جرَّدَ سيفه ثم أعاده إلى غمده
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
وقف الملك بكامل قيافته العسكرية، وبجميع نياشينه وأوسمته الحربية، ممتشقا سيفه الفضي المُرصّع بالفيروز. تُزين أكتافه نجوم وتيجان وأجنحة ودناديش وخراخيش. ثم جرد سيفه من غمده في اليوبيل الأثيوبي لاعتلاءه العرش. والقى كلمة مقتضبة امام لفيف من الملتفين حوله، اختزلها بهذه الجملة: (وكلي فخر أن أكون منكم).
لا اذكر انه اشترك في معركة من المعارك، أو في حرب من الحروب. لكنه كان يحمل على صدره من النياشين والأوسمة والميداليات ما لم يحمله الجنرال مونتجمري الذي حُسم له النصر في معركة العلمين على قوات المحور بقيادة ثعلب الصحراء الجنرال إرفن روميل. .
ولا اذكر انه تضامن مع المقاومة في غزة. لا بالمال، ولا بالسلاح، ولا بالذخيرة، لكنه كان ينتهز المناسبات العشائرية في بلاده ليبدي استعداده للذود عن القبائل العراقية المنتشرة غرب الفرات. وكان ماهرا جدا في التصدي للصواريخ القادمة عبر أجواء العراق لضرب المواقع الاسرائيلية، فتبرع له العراق بنفط البصرة. وذلك على الرغم من اشادة قادة اسرائيل بتضامنه وتعاطفه معهم، وتنسيقه المباشر مع قطعانهم داخل الارض المحتلة. .
يمتلك العربان أكبر مستودعات الذخيرة والسلاح، ويخصصون حصة الأسد من ميزانياتهم لتغطية نفقات شراء الصواريخ والطائرات. لكنهم لا يُطلقون رصاصة واحدة إلا صوب صدور أبناءهم. .
لقد استقبلت الأردن 8 طائرات شحن عسكرية ثقيلة من أمريكا وأوروبا لدعم إسرائيل. . وبالتالي فان الحقيقة المرة هي ان الأردن اصبحت اهم محاور الجسور الجوية لأمداد الكيان الصهيوني بالاسلحة الاميركية والغربية في حرب غزة. .
ختاماً: لولا الأزمات لبقينا مخدوعين بالاستعراضات العسكرية، والأناشيد الوطنية الكاذبة، والتصريحات النارية الخاوية، والشعارات الديمقراطية الزائفة. لولا الرياح العاتيات لبقيت الأوراق الصفراء إلى جانب شقيقتها الخضراء على الأشجار تدعي الجمال والثبات. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المصالح الأردنية فوق كل إعتبار
#المصالح_الأردنية فوق كل إعتبار
الدكتور #أحمد_الشناق
إنتصار الثورة السورية على النظام الأسدي بوجود قيادات جديدة في دمشق ، الأردن هوالمستفيد الأول من سقوط النظام العبثي السابق ، الذي شكل خاصرة جغرافية مهددة للأردن تاريخياً من إدخال قواته عام ١٩٧٠ إلى الأردن وإحتلال اربد ليستكمل الوصول إلى عمان ، ومن بعد جاءت تحشيد قواته على الحدود الأردنية ١٩٨٠، وكان رد المغفور له الملك الحسين “عليكم مردود النقا ” وثم تبع ذلك بإرساله عصابة إجرامية لتفجير مبنى رئاسة الوزراء الأردنية ، وتتابع إستهداف الأردن بالإبن المخلوع وإدخاله إيران إلى سوريا بمشروعها الطائفي ، ونشر الميليشيات تحت مسمياتها العديدة على الحدود الأردنية ، وإنشاء مصانع الكبتاغون برعاية رسمية من النظام المخلوع لتصديرها إلى الأردن وعبر الحدود إلى دول الأشقاء ، ومحاولات تهريب الأسلحة ، وكل ذلك شكّل تهديداً مباشراً للأردن بأمنه الوطني بأبعاده العسكرية والسياسية والإجتماعية .
إن إنتصار الثورة السورية وسقوط نظام الأسد ، بإخراج إيران وأذرعها الطائفية ، تصب في مصلحة الأمن الوطني الأردني أولاً ومصلحة الأمن القومي العربي .
وعلى ما تقدم مطلوب من الحكومة الأردنية موقفاً متقدماً مع القيادات الجديدة في سوريا ، وبما يخدم المصالح الأردنية وهي فوق كل الإعتبارات ، وفوق كل مواقف بعض الأطراف في المنطقة ، فالأردن له خصوصيته القطرية ، بمصالحه الوطنية، ودولة تعددية سياسية وحزبية بكافة الأطياف الفكرية والسياسية ، ولا ترتبط مواقفه من اي طبيعة سياسية تحكم في دول الأشقاء، لنهج الأردن التاريخي والثابت بعدم التدخل في شؤون الآخرين وعلاقاته قائمة على اساس الاحترام المتبادل ، والمحافطة على العلاقات الإخوية بين الأشقاء .
إن التدافع الدولي ممثلاً بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالذهاب إلى دمشق ولقاء القيادات السورية الجديدة . مما يؤكد على التحولات الجارية في المنطقة وتغير في المعادلات السياسية التي تسود المنطقة ، وبما يمهد لمؤشرات شرق أوسط جديد ، بأسس جديدة وغير مسبوقة ، قد تشهد المزيد من التقلبات المفاجئة والتحولات التي تمهد لإستقرار المنطقة نحو نظام أمن إقليمي جديد بما يضمن أمن وسلامة الجميع .
مطلوب من الحكومة الأردنية ، التفكير بأفق وطني أردني بما يخدم المصالح الأردنية ، ومراجعة سياسية لطبيعة التحولات الجارية على مستوى المنطقة والإقليم ، والموقف الدولي والقرار الدولي نحو مستقبل المنطقة والإقليم . إنها مرحلة نحو نظام أمن إقليمي جديد بنمط علاقات جديدة .
مطلوب من الحكومة الأردنية التحرك السياسي الفاعل نحو سوريا الجديدة ، والبدء بحل قضية اللجوء السوري بعد أن أعلنت الحكومة السورية عن مطالبتها بعودة جميع السوريين في الخارج إلى وطنهم لبناء سوريا الجديدة .
مطلوب من الحكومة التحرك السياسي الفاعل وبما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة .