كما كان متوقّعًا، لم تهدأ الجبهة الجنوبية كليًا في عطلة عيد الأضحى المبارك، ولو انحسرت نسبيًا، تمامًا كسائر الأعياد والمناسبات التي مرّت منذ بدء الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، وما تفرّع عنها من حربٍ إسرائيلية على جنوب لبنان، بعدما كرّس العدو الإسرائيلي منذ أكثر من ثمانية أشهر، بأنّ لا مكان لـ"هدنة العيد" في قاموسه، حيث يمعن في سياسة القتل التي يمارسها من دون توقف، وبلا حسيب أو رقيب، من غزة إلى لبنان.


 
ولعلّ المفارقة التي حملها العيد هذه المرّة أنّه جاء بعد أسبوع يصحّ وصفه بـ"الأعنف" على الإطلاق منذ بدء الاشتباكات بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي في الثامن من تشرين الأول، في ضوء التصعيد غير المسبوق الذي شهدته الجبهة بعد اغتيال القيادي في "حزب الله" طالب سامي عبد الله، أو "الحاج أبو طالب"، وما أعقبها من عمليات نوعيّة نفذها الحزب ثأرًا لدم "قائده"، واعتُبِرت الأعلى مستوى منذ حرب تموز 2006.
 
وإذا كان تصعيد "حزب الله" جرّ الإسرائيلي إلى تصعيد مضاد، كان المدنيّون ضحيته كالعادة، بوصفهم ربما "الهدف الأسهل" بالنسبة للعدو، فإنّ عطلة العيد حملت رسالة "صمود" جنوبية أكثر من لافتة، مع إصرار الجنوبيين على قضاء العيد في قراهم، من دون التأثّر بحجم التهويل والتهديد، إصرار رفع المعنويّات ربما، لكنه لم يحجب السؤال الكبير: هل تعزّزت سيناريوهات "المواجهة الكبرى"، التي بات البعض يصفها بـ"الحتمية"؟!
 
تصعيد تصاعدي
 
صحيح أنّ المواجهات على الجبهة الجنوبية انحسرت نسبيًا خلال عطلة عيد الأضحى، لكنّ الصحيح أيضًا أنّ اليد بقيت على الزناد، إن جاز التعبير، لمواكبة المتغيّرات التي فرضها أسبوع كامل من التصعيد الميداني، بدا أنّ سببه المباشر كان الاغتيال الإسرائيلي للحاج "أبو طالب"، الذي صُنّف واحدًا من قادة الصف الأول في "حزب الله"، على المستوى العسكري، ولعلّه القائد الأعلى رتبة الذي يتمّ اغتياله منذ عملية "طوفان الأقصى".
 
لكن، بعيدًا عن عملية الاغتيال التي اعتبرها البعض "موجِعة"، فكانت الردود عليها "أكثر إيلامًا"، وأبرزها الهجوم المركّب الذي نفّذه "حزب الله" ضدّ سلسلة من المواقع العسكرية الإسرائيلية دفعة واحدة، يبقى الثابت أن ما يجري على الجبهة الجنوبية يأتي في سياق ما يصطلح على وصفه بـ"التصعيد التصاعدي"، باعتبار أنّ وتيرة الجبهة ترتفع منذ فترة غير قصيرة وفق وتيرة "تصاعدية"، بحيث يأتي كلّ أسبوع "أعنف"، إن صحّ التعبير، من الذي سبقه.
 
ويترافق كلّ ذلك مع "تصعيد" في مستوى التهديدات أيضًا، وهو ما تجلّى في التسريبات الإعلامية الإسرائيلية التي تحدّثت عن توصية من الجيش للمستوى السياسي بالانتهاء من عملية رفح سريعًا، من أجل التقدّم بالهجوم على لبنان، في وقتٍ يبدو واضحًا أنّ الأزمة الداخلية للحكومة الإسرائيلية تلعب دورًا في رفح مستوى "المزايدات"، التي قد تكون جبهة لبنان مسرحًا لها، على وقع ما يُحكى عن تآكل قوة الردع الإسرائيلية على هذه الجبهة بالتحديد.
 
أميركا "تمنع" الحرب؟
 
لا يعلّق "حزب الله" على التهديدات الإسرائيلية، ويقول العارفون بأدبيّاته إنّ موقفه لا يزال ثابتًا، فهو لا يريد سيناريو "المواجهة"، ولا يسعى لتوسيع المعركة، وصولاً إلى حدّ "الحرب الشاملة"، بدليل أنّ معظم عملياته النوعية لا تزال تندرج في خانة "الرد" على الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية، ولكنّه في الوقت نفسه يؤكد للقاصي والداني أنّه جاهز لخوض الحرب، إذا ما فُرِضت عليه، وبعد أن يحرّر نفسه من كلّ القيود والضوابط التي كبّل نفسه بها.
 
مع ذلك، لا يبدو أنّ احتمال الحرب أصبح "حتميًا"، ولو أنّ العارفين يؤكدون أنّ ما بات يوصَف بـ"مأزق الشمال" لا يمكن أن يستمرّ إلى ما لا نهاية، بمعنى أنّ المطلوب إسرائيليًا "تسوية" تشكّل "حلاً جذريًا" للمشكلة التي هجّرت المستوطنين الإسرائيليين من بيوتهم، إلا أنّ إصرار المسؤولين الإسرائيليين على الحديث عن ضرورة الوصول إلى حلّ "إما بالدبلوماسية أو بوسائل أخرى" يقدّم رسالة "انفتاح" على الجهود الدبلوماسية، التي تبقى متقدّمة.
 
ولعلّ عودة المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين إلى المنطقة، في هذا التوقيت تحديدًا، توجّه رسالة واضحة بهذا المعنى، بعدما كان الرجل "استسلم" لحقيقة أنّ المفاوضات مؤجّلة لما بعد وقف إطلاق النار، وهو ما يردّه البعض إلى مسعى من واشنطن لـ"منع" أيّ مغامرة إسرائيلية ضدّ لبنان، تعتقد إدارة الرئيس جو بايدن أنّها لن تكون في صالحه على عتبة الانتخابات الرئاسية، التي يريد التفرّغ لحملاتها من دون "صداع" الحروب في المنطقة.
 
ثمّة أكثر من عامل يدفع إلى "استبعاد" الانزلاق إلى "حرب إسرائيلية شاملة" ضدّ لبنان في الوقت الحاليّ، منها الموقف الأميركي الحازم عشيّة الانتخابات، الذي قد لا يكون "ضمانة كافية" في كلّ الأحوال، ولكن منها أيضًا إدراك الإسرائيلي أنّ ما ينتظره في لبنان "أثقل بكثير" ممّا واجهه، ولا يزال يواجهه، في غزة. إلا أنّ التجربة أثبتت أنّ الإسرائيلي يندفع أحيانًا لخطوات "مجنونة" لا ينجح في الخروج منها بسهولة، فهل يفعلها ويضرب لبنان؟!

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أول رد فعل من رمضان بعد الموقف المحرج الذي جمعه مع ياسمين صبري

خاص

وجه الفنان المصري محمد رمضان رسالة إلى الفنانة المصرية ياسمين صبري، بعد أيام من الموقف المحرج الذي جمع بينهما في إحدى السهرات الرمضانية التي أقامتها إحدى شركات الإنتاج.

خلال تبادلهما الحديث والمباركة، فوجئ رمضان بزميلته تهنئه قائلة “مبروك يا ابني”، مما أثار حفيظة رمضان الذي أجابها قائلاً “ابني.. أنتِ مجنونة؟”، مما وضعها في موقف محرج وانصرفت على الفور من اللقاء.

وقرر رمضان توجيه رسالة إلى زميلته في الساعات الأخيرة من شهر رمضان، ونشرها عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب رمضان في رسالته يقول “كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد الفطر المبارك… ورسالتي إلى الزميلة الجميلة ورفيقة النجاح ياسمين صبري: “لا عتاب بين الأحباب”. كل سنة وأنتِ طيبة وناجحة في حياتك وعملك.

وتفاعل الآلاف من محبي محمد رمضان مع الرسالة، ووجهوا له التحية بسبب تدارك ما حدث خلال تلك السهرة، خاصة أن الثنائي عملا من قبل في مسلسل “الأسطورة”، وحققا نجاحًا كبيرًا وقت عرضه.

 

 

اقرأ أيضا :

تصريح قديم لياسمين صبري يكشف سر توتر علاقتها بمحمد رمضان

مقالات مشابهة

  • كان يُخطّط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص.. معلومات عن حسن بدير الذي استهدفته إسرائيل في غارة الضاحية
  • الجبهة الوطنية: الاصطفاف الوطني في صلاة العيد رسالة ضد تهجير الفلسطينيين
  • دار الفتوى في رسالة العيد: دعوة اللبنانيين للوقوف خلف جيشهم ودولتهم
  • “الشعبية”: مصادقة العدو الإسرائيلي على مشروع استيطاني جديد يمثل تطهيرا عرقيا ممنهجا
  • قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي: لن لنسمح لـحزب الله بترميم نفسه
  • عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح
  • بالصور: طائرة هيرمز 900 وهيرون تُحلق فوق قرى جنوبية
  • أول رد فعل من رمضان بعد الموقف المحرج الذي جمعه مع ياسمين صبري
  • قاسم: نرفض التطبيع مع إسرائيل ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [164]