والذخيرة في القطاع"، إلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بما سماها "غزة السفلى" التي لا يزال مسلحو حماس فيها، فوق الأرض وتحتها.
كما تحدث عن "إنجاز على المستوى الإستراتيجي، وهو الاستيلاء على محور فيلادلفيا وقطع خط الأكسجين بين غزة ومصر"، مشيرا إلى الثمن الكبير الذي دفعته إسرائيل لذلك، من تفكيك مخزونات الجيش الإسرائيلي من الأسلحة والذخائر، والخسارة في الأرواح، واستمرار نظام حكم حماس المدني، وتراجع الشرعية الدولية، وتضعضع علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة.
أما عن الإنجازات ضد حزب الله الذي وصفه بأنه الفرع الرئيسي لإيران، فقال إنها تمثلت في "تدمير البنية التحتية العسكرية وقتل كبار عناصره"، لكنه أشار بالمقابل إلى الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل على صعيد مدنييها.
وأوضح أن إيران استغلت الانشغال الدولي بالحرب، واستخدمته أداة لصرف الانتباه عنها، فزادت في الأشهر الأخيرة بشكل كبير جهودها لتخصيب اليورانيوم، لتصبح مصدرا لليورانيوم وتسارع الخطى نحو السلاح النووي.
خطة مارشال إسرائيلية لغزةويرى الضابط الكبير السابق في المخابرات البحرية أنه من أجل التفرغ لإيران، فإن على الجيش الإسرائيلي أن ينتقل من مرحلة الحرب إلى حملة طويلة الأجل، تتطلب "دراسة الإنجازات الإستراتيجية التي لم تتحقق حتى الآن في قطاع غزة، والتي ستحول حماس إلى حزب زائل، والانتقال إلى نمط مختلف عن الحرب، باتجاه عمليات محدودة، يصاحبها بيان عام بشأن نهاية الحرب".
ولذلك فهو يدعو في المجال المدني إلى ما سماه "خطة مارشال إسرائيلية" لإعادة إعمار قطاع غزة بتمويل دولي وعربي، لأنه يرى أن "النظام المدني في غزة هو آخر مركز ثقل لحماس، ويجب التعامل معه في أسرع وقت ممكن لتحقيق الإنجاز الكبير الذي يمكن من بعده إنهاء القتال".
ويضيف "وبهذا المعنى، لم يعد هناك المزيد من الوقت لنضيعه، لأن ذلك يكلفنا أرواحًا بشرية، وإذا لم يكن هناك بديل آخر، فيجب على الجيش أن يأخذ هذه المهمة على عاتقه مؤقتا، وبتشكيل مدني بالكامل"، لأنه لا نية لاستمرار الاحتلال والحكم العسكري، بحسب زعمه.
ولإنجاح هذه الخطة، يدعو يجور إلى النظر في جلب شركات مدنية دولية مدفوعة الأجر، أو ما يمكن وصفهم بالمرتزقة المدنيين، لتوزيع المساعدات على سكان القطاع. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتم توزيعها من قبل الجيش الإسرائيلي، وهو يرى أن "هذه الخطوة من شأنها أن تخلق اتصالا مع سكان غزة لأول مرة، ويدفع حماس إلى عملية تدريجية تقطع صلتها بالسكان".
بل إن الضابط الإسرائيلي الكبير السابق دعا إلى "إدارة روتين الحياة اليومية من خلال البلديات، وجلب مهنيين مدنيين دوليين وعرب مقابل أجور، أو جعل مهنيين من إسرائيل يساعدون المهنيين الغزيين في إدارة الحياة اليومية".
كما دعا إلى مبادرة إسرائيلية لما سماه إعادة روتين الحياة في قطاع غزة بتمويل من منظمات عربية ودولية، لكنه اعترف في الوقت ذاته أن مثل هذه الخطوة تستدعي إبقاء القطاع تحت سيطرة الاحتلال الأمنية.
وأشار القائد السابق بجيش الاحتلال إلى أن من الضروري البدء فورا بالانتقال من المستوى التكتيكي إلى المستوى الإستراتيجي، والتركيز على إيران وتوجهها المحموم نحو السلاح النووي، وعلى نظام حكم حماس المدني في غزة من أجل تفكيكها نهائيا، حتى لا يبقى لها أي صلة بإجراءات "اليوم التالي" في قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الجیش الإسرائیلی حماس المدنی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مستوطن سابق يشرح أسباب رفضه الخدمة في الجيش الإسرائيلي
كتب مستوطن إسرائيلي أميركي سابق مقالا في صحيفة هآرتس بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرفضه أداء الخدمة العسكرية في سلاح الجو الإسرائيلي، والتي تتزامن مع إحياء دولة الاحتلال، ذكرى قتلاها في المعارك في الرابع من مايو/أيار من كل عام.
وقال المستوطن السابق أهارون دارديك إنه رفض أداء الخدمة العسكرية بوازع من ضميره، وقبل شن إسرائيل مباشرة عملية عسكرية على قطاع غزة في مايو/أيار عام 2021 تحت اسم "حارس الأسوار".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: روسيا تتفوق على الغرب بالمعركة الإعلامية في أفريقياlist 2 of 2مجلة أميركية: جنوب السودان على شفا حرب أهليةend of listوذكر أن قادته العسكريين لم يصدقوه عندما أخبرهم بأنه يرفض الاستمرار في الخدمة العسكرية لشعوره بتأنيب الضمير، وهو الذي انخرط في الجندية مباشرة بمجرد بلوغه الـ20 من عمره وبعد تخرجه في مدرسة ثانوية دينية متطرفة.
وهم الجيش الأخلاقي
وقال: "عندما التحقت بالجندية، رغم استنكافي للعنف والحرب، كنت ما زلت أعتقد أن إسرائيل لديها الجيش الأكثر أخلاقية في العالم".
وأضاف: "في ذلك الوقت لم أكن أعرف الشيء الكثير عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا عن الجيش والمجتمع الإسرائيليين. كنت متعلقا بالسرديات اليمينية عن إسرائيل وعن تطلعات الفلسطينيين".
ولكن عندما لم يكن أمامه سوى الاختيار بين أن ينخرط في أعمال العنف التي يشنها الجيش وبين تأنيب الضمير، شعر دارديك بأنه إذا شارك في القتال فسوف يكون مسؤولا عن قتل الأبرياء، على حد تعبيره.
إعلانوأضاف أنه إذا اعترض فلن يُقتل، "يمكن أن أُسجن، مؤقتا، لكنني سأبقى على قيد الحياة". ومضى إلى القول إنه بعد اعتراضه على الاستمرار في الخدمة العسكرية، شعر براحة نفسية، وإن الخطوة التي اتخذها لم تشل قدرته على التصرف.
حماس باقيةوأبدى كاتب المقال، الذي انتقلت عائلته من الولايات المتحدة إلى مستوطنة في الضفة الغربية، تعاطفه مع الفلسطينيين، ناقلا عن تقارير إعلامية أن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع اجتثاث حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال إن كثيرا من الفلسطينيين تعرضوا لتطهير عرقي ومجازر على يد إسرائيل، وأُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على الخروج من ديارهم ومُنعوا من العودة، وإن (حماس) لا تزال تحتفظ بنفس عدد مقاتليها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وزاد قائلا إن الوضع الراهن -لا سيما خلال هذا الأسبوع الذي قتلت فيه إسرائيل ما لا يقل عن 400 فلسطيني- نكأ جراحا تاريخية عميقة أشد إيلاما.
ووصف الحرب الحالية وما تخلفه من آلام وأحزان، بأنها "إرث قديم يكشف عجزنا عن بلوغ مسار سلمي وعادل يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش معا على هذه الأرض".
ليس عملا نزيها
وانتقد منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرا أن ذلك ليس عملا نزيها تحت أي ظرف من الظروف.
ونصح المجندين في صفوف الجيش الإسرائيلي -سواء كانوا جنودا محترفين أو احتياطيين أو على وشك التجنيد- بأن هذا هو الوقت المناسب للاعتراض على أداء الخدمة العسكرية بوازع من ضمائرهم.
وخاطبهم قائلا إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تستخدمكم وتستغل قوتكم لإيذاء أبناء شعبكم، خاصة ما تبقى من أسرى لدى حماس، وإلحاق الأذى بدرجة أكبر بالفلسطينيين.
نحن من يقرروخلص إلى أنهم كشباب يهودي، لديهم القدرة على صياغة مستقبلهم، وأنهم هم من سيقررون ما إذا كان سيُسمح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأمثاله أن يقودوهم إلى الدمار.
إعلانوقال: "نحن من سيقرر ما إذا كان هؤلاء سيضحون بجميع الأسرى المتبقين وأعداد لا حصر لها من الفلسطينيين الأبرياء من أجل مآربهم الشخصية".
ومع ذلك، يبدو أن أهارون دارديك لم يفقد الأمل بعد؛ إذ قال إنه ما يزال يأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع "يسمح لليهود بالعيش باحترام وأمان ومساواة وبصورة مشروعة إلى جانب الفلسطينيين من النهر إلى البحر".