تقديرات إسرائيلية بتعزيز حماس لـ حرب الاستنزاف واستمرار قوتها بغزة
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
كان المنطق الطاغي في "إسرائيل" قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، الاستهانة بقوة حماس لكن كل ذلك تغيّر عشية الحرب، والتي ما زالت موجودة وتتعز عبر حرب الاستنزاف، بعد ثمانية أشهر من انطلاق عملية "طوفان الأقصى".
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريرا تحدثت فيه عن الوضع في رفح وكيفية صمود حماس في هذه الحرب حتى بعد أن تضررت أنظمتها العسكرية بشدة.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن مقاتلي حماس يعزّزون حرب الاستنزاف في غزة ليظهروا للجميع من هو صاحب القرار هناك.
وقبل الحرب، كانت الفكرة الإسرائيلية السائدة تعتمد على ثلاث فرضيات أساسية: أولها أن حماس تتحوّل إلى حزب حاكم وتفقد الاهتمام بـ "المغامرات الأيديولوجية"، وأنها تركز حاليا على تطوير المجال المدني، وأنها قابلة للردع.
وعلى هذا الأساس، ظنّ الكثيرون في "إسرائيل" أن الاقتصاد يمكنه تجاوز الأيديولوجيا، وتم إعداد خطط لتغيير الواقع في غزة بروح "سنغافورة الشرق الأوسط".
وأشارت الصحيفة إلى أن "ندبة 7 تشرين الأول/ أكتوبر لم تَمحُ هذه المفاهيم الخاطئة جزئيا حول حماس، ولا يزال صانعو السياسات يتبنون نفس المفاهيم حتى اليوم. وحتى أثناء الحرب لا تزال إسرائيل تعتمد في كثير من الأحيان على الرغبات العاطفية بدلا من التقديرات الواقعية، وخير دليل على ذلك إعلان إسرائيل مثلا أن حماس قريبة من الإنكسار بعد تفكيك ألويّاتها أو فقدت قدرتها على السيطرة على المجال العام".
وهذا النهج شائع بين صناع القرار الذين يتقاتلون فيما بينهم على السلطة التي ستحكم غزة "ما بعد الحرب". وبينما لا تزال حماس تهيمن إلى الآن على غزة، يقول المعلّقون إنها بدأت تفقد مكانتها وأن الجمهور ينتظر للانتقام منها.
وحتى عشية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لم تكن "إسرائيل" تدرك مدى هيمنة الاعتبار الأيديولوجي على تحركات حماس ومدى استعدادها للتضحية بالحكم وسلامة الشعب من أجل ذلك.
واليوم، من الواضح أنه من الصعب فهم مدى مرونة وقدرة حماس على التكيّف هذا إلى جانب الإعجاب الذي تحظى به من قبل الكثيرين من سكان غزة.
ومنذ تأسيسها، كانت حماس في تطوّر دائم رغم القيود، وقد حدث نفس الشيء بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
ولا تزال حماس تحافظ على الروابط الوثيقة مع سكان قطاع غزة من خلال شبكة دينية واجتماعية تجنّد السكان لدعم صفوف المجموعة، إلى جانب أجهزة الاستخبارات الداخلية التي تحدد التحديات الداخلية وتقضي عليها، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وبالنسبة للجناح العسكري، تتبنى حماس أنماط "حرب العصابات وتقوم دائما بإعادة تنظيم صفوفها وتعيين قادة جدد وتجنيد مقاتلين جدد بدلا من أولئك الذين قُتِلوا، وآخر خسارة حدثت في رفح بسقوط ثمانية جنود من الجيش الإسرائيلي تؤكد نجاح حماس في الصمود ومواصلة نشاطها حتى بعد أن تضررت بشدة".
ومن خلال خلايا أو مقاتلين فرديين، يتم تعزيز حرب الاستنزاف التي تمنع الاستقرار في المجال العام وتوضّح من هو صاحب القرار في غزة. في المقابل، تصوّر "إسرائيل" عن الواقع في غزة قائم على نظرة متشككة نحو إستراتيجية "المرحلة الثالثة"، التي تفترض أن العمليات المستهدفة دون إقامة دائمة للقوات في المناطق المحتلة ستسمح بتفكيك تدريجي لحكم حماس وإقامة نظام بديل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع على أرض الواقع مختلف عن هذه التصوّرات ذلك أن حماس لا تزال القوة الرئيسية في القطاع، ولا تسمح بتطوير بدائل (وحتى تحبطها، مثل المحاولة الإسرائيلية لتطوير اتصالات مع العائلات الكبيرة أو جلب عناصر الأمن التابعة للسلطة إلى القطاع).
ونتيجة لذلك، يضطر الجيش الإسرائيلي إلى العودة مرارا وتكرارا إلى المناطق التي احتلها بالفعل، خاصة في شمال القطاع.
ومن غير المفاجئ أن تحظى حماس بتأييد شعبي، كما هو واضح في الاستطلاع الذي نشره مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله مؤخرًا.
وحسب هذا الاستطلاع الثالث منذ بداية الحرب، هناك عدة اتجاهات أساسية: دعم واسع لهجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، واستمرار سلطة حماس في قطاع غزة، إلى جانب إنكار شامل لجرائم الحرب التي ارتُكبت يوم الهجوم.
وكلّ هذه الأمور يجب أن تُثير تساؤلات حول رهان آخر يطرحه كبار المسؤولين في إسرائيل بشأن "الحد من تطرف الفلسطينيين" - وهو هدف مهم يتطلب مراجعة داخلية ورغبة في التغيير لا وجود لها حتى الآن.
وتواصل السياسة الإستراتيجية والعسكرية الاعتماد على شعارات عامة أبرزها النصر الكامل والاقتراب من الحسم، إلى جانب نظريّات ونماذج تبدو واعدة نظريًا لكنها تتعثّر على أرض الواقع وذلك بسبب، من بين أمور أخرى، غياب فهم عميق لثقافة الجانب الآخر وهو خلل سبق أن تسبب في إخفاق مرير للأمريكيين في حرب فيتنام والعراق وأفغانستان.
ويعكس هذا التفكير الإحباط ويفسّر السبب وراء صعوبة تحقيق الأهداف الإستراتيجية للحرب وعدم القدرة على استغلال التفوّق العسكري الواضح لتحقيق "نتائج حاسمة" ضد كيان هجين مثل حركة حماس.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيل حماس غزة الفلسطيني إسرائيل فلسطين حماس غزة القسام صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الاستنزاف تشرین الأول إلى جانب لا تزال حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل تستأنف إسرائيل الحرب؟ آمال معلقة على ويتكوف وصبر حتى يستلم زامير رئاسة الأركان
في خضم التوتر السياسي والعسكري حيال مستقبل الهدنة في غزة، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي أمني علّق على زيارة مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هذا الأسبوع، بالقول إنها قد "تنقذ المفاوضات". مع هذا لا يزال الخيار العسكري مطروحًا على الطاولة بشكل جدي، لكنه رهن بعدة عوامل بحسب المسؤول.
بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير، ثماة خشية من اسئناف الدولة العبرية للحرب على غزة بعد أن قررت قطع المساعدات. إذ قال مصدر لـ"هآرتس" إن المؤسسة الأمنية تستعد لاستئناف العمليات العسكرية، وهي خطوة ترضي الأوساط اليمينية الرافضة للسلام مع حماس، حسب الصحيفة.
هذا وقد واجهت إسرائيل انتقادات حادة بعد قرارها وقف إدخال جميع المساعدات إلى غزة، معيدة الشاحنات من مصر أدراجها.
ورغم التلويح بالخيار العسكري، لا يزال موعد "استئناف" تل أبيب للحرب على غزة محل نقاش، لكونه مرتبطًا بعدة عوامل داخلية وخارجية، منها قرار إسرائيل بالصبر على المسار الدبلوماسي أملًا في حدوث اختراقات، وضمان إعادة ترتيب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد مغادرة رئيس الأركان هيرتسي هاليفي لمنصبه، كما هو مقرر في 6 مارس/آذار المقبل.
حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الوسطاء طالبوا ببضعة أيام قبل استئناف الحرب، فهم يعتقدون أنهم قادرون على دفع حماس إلى تسوية، وهو ما وافقت عليه تل أبيب، وفقًا للإعلام العبري.
كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الطاقة إيلي كوهين قوله إن "إمكانية العودة للحرب مطروحة لكن ذلك ليس هدفنا".
وأضافت "يديعوت أحرونوت" أنه "لا يُتوقع" استئناف القتال على الأقل خلال الأسبوع المقبل، لأن تل أبيب، حسب الصحيفة، تريد أن تترك مجالًا لرئيس الأركان المقبل، إيال زامير، ليقوم بمهامه ويثبت نفسه، خاصة وأن لدى زمير جدول أعمال مزدحم. إذ نقلت القناة 12 الإسرائيلية أنه سيطرد عددًا من قادة الجيش بمجرد توليه منصبه هذا الأسبوع، ومنهم قادة سلاح الجو والجبهة الداخلية والعمليات والاستخبارات.
في هذا السياق، تستمر إسرائيل بالضغط على حماس لقبول مقترح ويتكوف حيال هدنة مؤقتة في شهر رمضان، مستعملة الموضوع الإغاثي والإنساني كورقة لصالحها، بحيث نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر إسرائيلية قولها إنه إذا لم تطلق حماس مزيدًا من "الرهائن" فإن إسرائيل ستقطع الماء والكهرباء عن القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح يوم الأحد أن حماس لن تتمكن من الاستفادة مجددًا من المساعدات الإنسانية أو وقف إطلاق النار كما كان الوضع في المرحلة الأولى من الاتفاق، ما لم تفرج عن الرهائن الإسرائيليين، على حد قوله.
وفيما أرضت التهديدات الإسرائيلية الأوساط اليمينية، أثار أداء حكومة تل أبيب قلق عائلات الأسرى التي تظاهرت ضد القرار، إذ نقلت إذاعة الجيش عن والد أسير في غزة قوله إنه من "المؤسف أن تعلق أسر الرهائن آمالها على الأمريكيين والحكومات الأجنبية لا على حكومتها"، مشيرًا إلى أن القوة التي تمارسها دولته قد تكلفهم حياة هؤلاء، وهو ما حدث سابقًا، على حد قوله.
هآرتس: "إسرائيل تلعب دور الضحية ونتنياهو يعزز مكانة سموتريتش"من جهتها، قالت "هآرتس" إن الحكومة الإسرائيلية خرقت الاتفاق مع حماس، الذي جرى توقيعه في الدوحة في 17 يناير، والآن تتهم الحركة وتلعب دور الضحية، مشيرة إلى أن "التصعيد والاستفزازات من خلال النزاعات حول نهج تتبعه إسرائيل"، ومنها عندما قامت حكومة غولدا مئير بخرق الهدنة مع مصر في سيناء، وهو ما أسفر عن مقتل 80 جنديًا وإصابة 120 آخرين.
وأردفت الصحيفة أن نتنياهو بهذه الخطوة يهتم فقط بالبقاء في الحكم، ويسعى لكسب رضا قاعدته السياسية، لاسيما اليمين، كما يريد تعزيز مكانة وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش، وهو ما يمكن أن يودي بالاتفاق إلى التهلكة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انخفاض طلبات اللجوء إلى أوروبا بنسبة 11% في 2024 لكن العدد تجاوز المليون مظاهرات حاشدة في أوكرانيا تطالب بالإفراج عن أسرى الحرب المحتجزين لدى روسيا مزاد السيجار الكوبي يحطم الأرقام القياسية: 18.6 مليون دولار في نسخته الـ25 حركة حماسغزةإسرائيلقطرحروببنيامين نتنياهو