جريدة زمان التركية:
2024-11-20@05:37:54 GMT

الكراهية والمصالح

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

الدول لا تحارب من أجل المصالح فقط، ولكن أيضا استجابة لمشاعر الكراهية ، فهل هذا غريب أو غير معقول؟

أعتقد أنه من الغريب حقا أن تشن دولة حربا على دولة أخرى بدافع من الكراهية والبغض ، ولكن ذلك حدث ويحدث أمام أعين الناس حتى اليوم .

وقد يكون من أمثلة ذلك – وفقا للعديد من المؤرخين والنقاد السياسيين مختلفي الجنسيات – الحرب الأمريكية الفيتنامية ، والغزو الأمريكى للعراق ، والحرب الروسية – الأوروبية الأمريكية الجارية الآن ، والغزو الأمريكى لأفغانستان ، وحروب البلقان الكثيرة ، والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية أيضا .

فالمشاعر السليية القوية – مثل مشاعر الكراهية – يمكنها أن تحرك بلادا وتنتج آثارا بعيدة المدى فى الحاضر والمستقبل . ومن أمثلة ذلك أيضا رفض كافة دول العالم استقبال الأفراد والعائلات من اليهود الألمان وغير الألمان أبان حكم هتلر .

فقد كان الشعب اليهودى فى مأزق عظيم فى مواجهة التصفية العرقية النازية النارية غير الرحيمة التي استمرت لسنوات وليس لعدة ساعات أو عدة أشهر ، ومع ذلك لم تعرض دولة ما استقبال البشر الراغبين فى الفرار من القتل والتعذيب وفقا للمؤرخين . فالناس واحد بصرف النظر عن دياناتهم وعرقهم ، والإنسان للإنسان والا فما معنى الإنسانية؟

ويمكن للمشاعر القوية أن تحرك بلادًا فى وقت واحد وتشعل نيرانا كثيرة لا تطفأ لزمن طويل . ولذلك ، فقد نصت الكتب السماوية والفلسفات المعروفة على نبذ الكراهية والبعد عنها وعدم الحكم بها ، لما فى ذلك من ضلال عن الطريق وظلم عظيم للنفس وللغير بالطبع . ومع ذلك، فما زالت الكراهية تحكم توجهات بعض الزعماء – حتى الكبار منهم – وتؤثر على خياراتهم المختلفة وهم يعلمون التكلفة العالية للاختيارات القائمة على الكراهية دون العقل والحكمة والمصالح الوطنية.

والواقع ، أن مشاعر الكراهية ربما صادفت مصالحا خاصة لفئة أو مجموعة من أصحاب المصالح الكبار من الحيتان المالية البشرية التى تنتظر دائما حالات الانصهار وحالات الغليان والثورات وموجات الغضب من أجل حصد الثروات العظيمة فى فترات زمنية قياسية دون مشقة عظيمة . فهناك دائما من هم رائعون بارعون فى توظيف الظروف وركوبها بهدوء ورصانة من الشاطئ الى الشاطئ وجني كل ما يلقى الفزعون من أيديهم وهم يحاولون الهرب لا يلوون على شيء . وعندما تهدأ العواصف وينقشع الغيوم لا يجد الناس أحدا ليلوموه ، بينما يحتفل تجار البغض والكراهية بما حصدوه من الثروات الهائلة .

Tags: الحروب القائمة على الكراهيةالكراهيةالمصالحماهر المهدي

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الكراهية المصالح ماهر المهدي

إقرأ أيضاً:

تنويه لمواطني الدولة في الفلبين

أهابت بعثة دولة الإمارات في مانيلا، بمواطني الدولة الموجودين في جمهورية الفلبين بضرورة توخي الحيطة والحذر بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عن الإعصار "بيبيتو".
 وأكدت البعثة على ضرورة اتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات، والتواصل في حالات الطوارئ على الرقم 0097180024 أو 0097180044444 والتسجيل في خدمة "تواجدي".

أخبار ذات صلة برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى" يستقطب 500 مشاركة من 40 دولة الإمارات والبرازيل.. رؤى مشتركة تدعم أجندة عمل مجموعة العشرين المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • روضة الحاج: تعبنا من الموتِ والحزنِ والحربِ والارتحالْ!
  • ارتفاع جرائم الكراهية ضد النساء في ألمانيا.. قرابة 181 ألف ضحية خلال 2023
  • سهير جودة لـ الوفد: ترميم أفلام زمان حدث عظيم في مهرجان القاهرة السينمائي
  • محمد لطفي يكشف عن نصيحة ثمينة من أحمد زكي: «جواك ممثل عظيم»
  • أربع سنوات من الكراهية.. نجمة سنو وايت تعتذر عن تصريحاتها بشأن مؤيدي ترامب
  • منتج فيلم "فخر السويدي" لـ الوفد: مشاركتنا في مهرجان القاهرة السنيمائي فخر عظيم لنا
  • تسمم غامض يصيب الأطفال في جنوب أفريقيا ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأجانب
  • مؤتمر للحريات الدينية في براغ يناقش تنامي حركات الكراهية ومعاداة المسلمين
  • تنويه لمواطني الدولة في الفلبين
  • «صحة جنوب سيناء» تنظم ندوات في المدارس والمصالح الحكومية ضمن مبادرة «بداية»