استعداد للحرب.. كيف يرى سكان شمال إسرائيل التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
بعد تكثيف حزب الله من هجماته على بلدات حدودية في الشمال الإسرائيلي، يستعد السكان "القلائل المتبقين" في المنطقة الحدودية لـ"حرب وشيكة" مع الجماعة اللبنانية حتى يتم إبعادها عن الحدود والقضاء على قدرتها على تهديد إسرائيل أو تقليصها على الأقل مؤقتا، وفق تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
أكبر وابل من الصواريخ والمسيراتتتبادل إسرائيل وحزب الله حليف حماس، القصف بشكل يومي عبر الحدود منذ الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر على مناطق ومواقع إسرائيلية محاذية لقطاع غزة وأدى إلى اندلاع الحرب.
والأسبوع الماضي، أطلقت جماعة حزب الله المدعومة من إيران "أكبر وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة" خلال الأشهر الثمانية التي تبادلت فيها الجماعة إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع الحرب في غزة.
وجرى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم على جانبي الخط الأزرق الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان تاركين وراءهم مناطق مهجورة من قرى ومزارع معرضة للقصف بشكل شبه يومي.
والآن، لم يبقى سوى عدد قليل من السكان في شمال إسرائيل، وهم يعيشون وسط تبادل إطلاق النار الذي بدأ في 8 أكتوبر بين إسرائيل وحزب الله.
ومن بين هؤلاء آساف بن لولو الذي يقيم في إيلون، الذي يقع في شمال إسرائيل وعلى بعد 2.3 كيلومتر من الحدود مع لبنان.
وبن لولو هو واحد من عدة آلاف من جنود الاحتياط الذين يحرسون الحدود وسط تصعيد تدريجي للأعمال العدائية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
ومع ذلك، فإن بن لولو ليس مجرد جندي على الحدود، لكنه أيضا مقيم بالمنطقة، وكانت تسكن معه زوجته موريا وطفليهما قبل التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.
والآن أصبح بن لولو في المنزل بمفرده بينما تم نقل موريا والأطفال إلى منطقة أخرى بعيدة عن الحدود.
خطأ استراتيجي؟مثل العشرات من المجتمعات الحدودية الأخرى، لا يسكن إيلون الآن بعض المدنيين ونحو 20 رجلا مثل بن لولو، الذي تتمثل خدمته الاحتياطية في حراسة البنية التحتية لمجتمعهم الذي كان نابضا بالحياة في السابق.
وقال بن لولو إن "إخلاء الشمال لمدة ثمانية أشهر هو خطأ استراتيجي"، ويأمل في "مواجهة وشيكة" مع حزب الله حتى يتم إبعاد الجماعة عن الحدود والقضاء على قدرتها على تهديد إسرائيل أو تقليصها على الأقل مؤقتا.
وفي شمال إسرائيل أصبح هجوم مسيرات حزب الله "أمرا روتينيا"، وقد تعلم السكان المحليون تجاهله.
وقال بن لولو: "نحن لن نخرج"، مشيرا إلى "آماله في عودته أسرته مرة أخرى".
لكنه قال إن ذلك لن يحدث إلا إذا تم هزيمة حزب الله.
قام بن لولو بإجلاء عائلته بشكل مستقل من إيلون فور سماعه بالهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وقال: "لقد افترضت أن حزب الله سيهاجمنا، وكنت أعلم أنه ليس لدينا أي قوى يمكنها إيقافه".
يتعين على بن لولو وزوجته موريا الآن أن يقررا ما إذا كانا سيسجلان أطفالهما في مدرسة بالمنطقة الذي تقيم فيها هي وأطفالها، أو الصمود على أمل العودة إلى إيلون بحلول سبتمبر.
وبالإضافة إلى الهجمات بالصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات، حدثت زيادة ملحوظة في هجمات الطائرات المسيرة مما سلط الضوء على قوة الترسانة التي جمعها حزب الله منذ الصراع السابق بين الجانبين في 2006.
ويمكن لعناصر حزب الله، الوصول إلى إيلون في غضون ثماني دقائق على الدراجات النارية، وفضلا عن ذلك فصواريخ الجماعة اللبنانية ومسيراتها تحلق فوق المنطقة وغيرها من المجتمعات الحدودية بشكل متكرر.
ويدرك السكان المحليين مثل بن لولو، أن حزب الله لا يستطيع إطلاق النيران العشوائية فحسب، بل يمكنه أيضا استهداف وتفجير منازلهم أو عائلاتهم بدقة متناهية، حسبما تشير "تايمز أوف إسرائيل".
ويفترض بن لولو أن إسرائيل ستقوم قريبا بتحييد قدرات حزب الله في مجال الطائرات بدون طيار.
أعمال عدائية واسعة النطاق؟ينظر العديد من الإسرائيليين إلى هذا الوضع باعتباره مقدمة لأعمال عدائية واسعة النطاق في الشمال ولبنان، حيث يمتلك حزب الله عشرات الآلاف من الصواريخ التي يصل مداها إلى المراكز السكانية البعيدة عن الحدود مثل بئر السبع وديمونة.
ووجد استطلاع أجراه معهد سياسات الشعب اليهودي، وهو مركز بحثي مقره القدس، أن 36 بالمئة من المشاركين يؤيدون توجيه ضربة على الفور لحزب الله مقارنة مع 26 بالمئة كانوا يعتقدون ذلك الشهر السابق، وفق وكالة "رويترز".
وفي إيلون، كانت سيما شمعوني، 69 عاما، التي تقيم منذ فترة طويلة، وزوجها من بين حفنة من المدنيين الذين بقوا هناك.
وقالت لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إن "البقاء هو الوضع الافتراضي".
لكنها "لا تلوم أحدا على مغادرته، بشكل مؤقت أو دائم"، على حد قولها.
ومثل بن لولو، تتوقع أن يغادر العديد من سكان المجتمعات المجاورة للحدود بغض النظر عما يحدث مع حزب الله.
لكن على عكس بن لولو، فهي لا ترغب في مواجهة مع حزب الله لأنها "تعارض الحرب من حيث المبدأ".
وخلال القصف المتبادل بين إسرائيل والجماعة اللبنانية والمستمر منذ ثمانية أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 471 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقل من حزب الله وقرابة 91 مدنيا، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس".
وقتل حزب الله نحو 30 شخصا في إسرائيل منذ أكتوبر، من بينهم 10 مدنيين على الأقل، حسب "تايمز أوف إسرائيل".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: تایمز أوف إسرائیل شمال إسرائیل بین إسرائیل على الأقل عن الحدود حزب الله
إقرأ أيضاً:
لجان سورية لبنانية مشتركة لحل القضايا العالقة
أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون عن التوجه لتشكيل لجان سورية لبنانية مشتركة لحل القضايا العالقة بين الجانبين، وجدد التأكيد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وقال عون -أمام وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي في قصر الرئاسة شرق العاصمة بيروت- إن اللجان التي ستشكل ستعالج مسائل مثل ترسيم الحدود البرية والبحرية وأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان.
والجمعة، أعلن الجيش اللبناني تنفيذه تدابير أمنية استثنائية عند الحدود اللبنانية السورية، إثر تجدد الاشتباكات في المنطقة، الخميس.
وشهدت سوريا ولبنان توترا أمنيا سابقا على حدودهما منتصف مارس/آذار، على خلفية اتهام وزارة الدفاع السورية حزب الله باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وهو ما نفاه الحزب.
33tحصر السلاحمن جانب آخر، جدد عون على أن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قرار اتُّخذ، ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب.
وقال إن الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس يشكّل ضرورة للإسراع في استكمال انتشار الجيش حتى الحدود، بحيث تتولى الدولة وحدها مسؤولية أمن الحدود.
وأضاف أن الجيش اللبناني منتشر على الحدود الشمالية الشرقية، ويقوم بواجباته كاملة، ويتولى أيضا مكافحة الإرهاب، ومنع عمليات التهريب، وحفظ الأمن الداخلي.
إعلانوموقف عون من حصر السلاح بالدولة ليس جديدا، فقد أكد في عدة مناسبات أن أي خطوة تجاه سحب سلاح حزب الله تتطلب حوارا وطنيا ضمن إستراتيجية دفاعية شاملة، معربا عن أمله في تصريحات صحفية سابقة بأن يكون عام 2025 عاما لحصر السلاح بيد الدولة.
يشار إلى أن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أكد الجمعة أن الحزب لن يسمح لأحد أن ينزع سلاحه أو سلاح المقاومة.