بعيدا عن المقاربات المختلفة في ملف التشاور الرئاسي، فإن المبدأ بحد ذاته ليس محور خلاف بين الأفرقاء السياسيين.هي الفكرة التي تتركز عليها قراءات البعض ولاسيما في خلال خوض المناقشات المتصلة برئاسة الجمهورية أو الحراك الذي سجل مؤخرا. وطرح التشاور أو الحوار ليس بجديد ، فهو يتكرر في كل محطة حراك ويتصدر عنوان أي مسعى من أجل إتمام الاستحقاق الرئاسي.


وفي الوقت الذي تعمل فيه "قوى الممانعة" على أن يكون التشاور النقطة المحورية للتفاهم على رئيس البلاد ، تضع قوى المعارضة مجموعة مقاربات، وتتحدث عن ضمانات للسير به كي لا يأتي هذا التشاور صورة طبق الأصل عن حوارات سابقة بقيت حبرا على ورق. والضمانات المطلوبة حددها الأفرقاء ولن يقبلوا بأقل مما اوردوا، وبالنسبة إلى المعارضة فهي ليست بشروط قاسية بل مطالب محقة بهدف الوصول إلى ما هو مرتجى .

قالت المعارضة ما عندها، وعبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عن مبدئية قراءتهما في التشاور وصولا إلى انتخاب الرئيس.
وتشير مصادر معارضة ل " لبنان٢٤ " إلى أن التشاور ليس مرفوضا بالمطلق وفي الوقت نفسه لا يمكن البصم على هذا الخيار خصوصا إذا كان يراد منه تكريس رئيس جمهورية من "فريق الممانعة"واخضاع النواب للأمر الواقع تحت ذرائع مختلفة ، والكلام عن ضمانات يعني بطريقة مباشرة استبعاد أي إجراء يضع رئاسة الجمهورية في مهب الريح أو جعلها مخطوفة.
وتقول المصادر" إن المطلوب كما هو مطروح في سياق هذه الضمانات البحث في أسماء للرئاسة وعدم الإصرار على مرشح واحد ، وإلا ما معنى التشاور. اما موضوع جلسة الأنتخاب فهذا وحده يستدعي أكثر من ضمانة خصوصا أن أي تشاور من دون جلسة انتخاب وجلسات انتخاب متتالية مرفوض بشكل كامل.
وتؤكد المصادر أن هذه الضمانات أبلغت إلى المعنيين ، وإذا تم تلقفها بشكل إيجابي فهذا يعني أن المشاركة في التشاور قائمة، اما اذا رفضت فهذا يعني أن قوى الممانعة تظهر مرة أخرى نيتها التعطيلية.
وتكشف هذه المصادر أن لا تسوية على هذه الضمانات أو نقطة وسطية يمكن الوصول إليها لاسيما أن التجارب السابقة لم تكن مشجعة، ولذلك، اما القبول بها كما هي وعندها يفتح المجال أمام بحث المشاركة في التشاور، واما رفضها المتكرر وهذا لن يعطي فرصة التشاور.
واعربت" عن اعتقادها أن عدم الموافقة على البحث بأسماء بديلة يؤشر إلى أن "الثنائي الشيعي" وضع دعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية خارج أي بحث، ولعل مواقف فرنجية الأخيرة تعكس مواصلة تأييده غير المتناهي، وتسأل أيهما الاسهل اللجوء إلى تشاور لمرات عديدة أو التمسك بجلسات انتخاب متتالية لإنهاء الشغور.
وترى المصادر نفسها أن السقف المطلوب في التشاور بالنسبة إلى المعارضة ، هي النقاط التي عرضها كل من الدكتور جعجع والنائب الجميل وبعض القوى ،وبالتالي المرة في ملعب الممانعة التي تصر على تشاور غير محدد بشروط أو مواقف برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ، وتعتبر ان المسألة ليست رفض ترؤس الرئيس بري التشاور إنما المبدأ في فرض رئيس معين .

قدمت الضمانات المطلوبة والمقاربات من ملف التشاور إلى العاملين على الخط الرئاسي، إنما التجاوب معها لم يأت كما يجب ، فهل يتبدل المشهد قريبا أم انه كتب على الرئاسة التأجيل حتى يتضح مشهد الجنوب؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الخطيب اتصل بالراعي معايداً... وتأكيد على انتخاب رئيس في التاسع من كانون الثاني

أجرى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، اليوم الثلاثاء، اتصالا بالبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، مهنئا بالاعياد المجيدة.   خلال الاتصال، جرى التداول بالشؤون العامة، وكان تأكيد على "ضرورة ان يكون يوم التاسع من كانون الثاني مناسبة للخروج من الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية وانتظام المؤسسات الدستورية  لمواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان".  
وفد "حماس"
واستقبل العلامة الخطيب في مقر المجلس في الحازمية قبل الظهر، وفدا من حركة "حماس" برئاسة مسؤولها في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي الذي وضعه في أجواء الحرب في غزة. 

وعرض الوفد موقف الحركة من التطورات الاخيرة في المنطقة. 
 
وأشاد العلامة الخطيب بالتضحيات التي بذلتها "حماس" والشعب الفلسطيني في إطار الصراع مع اسرائيل، وقال إننا "معكم في نفس المعاناة والقضية، واذا لم تكن فلسطين بخير فلن تكون المنطقة والامة بخير. فاسرائيل هي المشكلة وستبقى المشكلة".
 
أضاف: "لقد كانت المساندة لغزة طبيعية، ونقطة الضعف الرئيسية في مواجهة العدو في استخدام الموضوع المذهبي، وقد أمكن تجاوزها في حرب غزة. وثبت ان العدو يستهدف الجميع ولن يسلم احد في هذا المجال". 
 
وتابع: "غريب ان ما يحصل في غزة لا يحرك حتى شعور وإحساس هذه الأمة والمجتمع الدولي. الاطفال يموتون بردا والنساء ينتهك سترها، ومع ذلك لا حياة لمن تنادي، فأين إحساس الامة العربية والاسلامية". 
 
وعن مستقبل سوريا، قال الخطيب "إننا نخشى على سوريا من المشروع الاميركي الاسرائيلي التقسيمي. ونعتقد انهم لن يسمحوا بقيام دولة في سوريا. ولكن أمتنا لن تموت، ونحن نحمل خلفية الأمة، وليس خلفية المذاهب". 
 
من جهته، رأى عبد الهادي "ان الكل في انتظار ما سيجري في سوريا، وقال:" ان الصورة ضبابية ،والسلوك السوري معقول حتى الآن. ونعتقد انه لن تكون هناك انعكاسات على لبنان، ولن يكون هناك دعم لأي جماعة". 
 
وأشار عبد الهادي الى "تفاهم بين حركتي "حماس" و"فتح" بخصوص الساحة اللبنانية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان" .

  نعمة افرام
وظهرا استقبل العلامة الخطيب النائب نعمة افرام، واجرى معه جولة أفق تناولت الوضع العام ،والملف الرئاسي في ضوء ترشح فرام للانتخابات الرئاسية. 

وبعد اللقاء، قال افرام: "تداولنا في مواضيع الساعة الدقيقة، وكمرشح للرئاسة أحببت ان التقي سماحته، لأنني اعتبر رئيس الجمهورية لكل اللبنانيين وهو عابر للطوائف والمناطق والمسؤولية كبيرة على عاتقه".    اضاف: "نحن أمام مسؤولية بناء الوطن والمواطنة، وقد بحثنا في أهمية بناء الدولة التي يشارك فيها الجميع. فالوجع الذي يصيب شخصا، انما يصيب كل اللبنانيين. وعلى الرئيس المقبل ان يبرهن لكل العالم ان لبنان يريد ان يعيش بحدوده الواضحة، وان اعادة الخرائط ليست واردة في فكر اللبنانيين". 
 
وختم: "التاسع من كانون المقبل نهار مهم جدا، وفرصة كبيرة لفجر جديد للبنان. يجب ان نصل لرئيس عابر للطوائف وقادر على التواصل مع الجميع، همه في الداخل اعادة بناء البلد والمؤسسات، وفي الخارج ان يتواصل مع كل العالم ، وخاصة الاسرة العربية التي ننتمي اليها منذ اجيال طويلة.      لجنة الطوارئ
وترأس الخطيب بعد الظهر الاجتماع الدوري للجنة المتابعة في المجلس الاسلامي الشيعي وتم بحث معمق في آفاق المرحلة المقبلة ودور المجلس فيها.

مقالات مشابهة

  • انتخاب رئيس جديد لمجلس ورزازات بعد اعتقال الرئيس السابق
  • الخطيب اتصل بالراعي معايداً... وتأكيد على انتخاب رئيس في التاسع من كانون الثاني
  • البستاني: لبنان بحاجة إلى رئيس قادر على اتخاذ القرارات الصعبة
  • هل تستطيع المعارضة ايصال مرشحها للرئاسة؟
  • تأييد دولي لأي رئيس منتخب في الدورات المفتوحة
  • قبل أيام من جلسة البرلمان.. ما سيناريوهات انتخاب رئيس الجمهورية اللبناني؟
  • بين السجالات والمواقف المكرّرة.. هل تراجع منسوب التفاؤل الرئاسيّ؟
  • قراءة قانونية: تجاوز الموعد لانتخاب رئيس... هل يُسقط المهل؟
  • وزيران فرنسيان في بيروت: طليعة ضغوط لإنجاح الانتخاب الرئاسي
  • تفاصيل الأزمة السياسية في جورجيا بعد تنصيب رئيس جديد