انتشرت بشكل متزايد في العقود الأخيرة في العالم ظاهرة أقفال العشاق التي امتلأت بها الجسور وبعض الأماكن العامة. تكومت هذه الأقفال حتى بدت مثل أوراق على أشجار حديدية.
إقرأ المزيدهذه الظاهرة لانتشارها الواسع تبدو كما لو أنها تقليد راسخ عتيق، وخاصة للعشاق الصغار والمتزوجين الجدد الذين يتواعدون في العادة عند مثل هذه الجسور حاملين أقفالا يعلقونها على حواف الجسور أو على هياكل معدنية تقيمها السلطات البلدية في بعض المدن لهذا الغرض.
متى وأين بدأت ظاهرة أقفال العاشقين؟
توجد روايتان لمنشأ هذه الظاهرة. الأولى تذكر أن أقفال العشاق ظهرت في التسعينيات في العاصمة الإيطالية روما وتحديدا على جسر بونتي ميلفيو، فيما يقول رأي آخر أن موطنها كان مدينة فلورنسا حيث بدأ العشاق من الصبيان والفتيات في تعليق أقفالهم على النصب التذكاري للنحات بنفينوتو سيليني المقام على جسر بونتي فيكيو، وبعد ذلك رمي المفاتيح في نهر أرنو.
المنشأ الإيطالي لأقفال العشاق يعززه بعض الباحثين بالإشارة إلى أن التقليد تم تصويره في روايتين للكاتب فيديريكو موكا هما "ثلاثة أمتار فوق السماء" التي صدرت في عام 1992، و"أريدك" لاحقا في عام 2006.
الرواية الثانية عن أصل أقفال العشاق ترجعه إلى هنغاريا، مشيرة إلى أن الظاهرة نشأت هناك في ثمانينيات القرن الماضي، ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم.
أقفال العشاق من فأل طيب إلى خطر داهم:
تحولت أقفال العشاق إلى ظاهرة مقلقة للسلطات المحلية في أكثر من مدينة. السلطات البلدية ترى أن هذه الأقفال تفسد المظهر التاريخي لبعض المواقع، وحتى الهياكل المعدنية تنهار وتفشل أحيانا في تحمل ثقل آلاف من الأقفال. لهذا السبب تقوم السلطات البلدية في أكثر من بلد بحملات دورية تتخلص فيها من الأقفال لتلافي الضرر.
أصحاب هذه المخاوف يفيدون بأن أقفال العشاق علقت في وقت مبكر في مدينة روما على عمود إنارة على جسر مولفي. تضاعف عدد الأقفال بسرعة، وانهار عمود الإنارة تحت ثقلها في ابريل عام 2007.
الأمر ذاته جرى في باريس في عام 2014. هناك انهار تحت ثقل أقفال العاشقين قسم من جسر الفنون التاريخي الذي كان شيد بناء على أمر من نابليون بونابرت.
في فلورنسا الإيطالية تجري إزالة ما يصل إلى 400 كيلو غرام من أكوام الحديد على هيئة أقفال من الجسر في كل عام. سلطات المدينة فرضت أيضا غرامة قدرها 50 يورو على كل من يضبط متلبسا بتعليق أقفال العشق.
أقفال العشق الصينية:
المكان اللفات لأقفال العشاق ظهر في الصين. يصل إلى ارتفاعات شاهقة في جبال هوانغشان بشرق البلاد، الأزواج والعشاق بأقفالهم. يمضون إلى السياج يعلقونها هناك ثم يرمون بالمفاتيح في الهاوية البعيدة. على هذا السياج الصيني تبدو الأقفال بألوانها الزاهية مثل ثمار على شجرة الحب.
بطبيعة الحال تحتاج العلاقات العاطفية إلى أكثر من قفل يرمى بمفتاحه بعيدا كي تبقى متأججة وتصمد أمام الزمن والمحن. مع ذلك فهذه الأقفال، رمز يحمل في طياته فألا طيبا، ويعكس رغبة من طرفين بأن تمتد العلاقة بينهما ولا تنتهي ابدا.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف
إقرأ أيضاً:
أعاصير وحرائق غابات وعواصف ترابية تجتاح عدة ولايات أميركية وتودي بحياة 39
اجتاحت أعاصير مدمرة وحرائق غابات سريعة الانتشار وعواصف ترابية كثيفة عدة ولايات أميركية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 39 شخصًا وتدمير مئات المنازل، في ظل استمرار الأحوال الجوية القاسية التي خلفت دمارًا واسعًا.
وأعلنت هيئة إدارة الطوارئ في أوكلاهوما، مساء الأحد، أن أكثر من 400 منزل تعرضت لأضرار جراء الحرائق التي اجتاحت الولاية يوم الجمعة، فيما دُمر 74 منزلًا بالكامل في منطقة ستيلووتر وحدها، وفقًا لما أكده العمدة ويل جويس عبر منشور على فيسبوك. كما أفادت الهيئة بأن مكتب الطب الشرعي في أوكلاهوما أكد وفاة أربعة أشخاص بسبب الحرائق أو الرياح العاتية.
وفي ولاية ميسيسيبي، لجأت هايلي هارت وخطيبها ستيف روميرو إلى سيارتهما بحثًا عن مأوى مع كلابهم الثلاثة، عندما ضرب الإعصار منزلهم في بلدة تايلرتاون، مما أدى إلى تدميره بالكامل. وقال روميرو إنه ظل يحتضن هارت وهو يردد الصلوات، بينما كانت السيارة تتدحرج على جانبها قبل أن تستقر على عجلاتها من جديد، وسط دمار شامل أصاب المنطقة.
وقد أعلن حاكم الولاية تيت ريفز أن الإعصار تسبب في مقتل ستة أشخاص وتشريد أكثر من 200 آخرين، بينما تسببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في إغلاق العديد من الطرق ومحاصرة السكان.
أما في ولاية ألاباما، فقد لقي ثلاثة أشخاص، من بينهم امرأة تبلغ من العمر 82 عامًا، مصرعهم جراء الأعاصير التي اجتاحت وسط الولاية. وفي مدينة تروي، اضطرت السلطات إلى إغلاق مركز الإيواء الرئيسي بسبب الأضرار التي لحقت به نتيجة العواصف، دون تسجيل أي إصابات بين النازحين.
وفي ولاية ميزوري، أكد المسؤولون مقتل 12 شخصًا نتيجة الأعاصير العنيفة التي دمرت منازل وأودت بحياة عائلات بأكملها. وقال أحد السكان، داكوتا هندرسون، إنه عثر على خمس جثث وسط الأنقاض أثناء محاولته مساعدة جيرانه المحاصرين.
أما في ولاية أركنساس، فقد أكدت السلطات مقتل ثلاثة أشخاص بسبب العواصف الشديدة، مع استمرار جهود البحث والإنقاذ.
لم تقتصر الأضرار على الأعاصير، إذ تسببت الرياح العاتية في اندلاع أكثر من 130 حريقًا في أوكلاهوما وتكساس، مما أدى إلى تدمير آلاف الأفدنة من الأراضي ونزوح مئات السكان. وحذر مسؤولو الطوارئ من أن خطر الحرائق سيظل مرتفعًا خلال الأيام المقبلة.
الأضرار الجسيمة التي تسبب بها الإعصار في بيكرسفيلدوقال رئيس قسم الإطفاء في ستيلووتر، تيري إساري، إن الرياح التي تجاوزت سرعتها 70 ميلًا في الساعة جعلت من المستحيل السيطرة على الحرائق، مؤكدًا أن السلطات تفتقر إلى الموارد الكافية لمكافحة النيران في مثل هذه الظروف القاسية.
وفي كانساس، تسببت عاصفة ترابية في تصادم هائل على أحد الطرق السريعة، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة العشرات، فيما لقي ثلاثة أشخاص آخرون مصرعهم في تصادم مماثل بولاية تكساس.
Relatedإعصار "ساتورن" العاصف يضرب تكساس ومسيسيبي ويحصد قتيلين ويسبب دمارًا واسعًا في 40 موقعًا"إعصار القنبلة" يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح عاتية تهدد المنطقةالبيت الأبيض يعلن استعداده لتقديم المساعدةوأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تضامنه مع المتضررين، مؤكدًا عبر منصته للتواصل الاجتماعي أن إدارته جاهزة لتقديم الدعم اللازم للولايات المنكوبة. كما دعا الأميركيين إلى الصلاة من أجل الضحايا وعائلاتهم.
ترامب يأسف للكوارث الطبيعية التي حلت في عدة ولايات ويصرح بأن إدارته جاهزة لتقديم المساعدةومع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، تبقى المخاوف قائمة من احتمال ارتفاع عدد الضحايا في ظل الدمار الهائل الذي خلفته هذه الكارثة الطبيعية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عاصفة شتوية نادرة تجلب الثلوج إلى جنوب الولايات المتحدة وتثير ردود غريبة من حيوانات حديقة هيوستن عاصفة غير مسبوقة تضرب الولايات المتحدة: تساقط كثيف للثلوج ودرجات حرارة قارسة بين الثلوج والضحكات.. لحظات غير اعتيادية في تكساس أثناء العاصفة الشتوية عاصفةضحاياكوارث طبيعيةالولايات المتحدة الأمريكيةتغير المناخ