سواليف:
2025-04-25@21:54:09 GMT

التغريبة الأردنية

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

#التغريبة_الأردنية

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
آلاف الشباب الأردنيين يفرون إلى بلاد الغربة بحثاً عن لقمة عيش لم يجدوها في وطنهم ، جيل كامل عمره تجاوز الثلاثة عقود ضاعت أحلامه وهو منتظرا لوعود لم يتحقق منها شيء ، هؤلاء الذين ولدوا قبل ثلاثين أو أربعين عاماً كانوا ولا زالوا شاهدين على حكومات تعمل وتكذب بنفس الوتيرة والطريقة ، شباب في عمر الورود يخاطرون بحياتهم متسللين بين حدود دول الغربة بحثاً عن مستقبل يحقق لهم أحلامهم وطموحاتهم ، آلاف الشباب يسلمون أرواحهم ويرهنون حياتهم ومصيرهم لعصابات الإجرام والتهريب على حدود دول الغربة أملاً بالحياة الكريمة ، ومن المؤلم أن الاردنيين باتوا الأكثر خبرة ودراية ومعرفة بطرق ودول وإجراءات وأساليب التهريب البشرية عبر حدود دول العالم ، إنّهم يهربون من اليأس والإحباط وكما يقال ” شو دزّك عالمر غير الأمرّ منه ” جموع الهاربين هذه هي تغريبة أردنية بكل معانيها أنتجتها عوامل طرد داخلية كثيرة وفي مقدمتها السياسية والاقتصادية ، وأخطر ما في هذه التغريبة هو هجرة الكفاءات العلمية المتخصصة التي لم تجد اهتماما وتقديراً ورعاية لها محلياً وهم بالآلاف في الوقت الذي تُفصَّل فيه الوظائف والرواتب الفلكية وكافة الأمتيازات لأبناء من أضاعوا ودمروا الوطن ، هؤلاء المهاجرون كانوا سيغيرون وجه الأردن لو وجدوا العدالة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون وعاشوا في دولة المؤسسات ! لكن نصيبهم أنّهم في بلد توريث المناصب والمكاسب والامتيازات والنفوذ !
ثلاثة عقود ونصف مضت على توقيع اتفاقية السلام التي بُشرنا بأنَّها ستجلب لنا المنَّ والسلوى والأمن والاستقرار ، عقود من الوعود الكاذبة بالغد المشرق المزدهر ، مؤتمرات وندوات ومبادرات بمصاحبة الضجيج والهدير الإعلامي بأنَّ المواطن سيلمس غدا ثمار السلام والتنمية والمشاريع الاقتصادية العملاقة والاستثمارات الدولية ! والنتيجة التي نعيشها اليوم بطالة مرعبة وفقر وجوع ومخدرات ويأس وإحباط وهروب الشباب إلى متاهة الاغتراب عبر مسالك وطرق تنطوي على مخاطر الموت التي يجازف بها الشباب مفضلين إيّاها على الموت جوعا وقهرا في وطنهم بلا عمل ولا أمل .


قبل أيام ألقت الحكومة اليمنية “صنعاء” على مجموعة من الجواسيس أدلوا باعترافات تم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة ملخّصها بأنهم كُلِّفوا من قِبل المخابرات المركزية الأمريكية بمهام تدمير منظومة التربية والتعليم تحت مسمى التطوير من خلال تغيير المناهج وتفريغها من المضمون العلمي والتربوي والتعليمي وإشغال المعلم بالإجراءات والشكليات وإشغال الطالب بالحفظ والتلقين بعيدا عن التفكير والتحليل وبناء المعرفة وذلك بهدف إنشاء جيل جاهل ، وتكليفهم بإفساد الأسرة والمجتمع من خلال نشر الرذيلة والاختلاط والإعلام البذيء وحقوق المرأة والطفل ، وتكليفهم بإقصاء الكفاءات الوطنية عن مواقع المسؤولية وتشويههم وإحلال ذوي الميول الانحرافية مكانهم وتشجيعهم على الفساد ، تكليفهم بإعداد دراسات ومشاريع غير إنتاجية والعمل على تنفيذها بقروض خارجية ، هناك الكثير لا مجال لذكره هنا من اعترافاتهم ، هذه الإجراءات تعتمدها إمبراطورية الشرّ الإرهابية الأمريكية لتدمير الدول دون تدخّل مباشر منها عبر ما يسمى القاتل الاقتصادي للدول ، إذا ما ربطنا هذه الاعترافات بما حدث ويحدث في معظم دولنا العربية فاننا نجد هذه البرامج التدميرية قد نفّذت وتنفّذ بفعالية ، وأن الفقر والجوع والبطالة المستفحل في وطننا العربي ناتجٌ ليس عن شحٍّ في الموارد الطبيعية ولا عن سوء في إدراتها وإنّما هناك جواسيس كُثر عملوا على تدمير اقتصادنا وتعليمنا وثقافتنا وقيمنا .
لن تتوقف هجرة وهروب أبناءنا للخارج ما لم تنظَّف البلاد من كل من تآمر وتواطأ عليها ، ولن يكون هناك اي حملة تنظيف ما لم يتم إصلاح سياسي وطني حقيقي ، فالإصلاح السياسي هو بداية وأساس الإصلاح الاقتصادي والتنمية والازدهار والأمن والاستقرار ، أمّا التذاكي والتهويل بالإصلاحات الوهمية فإنّما هو استبدال زيد بعمرو .. وعمرو بزيد وإمعان في إغراق البلاد بالفساد والتبعية والانهيار .

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

ماذا لو لم يكن هناك أسرى في حوزة حماس؟

ثمّة سؤال افتراضي، يتعين الإجابة عنه، حال شئنا تقديم مقاربة، تختبر شرعية موقف حماس من المفاوضات المتعثرة حاليًا وفهم وتفسير معنى المساحة التي تفصل ما بين اللّين والتشدد، فيما يُعرض عليها من حلول، لا سيما التي تصدر من عاصمتَي العدوان على غزة: واشنطن وتل أبيب.

فالمظاهرات المناهضة للحرب في إسرائيل، قد تنقل إلى الرأي العام العالمي معنًى زائفًا، عن المجتمع الإسرائيلي، بوصفه منقسمًا ـ بشأن الحرب ـ من منطلق أخلاقي، أو مدفوعًا برغبة إنسانية نحو السلام.

 لم يجب أحد، عن سؤال الانقسام.. وما إذا كان ليحدث لولا وجود أسرى ورهائن إسرائيليين لدى المقاومة، بمعنى: ما هي توقعاتنا لردّ فعل الشارع في الدولة اليهودية، إن لم يكن بحوزة الفصائل الفلسطينية، هذه الورقة (الأسرى)؟

دونيل هارتمان ـ وهو رئيس معهد شالوم هارتمان ومضيف برنامج " من أجل السماء"، أحد أشهر البرامج الصوتيّة اليهودية في أميركا الشمالية ـ يقول:" تتطلب الصهيونيّة والدولة اليهوديّة احتضان القوّة وتقديرها. فبدون القوّة، لم تكن إسرائيل لتنشأ أبدًا، وما كانت لتنجوَ في الشرق الأوسط المعادي.

في سنواتها الأولى، كانت قوّة إسرائيل ضعيفة، تكاد تكون طموحة، ولكن في أعقاب انتصارِها في حرب عام 1967، أصبحت القوةُ الشبيهة بجالوت جزءًا لا يتجزّأ من واقع إسرائيل.

إعلان

علاوة على ذلك، أصبحت القوة تحدّد الهوية الوطنية لإسرائيل، إذ باتت قوة إسرائيل مغناطيسية، تجذب الدعم لها من جميع أنحاء العالم، وتضع إسرائيل في مركز الوعي اليهودي.

لقد حفّزت شعورًا جديدًا بالفخر والهُوية اليهودية، وأعادت وضع ليس إسرائيل فحسب، بل الشعب اليهوديّ بأكمله كجهات فاعلة جادة على المسرح العالمي" وفق ما أفاد هارتمان.

 وفي إسرائيل اليوم، نشهد حربًا ثقافية حول مستقبل هوية إسرائيل والقيم اليهودية التي ستجسّدها، إذ توجد قوى جديدة، تستشهد بفصول وآياتٍ من الكتاب المقدس، تُمجّد القوة بطرق غير مسبوقة، وتنظر إلى المبادئ الأخلاقية المفروضة على جيش الدفاع الإسرائيلي على أنها ضَعفٌ وانهزامية. إنهم يُقدّسون قوة إسرائيل باعتبارها تجلّيًا لإرادة الله.

ولا شيء يُجسّد العودة إلى "تقديس القوة" في إسرائيل أكثر من الانتخابات الأخيرة، وصعود السياسي القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، وحزبه "عوتسما يهوديت"، الذي يعني حرفيًا "القوة اليهودية". وكما يدلّ اسم الحزب، فإنّ أعضاءه يعتبرون تقديس القوة غايةً، ويُشيدون بممارستها.

 وكما أعلن بن غفير بفخر ليلة الانتخابات، أنّ نجاحه سيُعيد اليهود إلى مكانتهم الشرعية كـ"أصحاب" البلاد. وفي نظره ـ ونظر أتباعه كذلك ـ فإنّ السلطة على الآخرين – غير الإسرائيليين، ومن الإسرائيليين غير اليهود – حقٌّ وطنيٌّ مُقدّس.

أقلية من التيار الذي يوصف بـ"التنويري"، داخل الكتلة الصلبة من المجتمع اليهودي، وفي سياق غياب اليقين بشأن مستقبل إسرائيل كدولة، يرون أن أفعال إسرائيل لا تزال تندرج ضمن سردية السلطة الواردة في سفر التكوين2، الذي يفترض أن إسرائيل هي التي ستخوض الحرب، لكن الله هو الذي يُقاتل عنهم، ونتيجةً لذلك، ورغم تحريم القتل، فإن جميع هذه الحروب مُباحة.

تقديس القوة، في إسرائيل، كنزعة جماعية، وليس استثناءً على هامش المجتمع الإسرائيلي، يتم اختباره بتلقائية، من خلال صعود القوى الاجتماعية التي ترشحها التطورات، من خلال التحالفات والانتخابات، والتي أظهرت آخرها، أن هناك أعدادًا متزايدة من الإسرائيليين الذين يعتبرون قوة الدولة "هبة من الله"، وأعداء إسرائيل هم أعداء الله.

إعلان

وليس من قبيل الصدفة أن يتّحد حزب "عوتسما يهوديت" مع الحزب الديني القومي، ويترشحان ضمن قائمة مشتركة، و"هذه العقلية تخلق جوًا لا تُعلَى فيه حقوق (أعداء الله) أبدًا، كما يقول رئيس معهد شالوم هارتمان.

في عام 2015 أظهر استطلاع للرأي نشرته "مجلة 972+" الإسرائيلية، بعنوان " الإسرائيليون لا يفهمون إلا القوة"، معلقةً عليه بالقول: "تُظهر نظرة واحدة على الانتخابات في العقد الأخير أنه منذ الانتفاضة الثانية، صوّت الإسرائيليون بشكل شبه دائم للحكومات اليمينية، ولا ينفصل هذا عن التصور بأن الرؤى السياسية اليسارية غير ذات صلة في مواجهة ما يعتبره الجمهور عنفًا فلسطينيًا حصريًا".

ميراف زونسزين وهي محللة بارزة للشؤون الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية، كتبت في أبريل/ نيسان 2024 بمجلة "فورين بوليسي" محذرة من التوظيف الاحتيالي للمظاهرات الإسرائيلية الأخيرة في إعادة غسل سمعة المجتمع الإسرائيلي، بوصفه مجتمعًا "إنسانيًا".

مشيرة في هذا السياق إلى أن آلاف الإسرائيليين الذين خرجوا للتظاهر في الشوارع لا يحتجون على الحرب، باستثناء حفنة ضئيلة من الإسرائيليين واليهود، فهم لا يطالبون بوقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب أو السلام، إنهم لا يحتجون على قتل إسرائيل أعدادًا غير مسبوقة من الفلسطينيين في غزة أو قيودها على المساعدات الإنسانية التي أدت إلى مجاعة جماعية، (حتى إن بعض الإسرائيليين اليمينيين يذهبون إلى أبعد من ذلك من خلال منع المساعدات من دخول القطاع).

إنهم بالتأكيد لا يطالبون بضرورة إنهاء الاحتلال العسكري، الذي دخل عامه السابع والخمسين. إنهم يحتجون في المقام الأول على رفض نتنياهو التنحي، وما يعتبرونه إحجامًا منه عن إبرام صفقة رهائن.

ولن يعني تغيير القيادة بالضرورة تغييرات جوهرية في السياسات. فلو أصبح بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، والذي يحظى بتأييد جيد في استطلاعات الرأي ضد نتنياهو، رئيسًا للوزراء، فمن غير المرجح أن يتبنى سياسات تجاه الفلسطينيين تختلف اختلافًا جوهريًا عن سياسات نتنياهو على حد تقديرات زونسزين.

إعلان

إنّ إلقاء اللوم على نتنياهو – الذي يرفض مغادرة الحياة السياسية الإسرائيلية رغم محاكمته بتهم الفساد ورئاسته البلاد خلال أسوأ كارثة في تاريخها – قد طغى على حقيقة أن العديد من الإسرائيليين، فيما يتعلق بالسياسات الإسرائيلية تجاه غزة تحديدًا، والفلسطينيين عمومًا، يؤيدون نتنياهو بشكل عام، فهم يؤيدون بأغلبية كبيرة الحملة العسكرية الحالية في غزة وهدف الحكومة المتمثل في تدمير حماس، مهما كانت الخسائر البشرية للفلسطينيين في قطاع غزة.

وفي الخفاء ـ أي في المناطق المطفأة من الإعلام الصهيوني ـ يصر بعض المحللين الإسرائيليين على أن إسرائيل لم تقدم تنازلات أو تقدم مفاوضات سلام إلا بعد الحروب: أدت حرب يوم الغفران عام 1973 إلى مفاوضات كامب ديفيد الأولى عام 1977، وفي النهاية اتفاقية السلام مع مصر؛ دفعت الانتفاضة الأولى إسحاق رابين إلى إدراك أن الاحتلال يجب أن ينتهي في النهاية والسعي إلى أوسلو؛ دفعت الانتفاضة الثانية إسرائيل إلى الانسحاب جزئيًا من غزة.

في الكتاب الأكثر تفصيلًا عن الرأي العام خلال الانتفاضة الثانية، أظهر خبير استطلاعات الرأي الفلسطيني المخضرم خليل الشقاقي والأكاديمي الإسرائيلي يعقوب شامير، أنه خلال السنوات الأكثر عنفًا في الانتفاضة الثانية، ارتفع الدعم الشعبي لبعض التنازلات مثل الانسحاب من المستوطنات، وظهرت خطة أرييل شارون لفكّ الارتباط من غزة في هذا الوقت بدعم كبير.

تشير التجارب ـ إذن ـ إلى أن القطاع الأكبر من المجتمع الإسرائيلي، يميل إلى التوحش والتغول، ولا يفهم إلا "لغة القوة"، وأنه لولا وجود أسرى لدى حماس، ما خرج منه من يحتجّ على ما يرتكبه جيشه من مذابح في حق المستضعفين من الشعب الفلسطيني، ولن يقبل بتقديم تنازلات، إلا بـ"ابتزازه" بما يؤلمه من أوراق.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

إعلان

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • شاهد | رغم القمع.. الحراك التضامني العالمي مع فلسطين الأوسع منذ عقود
  • ترامب: هناك خياران فقط أمام إيران وأحدهما سيئ جداً
  • ماذا لو لم يكن هناك أسرى في حوزة حماس؟
  • كركوك تشهد إنشاء أول سايلو نظامي في العراق منذ 4 عقود
  • ترامب يكشف عن محادثات مع الصين ووزير خزانته: هناك أمل بعقد اتفاق
  • محافظ الشرقية يتابع ملف تقنين أراضي الدولة..ويكلف بتسريع معدلات إنهاء عقود المواطنين
  • التربية تناقش عقود المعلمين وتواكب مسابقة إبداعية لـ«رياض الأطفال»
  • محسن جمال.. 4 عقود من الإبداع ساهمت في تشكيل الغناء المغربي
  • الاتحاد الأوروبي يسعى إلى منع الشركات الأوروبية من شراء منتجات الطاقة الروسية