سهام بنت أحمد الحارثية 
Harthisa@icloud.com

تُعدُّ السياحة من القطاعات الحيوية التي تسهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب. ومع ذلك، يمكن تعزيز هذا القطاع بفعالية أكبر من خلال تمكينه وتكامله مع قطاعات أخرى مثل الرياضة٬

ومن الأمثلة البارزة على ذلك، استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى كالبطولات العالمية، مثل استضافة السلطنة لبطولة "سوكا" من خلال جهود شباب حالمين اجتهدوا لتحقيق حلمهم .

. وأدركوا أن هذا النوع من الأنشطة يحقق أهداف رؤية عمان ٢٠٤٠، ويعني إيمان شبابنا بالرؤية وإصرارهم على تنفيذها رغم التحديات التي واجهتهم على مدى ٨ سنوات .. فهل ستكون رحلة تنظيمها أسهل؟

من فوائد تمكين السياحة من خلال الرياضة، زيادة تدفق السياح؛ فعند استضافة فعاليات رياضية عالمية، يأتي الآلاف من المشجعين واللاعبين من مختلف أنحاء العالم، مما يرفع عدد السياح بشكل كبير. وهؤلاء الزوار يحتاجون إلى الإقامة، والطعام، والترفيه والخدمات الأخرى، مما يخلق طفرة اقتصادية محلية؛ لذلك يجب أن تتواكب الاستضافة مع توفر البنية الأساسية من فنادق، مطاعم ووسائل نقل وخدمات وفعاليات مصاحبة في كل ولاية تمر بها قافلة سوكا عمان، وهذا الاستثمار لا يخدم فقط الفعالية الرياضية؛ بل يبقى كمكسب دائم للسكان المحليين والزوار على حد سواء، مما يعزز القطاع السياحي بشكل مستدام.

بطولة سوكا العالمية، تحظى بتغطية إعلامية واسعة، مما يوفر فرصة ذهبية للدولة المضيفة لتسليط الضوء على معالمها السياحية وثقافتها وتقاليدها ،هذا الترويج يعزز من صورة الدولة عالمياً ويجذب المزيد من السياح في المستقبل.
كما إن استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى تفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية في القطاعات المختلفة، بما في ذلك السياحة؛ فالشركات والمستثمرون يرون في هذه الفعاليات فرصة لاستكشاف السوق المحلي والمساهمة في تطوير الخدمات والبنية الأساسية، مما يزيد من جاذبية الوجهة السياحية.

ومن ناحية أخرى، فإن تجمع الفعاليات الرياضية العالمية مختلف الثقافات والشعوب في مكان واحد، مما يتيح فرصة للتبادل الثقافي والتفاعل بين الزوار والمجتمع المحلي. وهذا يعزز من فهم الثقافات الأخرى ونقل ثقافة المجتمع العماني العريقة ويزيد من الترابط بين الشعوب.

قد لا يعرف الجميع لعبة سوكا، التي تُعد أحد أشكال كرة القدم المصغرة، وشهدت انتشاراً واسعاً في السنوات الأخيرة. استضافة بطولة عالمية لهذه اللعبة يمكن أن يكون مثالاً ممتازاً على كيفية تعزيز السياحة من خلال الرياضة. فعلى الرغم من كونها رياضة غير تقليدية، إلا أنها تمتلك جمهوراً واسعاً ومخلصاً، مما يمكن أن يجذب عشاق اللعبة من مختلف أنحاء العالم، وهذا يعني جذب شريحة جديدة من السياح فاستضافة بطولة سوكا يمكن أن تجذب هواة الرياضة وعشاقها الذين ربما لم يفكروا في زيارة البلد لولا الحدث الرياضي.

وبما أنها لا تزال رياضة نامية، فإن استضافتها يمكن أن يُبرز البلد المضيف كوجهة مبتكرة للفعاليات الرياضية، مما يزيد من جاذبيتها السياحية.

وختاما.. إن تمكين السياحة من خلال تمكين قطاعات أخرى مثل الرياضة يمثل استراتيجية فعّالة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وترويج عالمي واستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، مثل بطولة سوكا العالمية، لا تعزز فقط القطاع الرياضي بل تخلق فوائد ملموسة للسياحة والبنية الأساسية والتفاعل الثقافي، لذا يجب على الدول أن تسعى لتعزيز هذا التكامل لتحقيق أقصى استفادة ممكنة واستضافة سلطنة عمان لبطولة سوكا العالمية 2024 تُعد فرصة ذهبية لتعزيز السياحة والترويج للسلطنة على المستوى العالمي، من خلال معالجة التحديات المحتملة وتقديم تجربة متكاملة للزوار، يمكن لعمان أن تترك بصمة قوية على خريطة السياحة والرياضة العالمية. لذا.. يجب على الدولة أن تسعى لتعزيز التكامل بين القطاعين الحكومي و الخاص لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، ما يسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتعزيز مكانة السلطنة كوجهة سياحية رائدة. 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

25 مشروعا تشارك في مختبرات مسابقة المشاريع الرياضية

أطلقت وزارة الثقافة والرياضة والشباب مختبرات مسابقة الوزارة للمشاريع الرياضية "شاركنا التغيير" للفرق المتأهلة في الفرز الأول من النسخة الثانية، لعدد 25 مشروعًا، وبمشاركة 100 مشارك من مختلف محافظات سلطنة عمان، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز النشاط البدني وتشجيع المبادرات الرياضية، وتُقام المختبرات خلال الفترة من 10 إلى 14 فبراير الجاري بفندق ميركيور بالخوير، وستُعقد التصفيات النهائية في فندق كراون بلازا، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في المجالين الرياضي والصحي.

تأتي هذه المبادرة في سياق دعم "رؤية عُمان 2040"، التي تهدف إلى بناء مجتمع يتمتع بصحة مستدامة، وترسيخ ثقافة "الصحة مسؤولية الجميع"، مما يعزز أهمية ممارسة النشاط البدني كأسلوب حياة صحي.

وخلال حفل افتتاح المختبرات، أوضح الدكتور خليفة الجديدي عضو لجنة التحكيم، أن المسابقة ستعتمد على مجموعة من المعايير الدقيقة لتحديد الفرق الفائزة في مسابقة المشاريع الرياضية "شاركنا التغيير" في نسختها الثانية لعام 2025، وتشمل هذه المعايير عدة جوانب رئيسية، منها منهجية المشروع، التي تركز على وضوح التوصيف، وحجم الشريحة المستفيدة، ومراعاة القيم والتقاليد، ومدى توافق المشروع مع الخطط الوطنية، كما يتم تقييم كفاءة إدارة المشروع بناءً على وجود خطة تنفيذية واضحة، وخطة تسويقية، وخطة مالية محكمة، ودراسة جدوى تفصيلية، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي والاجتماعي.

أما الإبداع والابتكار، فيتمحور حول مدى توظيف التقنيات الحديثة، وحداثة الفكرة، وإمكانية تطوير المشروع مستقبلًا، ويُنظر إلى القيمة المضافة من خلال قدرة المشروع على معالجة مشكلة صحية، وإشراك المؤسسات الصغيرة، ومراعاة الاستدامة البيئية، وتحقيق عوائد اقتصادية.

وفي جانب الاستدامة والخطط المستقبلية، تشمل التقييمات خطة المتابعة والتقييم، والتحديات وكيفية التغلب عليها، وإجراءات الاستدامة والتطوير المستقبلي، كما يُعطى الأثر المجتمعي أهمية خاصة، إذ يتم قياس مدى قبول المشروع مجتمعيًا، ونوع المستفيدين، وأثره على المجتمع، ومدى انتشاره وإمكانية استخدامه على نطاق واسع.

إضافةً إلى ذلك، يتم تقييم مهارات التواصل من حيث وضوح لغة العرض، والتفاعل مع أسئلة لجنة التحكيم، والجاذبية والتشويق في العرض، والمظهر العام للمحتوى، وأخيرًا، يُؤخذ رأي الجمهور بعين الاعتبار من خلال التصويت، مما يسهم في تحديد الفرق الفائزة بناءً على مشاركة المجتمع وتفاعله مع المشاريع المتنافسة.

برامج التوعية

من جانبها، قدمت الدكتورة نوال بنت علي الراشدية، طبيبة استشارية في طب الأسرة ومديرة دائرة التدقيق وبرامج التوعية الصحية بوزارة الصحة، بالإضافة إلى كونها عضوًا في لجنة التحكيم، عرضًا حول تعزيز الصحة كعملية تمكين للأفراد للتحكم في صحتهم وتحسينها من خلال اتباع أنماط حياة صحية والتأثير في العوامل البيئية، والاجتماعية والاقتصادية، وسلّطت الضوء على جهود سلطنة عمان في مكافحة الأمراض غير المعدية من خلال مبادرات متعددة، مثل "رؤية عُمان 2040"، التي تركز على بناء مجتمع صحي ومستدام، واللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المعدية، ومشاريع التوعية مثل "وقاية"، و"همتك معنا"، و"غايته نقلل"، كما ناقشت أهمية مسابقة "شاركنا التغيير" في تحفيز الأفراد على تبني سلوكيات صحية من خلال الابتكار والربط بين التقنية والنشاط البدني، مؤكدةً ضرورة الاستدامة في التأثير وجعل ممارسة النشاط البدني جزءًا من الحياة اليومية.

أما الدكتورة أمل بنت محمد السيابية، اختصاصية صحة عامة بدائرة المبادرات المجتمعية الصحية في وزارة الصحة، فقدمت عرضًا حول الحملة الوطنية الإعلامية والتسويقية لتعزيز ممارسة النشاط البدني (الصحة تبدأ بخطوة)، التي امتدت من 2017 إلى 2020، وسلّط العرض الضوء على التحديات الصحية المتعلقة بالأمراض المزمنة غير المعدية، مثل أمراض القلب والسرطان، وبيّن أهمية تعزيز النشاط البدني في تقليل معدلات الوفيات الناتجة عنها، كما استعرضت الدكتورة أمل الجهود المبذولة في سلطنة عمان لمكافحة الخمول البدني، بما في ذلك المبادرات الصحية المجتمعية، ورفع الوعي عبر وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى تنفيذ سياسات داعمة، مثل زيادة الضرائب على التبغ والمشروبات المحلاة.

وأكدت أهمية تهيئة بيئة داعمة لممارسة النشاط البدني من خلال المدارس، والمراكز التجارية، والمؤسسات الصحية والحدائق العامة، بهدف زيادة عدد الممارسين للنشاط البدني في سلطنة عمان وتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • خالد عباس: العاصمة الإدارية مؤهلة لاستضافة أكبر الفاعليات العالمية الرياضية والفنية
  • بطل مصر في سلاح الشيش: هدفي تحقيق المزيد من الميداليات العالمية
  • جهاز الرياضة للقوات المسلحة يستقبل وفدا من المجلس الدولي للرياضة العسكرية.. صور
  • جهاز الرياضة للقوات المسلحة يستقبل وفدا من المجلس الدولي للرياضة العسكرية
  • «ند الشبا الرياضية» تواصل التسجيل في 11 لعبة
  • محمد بن راشد يلتقي كلاوس شواب ويؤكد أهمية تمكين الحكومات من مواكبة التغيرات العالمية
  • سعيد البطوطى يكشف المرشح الأقرب لـ منصب أمين منظمة السياحة العالمية
  • 25 مشروعا تشارك في مختبرات مسابقة المشاريع الرياضية
  • وفد وزارة الشباب عاد من العراق بعد مشاركته في برنامج السياحة الرياضية
  • القمة العالمية للحكومات 2025 تستعرض تحولات قطاع السياحة