نظرة من الغرب إلى زيارة بوتين المرتقبة لكوريا الشمالية
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
سلطت وسائل الإعلام الغربية الضوء على الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية، وهي الأولى منذ 24 عاما.
وأعلن الكرملين في بيان أنه "بدعوة من كيم جونغ أون سيقوم فلاديمير بوتين بزيارة دولة إلى جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يومي 18 و19 يونيو 2024"، وقد أثار هذا الإعلان اهتمام وسائل الإعلام الغربية، نستعرض فيما يلي بعضها:
شبكة CNN الأمريكية:قالت إن "هذه رحلة خارجية نادرة لبوتين منذ أن بدأ الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022، ولحظة مهمة للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي لم يستضيف زعيما عالميا آخر في بيونغ يانغ، إحدى العواصم الأكثر عزلة سياسيا في العالم".
ولفتت إلى أنه "من المتوقع أن تؤدي الزيارة إلى تعزيز الشراكة المزدهرة بين القوتين، والتي تقوم على العداء المشترك بينهما تجاه الغرب، وتدفعها حاجة بوتين إلى الدعم في حربه المستمرة على أوكرانيا".
هيئة الإذاعة البريطانية BBC:رأت أن هناك "فضولا طبيعيا يحيط بالزيارة، إذ إنها المرة الثانية فقط التي يزور فيها بوتين كوريا الشمالية، وكانت الزيارة الأولى عام 2000 في بداية رئاسته وكان حينها والد كيم، كيم جونغ إيل القائد الأعلى للبلاد".
واعتبرت أن "الأمر يتخطى ما أهو أبعد من ذلك. فالعلاقات بين البلدين والتي لم تكن قوية على كافة الأصعدة خلال حقبة الاتحاد السوفيتي، تحولت من علاقات متبادلة تسودها المجاملات إلى علاقات متبادلة تهيمن عليها المنافع، وهو أمر يقلق الغرب".
موقع "أكسيوس" الأمريكي:قال إن هذه "ستكون هذه أول رحلة يقوم بها بوتين إلى كوريا الشمالية منذ أكثر من عقدين، وتدل على اعتماد روسيا على الدولة المنبوذة في الحصول على الذخائر اللازمة لتغذية حربها المستمرة مع أوكرانيا".
ورأى أن "هذه أيضا رحلة نادرة أخرى إلى الخارج لبوتين، وهي الثانية له منذ أن حصل بسهولة على ولاية خامسة في انتخابات مزورة في وقت سابق من هذا العام. وخلال رحلته إلى الصين الشهر الماضي، اتفق هو والرئيس الصيني شي جين بينغ على تعميق العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بالفعل بين البلدين وأدانا السلوك العدواني من جانب الولايات المتحدة".
صحيفة "الغارديان" البريطانية:أشارت إلى "أنها رحلة نادرة إلى الخارج لبوتين، الذي قصر سفرياته الدولية على الدول الصديقة منذ أن شن الغزو الشامل على أوكرانيا وأصبح موضوع مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بسبب الترحيل الجماعي للأطفال من أوكرانيا إلى روسيا".
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية:سلطت الضوء على رفع صور بوتين والأعلام الروسية في شوارع بيونغ يانغ، مشيرة إلى أن "هذه الزيارة تجري وسط مخاوف دولية بشأن التعاون العسكري بين البلدين، حيث سيجري بوتين مع الزعيم الشمالي محادثات في إطار تعميق تحالفهما في مواجهة المواجهات المنفصلة والمكثفة مع الغرب".
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية:وصفت زيارة بوتين بأنها تمثل للزعيم الكوري الشمالي "لحظة نادرة لبلاده، المنبوذة في الغرب. بالنسبة لروسيا، يعد هذا بمثابة تعزيز العلاقات مع الدولة التي تزودها بالذخائر التي تشتد الحاجة إليها في حربها في أوكرانيا".
وأضافت: "كانت بيونغ يانغ وموسكو حليفتين في حقبة الحرب الباردة، وفترت علاقاتهما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. ولكن في العامين الماضيين، تقاربت العلاقات مرة أخرى نتيجة للعداء المشترك تجاه الولايات المتحدة. روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا وكوريا الشمالية بسبب برنامجها للأسلحة النووية".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بيونغ يانغ فلاديمير بوتين كيم جونغ أون موسكو کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
أسباب دخول بوتين في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تحول مفاجئ بدا أقرب إلى مناورات استراتيجية منه إلى رغبة حقيقية في إنهاء الحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ اندلاع الغزو في فبراير 2022، استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا. المبادرة، التي طُرحت تحت شعار وقف الهجمات على البنية التحتية المدنية، استقبلها محللون بسيل من التساؤلات حول دوافعها الحقيقية وسياقها السياسي المعقد.
ورغم أن بوتين استخدم لهجة تصالحية نسبيًا، مؤكدًا انفتاح موسكو على مبادرات السلام، فإن عباراته لم تخلُ من إشارات لغوية تقوض شرعية الطرف الأوكراني، حيث أصر على وصف الحكومة الأوكرانية بـ"نظام كييف"، ما يعكس استمرار النظرة العدائية التي تنكر شرعية القيادة في أوكرانيا.
ما وراء الدعوة.. حسابات داخلية ودولية
يرى محللون أن هذه الخطوة الروسية ليست سوى تكتيك مرحلي محسوب يهدف إلى تحقيق عدة أهداف دفعة واحدة:
رسالة إلى ترامب: يقول ستيفن هول، خبير الشأن الروسي، إن هذه الخطوة موجهة بالأساس نحو دونالد ترامب، الذي عبّر عن رغبته في رؤية "حماس حقيقي" لإنهاء الحرب في حال عاد إلى البيت الأبيض. في هذا السياق، تظهر روسيا بمظهر الطرف الساعي للحل، فيما توحي لأوساط المحافظين الأمريكيين بأنها منفتحة على تسوية قد تحفظ ماء الوجه لواشنطن.
تعميق الانقسام الأوروبي: يسعى بوتين، بحسب ويل كينغستون-كوكس، إلى استباق الجبهة الأوروبية التي تتشكل لتعويض غياب الدعم الأمريكي، عبر فتح قنوات مفاوضات مباشرة تهدف إلى عزل أوكرانيا سياسيًا وخلق واقع تفاوضي جديد.
ترويج داخلي للقومية الروسية: إظهار بوتين بمظهر "صانع السلام" قد يطمئن القوميين الروس المتخوفين من التنازلات، كما يعزز روايته الداخلية بأنه الطرف العقلاني في مواجهة "النظام النازي" كما تصفه آلة الدعاية الروسية.
سياق ميداني يدعم ثقة موسكو
يأتي هذا التحول في ظل وضع ميداني لا يزال يُظهر تفوقاً نسبياً للقوات الروسية، مما يعزز مناورات بوتين السياسية.
إذ ترى موسكو أن بإمكانها التفاوض من موقع قوة، خاصة في ظل تعثر الدعم الغربي لأوكرانيا وبدء واشنطن بمناقشة خطط سلام مسربة تتضمن بنودًا تُعتبر مكاسب استراتيجية روسية.
خطة السلام، التي نُسبت إلى إدارة ترامب ولم تُنكرها واشنطن، تشمل الاعتراف الأمريكي بسيادة روسيا على القرم وتجميد خطوط المواجهة الحالية، مع ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، وهو ما وصفه محللون بأنه "أقرب إلى حلم روسي يتحقق".
أوكرانيا في مأزق الرد
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن استعداده لمناقشة وقف استهداف المنشآت المدنية، لكنه شدد على ضرورة التزام واضح من موسكو. غير أن كييف تواجه معضلة حقيقية: فالدخول في مفاوضات ضمن هذه الشروط قد يعني فعلياً الاعتراف بواقع الاحتلال الروسي، وهو ما يتناقض مع الخطوط الحمراء الأوكرانية ومواقفها المعلنة، ناهيك عن تداعيات ذلك على الجبهة الداخلية المهزوزة بفعل الاستنزاف الطويل.
خدعة الكرملين أم بداية مرحلة جديدة؟.