شبكة اخبار العراق:
2025-05-01@14:53:44 GMT

المالكي رجل تجاوزه العراق

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

المالكي رجل تجاوزه العراق

آخر تحديث: 18 يونيو 2024 - 12:06 مبقلم: فاروق يوسف يوم وقف أعضاء الكونغرس الأميركي عام 2006 مصفقين لنوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، كان ذلك الحدث واحدا من أسوأ أحداث تلك المؤسسة الديمقراطية وأكثرها انحطاطا وبعدا عن القيم الإنسانية. فالرجل الذي قاطعوا خطابه غير مرّة معبرين عن إعجابهم به سيجر بلاده بعد عامين من الحرب الأهلية التي لا تزال ملفاتها في طي الكتمان إلى نفق فساد غير مسبوق في التاريخ البشري وسيضع بنفسه ألغاما لن تقوم بوجودها دولة عراقية جديدة، لا في حياته حسب، بل وأيضا في مستقبل مظلم، ستسوده النزاعات ما بين فئة حزبية قليلة استولت على ثروات العراق بحكم القوانين التي سنها وبين الغالبية المحرومة من التمتع بثروات بلادها وستظل تنزلق في هاوية الفقر، جيلا بعد جيل.

وليس احتلال الموصل من قبل تنظيم داعش الإرهابي بعد هزيمة القوات العراقية عام 2014 إلا واحدة من ثمار مزرعة الفساد التي أشرف المالكي بنفسه على إقامتها وتوسيعها لتغطي مساحة العراق كله. وبالرغم من أن كل التقارير التي كتبتها اللجان الرسمية قد أكدت مسؤوليته المباشرة عمّا حدث وهو ما دفعه يومها إلى الهرب إلى إيران غير أن الحماية الإيرانية كانت كفيلة بإعادته إلى العراق من غير أن يكون مهددا بأيّ ملاحقة قانونية. ولم يكن ذلك ليحدث بمعزل عن الموقف الأميركي الذي وهب في الوقت نفسه تنظيم داعش ثلاث سنوات انتظار من أجل أن يعلن دولته في سوريا والعراق وينصّب خليفة ويؤسس سوقا للسبايا ويفرض النقاب على النساء ويفتك بالمدنيين ويؤسّس جيشا من المهمشين ويدمّر ما يقع بين يديه من آثار الحضارة العراقية القديمة. ومثلما مُنح نوري المالكي فرصة استئناف حياته السياسية كما لو أن شيئا لم يقع فقد تم منح داعش ثلاث سنوات راحة، يستعد فيها التنظيم لحرب ستدمر الجزء الأكبر من المدينة التاريخية. كانت تلك الخطة أشبه باستبطان للعقل التآمري الذي وضع المالكي كل أسلحته في خدمته. فالرجل الذي تلقّى علومه الحزبية في أقبية حزب الدعوة يكره الموصل مثلما يكره الكثير من مدن العراق التي يعرف أن سكانها يعتزون بعراقهم العربي. ليست الخلافات داخل تحالف الإطار التنسيقي الحاكم الذي يسعى المالكي إلى توريطه في انتخابات تشريعية مبكرة قد يخسرها إلا مؤشّر على قرب نهاية الرجل الأسوأ في حياة سياسية، فخّخت حياة العراقيين بألغام فساد وإذا ما كان أنصاره قد قدّموه باعتباره مختار العصر المنتصر فإن المالكي كان عنوانا للهزيمة. غير أن استمراره عرابا للعملية السياسية إنما يؤكد سخرية الأميركان من ديمقراطيتهم التي وضعوها في خدمة الدولة الدينية الحاكمة في إيران. ومثلما هناك انتخابات في إيران هناك انتخابات في العراق. ترعى الولايات المتحدة ديمقراطيتها في العراق التي تسمح لرجل تحوم حوله شبهات الفساد ومتهم بارتكاب جرائم في حق وطنه مثل المالكي باستعادة سلطته بحيث يكون زعيم الكتلة الكبرى في مجلس النواب الذي يحق له تنصيب رئيس حكومة في وقت فرضت فيه إيران على الآخرين التخلي عن كل استحقاقاتهم الدستورية. لقد انسحب مقتدى الصدر من البرلمان وكان منتصرا من أجل أن يكون المالكي وهو عدوه الرجل الأول الذي يقرر المصير السياسي للبلاد. أما حين تم تعيين محمد شياع السوداني رئيسا للحكومة فقد قيل إنه رجل المالكي. وبالرغم من أن السوداني لم يخرج عن الحدود المرسومة له، ذلك لأنه مقيد بالقوانين التي سبق وأن وضعها المالكي بنفسه، إلا أن حرب الشائعات أضفت عليه هالات رجل الدولة المستقل وهو كلام ليس صحيحا ولا يمت إلى حقيقة ما فعله السوداني بصلة. ليست هناك إنجازات حقيقية، بدليل أن برنامج الحكومة يخلو من أيّ إشارة لخطط تنمية حقيقية ولا إلى تطور ملحوظ في خدمات البنية التحتية. وانسجاما مع حرب الشائعات فإن هناك مَن يسعى إلى أن يضع المالكي في مقدمة المشهد باعتباره عرابا للعملية السياسية. وهي محاولة لتلميع صورة المالكي الذي يشعر أن هناك أطرافا في تحالف الإطار التنسيقي الذي يتزعمه قد تجاوزته ولم تعد تنظر إليه إلا باعتباره جثة محنطة، آن الأوان للتخلص منها. المالكي رجل تجاوزه العراق. بل إن المحيطين به صاروا يتمنون أن يختفي من المشهد السياسي في أيّ لحظة. وليست الخلافات داخل تحالف الإطار التنسيقي الحاكم الذي يسعى المالكي إلى توريطه في انتخابات تشريعية مبكرة قد يخسرها إلا مؤشّر على قرب نهاية الرجل الأسوأ في حياة سياسية، فخّخت حياة العراقيين وعقولهم وضمائرهم بألغام فساد ليس من المتوقع أن تكفّ عن الانفجار في المستقبل. لكن المالكي حتى وإن اختفى فإن التاريخ سيخلده باعتباره واحدا من أهم مخترعي الفساد عبر العصور.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

واشنطن تبلغ العراق رفضها الشديد في استيراد الغاز من إيران

آخر تحديث: 30 أبريل 2025 - 11:46 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- جددت الولايات المتحدة الامريكية، الثلاثاء، (29 نيسان 2025)، رفضها لتعامل العراق مع إيران في مجال استيراد الغاز لتشغيل محطاته الكهربائية.وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية ، ان: “وزير الخارجية، فؤاد حسين، التقى في زيارته الى واشنطن، بنائب وزير الخزانة الأمريكي، مايكل فولكندر، في مقر وزارة الخزانة بالعاصمة الأمريكية، وجرى خلال اللقاء بحثُ تطورات ملف الطاقة في العراق، وسعي الحكومة العراقية لتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة الكهربائية”.وقدّم حسين وفقاً للبيان “شرحاً مفصلاً حول الخطوات الجادة التي تتخذها الحكومة، وفي مقدمتها استثمار الغاز المصاحب،” مشيراً إلى أن “العراق حقق تقدماً كبيراً في هذا المجال”.كما أشار إلى توقيع عقود مع شركات متعددة للاستثمار في الغاز السائل، ما يمهّد لتحقيق الاعتماد الذاتي في السنوات المقبلة.وأوضح وزير الخارجية أن “العراق يواجه حالياً تحديات كبيرة في مجال الغاز والطاقة الكهربائية، مما يستدعي تنويع مصادر استيراد الطاقة، لا سيما من تركيا، والأردن، ودول الخليج”.كما تطرق حسين إلى الاتفاق المُبرم بين وزارة الكهرباء العراقية وحكومة تركمانستان لشراء الغاز، إضافة إلى المباحثات الجارية مع عدد من الدول المنتجة للغاز السائل.وأشار إلى العقبات المتعلقة بالشركة الوسيطة بين العراق وتركمانستان، والصعوبات المرتبطة بسحب الغاز التركمانستاني عبر الأراضي الإيرانية. في هذا السياق، أكد الجانب الأمريكي بحسب البيان أن “سياسة الإدارة الحالية تقوم على منع استفادة الجانب الإيراني من هذه العملية مالياً أو بأي شكل آخر”.وطلب وزير الخارجية من “وزارة الخزانة الأمريكية تقديم الدعم في إيجاد بدائل، بالتعاون مع الجانب التركمانستاني، لضمان استمرار توريد الغاز إلى العراق دون عوائق”.كما طرح حسين ملف الاستثناءات التي تمنحها الولايات المتحدة للعراق فيما يتعلق بشراء الغاز والكهرباء من إيران، مشدداً على أهمية تسهيل آلية الدفع، عبر العودة إلى النظام السابق الذي يتيح الدفع مقابل الغذاء والدواء بدلاً من الدفع النقدي المباشر، وذلك لضمان استمرار الإمدادات في هذه المرحلة الانتقالية لحين استكمال تأمين مصادر بديلة.

مقالات مشابهة

  • رئاسة مجلس النواب تحيل الى اللجنة القانونية مقترح تعديل دستوري لنص المادة الاولى من الدستور تقدم به عضو اللجنة القانونية دكتور رائد المالكي .
  • الدكتور رائد المالكي في التظاهرة الشعبية الرافضة لاتفاقية خور عبدالله .. صوت الشعب يُسمع بقوة.. لا للتفريط بأرض العراق!
  • وزير الدفاع الأمريكي يهدد إيران: ستدفع ثمن دعمها للحوثيين في الوقت والمكان الذي تختاره واشنطن
  • إيران تعلن تعاوناً مع العراق بشأن النفط و الغاز المصاحب وعمليات الاستكشاف البحري
  • إيران تعلن تعاوناً مع العراق بشأن النفط و الغاز المصاحب
  • واشنطن تبلغ العراق رفضها الشديد في استيراد الغاز من إيران
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • أشرف زكي: هناك بعض الصور التي لا نرضى عنها جميعا في تغطية الجنازات
  • العراق يعتزم رفع التبادل التجاري مع إيران إلى 25 مليار دولار
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية