بقلم : كلثوم الجوراني ..
المكان مظلم وهادئ يبدو اصطفافنا مرتب جدا كقبور منتظمة
اخذنا نتهامس في ما بيننا كل واحدة منا تخبر جارتها عن رحلتها واين كانت قبل أن تأتي إلى هذه الخزانة (نحن اوراق النقود ).
قالت احداهن أنني كنت يوما ما في هميان عجوز فقير ورغم أنني الوحيدة في هميانه إلا أنه يعدني كنزا من الأموال وكان يحرص عليه أشد الحرص فكم جاع ولم يفرط بي ولكنه اضاعني مع الهميان في أحدى الطرق وأعتقد أنه جن جنونه بعد فقدي .
ثم تنهدت أخرى لتقول لقد كنت بيد سيدة موقرة أتت بي الى الصيدلية فلم أكن كافية لشراء علاج ابنها المريض ، اذكر حين اخرجتني من حقيبتها وهي تبحث عن غيري في تلك الحقيبة رغم أنها متأكدة أن لا نقود غيري في حقيبتها ، ترقرق الدمع في عينيها وهي تناولني للصيدلي قائلةً : لا بئس اعطني الضروري من العلاج فرد عليها كله ضروري فما كان منها إلا أن اشاحت بوجهها عنه كي لا يرى دموعها وبعد أن كفكفت دمعها قالت : اعطني جزءا منه على قدر نقودي ففعل .
ضحكت احدانا لتقول أنا والكثير مثلي كانت مهمتنا أن نمطر !
أثارت انتباه الجميع متعجبين من قولها وكيف تمطرن واي مطر هذا الذي تقصدين ؟
سكتت قليلا ثم قالت : نحن كنا بخزانة اكبر من هذه بكثير وكانت تلك الخزانة لاحد الأثرياء جلبني أنا والكثير من اقراني من الأوراق النقدية معه لملهى ليلي فجعل يرمينا رزماً إلى الاعلى فنسقط إلى الأرض كالمطر .هههه قهقهت بسخرية وقالت : أن اثر حذاء إحدى الرقصات لازال مطبوعا على وجهي .
وبصوت أجش سمعنا ورقة نقدية تقول : أما أنا فكنت في جيب رب العمل ولا انسى كيف استغل ذلك العامل الفقير وكيف كان يهينه ويحمله أكثر من طاقته ، أتعلمن ؟
لقد سمعت العامل البائس يقول لزميله في العمل أنه يأخذ اجره عند انتهاء النهار ليطعم أطفاله الجياع وان لديه طفلة مريضه ويتمنى لو أن أجرته اكثر حتى يجمع القليل من المال ويذهب بطفلة إلى الطبيب ، اخر النهار أخرجني ذلك الجشع الانتهازي من جيبه ليناولني للعامل المسكين وبيدين نحيفتين متسختين ترتعشان جوعا وتعبا تناولني ذلك العامل ووضعني في جيبه بحرص .
وبعد قليل من السكوت نطقت ورقة نقدية أخرى لتقول أما أنا فرحلتي عجيبه كنت بجيب أحد الفقراء وكان بأستطاعته أن يشتري بثمني طعاما لعياله ولكنه فكر في أنه لو اشترى طعاما ليوم واحد سيجوع عياله في اليوم التالي ففكر ملياً ثم نهض ليقصد المعبد فيعطيني لاحد الكهنة لعله يدعو له بالرزق الوفير ، استلمني كاهن شاب من يد ذلك الفقير وهو مبتسم ووعده أنه سيدعو له بالرزق والمال الكثير ثم صرت في جيب الكاهن ولم البث كثيرا لقد انفقني الكاهن على شرب الخمر إذ أنه يعاقر الخمر سراً .
كنت استمع لهن وهن يتكلمن عن رحلاتهن وتقلبهن في جيوب الناس وأيديهم فوقفت احكي حكايتي ولكنني سمعت خشخشة تبدو لمفاتيح الخزانة ، فتحت الخزانة ورأيت يدين مجعدتين تبرز عروقهما تستلمنا رزماً ولا نعلم اي رحلة سنذهب بها ، صفنا في حقيبة ثم حملنا وركب سيارته متوجه لحي فقير ثم سمعناه يقول: يجب عليها أن توافق وإلا سأعود ومعي أموالي ، وبصوت ضعيف سمعنا أحدهم يتوسل به أنها موافقة يا سيدي قاطعهم صوت نشيج من إحدى الغرف يبدو لصبية ثم اتضحت الرؤية ، نعم إن رحلتنا هذه هي إلى بيت فقير اضطر أن يبيع ابنته الصغيرة للتاجر العجوز . كلثوم الجوراني
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
برلمانية: منع التدخين بالأماكن المفتوحة في الجامعة صعب
قالت النائبة إيرين سعيد عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن التدخين داخل قاعات التدريس مرفوض تماما.
وأوضحت لـ صدى البلد أن اللجوء لمنع التدخين بالأماكن المفتوحة بالحرم الجامعي سيكون صعب حدوثه مطالبة اللجوء للتوعية و عمل أماكن مخصصه للتدخين و عدم إتاحته في كل الحرم علماً بأنه الي الآن يوجد أساتذة جامعيه تدخن، و لا يوجد ما يجرم هذا الامر انما هو أمر ادبي ليس أكثر.
وفيما يخص تطاول عضو هيئه التدريس علي الطالب بسبب سيجار إلكتروني، قالت أن هذا أمر مرفوض تماما متابعة :" نحن دوله قانون و نحترم النظام وتصرف عضو التدريس يدل علي عدم احترام لوائح الجامعة الداخلية و يعزز نظام التطاول و التجاوز داخل الجامعة لأنه قدوه و لابد ان يتحلي بأعلي درجات ضبط النفس و الحزم في ذات الوقت.
وتسببت واقعة داخل حرم جامعة المنوفية في إثارة ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول مقطع فيديو يظهر أستاذ بكلية الاقتصاد وهو يصفع طالبا أمام زملائه خلال المحاضرة، بعد أن دخن سيجارا إلكترونيا.
الواقعة أثارت تحركات رسمية بدأت بالجامعة والتي سارعت باتخاذ موقف حيال الحادثة، حيث أعلنت في بيان رسمي إحالة الواقعة للتحقيق، مؤكدة في بيانها أن الحادثة ستُراجع وفقًا للإجراءات المتبعة في قانون تنظيم الجامعات.
ولفتت الجامعة إلى حرصها الكامل على احترام القيم الجامعية والأخلاقيات العامة، والتأكيد على تنظيم المنظومة التعليمية بما يتماشى مع القانون.
وبعد مرور أيام على الواقعة، تحركت عضو مجلس النواب، أمل سلامة، بتقديم طلب إحاطة رسمي إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لمناقشة التصرف، واصفة إياه بأنه غير مقبول في الأعراف الجامعية.