جاء إعلان الجيش الإسرائيلي عن "تفكيك نصف قوات حماس في رفح"، ليثير التساؤلات حول مدى اقتراب إسرائيل من تحقيق هدفها المعلن بـ"تدمير الحركة"، واحتمالية نهاية الحرب في قطاع غزة.

تفكيك "نصف كتائب حماس"؟

الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بتفكيك حوالي "نصف قوة حماس القتالية في رفح"، ومقتل 550 مسلحا على الأقل في تلك المدينة، مع استمرار العملية ضد الحركة، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

من بين الكتائب الأربع في لواء رفح التابع لحماس، تعتبر كتيبتان وهما خالد بن الوليد "معسكر يبنا" (بالجنوب)، وكتيبة شرق رفح "مفككتان بالكامل تقريبا"، في حين أن قدرات الكتيبتين الأخريين، الشابورة (شمال) وتل السلطان (غرب)، متدهورة إلى حد ما بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي.

ويعتبر هذا "إنجاز تكتيكي" بالنسبة للقوات الإسرائيلية، لكن "التدمير الكامل لقدرات حماس" لا يعتمد على منطقة رفح فقط، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن.

وتفكيك كتائب حماس في رفح "لا يعني وقف نقل العناصر والقدرات والقوات الحمساوية لمناطق أخرى"، ما يعني أن "المعركة ستكون طويلة إذا ما أرادات إسرائيل القضاء على الحركة بشكل كلي"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ولذلك لا يرى شتيرن أن هناك "صلة مباشرة بين تفكيك كتيبتين من أصل 4 و بين تحقيق الهدف العسكري الاستراتيجي المتعلق بتدمير حماس".

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية ومقره باريس، عادل الغول، أن إعلان إسرائيل القضاء على نصف كتائب حماس في رفح "غير واقعي أو منطقي".

وعند دخول إسرائيل لرفح "كان الهجوم عشوائي"، بينما امتلكت حماس "الاستعداد لمواجهة القوات الإسرائيلية"، ولذلك أعدت الحركة "خطة للتصدي للجيش الإسرائيلي من خلال حرب شوارع"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ولذلك فإسرائيل "تورطت في رفح" ولم يمتلك الجيش الإسرائيلي "خطة واضحة" وتعرضت القوات الإسرائيلية لكمائن على يد حماس، وبالتالي فهي "تحاول الخروج من المدينة" لصعوبة القضاء على القدرات العسكرية للحركة وفصائل أخرى تقاتل هناك مثل سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، حسبما يشير الغول.

هل اقتربت الحرب من "النهاية"؟

بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما على مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، في السابع من مايو الماضي، رغم تحذيرات المجتمع الدولي كون المدينة تضيق بالنازحين الفلسطينيين.

والثلاثاء، قال سكان ومسعفون إن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 17 فلسطينيا في اثنين من مخيمات اللاجئين القديمة في قطاع غزة بينما واصلت دبابات إسرائيلية التوغل في مدينة رفح، وفق وكالة "رويترز".

وأشار سكان إلى قصف عنيف من قبل دبابات وطائرات في عدة مناطق في رفح التي نزح إليها أكثر من مليون شخص قبل مايو، وفر معظم السكان شمالا بعد ذلك مع اجتياح القوات الإسرائيلية للمدينة.

وتوغلت الدبابات في مناطق تل السلطان والعزبة وزروب في غرب رفح، بالإضافة إلى الشابورة داخل المدينة. 

كما واصلت القوات الإسرائيلية السيطرة على أحياء ومناطق في شرق المدينة وعلى الحدود مع مصر ومعبر رفح الحيوي.

ولذلك، يشير المحلل السياسي الإسرائيلي، إيدي كوهين، إلى أن "نهاية الحرب لا تلوح في الأفق قريبا".

وإسرائيل "مصممة على القضاء على كافة ألوية حماس" وإخلاء قطاع غزة من جميع الأسلحة، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويشير المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أن المعارك في رفح "لم تكن سلسة" بسبب الضغوط الأميركية على إسرائيل.

والمعارك في رفح "لم تنته بعد" وهي مستمرة ولن تتوقف حتى بعد القضاء على حماس، ولذلك فالحرب "لن تنتهي على الإطلاق في القريب العاجل"، حسبما يؤكد كوهين.

وفي سياق متصل، يستبعد شتيرن "قرب نهاية الحرب في قطاع غزة".

ويشير المحلل السياسي الإسرائيلي إلى معلومات تؤكد امتلاك حماس لكتيبتين "لما تشاركا في الحرب حتى هذه اللحظة لأنه يتم الحفاظ عليهما للمشاركة في المعارك عند الضرورة".

ومن جانبه، يشير الغول إلى أن "حماس تعتبر نفسها حاليا في موضع قوة، ولديها أوراق مساومة قوية"، بينما إسرائيل "لم تحقق أهدافها في رفح".

ويوضح المحلل السياسي الفلسطيني أن "حماس غيرت من تكتيكاتها في رفح، ومن يشارك بالعمليات (عدد محدود للغاية) بينما غالبية كتائب الحركة (موجودة تحت الأرض وفي مناطق أخرى)".

وبعد قيام إسرائيل بعملية النصيرات فإن "الجيش الإسرائيلي يعلم أن الحل العسكري ليس هو السبيل الأمثل لإطلاق سراح المختطفين في غزة"، وفق الغول.

ولذلك لا سبيل لوقف الحرب سوى "التوصل لصفقة ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين"، حسبما يشير المحلل السياسي الفلسطيني.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط أكثر من 37372 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المحلل السیاسی الإسرائیلی القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی کتائب حماس القضاء على قطاع غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يدّعي التزام "إسرائيل" بمقرح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة

صفا

زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التزام تل أبيب بمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن هذا جاء خلال كلمته أمس أمام الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي، ليتراجع بذلك عن تصريحات سابقة تحدث فيها عن صفقة جزئية لاستعادة الأسرى واستئناف الحرب.

وقال نتنياهو "أعد بثلاثة أشياء، الأولى أننا لن ننهي الحرب على غزة حتى نعيد جميع المختطفين الأحياء والأموات، ونحن ملتزمون بالمقترح الإسرائيلي الذي رحب به بايدن".

ونهاية مايو/ أيار ادعى بايدن أن "إسرائيل" قدمت مقترحا لاتفاق من 3 مراحل يشمل "تبادلاً للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالمرحلة الثالثة، وهو ما وافقت عليه حماس وتبناه مجلس الأمن، ورفضه نتنياهو.

وأضاف نتنياهو في كلمته: "الأمر الثاني لا يتعارض مع الأول: لن ننهي الحرب حتى نقضي على حماس ونعيد سكان الشمال والجنوب"، متابعًا "أما الأمر الثالث: فبأي ثمن وبأي شكل من الأشكال، سنحبط أهداف إيران لتدميرنا".

وبزعمه الالتزام بمقترح بايدن، يكون نتنياهو تراجع عن تصريحاته مساء الأحد، بأنه مستعد لصفقة جزئية يستعيد بها بعض الأسرى المحتجزين بغزة، لافتًا إلى ضرورة استئناف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها.

وتقود قطر ومصر والولايات المتحدة وساطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ونجحت في إقرار هدنة مؤقتة استمرت أسبوعًا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أسفرت عن تبادل أسرى بين "إسرائيل" وحماس، وإدخال كميات شحيحة من المساعدات إلى القطاع المحاصر منذ 18 عامًا.

ولم تثمر جهود مماثلة للدول الثلاث في الوصول بعد لهدنة أخرى، رغم اجتماعات متكررة بين باريس والقاهرة والدوحة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 123 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى آلاف المفقودين.

وتواصل "إسرائيل" حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

 

المصدر: الأناضول

مقالات مشابهة

  • النهاية اقتربت والقارعة ستحل عليهم.. برلماني يبشر اليمنيين بقرب الخلاص من مليشيات الكهنوت الحوثي
  • مصلحة الجميع هل تلجم نيّات توسعة الحرب في لبنان؟
  • إعلام الاحتلال يكذب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لواء رفح التابع لحماس لم يُفكك
  • نتنياهو يدّعي التزام "إسرائيل" بمقرح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة
  • هل يصبح شمال غزة تحت الحكم العسكري الإسرائيلي؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
  • الجيش الإسرائيلي: حماس تُعيد تسليح نفسها من مخلفات ذخيرتنا
  • تفكيك حماس.. الجيش الإسرائيلي يتحدث عن إنجازات كبيرة جدا في رفح
  • مروحية تطلق النيران خلال نقل مسعفين جثمان شهيد من جانب الطريق برفح.. فيديو
  • الجيش الإسرائيلي: نوشك على تفكيك كتيبة حماس في رفح
  • الجيش الإسرائيلي: حماس تعيد تسليح نفسها من مخلفات ذخيرتنا