جريدة زمان التركية:
2024-06-26@18:36:50 GMT

الكراهية والمصالح

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

الدول لا تحارب من أجل المصالح فقط، ولكن أيضا استجابة لمشاعر الكراهية ، فهل هذا غريب أو غير معقول؟

أعتقد أنه من الغريب حقا أن تشن دولة حربا على دولة أخرى بدافع من الكراهية والبغض ، ولكن ذلك حدث ويحدث أمام أعين الناس حتى اليوم .

وقد يكون من أمثلة ذلك – وفقا للعديد من المؤرخين والنقاد السياسيين مختلفي الجنسيات – الحرب الأمريكية الفيتنامية ، والغزو الأمريكى للعراق ، والحرب الروسية – الأوروبية الأمريكية الجارية الآن ، والغزو الأمريكى لأفغانستان ، وحروب البلقان الكثيرة ، والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية أيضا .

فالمشاعر السليية القوية – مثل مشاعر الكراهية – يمكنها أن تحرك بلادا وتنتج آثارا بعيدة المدى فى الحاضر والمستقبل . ومن أمثلة ذلك أيضا رفض كافة دول العالم استقبال الأفراد والعائلات من اليهود الألمان وغير الألمان أبان حكم هتلر .

فقد كان الشعب اليهودى فى مأزق عظيم فى مواجهة التصفية العرقية النازية النارية غير الرحيمة التي استمرت لسنوات وليس لعدة ساعات أو عدة أشهر ، ومع ذلك لم تعرض دولة ما استقبال البشر الراغبين فى الفرار من القتل والتعذيب وفقا للمؤرخين . فالناس واحد بصرف النظر عن دياناتهم وعرقهم ، والإنسان للإنسان والا فما معنى الإنسانية؟

ويمكن للمشاعر القوية أن تحرك بلادًا فى وقت واحد وتشعل نيرانا كثيرة لا تطفأ لزمن طويل . ولذلك ، فقد نصت الكتب السماوية والفلسفات المعروفة على نبذ الكراهية والبعد عنها وعدم الحكم بها ، لما فى ذلك من ضلال عن الطريق وظلم عظيم للنفس وللغير بالطبع . ومع ذلك، فما زالت الكراهية تحكم توجهات بعض الزعماء – حتى الكبار منهم – وتؤثر على خياراتهم المختلفة وهم يعلمون التكلفة العالية للاختيارات القائمة على الكراهية دون العقل والحكمة والمصالح الوطنية.

والواقع ، أن مشاعر الكراهية ربما صادفت مصالحا خاصة لفئة أو مجموعة من أصحاب المصالح الكبار من الحيتان المالية البشرية التى تنتظر دائما حالات الانصهار وحالات الغليان والثورات وموجات الغضب من أجل حصد الثروات العظيمة فى فترات زمنية قياسية دون مشقة عظيمة . فهناك دائما من هم رائعون بارعون فى توظيف الظروف وركوبها بهدوء ورصانة من الشاطئ الى الشاطئ وجني كل ما يلقى الفزعون من أيديهم وهم يحاولون الهرب لا يلوون على شيء . وعندما تهدأ العواصف وينقشع الغيوم لا يجد الناس أحدا ليلوموه ، بينما يحتفل تجار البغض والكراهية بما حصدوه من الثروات الهائلة .

Tags: الحروب القائمة على الكراهيةالكراهيةالمصالحماهر المهدي

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الكراهية المصالح ماهر المهدي

إقرأ أيضاً:

جوتيريش يطلق 5 مبادئ عالمية لسلامة المعلومات.. ويحذر من نشر الكراهية والأكاذيب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مجموعة من المبادئ العالمية للأمم المتحدة لسلامة المعلومات؛ تهدف إلى التمكين من المطالبة بالحقوق، محذرا من أن نشر الكراهية والأكاذيب عبر الإنترنت يسبب ضررا جسيما للعالم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال جوتيريش لدى إطلاقه المبادئ الخمسة -وهي الثقة المجتمعية والصمود، ووسائل الإعلام المستقلة والحرة والتعددية، والحوافز الصحية، والشفافية والبحث، وتمكين الجمهور- إن هذه المبادئ تستند إلى رؤية شاملة لنظام بيئي أكثر إنسانية للمعلومات.
وأضاف جوتيريش، أن المبادئ تدعو إلى بيئة معلوماتية تدافع عن حقوق الإنسان ومستقبل مستدام، كما أنها توفر أساسا متينا للتنمية المستدامة والشاملة، والعمل المناخي، والديمقراطية، والسلام، موضحا أن المعلومات المغلوطة والمضللة، وخطاب الكراهية، تغذي التحيز والعنف، وتزيد من حدة الانقسامات والصراعات، وتشويه سمعة الأقليات، وتهدد نزاهة الانتخابات. 
وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى أن التهديدات لسلامة المعلومات ليست جديدة، ولكنها تتكاثر وتتوسع بسرعة غير مسبوقة على المنصات الرقمية، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وقال إنه عندما يتم استهداف سلامة المعلومات، فإن الديمقراطية أيضا تتعرض للاستهداف، موضحا أن الخوارزميات الغامضة تدفع الناس إلى فقاعات المعلومات وتعزز التحيزات بما في ذلك العنصرية وكراهية النساء والتمييز من جميع الأنواع. ونبه إلى أن الضرر يتجاوز بكثير المجال الرقمي، ويؤثر على مليارات الأشخاص غير المتصلين بالإنترنت.
وأكد الأمين العام أن المبادئ العالمية جاءت نتيجة مشاورات واسعة النطاق مع الدول الأعضاء والقطاع الخاص وقادة الشباب ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، وأنها تحدد مسارا واضحا للمضي قدما، متجذرًا بقوة في حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والرأي.
ووجه الأمين العام رسائل واضحة لبعض أصحاب المصلحة الذين يتحملون مسؤولية كبيرة بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكبرى، قائلا "تحملوا المسؤولية. واعترفوا بالضرر الذي تلحقه منتجاتكم بالناس والمجتمعات".
وقال موجها كلامه للمعلنين وصناعة العلاقات العامة "توقفوا عن تحقيق الدخل من المحتوى الضار. عززوا سلامة المعلومات، واحموا علامتكم التجارية، وعززوا أرباحكم".
ودعا جوتيريش، وسائل الإعلام إلى رفع المعايير التحريرية وتطبيقها، مضيفا "قوموا بدوركم في حماية مستقبلنا من خلال تقديم صحافة عالية الجودة تستند إلى الحقائق والواقع".. وحث الحكومات على الالتزام بخلق وصيانة مناخ إعلامي حر وقابل للتطبيق ومستقل ومتعدد، فضلا عن ضمان حماية قوية للصحفيين، واحترام الحق في حرية الرأي والتعبير.
وقال الأمين العام إن هذه المبادئ تدعم الآباء الحريصين على أطفالهم، والشباب، الذين يعتمد مستقبلهم على سلامة المعلومات، والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية الذين يجاهدون من أجل التغيير، ووسائط الإعلام ذات المصلحة العامة التي تسعى جاهدة لنقل معلومات موثوقة ودقيقة.
وجدد الأمين العام دعوته لوقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، كأساس لخلق الظروف التي تجعل حل الدولتين ممكنا يوما ما.
وشدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يضغط بكل ما أوتي من قوة من أجل احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وقال إن "عدد القتلى الفلسطينيين في غزة غير مسبوق في أي صراع شهدته منذ توليت منصب الأمين العام. وهذا يعني أن حماية المدنيين لم تكن أداة أساسية في إدارة تلك العملية، مشيرا إلى أن هناك محاكم تتعامل مع القانون الدولي، مشددا على ضرورة احترام قرارات تلك المحاكم في جميع الظروف.

مقالات مشابهة

  • أين يقف اليسار الفرنسي إزاء ظاهرة الهجرة والحرب في أوكرانيا وسياسة المناخ؟
  • حكماء المسلمين يُدين بشدة الهجمات الإرهابية في داغستان
  • غزة.. أطفال يصارعون السرطان والجوع والحرب (فيديو)
  • "إنجاز عظيم" .. المهمة الصينية "تشانغ آه-6" تجلب أول عينات في العالم من الجانب البعيد من القمر
  • جوتيريش يطلق 5 مبادئ عالمية لسلامة المعلومات.. ويحذر من نشر الكراهية والأكاذيب
  • الأمم المتحدة تطلق المبادئ العالمية الخمسة لسلامة المعلومات
  • الأمم المتحدة تحذر من خطاب الكراهية والأكاذيب عبر «الإنترنت»
  • «الكدمول»..صراع الثقافة والحرب
  • حبس النائب السابق وليد الطبطبائي 4 سنوات بسبب تغريدة
  • تصديق رئاسي على 17 قانونا لموازنات الوزارات والمصالح والهيئات الحكومية