أغلقت الشرطة الإسبانية شاطئ "غران كناريا" الشهير، بعد أن أرعبت سمكة قرش يبلغ طولها نحو مترين ونصف المتر، السكان المحليين والمصطافين.

وبحسب ما أورده موقع "ميرور" البريطاني، سُمع صراخ المتواجدين على الشاطئ، عندما اقتربت السمكة الكبيرة منهم بسرعة، والتي كانت زعنفتها بارزة خارج الماء.

وهرعت الشرطة الإسبانية إلى الشاطئ مطلقة الإنذار، حيث تم رفع العلم الأحمر لمنع اقتراب الأفراد وتعريض حياتهم للخطر.

وأظهرت لقطات من مكان الحادث أطفالا وهم يركضون بحثًا عن الأمان بينما كانت سمكة القرش تسبح باتجاه الشاطئ قبل أن تعود أدراجها في اللحظة الأخيرة بعد أن كادت تعلق في الرمال.

وبينت الصور المتداولة، مدى اقتراب السمكة من الشاطئ، وكأنها جاءت لتلتهم فريستها.

وقالت فتاة صغيرة كانت في الماء عندما ظهرت سمكة القرش لمحطة تلفزيون محلية: "بدأ المنقذ في إطلاق صافرته ويشير إلى أنه يجب على الجميع الخروج من الماء ونظرت حولي ورأيت زعنفة القرش تقترب مني".

وأضاف آخر: "لقد رأينا الزعنفة في الماء وبدأنا في التحرك بأسرع ما يمكن".

يذكر أن عدة مناطق ساحلية، شهدت في الفترة الأخيرة اقترابا لـ أسماك القرش المفترسة، التي يبدو أن عوامل تغّير المناخ قد أثرت على طبيعة حياتها، وتصرفاتها العدوانية.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

شواطئ.. بديعيات حسن طلب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الشاعر حسن طلب، قطب من أقطاب شعراء السبعينيات في مصر، ولد في مدينة طهطا بمحافظة سوهاج عام 1944، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وتخرج في قسم الفلسفة عام 1968. وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة، ويعمل حاليًا عضو هيئة تدريس في كلية الآداب بجامعة حلوان، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس أمناء بيت الشعر وكان قد تولى منصب نائب رئيس تحرير مجلة إبداع. والشاعر يتبع مدرسة شعر التفعيلة أو الشعر الحر، ويمزج أحيانا بينه وبين الشعر العمودي في نسيج بعض قصائده. وبالنسبة إلى اتجاهه الفني، فهو ضمن مجموعة من شعراء السبعينيات الذين أطلقوا على أنفسهم فريق شعراء "إضاءة 77" ويعد حسن طلب من أبرز شعرائها الذين شاركوا في تشكيل الملامح الشعرية لهذا الفريق وبلورة إطاره الثقافي. من هنا تأتى أهمية كتاب "بديعيات حسن طلب: قراءة في الشكل والمضمون" للباحثة نهى مختار محمد والصادر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

 وتشير الباحثة إلى بنية التجنيس في شعر حسن طلب بقولها: التجنيس هو أكثر الأشكال البديعية – داخل بنية التكرار – شيوعا في خطاب حسن طلب الشعري، وهو من البديع اللفظي، ويعرفه القزويني بقوله: "الجناس بين اللفظين هو تشابههما في اللفظ"، والإيقاع الظاهر الذي يتميز به شعر حسن طلب معتمد بشكل كبير على التجنيس، وبشكل أكبر على التشابهات الصوتية بين الألفاظ، والألفاظ المسجوعة، ومثال ذلك في شعره جمعه بين: (ديني / حنيني)، (أفكاري/ أسراري)، (مسحورة / صورة)، (النهد / الوجد)، (أريج / ضجيج)، وغيرها كثير. والتكرير اللفظي في شعر حسن طلب، يأتي في المنزلة الثانية بعد (التجنيس) من حيث نسبة شيوع في قصائده، حيث بلغ استخدامه حوالي (250) مرة، وبعد التكرير اللفظي تفعيل لإمكانات الدال اللغوي وطاقاته  النغمية والدلالية داخل سياق محدد، وما يقوم به التكرير – من وظيفة أو دور بالنسبة للسياق – هو الذي يمنحه قيمته وأهميته، مما  يعنى أن اللفظة – عند تكريرها في موضعين أو أكثر – تكتسب وجودا صوتا ودلاليا. ومن مواطن (التكرير) في ديوانه الأول (الوشم)، تكريره اسم محبوبته (سلوى) في قوله: 

نهاري عاصب يا "سلوى" 

وليلى ما له آخر 

شريد الخطو.. أرتاد المدى وحدي 

فمن درب إلى درب 

ومن بلد إلى آخر 

بعيد الدار يا "سلوى" 

جوادى ما له حافر

حزين النفس يا "سلوى" 

سقيم الوجه والعينين والخاطر. 

ويأتي تكرير نداء المحبوبة هنا لأداء وظيفة تقليدية: هي الاستعذاب والتلذذ بترديد اسم الحبيبة على اللسان، وتدعم دلالة الاسم (سلوى) معاني التسلية التي يكررها على نفسه الحزينة عزاء لها عما تجد من الوجد والأسى والتشوق، تلك المشاعر التي سيطرت على الجو النفسي للقصائد في ديوان (الوشم -1972) وكذا في (شموس القطب الآخر1973) في ارتباطه بالوطن، أي أن (التكرير) هنا مرتبط بدلالات نفسية وعاطفية يأتنس بها الشاعر، في رحلته الدائمة (من درب إلى درب). 

ولآن الشاعر حسن طلب من صعيد مصر – هذا الصعيد المشهور بشغفه بالنبرة الإيقاعية والطقوس الموسيقية العالية – فإن لغة هذا العالم أضحت كأنها تنطلق من أصوات الآلات الإيقاعية المختزنة في الذاكرة لتنقل شحنات الدلالة من خلالها وعبر أثيرها. وانتماء حسن طلب لتلك النزعة الطقسية الجمعية لا يعنى أن الشعر المصري عند أهل الجنوب يتجه كله إلى هذا التيار، ولكن اختيار طلب جاء مؤكدا لتلك الجمعية. وهذا ترتبط الوظيفة الإيقاعية عند (طلب) بوظيفة طقسية تعود بالشعر إلى ارتباطه بالجذور الأولى في مرحلة الشعر الشفهي، وترسخ كونه نغما ينقل مشاعر المغنى وعاطفته النفسية ممتزجة بالفكرة والصورة والمعنى، كما ترتبط الوظيفة الإيقاعية بوظيفية تعويضية، يمثل فيها (التجنيس) و(التكرير) وغيرها من بني التكرار تعويضا من القافية وبديلا عن الوزن. 

ويعد (التقابل) في شعر حسن طلب سمة لغوية بديعية أساسية في شعره، كما هو سمة لغوية أساسية في الشعر القديم والحديث على حد سواء، لكن لكل شاعر خصوصية في تعامله مع هذا اللون من البديع المعنوي، الذي يبتعد إلى حد كبير – بطبيعته –عن الوظيفة الإيقاعية والموسيقية، ويؤدى وظائف دلالية تختص بالفكر والنفس والثقافة والفلسفة والشعور. ومدونه حسن طلب الشعرية تزخر بالثنائيات ما يزيد عن (400) زوج متضاد في دواوينه التي تضم:(الأرض/ والسماء). و(الليل / والنهار)، و(الصعود / والهبوط)، و(الحرب / والسلام )، و(العداوة / والصداقة)، و(الضحك / والبكاء)، و(القبح / والجمال)، و(الصدق/ والكذب)، و(الصحة / والمرض)، و(الظن/ واليقين) و(الجهل / والمعرفة)، و(الحزن / والفرح)، و(الضعف/ والقوة)، و(الصواب/ والخطأ) و(الحرية / والعبودية)، و(الكلية/ والجزئية)، و(الكلام / والصمت)، و(الخروج / والدخول) و(الظلال والهدى). وقد تبين أن دراسة بنية (التقابل) داخل كل تجربة شعرية مر بها الشاعر ممثلة في كل ديوان على حدة ستخرج بنتائج دالة – بوصفها بنية من بديع المعنى – إذ يمتاز كل ديوان من دواوين الشاعر بسمة دلالية تتشكل منها القصائد. 

والبديع عند الشاعر حسن طلب يمثل ظاهرة مطردة بحيث تضعه ضمن إطار مدرسة شعراء البديع كمسلم بن الوليد، وابن المعتز، وأبى تمام، والشاب الظريف، ممن لهم عناية خاصة بترديد أشكال البديع في أشعارهم، وإسراف الشاعر في استخدام بني البديع في بعض المواضع جعل عديدًا من الأقلام النقدية تصفه بالتكلف، واللعب بالكلمات، وقد اتضح أن هذا اللعب يعتمد على مرجعية فلسفية يؤمن بها الشاعر، ويتبناها برغم تأثيرها – الذي يبدو سلبيا – في مقبولية النص وتداوله.   

ويستثمر الشاعر مصطلحات علم البديع في خطابة الشعري بصورة لافته، تجعل البديع نفسه حقلا دلاليا يمكن دراسته داخل شعره، وهو يستخدم ألفاظ علم البديع بصورة استعارية غالبا. وهذا يؤكد سيطرة الرؤية البديعية على إدراكه، بحيث يسقطها على العلاقات في الكون من حوله، وعلى العلاقات بين البشر التي تتحدد وفق منظور البديع، فيكون التشابه بين البشر (جناسًا)، والتنافر بينهم (طباقا)، وتكون مسيرة الإنسان في الحياة نوع من (رد العجز على الصدر)، فضلا عن استخدام المفاهيم البديعية بمعناها اللغوي، وهذا يعنى أن البديع عند الشاعر: رؤية، وأداء. كما يتحقق عند حسن طلب البديع على مستوى نصي. هذا التعامل مع النص بوصفة بنية كشف أن ثمة علاقة بديعية بين ديوان البنفسج وديوان الزبرجد يمثلها (الطباق)، كما يكشف النص الدائري الذي يتكرر فيه مطلع القصيدة في الختام عن تحقق فكرة (رد العجز على الصدر) ولكن على مستوى نصي، يتجاوز البيت الواحد والسطر الشعري الواحد إلى رؤية أكثر اتساعا تخص النص، هذه الرؤية تتشكل من خلال التوسع في تلمس علاقات البديع بين البني اللغوية الكلية.  وفى الخاتمة تقول الباحثة نهى مختار محمد: أن البديع عند حسن طلب مفتاح لغوى بالغ الأهمية للولوج إلى عالمة الإبداعي، إذ يتجلى في مساحة عظيمة من نصوصه الشعرية يصاحب فيها رؤاه الذهنية، ومشاعره العاطفية، ومواقفه الصوفية، ومعتقداته الفلسفية، كاشفا عنها، تلك الرؤى والمشاعر والأفكار التي أراد أن يرسلها إلى ذاكرة الإنسانية بهذه الخصوصية في إدراك معنى البديع.   

 

 

مقالات مشابهة

  • فيديو يظهر لحظة خروج سيف علي خان من المستشفى
  • شاهد.. لحظة وصول الرئيس السيسي لاحتفال الذكرى الـ 73 لعيد الشرطة
  • بالفيديو.. لحظة وصول الرئيس السيسي إلى أكاديمية الشرطة
  • شواطئ.. بديعيات حسن طلب
  • هجوم على مكتب انتخابات بورتلاند بولاية أوريجون
  • شاهد بالفيديو.. مضيفات حسناوات يفاجئن الفنانة ندى القلعة باستقبال خرافي لحظة ركوبها الطائرة متوجهة إلى السودان
  • بالفيديو .. شاهد لحظة القاء القبض على الشبيح صقر شاهين المتهم بمجزرة تلكلخ في ريف حمص
  • وفاة مراهقين في حادث مأساوي في شلالات أستراليا
  • بالفيديو .. شاهد لحظة استلام الاحتلال الأسيرات الإسرائيليات الـ3 من الصليب الاحمر
  • وسام شعيب طبيبة كفر الدوار: رسالتي بالفيديو كانت لوجه الله من قلب أم خايفة على بناتها