شبكة اخبار العراق:
2025-01-09@00:23:00 GMT

المالكي رجل تجاوزه العراق

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

المالكي رجل تجاوزه العراق

آخر تحديث: 18 يونيو 2024 - 12:06 مبقلم: فاروق يوسف يوم وقف أعضاء الكونغرس الأميركي عام 2006 مصفقين لنوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، كان ذلك الحدث واحدا من أسوأ أحداث تلك المؤسسة الديمقراطية وأكثرها انحطاطا وبعدا عن القيم الإنسانية. فالرجل الذي قاطعوا خطابه غير مرّة معبرين عن إعجابهم به سيجر بلاده بعد عامين من الحرب الأهلية التي لا تزال ملفاتها في طي الكتمان إلى نفق فساد غير مسبوق في التاريخ البشري وسيضع بنفسه ألغاما لن تقوم بوجودها دولة عراقية جديدة، لا في حياته حسب، بل وأيضا في مستقبل مظلم، ستسوده النزاعات ما بين فئة حزبية قليلة استولت على ثروات العراق بحكم القوانين التي سنها وبين الغالبية المحرومة من التمتع بثروات بلادها وستظل تنزلق في هاوية الفقر، جيلا بعد جيل.

وليس احتلال الموصل من قبل تنظيم داعش الإرهابي بعد هزيمة القوات العراقية عام 2014 إلا واحدة من ثمار مزرعة الفساد التي أشرف المالكي بنفسه على إقامتها وتوسيعها لتغطي مساحة العراق كله. وبالرغم من أن كل التقارير التي كتبتها اللجان الرسمية قد أكدت مسؤوليته المباشرة عمّا حدث وهو ما دفعه يومها إلى الهرب إلى إيران غير أن الحماية الإيرانية كانت كفيلة بإعادته إلى العراق من غير أن يكون مهددا بأيّ ملاحقة قانونية. ولم يكن ذلك ليحدث بمعزل عن الموقف الأميركي الذي وهب في الوقت نفسه تنظيم داعش ثلاث سنوات انتظار من أجل أن يعلن دولته في سوريا والعراق وينصّب خليفة ويؤسس سوقا للسبايا ويفرض النقاب على النساء ويفتك بالمدنيين ويؤسّس جيشا من المهمشين ويدمّر ما يقع بين يديه من آثار الحضارة العراقية القديمة. ومثلما مُنح نوري المالكي فرصة استئناف حياته السياسية كما لو أن شيئا لم يقع فقد تم منح داعش ثلاث سنوات راحة، يستعد فيها التنظيم لحرب ستدمر الجزء الأكبر من المدينة التاريخية. كانت تلك الخطة أشبه باستبطان للعقل التآمري الذي وضع المالكي كل أسلحته في خدمته. فالرجل الذي تلقّى علومه الحزبية في أقبية حزب الدعوة يكره الموصل مثلما يكره الكثير من مدن العراق التي يعرف أن سكانها يعتزون بعراقهم العربي. ليست الخلافات داخل تحالف الإطار التنسيقي الحاكم الذي يسعى المالكي إلى توريطه في انتخابات تشريعية مبكرة قد يخسرها إلا مؤشّر على قرب نهاية الرجل الأسوأ في حياة سياسية، فخّخت حياة العراقيين بألغام فساد وإذا ما كان أنصاره قد قدّموه باعتباره مختار العصر المنتصر فإن المالكي كان عنوانا للهزيمة. غير أن استمراره عرابا للعملية السياسية إنما يؤكد سخرية الأميركان من ديمقراطيتهم التي وضعوها في خدمة الدولة الدينية الحاكمة في إيران. ومثلما هناك انتخابات في إيران هناك انتخابات في العراق. ترعى الولايات المتحدة ديمقراطيتها في العراق التي تسمح لرجل تحوم حوله شبهات الفساد ومتهم بارتكاب جرائم في حق وطنه مثل المالكي باستعادة سلطته بحيث يكون زعيم الكتلة الكبرى في مجلس النواب الذي يحق له تنصيب رئيس حكومة في وقت فرضت فيه إيران على الآخرين التخلي عن كل استحقاقاتهم الدستورية. لقد انسحب مقتدى الصدر من البرلمان وكان منتصرا من أجل أن يكون المالكي وهو عدوه الرجل الأول الذي يقرر المصير السياسي للبلاد. أما حين تم تعيين محمد شياع السوداني رئيسا للحكومة فقد قيل إنه رجل المالكي. وبالرغم من أن السوداني لم يخرج عن الحدود المرسومة له، ذلك لأنه مقيد بالقوانين التي سبق وأن وضعها المالكي بنفسه، إلا أن حرب الشائعات أضفت عليه هالات رجل الدولة المستقل وهو كلام ليس صحيحا ولا يمت إلى حقيقة ما فعله السوداني بصلة. ليست هناك إنجازات حقيقية، بدليل أن برنامج الحكومة يخلو من أيّ إشارة لخطط تنمية حقيقية ولا إلى تطور ملحوظ في خدمات البنية التحتية. وانسجاما مع حرب الشائعات فإن هناك مَن يسعى إلى أن يضع المالكي في مقدمة المشهد باعتباره عرابا للعملية السياسية. وهي محاولة لتلميع صورة المالكي الذي يشعر أن هناك أطرافا في تحالف الإطار التنسيقي الذي يتزعمه قد تجاوزته ولم تعد تنظر إليه إلا باعتباره جثة محنطة، آن الأوان للتخلص منها. المالكي رجل تجاوزه العراق. بل إن المحيطين به صاروا يتمنون أن يختفي من المشهد السياسي في أيّ لحظة. وليست الخلافات داخل تحالف الإطار التنسيقي الحاكم الذي يسعى المالكي إلى توريطه في انتخابات تشريعية مبكرة قد يخسرها إلا مؤشّر على قرب نهاية الرجل الأسوأ في حياة سياسية، فخّخت حياة العراقيين وعقولهم وضمائرهم بألغام فساد ليس من المتوقع أن تكفّ عن الانفجار في المستقبل. لكن المالكي حتى وإن اختفى فإن التاريخ سيخلده باعتباره واحدا من أهم مخترعي الفساد عبر العصور.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

إيران :هكذا خدعتها روسيا .. وهكذا ستخرج من العراق!

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:
المختصون والمتابعون يعرفون ان الذي حدث في سوريا اي سقوط نظام بشار الأسد وبالطريقة والسرعة التي سقط فيها كان تسونامي مفاجىء ضد ايران، وضد ما يسمى بمحور المقاومة، وضد مايسمى بوحدة الساحات . واشتركت باسقاط نظام الأسد كل من (روسيا وتركيا وإسرائيل وامريكا ودولة قطر ) والغريب ان روسيا وقطر وتركيا أصدقاء لإيران ! . ولقد علق قيادي كبير بالحرس الثوري الإيراني قبل يومين قائلا ( روسيا كانت من العوامل الرئيسية لانهيار سوريا والأسد. لان روسيا أطفأت الرادارات لتتمكن إسرائيل من ضرب مقر الاستخبارات) وهذا يعني ان الاتهام الذي تسوقه موسكو ان تركيا خرقت مقررات اتفاق قمة ” ستانا ” وساعدت المسلحين بدخول حلب والمدن السورية وإسقاط نظام الأسد غير صحيح .بل ” طبخها اردوغان وبوتين معا” . وهذا يثبت ان القصف الإسرائيلي ضد وحدات ومقرات ومخازن ومليشيات وقنصلية وشخصيات إيران في سوريا ومنذ اكثر من سنة وراءها الروس وباتفاق مع اسرائيل والأسد. والأخير بلع الطعم عندما تعرض للخديعة فولى هاربا في آخر نصف ساعة !
ثانيا :
وقد يسأل سائل : لماذا فعلت روسيا ذلك ؟ اليس روسيا حليف قوي لإيران ؟ . الجواب : نعم ان روسيا حليفة لإيران ولكن حليف تكتيكي مرحلي وليس استراتيجي . ولقد عُرف َ عن الروس خداع حلفائهم في آخر نصف ساعة ومثلما فعلوا مع نظام صدام حسين ونظام القذافي والنظام اليوغسلافي من قبل … الخ .فروسيا فعلت ذلك بالتفاهم مع الولايات المتحدة والأتراك انفسهم . فمع أمريكا سوف تكسب روسيا بالمقابل نقاط في الملف الاوكراني خصوصا وان الرئيس ترامب قادم للبيت الأبيض . ومع تركيا كسبت بقاء القواعد الروسية في الشواطىء السورية ولن يتعرض لها المسلحون في سوريا بكفالة تركية . وانتقال روسيا إلى ليبيا وسوف تهيمن هناك من خلال الجنرال الليبي خليفة حفتر وسوف تبقي على القواعد التركية في ليبيا !
ثالثا:-
فمن خلال ما تقدم أعلاه يتبين ان الخاسر الوحيد والأكبر هي إيران . فلقد باشر في دمشق نظاما سياسيا يعادي إيران جملة وتفصيلا .فلقد فقدت إيران نفوذها في سوريا ،وفقدت الطريق الذي يوصلها إلى جنوب لبنان حيث المقاومة اللبنانية ” حزب الله “. لا بل فقدت الفضاء العراقي السوري وصولا إلى لبنان .وفي نفس الوقت هي فقدت سطوتها ونفوذها في لبنان ولصالح الولايات المتحدة وإسرائيل .ولن تنجح إيران بخططها التي تنسج بها ليل نهار انها ( ستحضى في العراق ) مادام تركيا حضت بسوريا وأمريكا حضت بلبنان . فهذا ضرب من الخيال وامنيات لن تتحقق اطلاقاً وحتى لو نُفذَ المخطط القذر باستهداف ( المزارات الشيعية المقدسة في العراق ) بهدف خلط الأوراق. والسبب لان الشعب العراقي يعرف ومدرك ويتابع ما يخططون له اطراف إيرانية وحلفاءهم في العراق .
رابعا:-
وحتى المجتمع الدولي على الخط ويراقب تلك المخططات القذرة التي وردت أعلاه . فغير مسموح بها دوليا والسبب لأن ( العراق من حصة النظام العالي الجديد ) وغير مسموح للعبث فيه. وغير مسموح لإيران البقاء فيه .وغير مسموح لاي دولة كبرى التفرّد بالعراق مهما كانت هويتها . فالنظام العالمي الجديد يريد للعراق ترتيب آخر وجديد لن يسمح من خلاله ببقاء الطبقة السياسية الحاكمة في العراق .ولن يسمح ببقاء النفوذ الإيراني في العراق على الإطلاق .. والقضية مسألة وقت ليس إلا !
سمير عبيد
٨ يناير ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • يد العراق في إيران لخوض وديتين أمام الرجال
  • إيران :هكذا خدعتها روسيا .. وهكذا ستخرج من العراق!
  • حصري.. العراق يوقع 8 مذكرات تفاهم مع إيران تشمل 3 مجالات
  • رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • الطباطبائي يدعو إلى استحداث محافظة حلبجة التي قصفت بالكيمياوي من قبل بلده الأول إيران
  • أستاذ علوم سياسية: هناك رغبة غربية وأمريكية تتعلق بإضعاف إيران
  • إيران تبعث رسالة للسوداني: لا نتحفظ على أي قرار يخص مستقبل الحشد في العراق - عاجل
  • المالكي: الشيعة يريدون البناء والتطور والعلاقات مع الآخرين وليس العداء مع أحد
  • التغييرات قادمة لا محالة.. ما الذي ينتظر العراق بعد 20 كانون الثاني الجاري؟
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات