أيهما أفضل: الاستشارات الغذائية أم ويجوفي لعلاج السمنة عند الأطفال؟
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
بالنسبة للعديد من الآباء الذين يبحثون عن مساعدة لطفل يعاني من السمنة، فإن العلاج المناسب ليس متوفرا، وهم محتارون بين الاستشارات لغذائية واستعمال عقار الوزن ويجوفي Wegovy .
وويجوفي هو أول علاج لخفض الوزن توافق عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية منذ عام 2014. وهو يأتي في صورة حقن، ويعطى تحت الجلد. ويحقن 2.
توصي المجموعات الطبية الرائدة في الولايات المتحدة بتقديم استشارات سلوكية مكثفة – 26 ساعة خلال العام – لتعليم الأطفال وأسرهم طرقا عملية لتناول طعام صحي والتحرك أكثر.
لكن هذه البرامج ليست متاحة على نطاق واسع، ويمكن أن تستمر قوائم الانتظار لعدة أشهر. غالبا ما لا يغطيهم التأمين الصحي ويتطلبون التزاما زمنيا يصعب على العديد من العائلات القيام به، وفقا لمقابلات أجرتها رويترز مع أكثر من اثني عشر طبيبا وأولياء أمور.
ونتيجة لذلك، أقل من 1٪ من إن ما يقرب من 15 مليون طفل أميركي يعانون من السمنة يحصلون على هذا النوع من الرعاية المنظمة، وهذا وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال أطباء مشاركون في هذه العملية لرويترز إن الجهود التي تبذلها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وغيرها لتوسيع التغطية التأمينية توقفت.
نوفو نورديسكتمت الموافقة على عقار ويجوفي للبالغين في عام 2021 وللمراهقين في أواخر عام 2022، مما يوفر طريقة فعالة للغاية لإنقاص الوزن لأول مرة.
لا تزال نوفو نورديسك غير قادرة على تلبية الطلب على الدواء بين البالغين، حيث يتم صرف ما لا يقل عن 25000 وصفة طبية لأول مرة كل أسبوع.
تبحث العديد من العائلات تبحث عن الدواء لأبنائها المراهقين، حسبما وجدت رويترز في فبراير.
يشعر العديد من الأطباء وأولياء الأمور بالقلق من استخدام الدواء دون بيانات حول ما إذا كان ويجوفي يمكن أن يؤثر على نمو الطفل، أو يشكل مخاطر أخرى طويلة المدى.
تغيير العاداتأرادت روث ميدينا من هوليوك، ماساتشوستس، معرفة ما إذا كان التغيير في العادات العائلية، بدلا من الدواء يمكن أن تساعد ابنتها جيليني البالغة من العمر 15 عاما عندما وصل وزنها إلى 200 باوندا (حوالي 91 كيلوغراما) هذا العام.
وقالت مدينا إن العائلة لديها تاريخ من مرض السكري من النوع الثاني، وهي حالة تفاقمت بسبب الوزن الزائد.
وأضافت مدينا: "لا أريد أن أسير في هذا الطريق. وهنا شعرت بالخوف". وأوصى طبيب الأطفال في جيليني ببرنامج الوزن الصحي في مركز هوليوك الصحي حيث يأتي الأطفال وأولياء أمورهم للزيارات مع اختصاصي تغذية وعامل صحة مجتمعي لتحديد الأهداف الفردية، بالإضافة إلى جلسات جماعية حول الطبخ وفك رموز الملصقات الغذائية وتغييرات نمط الحياة الأخرى.
وقال فيني بيجز، الذي يشرف على البرنامج، إن العائلات تواجه انتظارا لمدة أربعة أشهر للتسجيل. وقالت بيغز إن مشاركة مدينة وابنتها يتم تغطيتها جزئيا من خلال برنامج التأمين الصحي الحكومي Medicaid. في الجلسة الأولى للعائلة هذا الشهر، قامت جيليني بتقطيع القرنبيط والجزر والخضروات الأخرى لإعداد طبق من الطعام. قالت الأم وابنتها إنهما أحبتا الوجبة وأخذتا بقايا الطعام والوصفة إلى المنزل.
لقد فقدت جيليني بعض الوزن. بدأت في المشي أكثر ولعب التنس وتناول الوجبات الخفيفة من الفواكه والخضروات. ولا تزال والدتها تشعر بالقلق إزاء جاذبية العديد من مطاعم الوجبات السريعة القريبة من منزلها.
وقالت مدينا: "إننا نسير وسط الكثير من الإغراءات". "أريد أن أفعل كل ما بوسعي للحصول على وزن صحي."
تقول فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة، وهي لجنة اتحادية مؤثرة من الخبراء، إنه من الأفضل الالتزام بتغييرات نمط الحياة للمراهقين الذين يعانون من السمنة حتى يتم الحصول على مزيد من البيانات. فيما يتعلق بسلامة وفعالية الأدوية المتوفرة على المدى الطويل، وفقا لمسودة توصية نشرت في ديسمبر/كانون الأول.
علاج السلوك ونمط الحياةقام فريق العمل بفحص التجارب السريرية التي تتضمن برامج سلوكية مكثفة للأطفال ووجدت أن الأطفال فقدوا، في المتوسط، 5.7 رطلا (حوالي 2.6 كيلوغرام). لكن عقار ويجوفي والأدوية المماثلة ساعدت الأشخاص على فقدان الوزن بشكل كبير – 15٪ أو أكثر من وزن الجسم. في التجارب السريرية.
نقص التغطية التأمينية للاستشارات، من المرجح أن يقنع المزيد من العائلات بتجربة الأدوية في المستقبل. ويقول بعض الأطباء إن استخدام ويجوفي على نطاق أوسع من قبل الشباب سيجعل من الضروري جدا أن يتعلم الأطفال عادات الأكل الصحية من أجلهم.
وعلى المدى الطويل يشعر الأطباء بالقلق من أن الاعتماد على الأدوية وحدها يمكن أن يسهم في نقص التغذية أو اضطرابات الأكل.
وقال الدكتور توماس روبنسون، أستاذ طب الأطفال ومدير معهد مركز الوزن الصحي في جامعة ستانفورد لطب صحة الأطفال في بالو ألتو، كاليفورنيا. "هذه الأدوية فعالة جدا في تقليل الوزن والمخاطر الصحية، لكنك لا تتبنى فجأة نظاما غذائيا صحيا أو تصبح أكثر نشاطا بدنيا."
في برنامج استشارات نمط الحياة بجامعة ستانفورد، يعطي المعلمون الآباء وأطفالهم دروسا راسخة حول الأكل بحكمة: الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الآيس كريم أو حتى اللوز، هي أطعمة "خفيفة الوزن" يجب تناولها باعتدال.
تعتبر الخضروات بمثابة "ضوء أخضر" ويمكن تناولها بكميات غير محدودة. وقال روبنسون إن معظم الأطعمة صفراء وتقع في مكان ما بينهما.
وقال روبنسون إن التأمين الصحي لا يغطي برنامج جامعة ستانفورد، لذا تدفع الأسر من أموالها الخاصة أو تتلقى مساعدة مالية من المستشفى. التكلفة الكاملة هي 3500 دولار. منذ عام 2022، حث مركز السيطرة على الأمراض والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وخبراء رئيسيين آخرين على تغطية أفضل لاستشارات السمنة.
وفي بيان وصل لرويترز، قال مركز السيطرة على الأمراض إن ضمان الوصول العادل إلى كل من أدوية السمنة وعلاج نمط الحياة "أمر محوري حتى تتمكن الأسر من الوصول إلى خيارات متعددة معالجة السمنة لدى الأطفال ودعم الصحة المثالية."
هل من الآمن استعمال الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السكري أو زيادة الوزن لعقارات الوزن التي منها وجوفي؟قال البروفيسور محمد عطا حندوس، المحاضر في كلية الطب في جامعة قطر، وهو استشاري أول في طب الأطفال -في حوار خاص مع الجزيرة صحة ضمن تغطية شاملة حول عقار أوزمبيك وناهضات GLP-1– إن "الجواب هو نعم ولا، وهو لا بشكل أكبر. الطريقة التي يعمل فيها الدواء والذي يخبر الدواء به الجسم ألا نأكل كثيرا وهو يبطئ المعدة وبالتالي يشعر الشخص بالشبع وبالتالي يستطيع الشباب والبنات خسارة الوزن، ولكن المشكلة بعمر الشباب يجب أن يأخذوا وحدات حرارية كافية، مثل البروتينات ومثل الدهون الطبيعية الجيدة، حتى ينموا بشكل جيد، المشكلة في حالة أخذ الدواء أنهم سوف يأكلون كميات أقل، في نفس الوقت لن يحصلوا على البروتينات اللازمة ونخاف من عدم نموهم وتطورهم مثل كل الأولاد والبنات".
وقال إنهم في الغرب بدؤوا استعمال الأدوية من عمر 12 سنة أو أكثر، والآن توجد مطالبات باستخدامها من عمر 6 سنوات.
وأضاف البروفيسور حندوس أنه توجد الآن مطالبات وبدأت دراسات حتى يجربوا هذا الدواء على الأولاد والبنات في عمر 6 سنوات، سواء على شكل إبر أو عن طريق الفم، ولكن "أنا شخصيا أنصح -إذا احتاج الطفل لمثل هذا الدواء بشكل أكيد- بأخذه بعد عمر فوق 16 سنة، أما إذا كان العمر أقل من ذلك فسيكون الجسم لا يزال ينمو والعضلات لا تزال تكبر. ولذلك لا نريد أن نمنع أولادنا من هذا التطور السليم".
أسباب السمنة لدى الأطفالقال الدكتور حندوس إن أسباب السمنة عند الأطفال متعددة وتشمل البيئة: أي كيف يرى الأطفال أهلهم وأقاربهم وأصدقاءهم يأكلون، والجينات، والهرمونات، فكل هذه تؤدي إلى زيادة الوزن. "نحن كأطباء دورنا أن نوعي الأهل حتى لا ينتظروا حتى يحتاج الأطفال أدوية أو إبرا أو جراحات".
ونصح الدكتور ببدء الطفل ممارسة الرياضة والنظام الصحي الجيد وهو في عمر مبكر، "والرياضة الصحيحة التي أقصدها هي ليست دفع الطفل للعب في الخارج وإنما ضمن نظام في ناد رياضي مثلا يناسب العمر، نادي كرة قدم أو نادي تايكوندو، أو نادي كرة سلة، نادي سباحة، ما يحبه الأطفال المهم أن يكون مقننا وله مواعيد محددة خلال الأسبوع مثلا مرتين خلال الأسبوع يمارس فيها الطفل رياضة مناسبة، بالإضافة للتحكم في البيئة، وعدم الخضوع لرغبات الطفل في حال طلبه وجبات سريعة أو ما شابه ذلك. الأهل يلبون هذه الرغبات لأبنائهم وبناتهم لأنهم يحبونهم، ولكن هذا غير صحيح، نحب أولادنا أكثر في حال تحكمنا في الأكل الذي يتناولونه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات نمط الحیاة
إقرأ أيضاً:
أيهما أفضل نفسيا وماليا.. الدفع نقدا أم باستخدام البطاقات؟
خلصت دراسة حديثة أجرتها جامعة سري البريطانية إلى أن التعامل بالنقد لا يؤثر على مقدار الإنفاق فحسب، بل يعزز أيضًا شعورًا عميقًا بالملكية النفسية، وهو شعور يصعب على المدفوعات الرقمية محاكاته.
ولفت البحث الذي نشرته مجلة "كواليتيتف ماركيت ريسيرتش" إلى أن استخدام النقد يُبقي المستهلكين أكثر وعيًا بأموالهم، مما يحد من عمليات الشراء المتهورة وغير الضرورية، في حين أن الاعتماد على الخيارات الرقمية يجعل المال يبدو "غير مرئي".
A recent study reveals how the physicality of cash influences our spending behaviour. Unlike digital payments, cash creates a sense of psychological ownership that can lead to more mindful spending.
Findings show that cash is not just "money" but a tactile experience that… pic.twitter.com/OLhuOTgaGF
— University of Surrey (@UniOfSurrey) November 14, 2024
النقد والوعي الماليوأوضحت الدراسة أن التعامل مع النقود المادية (الكاش) -بما في ذلك لمسها وعدّها- يعزز ارتباطًا عاطفيًّا ووعيًّا أكبر بقيمة المال، وهو ما قد يؤدي إلى سلوكيات إنفاق أكثر حكمة. في المقابل، يبدو المال باستخدام المدفوعات الرقمية مجرد أرقام على الشاشة، مما يسهم في الإنفاق غير المدروس.
الأستاذ المشارك في التسويق وإدارة الأعمال الدولية والمؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جاشيم خان، قال إن "الطبيعة الحسية للنقود -رائحتها وملمسها وعملية عدها- تخلق ارتباطًا عاطفيًّا تفتقر إليه المدفوعات الرقمية. فعندما نتعامل مع النقود، فإننا لا ننفق المال فحسب؛ بل نفترق عن جزء من أنفسنا".
وأضاف أن البحث أظهر "أن النقود ليست مجرد مال، بل هي وسيلة للبقاء على اتصال بما ننفقه. إن حمل النقود في أيدينا يذكرنا بقيمتها، وهو أمر يمكن أن تجعله المدفوعات الرقمية سهل النسيان. ومع استخدامنا لمزيد من الخيارات غير النقدية، فمن الجدير أن نتذكر الدروس التي تعلمناها من النقود حول الإنفاق بحكمة".
وختم "نحن لا نقول إن النقود عفا عليها الزمن. في الواقع، نحن نعيد التفكير في كيفية نظرتنا إلى الأموال وإدارتها مع تغير الأشياء. إن الانتقال إلى مجتمع بلا نقود يعني أننا بحاجة إلى فهم كيف تؤثر خيارات الدفع المختلفة علينا، ليس فقط من الناحية المالية ولكن أيضًا من الناحية العاطفية. إن معرفة هذا يمكن أن يساعدنا في اتخاذ قرارات مالية أفضل في عالم غالبًا ما يبدو فيه المال غير مرئي".
تجربة ثنائية الثقافاتأُجريت الدراسة في سياقين ثقافيين مختلفين؛ نيوزيلندا في عام 2013، والصين في عام 2023، باستخدام مجموعات تركيز واستبيانات مفتوحة.
وشملت النتائج ما يلي:
الصين: تتم 50% من المعاملات عبر التطبيقات الرقمية، ما جعل المشاركين يشعرون بانخفاض ملكيتهم لأموالهم. ووصف أحد المشاركين المال الرقمي بأنه "لا يشبه إنفاق أموالك الخاصة". نيوزيلندا: أظهرت النتائج أن التعامل بالنقد يعزز الشعور بالخسارة عند التخلي عنه، مع استجابات عاطفية تشمل الحزن والذنب. الملكية والإنفاقتشير الدراسة التي أجرتها جامعة "سري" إلى أن النقد ليس مجرد وسيلة دفع فحسب، بل مخزن للقيمة ينقل إحساسًا بالملكية النفسية. وأوضحت النتائج أن التفاعل الحسي مع النقود يزيد من وعي المستهلكين بالإنفاق، ويقلل من احتمالية الإنفاق العفوي أو غير الضروري.
من جهة أخرى، وجدت الدراسة أن التطبيقات الرقمية تعزز شعورًا بالراحة والثقة، لكنها تقلل من الشعور بالمسؤولية عن الأموال المخصصة للإنفاق. ويتجلى هذا الشعور في السعادة عند استخدام التطبيقات، مقابل الحزن الذي يصاحب إنفاق الأموال النقدية.
تقدم هذه الدراسة دعمًا تجريبيًّا لتفسير سبب تنظيم الملكية النفسية للنقد للإنفاق ولماذا تعمل العمليات النفسية التي تكمن وراء "ملكية" الأموال على مقاطعة الإنفاق بالنقود.
مستقبل الدفعوبينما يتحول العالم نحو مجتمع غير نقدي، دعت الدراسة إلى فهم أعمق لكيفية تأثير خيارات الدفع على سلوكنا المالي والعاطفي.
يؤكد الدكتور خان، "علينا أن نتعلم من الدروس التي علمتنا إياها النقود المادية، ونفكر في كيفية تطبيق هذه المفاهيم في عصر التحول الرقمي".
نتائج الدراسة البريطانية تظهر أن النقد له تأثير نفسي عميق على الوعي بالإنفاق، ما يجعله أداة فعالة للحد من الإسراف وتعزيز المسؤولية المالية. وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو حلول الدفع الرقمية، تبقى الحاجة إلى إدراك هذا البُعد النفسي محورية لضمان اتخاذ قرارات مالية مستدامة.