رصد تقرير صادر عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تغير الموقف الغربي من الدعم المطلق إلى الوقوف ضد جرائم إسرائيل في قطاع غزة مع استمرار الحرب للشهر التاسع.

قطع الدعم وموالاة إسرائيل

أوضح التقرير أنّه مع بداية عملية طوفان الأقصى، كان قادة عدة دول غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا، أعلنوا دعمهم الثابت لإسرائيل مع إدانة تنفيذ حركة «حماس» حركة طوفان الأقصى، وأخذ الدعم عدة أشكال، منها إعطاء الضوء الأخضر للهجوم على غزة، وتعليق بعض الدولة مساعداتها التنموية للفلسطينيين، ومنها دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا والنمسا، كما علقت 18 دولة تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين، ما تسبب في تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.

تغيير مواقف الدول العربية تجاه إسرائيل

وذكر التقرير أنّ موقف الدول الغربية تغير تدريجيا مع استمرار الحرب للشهر التاسع، ما أحرج إسرائيل التي ترتكب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وأبرز مؤشرات التراجع كانت موافقة محكمة العدل الدولية على الدعوى المرفوعة من قبل دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، والتي اتهمتها بتنفيذ جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وانضمت للدعوى دول نيكاراجو وبلجيكا وأيرلندا وكولومبيا وتركيا وليبيا ومصر وجزر المالديف والمكسيك وتشيلي وإسبانيا.

ولم يكن الدعم في المؤسسات القضائية الدولية فقط، بل تحول إلى تظاهرات في الشوارع والجامعات حول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، حيث شهد العالم أكثر من 3700 مظاهرة مناصرة لفلسطين خلال شهر، منها 600 في الولايات المتحدة، و170 في ألمانيا الاتحادية، و1400 في الشرق الأوسط، كما شهدت الجامعات الأمريكية مظاهرات في أكثر من 30 جامعة، إلى جانب مظاهرات واسعة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ودفع ارتفاع أعداد المظاهرات وسائل الإعلام الغربية إلى التركيز على الأصوات الرافضة للحرب الإسرائيلية بعد أن كان يتم غض الطرف عليها.

استئناف تمويل الأونروا

واستأنفت بعض الدول دعم «أونروا» بعد قطع التمويل عنها، ومنها كندا والسويد وإسبانيا وإيطاليا ونيوزيلندا والنرويج وفنلندا واليابان، خاصة بعد أن كشف التحقيق كذب إسرائيل التي أدعت أنّ بعض موظفي الوكالة في غزة منضمين لحماس وشاركوا في بعض العمليات العسكرية.

وبيّن التقرير، أنّ أكبر خطوة أرّقت إسرائيل هي إعلان دول من الاتحاد الأوروبي الاعتراف بفلسطين، ومنها إسبانيا وأيرلندا والسويد وسلوفينيا، فضلا عن اتجاه بعض الدول ومنها مالطا وفرنسا وأستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما وصل إجمالي عدد الدول المعترفة بفلسطين منذ نهاية الثمانينيات حتى الآن إلى 147 دولة، ورغم أنّ القرار «رمزي» لكنه يزيد عزلة إسرائيل الدولية التي أغضبتها سلسلة الاعترافات واستدعت سفراء الدول المعترفة.

وفي الأمم المتحدة، اعتمدت الجمعية العامة قرارا يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين، واعتراف 144 دولة منضمة للأمم المتحدة بالقرار.

وتغيرت في الوقت ذاته، لهجة المسؤولين الغربيين، ومنهم مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي قال إنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حولت القطاع إلى مقبرة مفتوحة، فيما وصف السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز ما يحدث في غزة بأنّه «كارثة إنسانية مروعة»، كما أكد عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي آدم سميث، أنّ تصرفات إسرائيل في قطاع غزة لن تؤدي للقضاء على جميع مقاتلي حركة حماس، فيما هدد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل.

وأخيرا، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، تل أبيب عن قرار يضع إسرائيل على القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال وإذا أدرجت الأمم المتحدة إسرائيل في قائمة العار، فسيكون القرار ساري المفعول لمدة 4 سنوات.

تحركات دولية مختلفة

وأشار التقرير، إلى أنّ التحركات الدولية السابقة تشير إلى التغير الجذري في المواقف الدولية خاصة بالنسبة للدول الأوروبية، التي كانت داعمل قويا لـ دولة الاحتلال الإسرائيلي في جميع تحركاتها، لكن وبعد مرور أكثر من 8 أشهر من الحرب على غزة، والمذابح المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، غيرت تلك الدول نظرتها إلى إسرائيل، ما أثر على مكانتها الدولية وأصبحت منعزلة دبلوماسيًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الأونروا الغرب الاتحاد الأوروبی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجزائر تطالب فرنسا بالاعتراف بـ"جرائمها النووية" على أراضيها  

 

الجزائر - طالب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (الغرفة الأولى للبرلمان)، إبراهيم بوغالي، فرنسا بالاعتراف الرسمي بمسؤوليتها الكاملة عن "الجرائم النووية" التي ارتكبتها في بلاده خلال الفترة 1960-1966.

جاء ذلك في كلمة له، الخميس13فبراير2025، خلال افتتاح ملتقى حول الذكرى السنوية لإجراء أول تجربة نووية فرنسية في الجزائر يوم 13 فبراير/ شباط 1960.

وقال بوغالي: "إننا نطالب، بصوت واحد بالاعتراف الرسمي من قبل فرنسا بمسؤوليتها الكاملة عن هذه الجرائم النووية".

وأضاف أنه لا يمكن القبول "بمجرد اعتراف سياسي باهت بل اعتراف يتبعه التزام أخلاقي واضح".

وأجرت فرنسا أول تجربة نووية لها، بتاريخ 13 فبراير 1960، بصحراء رقان الجزائر (أقصى الجنوب) وحملت اسم" اليربوع الأزرق".

وواصلت فرنسا هذه التجارب حتى عام 1966، وفي ذات المناطق، وفق المصادر الرسمية الجزائرية.

وأفاد بوغالي بأن مجموع التفجيرات النووية التي نفذتها فرنسا في المنطقة بلغ 17، "لا تزال آثارها المدمرة تلاحقنا حتى اليوم".

ووصف التفجيرات بـ"صفحة مظلمة من التاريخ الاستعماري البغيض لا تزال تُلقي بظلالها، حيث تواصل آثارها الخطيرة والمدمرة تأثيرها على البيئة والإنسان".

وقال: "نعيش يوميا مع معاناة الأمراض السرطانية والتشوهات الخِلقية الناتجة عن الإشعاعات التي خلفتها تلك التفجيرات، وهي إشعاعات تظل موجودة وتؤثر بشكل مستمر في المحيط الذي نعيش فيه".

وجدد تمسك الجزائر، بمطالب إلزام فرنسا بتعويض الضحايا وتنظيف النفايات النووية.

وقال: "إن الجزائر التي دفعت ثمنا باهظا لنيل استقلالها واسترجاع حريتها وسيادتها، لن تقبل أبدا أن تُطوى هذه الصفحة دون محاسبة، ولن تقبل أن تبقى هذه الجريمة دون اعتراف"

وطالب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري فرنسا بإنصاف ضحايا التفجيرات النووية وعائلاتهم بما يتناسب مع حجم المأساة التي عايشوها، وضمان حق أبناء الجزائر المشروع في العدالة.

ودعا في الوقت ذاته إلى تحمل فرنسا مسؤولية "تطهير الأراضي الملوثة بالإشعاعات والنفايات النووية، وتسليم الجزائر الأرشيف الكامل لمواقع التجارب حتى يتمكن خبراؤنا من تقييم الأضرار واتخاذ الإجراءات الملائمة بشأنها" .

وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية، حالة توتر غير مسبوقة، منذ الصيف الماضي، حيث سحبت الجزائر سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع في الصحراء.

وزادت حدة التوتر أكثر بعد أن أوقفت السلطات الجزائرية في نوفمبر/تشرين الماضي، الكاتب الجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية بوعلام صنصال بمطار العاصمة.

ووجهت محكمة جزائرية تهما لصنصال بموجب المادة 87 من قانون العقوبات الجزائري، تتعلق بـ "المساس بالوحدة الوطنية وتهديدها"، بعد تصريحات له في قنوات فرنسية زعم فيها أن مناطق من شمال غرب الجزائر تعود في الواقع للمغرب.

وتدهورت العلاقات أكثر بعد تصريحات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من وزراء حكومته، دعت إلى إطلاق سراح الكاتب صنصال، وهو ما اعتبرته الجزائر "تدخلا سافرا" في شؤونها الداخلية، خصوصا أن القضية بين أيدي القضاء.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدف

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتسلم شحنة القنابل التي أرسلها ترامب بعد تعليقها من بايدن
  • «1800 قنبلة من نوع MK-84».. أمريكا تسلم إسرائيل شحنة قنابل ثقيلة
  • باحث سياسي: دعم ترامب لإسرائيل مرتبط بمصالح انتخابية وسياسية
  • بعد موافقة ترامب على بيعها للهند.. ما هي الدول التي تمتلك طائرات “إف- 35″؟
  • أنطونيو جوتيريش: يجب إصلاح المنظومة الدولية لتحقيق العدالة في مواجهة الكوارث المناخية
  • ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
  • إسرائيل.. تراجع ملحوظ في شعبية نتنياهو واستطلاعات الرأي تكشف المستفيدين من انهيار الليكود
  • باحث «المصري للفكر»: الجهود المصرية تطوق أطروحات أمريكا وإسرائيل لمنع التهجير
  • خبراء قانونيون: ترامب يهدد العدالة بعقوباته على الجنائية الدولية
  • الجزائر تطالب فرنسا بالاعتراف بـ"جرائمها النووية" على أراضيها