RT Arabic:
2024-06-26@18:23:14 GMT

خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على "السيد لا"؟

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على 'السيد لا'؟

تحت هذا العنوان نشرت "أرغومنتي إي فاكتي" مقالا تناولت فيه خداع الولايات المتحدة بشأن المعاهدة الثانية للحد من الأسلحة الاستراتيجية.

وجاء في المقال الذي كتبه النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما أليكسي جورافليوف:

في 18 يونيو 1979، وقع ليونيد بريجنيف وجيمي كارتر في فيينا على المعاهدة الثانية للحد من الأسلحة الاستراتيجية "سولت-2" SALT-2، وهي واحدة من سلسلة من الوثائق التي يعتقد أنها تشكل أساس الأمن النووي العالمي.

لكن تلك المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ قط.

 إن توقيع تلك المعاهدة هو بداية قصة الخداع العالمي الذي قامت به الولايات المتحدة، ومن الصعب أن نقول كيف تمكنوا من خداع الدبلوماسيين السوفيت وعلى رأسهم أندريه غروميكو، الذي كان يلقب في الغرب بـ "السيد لا"، لكن الصحف أشارت إلى أرقام دفعت الاتحاد السوفيتي إلى التعهد بتخفيض ترسانته النووية بشكل كبير، وكان بإمكان الولايات المتحدة ألا تفعل شيئا.

لقد استمرت المفاوضات ما يقارب عقدا من الزمان. ربما كانت قيادة الاتحاد السوفيتي خائفة من سباق التسلح، وبالتالي وافقت على الشروط غير المواتية. ومع ذلك، وبحلول وقت التوقيع، أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة لا تنوي الالتزام بها أيضا، فلم يتم التصديق على معاهدة "سولت-2" مطلقا. ووجد الكونغرس سببا رسميا لذلك، ألا وهو دخول القوات السوفيتية أفغانستان. في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية تقاتل في فيتنام وغواتيمالا ونيكاراغوا.

إقرأ المزيد النص الكامل لمقال بوتين عشية زيارته إلى كوريا الشمالية

وعادة ما يتم الاحتفال بتاريخ 18 يونيو 1979 باعتباره نهاية الحرب الباردة، إلا أنه ومنذ تلك اللحظة بدأت واشنطن الاستعداد للحرب الساخنة، مستفيدة من تباطؤ المجمع الصناعي العسكري لمنافسها الرئيسي في الساحة الجيوسياسية، الذي كان يحاول الالتزام باتفاق لم تفكر الولايات المتحدة يوما في الالتزام به. في تلك الآونة وضعت الشروط الأساسية للصراع الأوكراني الحالي: أصبحت الولايات المتحدة مقتنعة بالإفلات من العقاب.

والتزم الاتحاد السوفيتي بأحكام "سولت-2" حتى عام 1991، وتمت إزالة 18 صاروخا مداريا من طراز "آر-39 بورب" من الخدمة القتالية، وتم إيقاف نشر أنظمة "تيمب-2إس" المتنقلة. فماذا عن الولايات المتحدة؟ خلال المعاهدة، بدأت في نشر صواريخ توماهوك على نطاق واسع في البحرية ونسختها البرية في أوروبا. وواصلت نقل القاذفات الثقيلة القادرة على حمل قنابل نووية إلى القواعد الأوروبية وبناء حاملات الصواريخ من طراز "أوهايو". ومنذ عام 1981، كان البنتاغون يصمم صاروخا باليستيا جديدا من طراز "ميدجيتمان"، وهي صواريخ كانت محظورة بموجب المعاهدة. وفي عام 1986، عندما حان الوقت لتقديم الصاروخ رسميا، أعلنت الولايات المتحدة أنها لم تعد تنوي تنفيذ "سولت-2".

حدث الشيء نفسه لاحقا مع بقية المعاهدات التي أبرمتها الولايات المتحدة مع بلادنا: معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى (1987)، معاهدة القوات التقليدية في أوروبا (1990)، معاهدة "ستارت-1" (1991)، معاهدة الأجواء المفتوحة (1992)، معاهدة "ستارت-2" (1993). لم تلتزم واشنطن بتلك المعاهدات منذ البداية. فالالتزامات القانونية لا تعني شيئا بالنسبة للولايات المتحدة، لأن سلطاتها توقع على أية أوراق بسهولة، لأنها ستتصرف على أي حال، دون الالتزام بنقطة واحدة من الاتفاقيات.

من المنطقي التوقيع على الالتزامات في بيئة مستقرة، عندما يتم تحديد "الخطوط الحمراء" المتبادلة، والتي يمكن أن يؤدي انتهاكها إلى صراع نووي. ولم يعد هناك أي سبب لمعاملة الولايات المتحدة كقوة مهيمنة على العالم، وفي المرة القادمة لا ينبغي التوقيع على الوثائق مع واشنطن إلا عندما تعتاد على دورها المنكمش بشكل كبير في السياسة الدولية. ولكن، وحتى ذلك الحين، لا بد من تقديم ضمانات الأداء.

المصدر: أرغومنتي إي فاكتي

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحرب العالمية الثالثة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو قنبلة ذرية معاهدة الصواريخ وزارة الدفاع الروسية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مسؤولان أميركيان يحذران حزب الله: لا تنتظروا أميركا لمنع هجوم إسرائيل

#سواليف

نقل موقع بوليتيكو أمس الاثنين، عن #مسؤولين_أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة أرسلت رسالة عبر الوسطاء إلى حزب الله مفادها ألا يعتمد عليها في كبح #إسرائيل ومنعها من مهاجمته في #لبنان.

وقال مسؤول مطلع على المحادثات الأميركية اللبنانية لموقع بوليتيكو، إن الرسالة الأميركية تهدف لدفع #حزب_الله إلى التهدئة، في وقت “تستسلم فيه واشنطن لاحتمال قيام إسرائيل بخطوة كبيرة ضد حزب الله داخل لبنان في الأسابيع المقبلة”.

كما قال المسؤولان الأميركيان إن حزب الله يجب أن يفهم أن واشنطن “ستقدم كامل الدعم لإسرائيل إذا تمت المواجهة مع الحزب”، وفق وصفهما.

مقالات ذات صلة اتفاقية تعاون بين “النزاهة” ومركز زها الثقافي 2024/06/11

وأضافا أن الدعم سيشمل كل شيء بما في ذلك تجديد نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي وتقديم المعلومات الاستخبارية، وحتى الدعم العسكري المباشر إذا زادت الضغوط من حزب الله.

غير أن المسؤولَين الأميركيين أكدا لموقع بوليتيكو، أن قادة إسرائيل لم يتخذوا قرارا بشأن خطوتهم القادمة مع حزب الله، مرجحين أن الطرفين لا يريدان حربا شاملة، مع وجود احتمال تصاعد ما سموه بـ”سوء التقدير” في الأيام المقبلة.

دعم الهجوم

وذكر الموقع أن إسرائيل تعتقد أن إظهار الولايات المتحدة دعمها علنا لهجوم إسرائيلي ضد حزب الله، سيكون من شأنه دفع الحزب للتراجع.

ورجح أن الولايات المتحدة يمكن أن تؤثر على نوع وحجم العملية التي قد يشنها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله إذا ما أخذ قرارا بذلك، كما حدث في عملية رفح جنوبي قطاع غزة التي كانت تعارضها واشنطن.

ومساندة لقطاع غزة الذي يواجه عدوانًا إسرائيليا بدعم أميركي، يتبادل حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إطلاق نار عبر الخط الأزرق، وسط تصعيد بارز في الأيام الأخيرة وتحذيرات من اندلاع حرب، لا سيما مع موافقة إسرائيل على خطط هجوم لبنان.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: روسيا تعمل على إبرام معاهدة ثنائية واسعة النطاق مع إيران
  • الفساد في أوكرانيا يثير توترات بين واشنطن وكييف
  • واشنطن تحاول إيجاد بدائل جديدة في أفريقيا بعد قرار سحب قواتها من النيجر
  • غالانت من واشنطن: الوقت ينفد.. ولن ننسى موقف الولايات المتحدة معنا
  • غالانت من واشنطن: الوقت ينفد.. ولن نسى موقف الولايات المتحدة معنا
  • مسؤولان أميركيان يحذران حزب الله: لا تنتظروا أميركا لمنع هجوم إسرائيل
  • هل انهارت خطة واشنطن لإنهاء حرب غزة؟
  • الكرملين يحذر الولايات المتحدة من “عواقب” بعد الضربة الأوكرانية على القرم
  • بينها دول عربية.. واشنطن تكشف قائمتها السوداء بشأن الاتجار بالبشر
  • ماذا يفعل "جالانت" في الولايات المتحدة.. وما سر التوقيت؟