أجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، عن سؤال يقول صاحبه: «زعم بعض الناس أن السنة النبوية المطهرة ليست وحيًا من قِبلِ الله تعالى؛ فهل هذا الكلام صحيحٌ؟».

وقال مفتي الجمهورية في إجباته على هذا التساؤل، إن «كل ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس هو إلا وحيًا يوحيه الله تعالى إليه، فالسنة النبوية بذلك جزءٌ من الوحي المنزل على النبي المرسل صلى الله عليه وآله وسلم».

الرد على المشككين في السنة النبوية 

وأضاف المفتي، في فتوى له عبر موقع دار الإفتاء الرسمي، أن الله تعالى أنزل الوحيَ على نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، وتكفل بحفظه؛ فقال سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وأخبر سبحانه أن كل ما ينطق به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهو وحي يوحيه الله إليه؛ فقال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3-4]، فكانت السنة النبوية بذلك جزءًا من الوحي المُنَزَّلِ على النبي المرسل صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى آتاه السنة كما آتاه القرآن.

مصادر السنة النبوية 

وتابع: أن الإمام أحمد، وأبو داود، والمروزي روى في «السنة»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»، وابن حبان، والطبراني، وغيرهم، من حديث المِقْدَام بن مَعْدِيكَرِب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، وفي لفظٍ: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمَا يَعْدِلُهُ»، وعنون له الحافظ ابن حبان بقوله: «ذكر الخبر المصرِّح بأن سنن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كلَّها عن الله، لامن تلقاء نفسه».

واستشهد بما قاله الإمام أبو محمد بن قُتيبة الدينوري في «تأويل مختلف الحديث»، والذ قال «ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَعْلَم مِن حكم الله تعالى إلا ما علَّمه الله عز وجل، ولا كان الله تبارك وتعالى يُعَرِّفُه ذلك جملة، بل ينزله شيئًا بعد شيء؛ ويأتيه جبريل عليه السلام بالسُّنن، كما كان يأتيه بالقرآن، ولذلك قال: «أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، يعني من السُّنَنِ.

واختتم: بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فكل ما ينطقُ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس إلا وحيًا يوحيه الله تعالى إليه، فكانت السنة النبوية بذلك جزءًا من الوحي المُنَزَّل على النبي المرسل صلى الله عليه وآله وسلم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السنة السنة النبوية دار الإفتاء الرسول الله تعالى على النبی ن الله

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 44 من سورة المائدة: “إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَىٰةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلْأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ”.
معلوم أن الله تعالى أرسل الى بني اسرائيل الأنبياء منذ اسحق وحتى عيسى عليهم السلام، وجميعهم دعوهم الى دين الله الذي سماه أبو الأنبياء (ابراهيم) الإسلام، وأنزل معهم التوراة والزبور والانجيل، وخص التوراة من بينها التي أنزلها على موسى باحتوائها على التشريعات التي فرضها على بني اسرائيل.
الدين واحد لأن مبادئه لا تتغير عبر الحقب والعصور: “شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ” [الشورى:13]، ماهو متغير ويستوجب التطوير والتحديث هي ظروف معيشة الناس ومتطلباتهم، لذلك جعل الله تعالى الشرائع متغيرة بتغير الزمان والمكان: “لِكُلٍّۢ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا”، ولأن الرسالة المحمدية كانت الختامية وعامة لكل العالمين حاضرهم وقامهم الى يوم الدين، لذا كانت التشريعات فيها نهائية وملغية لكل ما سبقها: “وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ” [المائدة:48].
من المهم التذكير أن نزول التشريعات القرآنية كان على مراحل وخلال ثلاثة وعشرين عاما، ولو أخذنا التشريعات المتعلقة بالزنا فقد كان نزولها في أواخر الدعوة في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، ونزلت في سورة النور التي قدر الله نزولها بعد حادثة الإفك لتكون منجمة مع هذا الحدث الخطير.
من هنا يجب أن نفهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل التشريع القرآني في أمر ما، وهو قطعا سيلغي كل ما قبله، كان يحكم وفق ما كانت عليه آخر تشريعات انزلت للبشر وهي تشريعات التوراة، حيث أن الإنجيل أو الزبور كان كتابا خاصا بالرسول الذي أنزل عليه، لذلك ليس فيه تشريع، بدليل قول الجن عندما سمعت القرآن: “قَالُواْ يَٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعْدِ مُوسَىٰ” [الأحقاف:30]، وحتى لا يحدث خلط لدى المؤمنين من مختلف العقائد، فقد أنزل الله تعالى هذه الآية ليبين أن المستهدفين بأحكام التوراة هم الذين هادوا تحديدا وقصرا، ومن هم مخولون به هم النبيون من بعد موسى والعلماء الربانيين الذين أوكل اليهم حفظ التوراة، حيث نلاحظ أن (وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلْأَحْبَارُ) جاءتا بالرفع لنعلم أنهما معطوفتان على (ٱلنَّبِيُّونَ)، وليس على (لِلَّذِينَ هَادُواْ) التي جاءت بالكسر بلام الجر.
يؤكد ذلك الحادثة المعروفة حينما جاء اليهود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون منه بيان الحكم الشرعي في حادثة زنا، وكانوا يقصدون بذلك إحراجه بأن يعطيهم حكما يخالف ما هو لديهم في التوراة، والتي كان الحكم فيها بالرجم، ومعروف لديهم أن النبيين يجب أن يحكموا لليهود بموجب التوراة، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم ألهمه الله تعالى الإجابة الصحيحة رغم أنه لم يقرأ التوراة، فأجابهم إن الحكم موجود في كتابهم، وسألهم أن يظهروه (حيث أنهم كانوا يخفون التوراة وجعلوها مجزأة بقراطيس يتداولها أحبارهم فقط) فأظهر حبرهم النص لكنه أخفاه بإصبعه كي لا يراه أحد من المسلمين الحاضرين، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يلتزموا بما جاء بالنص، وبذلك أسقط مكرهم وأبطل كيدهم.
ربما أن المتشددين من المسلمين الذين لم ترضي عقوبة الجلد نفوسهم المطالبة بأشد العقوبات، ووجدت الهوى بالتشريع الملغي وهو الرجم، فسعوا الى الإبقاء عليه.
ولا شك أن الله تعالى يعلم بما في نفوسهم، فكانت سورة النور الحاوية لحد الزنا هي السورة الوحيدة التي بدأت بـ (سُورَةٌ أَنزَلْنَٰهَا وَفَرَضْنَٰهَا)، لكيلا يجد أي من هؤلاء وسيلة للتنصل من الأحكام الواردة فيها.
رغم ذلك فقد اتبع فقهاء التشدد سنن من كان قبلهم، بالبحث عن تعديل وتبديل لكلام الله، فقالوا أن النص القرآني يقتصر على الأعزب، وأما المتزوج فعقوبته الرجم، محتجين بقصة رجم الغامدية، والتي لو صحت فقد تكون حدثت قبل نزول سورة النور.
لكن كلام الله قاطع وواضح ولا يمكن أن يترك مسألة بهذه الخطورة (عقوبة الإعدام) مبهمة فلا يذكرها بكل صراحة.

مقالات مشابهة

  • تأملات قرآنية
  • دعاء يوم الجمعة من السنة النبوية
  • مفتي الجمهورية يهنِّئ الرئيس السيسي بالعام الهجري: للهم اجعلها سنة خير وبركة
  • رأس السنة الهجرية ١٤٤٦.. قصة الهجرة النبوية للأطفال
  • «الهجرة النبوية المشرَّفة».. موضوع خطبة الجمعة 5 يوليو 2024
  • فعاليات ثقافية في مديريات أمانة العاصمة بذكرى يوم الولاية
  • موعد صيام يوم عاشوراء 2024.. لماذا سمى بهذا الاسم؟
  • حكم قراءة القرآن بصورة جماعية.. الإفتاء توضح
  • موعد صيام عاشوراء 2024 وفضله وحكمه في الإسلام
  • علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية في السنة النبوية