جريدة زمان التركية:
2025-05-01@04:38:17 GMT

الكراهية والمصالح

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

الدول لا تحارب من أجل المصالح فقط، ولكن أيضا استجابة لمشاعر الكراهية ، فهل هذا غريب أو غير معقول؟

أعتقد أنه من الغريب حقا أن تشن دولة حربا على دولة أخرى بدافع من الكراهية والبغض ، ولكن ذلك حدث ويحدث أمام أعين الناس حتى اليوم .

وقد يكون من أمثلة ذلك – وفقا للعديد من المؤرخين والنقاد السياسيين مختلفي الجنسيات – الحرب الأمريكية الفيتنامية ، والغزو الأمريكى للعراق ، والحرب الروسية – الأوروبية الأمريكية الجارية الآن ، والغزو الأمريكى لأفغانستان ، وحروب البلقان الكثيرة ، والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية أيضا .

فالمشاعر السليية القوية – مثل مشاعر الكراهية – يمكنها أن تحرك بلادا وتنتج آثارا بعيدة المدى فى الحاضر والمستقبل . ومن أمثلة ذلك أيضا رفض كافة دول العالم استقبال الأفراد والعائلات من اليهود الألمان وغير الألمان أبان حكم هتلر .

فقد كان الشعب اليهودى فى مأزق عظيم فى مواجهة التصفية العرقية النازية النارية غير الرحيمة التي استمرت لسنوات وليس لعدة ساعات أو عدة أشهر ، ومع ذلك لم تعرض دولة ما استقبال البشر الراغبين فى الفرار من القتل والتعذيب وفقا للمؤرخين . فالناس واحد بصرف النظر عن دياناتهم وعرقهم ، والإنسان للإنسان والا فما معنى الإنسانية؟

ويمكن للمشاعر القوية أن تحرك بلادًا فى وقت واحد وتشعل نيرانا كثيرة لا تطفأ لزمن طويل . ولذلك ، فقد نصت الكتب السماوية والفلسفات المعروفة على نبذ الكراهية والبعد عنها وعدم الحكم بها ، لما فى ذلك من ضلال عن الطريق وظلم عظيم للنفس وللغير بالطبع . ومع ذلك، فما زالت الكراهية تحكم توجهات بعض الزعماء – حتى الكبار منهم – وتؤثر على خياراتهم المختلفة وهم يعلمون التكلفة العالية للاختيارات القائمة على الكراهية دون العقل والحكمة والمصالح الوطنية.

والواقع ، أن مشاعر الكراهية ربما صادفت مصالحا خاصة لفئة أو مجموعة من أصحاب المصالح الكبار من الحيتان المالية البشرية التى تنتظر دائما حالات الانصهار وحالات الغليان والثورات وموجات الغضب من أجل حصد الثروات العظيمة فى فترات زمنية قياسية دون مشقة عظيمة . فهناك دائما من هم رائعون بارعون فى توظيف الظروف وركوبها بهدوء ورصانة من الشاطئ الى الشاطئ وجني كل ما يلقى الفزعون من أيديهم وهم يحاولون الهرب لا يلوون على شيء . وعندما تهدأ العواصف وينقشع الغيوم لا يجد الناس أحدا ليلوموه ، بينما يحتفل تجار البغض والكراهية بما حصدوه من الثروات الهائلة .

Tags: الحروب القائمة على الكراهيةالكراهيةالمصالحماهر المهدي

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الكراهية المصالح ماهر المهدي

إقرأ أيضاً:

محاكمة امرأة بتهمة القذف وبث خطاب الكراهية بباتنة

مثُلت صباح اليوم امرأة أمام محكمة باتنة بتهمة القذف والتشهير وبث خطاب الكراهية في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وخلال المحاكمة طلبت المتهمة الصفح عما بدر منها، في وقت قالت فيه دفاع المتهمة أن المنشور له دافع وهو حفرة امام بيت موكلتها التي طرقت ابوابا كثيرة من اجل اصلاحها دون جدوى، ما اضطرها الى استعمال باب خزانة  كمعبر لابنائها المتمدرسين، طالبة من هيئة المحكمة مراعاة ظروف موكلتها كأرملة وأم ل4 أطفال يتامى

أما دفاع الولاية فقد قال في مرافعته أنّ المنشور تضمن قذفا وتشهيرا وخطابا بث الكراهية، يذكر أن القضية تأسست فيها أيضا 5 مؤسسات عمومية كطرف مدني، وهي، الديوان الوطني للتطهير، الوكالة الوطنية للتسيير و التنظيم، المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني، ومديرية التعمير و البناء، والمؤسسة العمومية للنظافة وتزيين المحيط.

كما يذكر أن المتهمة اودعت الحبس المؤقت الخميس الماضي وحوكمت صبيحة اليوم الثلاثاء بموجب اجراءات المثول المباشر، على أن يتم النطق بالحكم الاسبوع المقبل.

مقالات مشابهة

  • أمير تبوك: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة
  • زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا
  • في ظل التصعيد الخطير... مفتي سوريا يحرم إراقة الدم ويدعو إلى نبذ الكراهية
  • الذهب يواصل الخسائر والحرب التجارية تضغط على النفط
  • قيادي بحزب العدل: مصر حافظت على استقلالية قرارها الوطني وقاومت الحرب الاقتصادية
  • محاكمة امرأة بتهمة القذف وبث خطاب الكراهية بباتنة
  • رئيس الهيئة البرلمانية لـ«مستقبل وطن»: قانون الإجراءات الجنائية إنجاز تشريعي عظيم
  • أزمة المياه والحرب في غزة والسودان.. تفاصيل قمة الرئيس السيسي ونظيره الأنجولي بالقاهرة
  • من يحرك موجة الكراهية في فرنسا ويستهدف المسلمين؟
  • الإسلاموفوبيا في فرنسا.. الكراهية أداة قتل