منذ بداية جائحة كورونا “كوفيد-19” في عام 2020، أصبح من الواضح أن كبار السن هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة الشديدة بالمرض، وعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات على انتشار الفيروس، لم تكن الآليات الدقيقة التي تجعل هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للخطر واضحة تماماً. 

أجواء شديدة الحرارة.. تفاصيل حالة الطقس حتى الأحد المقبل ما علاقة الشيخوخة بكورونا؟

تشير الفرضيات العلمية السابقة إلى أن الأسباب قد تتعلق بخلل في تنظيم الجهاز المناعي، وميلاً "مرتبطاً بالعمر" نحو تخثر الدم المفرط، وانخفاض في كفاءة الجهاز المناعي التكيفي، والذي يشمل الخلايا التائية والبائية.

في هذا السياق، قامت جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، بإجراء دراسة سريرية طويلة الأمد وكبيرة لفحص تطور العدوى وفهم أسباب تأثير الفيروس بشكل خاص على كبار السن. قاد هذه الدراسة الدكتور هوانغ فان فان، الذي صرح بأن الفريق قام بتقييم الاستجابة المناعية للمضيف في الدم والمجرى الهوائي العلوي، بالإضافة إلى دراسة الميكروبيوم الأنفي.

أكد الدكتور فان أن جميع المشاركين في الدراسة، بغض النظر عن أعمارهم، تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب الإصابة بفيروس كورونا. وأوضح أن الشيخوخة ترتبط بضعف القدرة على التخلص من الفيروس، حيث أن المرضى الأكبر سناً كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات في استجابات الجسم الالتهابية والمناعية.

وعلى عكس المرضى الأصغر سناً، أظهر كبار السن نشاطاً أكبر في المسارات المناعية الفطرية المتعلقة بالجينات والسيتوكينات المسببة للالتهابات. السيتوكينات هي بروتينات صغيرة تعمل كرسائل خلوية تساعد في توجيه الاستجابة المناعية للجسم. هذا النشاط المتزايد يشير إلى أن التقدم في العمر قد يعطل قدرة الجسم على إيقاف الاستجابة الالتهابية بشكل مناسب.

 مؤشراته الحيوية وعلاقتها بالشدة

أظهرت الدراسة أيضاً أن المؤشرات الحيوية لشدة المرض، مثل إنترلوكين 6، كانت أكثر تطرفاً لدى كبار السن من المرضى. وهذا يشير إلى أن الاستجابة الالتهابية قد تكون أكثر حدة وخطورة في هذه الفئة العمرية.

خلصت الدراسة إلى أن الشيخوخة ترتبط بضعف إزالة الفيروس، وخلل في تنظيم الإشارات المناعية، وتنشيط مستمر وربما مرضي للجينات والبروتينات المسببة للالتهابات. هذه النتائج تمهد الطريق لتطوير طرائق علاجية تستهدف الأشخاص المتقدمين في السن بشكل محدد. وتثير هذه الاختلافات احتمالية أن يستجيب كبار السن المصابون بكوفيد-19 بشكل مختلف وربما أكثر إيجابية للعلاجات المناعية التي تستهدف بعض السيتوكينات الالتهابية.

تعزز هذه الدراسة فهمنا للآليات البيولوجية التي تجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة الشديدة بكوفيد-19، مما يمكن العلماء والأطباء من تطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية لهذه الفئة السكانية. إذا تمكنا من تنظيم الاستجابة المناعية بشكل أفضل لدى كبار السن، فقد نتمكن من تقليل معدل الوفيات وتحسين نوعية الحياة لأولئك الذين يعانون من آثار الفيروس.

من خلال هذه النتائج، يمكن للباحثين الآن توجيه جهودهم نحو تطوير علاجات تستهدف تحديداً الاستجابة الالتهابية المفرطة لدى كبار السن، مما يوفر لهم حماية أكبر ضد الآثار الشديدة لكوفيد-19. يتطلب هذا المزيد من البحث والتجارب السريرية للتأكد من فعالية وسلامة هذه العلاجات، ولكن الدراسة الحالية تفتح أبواباً جديدة لفهم وعلاج هذا المرض الفتاك في فئة عمرية تعتبر الأكثر ضعفاً.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كورونا الشيخوخة الجهاز المناعي صحة کبار السن أکثر عرضة إلى أن

إقرأ أيضاً:

علاقة استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية والإصابة بالتوحد

أظهرت دراسة أسترالية حديثة وجود ارتباط محتمل بين الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشات الأجهزة اللوحية أو التلفاز في مرحلة الطفولة المبكرة، وبين زيادة خطر الإصابة بالتوحد.
وفي الدراسة، تابع الباحثون أكثر من 5000 طفل، حيث استجوبوا أهالي الأطفال حول المدة التي يقضيها أطفالهم أمام شاشات الأجهزة التكنولوجية في سن الثانية. وبعد 10 سنوات، تواصل الباحثون مع الآباء والأمهات لاستبيان ما إذا كان قد تم تشخيص أي من أطفالهم بالتوحد.

وأظهرت النتائج أن 145 طفلا قد تم تشخيصهم بالتوحد، وأن الأطفال الذين قضوا أكثر من 14 ساعة أسبوعيا أمام الشاشات في سن الثانية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بحلول سن الـ12، مقارنة بالأطفال الذين قضوا وقتا أقل أمام الشاشات.

وأوصى الباحثون بضرورة أن تضمين الأطباء لاستفسارات عن الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات في مراحل الطفولة المبكرة، في تقييماتهم لنمو الأطفال، مع التأكيد على أن هذه الفترة قد تكون مؤشرا يساعد في تحديد الأسر التي قد تحتاج إلى دعم إضافي.

ومع ذلك، قال بعض الخبراء إنه ينبغي توخي الحذر في تفسير هذه النتائج، مشيرين إلى أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية بين وقت الشاشة والتوحد.

قال الدكتور جيمس فيندون، أستاذ علم النفس بجامعة كينغز كوليدج لندن، إن نتائج الدراسة تظهر ارتباطا بين وقت الشاشة والتوحد، لكنه لم يتبين أن وقت الشاشة هو السبب في الإصابة بالتوحد.

ورغم أن هذه الدراسة مثيرة للجدل، إلا أن الباحثين اعترفوا بأنها مجرد دراسة رصدية ولا يمكنها إثبات علاقة سببية بين وقت الشاشة والتوحد.

وفي سبتمبر الماضي، أوصت وكالة الصحة العامة السويدية بعدم السماح للأطفال دون سن الثانية باستخدام الأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفزيون، مع تحديد وقت الشاشة للأطفال بين عامين و5 أعوام بحد أقصى ساعة واحدة يوميا. ومن جانبهم، وضع المسؤولون في الدنمارك إرشادات مشابهة في عام 2023 تقتصر على السماح للأطفال دون سن الثانية باستخدام الأجهزة في "حالات خاصة"، مثل الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.
 

مقالات مشابهة

  • ندوة استراتيجية كبار السن توصي بتطويع التكنولوجيا لتعزيز جودة حياتهم
  • علاقة استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية والإصابة بالتوحد
  • تطوير «روبوت» لمساعدة كبار السن في حياتهم اليومية
  • مناقشة خدمات الرعاية والحماية ضمن أعمال "ندوة متابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية لكبار السن"
  • شاهد.. القائد الميداني للدعم السريع “جلحة” يوجه رسالة نارية لزميله “شارون”: (احترم نفسك انت زول ما مربى ولو واصلت إهانة كبار السن سأهاجمك في مكانك وما فعلته الكيزان لا يفعلوه)
  • برنامج لمقدمي الرعاية لكبار السن بالمصنعة
  • 7 شروط لمرافقي كبار السن في «حج الداخلية».. تعرف عليها
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. إقبال كثيف من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بميشيجان
  • إقبال من كبار السن وذوي الهمم على لجان التصويت في ولاية ميشيجان
  • 4 جلسات نقاشية بمسقط تسلط الضوء على "الاستراتيجية العربية لكبار السن"