الجزيرة:
2025-03-18@12:39:25 GMT

عودٌ إلى علم الجمال بعد غياب خمسين عامًا

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

عودٌ إلى علم الجمال بعد غياب خمسين عامًا

"في العمل الفنيّ لا يوجد صح وخطأ، يوجد فنّ فقط"، كانت هذه عبارة في علم الجمال سمعتها من كاتبة وناقدة أدبيّة، فأعادتني إلى خمسينيّات القرن العشرين، حيث كانت المعركة محتدمة بين المدرسة، التي تشدّدُ على ضرورة التزام الأديب أو الشاعر أو الفنان، بأن يكون العمل الفني ملتزمًا، وله هدف، وبين المدرسة التي سُميّت مدرسة "الفن من أجل الفن"، والتي لا يجوز فيها أن يُحكم على الفنّ بناءً على ما يحمله الفنان من فلسفة ومواقف سياسيّة، كما لا ينبغي أن يكون الفنّ خاضعًا للسياسة، أو مسخّرًا لتحقيق أهداف سياسيّة.

"الفنّ من أجل الحياة"

كان الماركسيون والثّوريون من ناقدي مدرسة "الفنّ من أجل الفنّ"، وقد جهدوا لإبعاد هذه المدرسة – وما تحمله من رؤى كالفنّ في خِدمة الشعب، أو الطّبقات الكادحة – عن المباشرة والتقريرية والتحريض الأيديولوجي، وذلك بالدعوة إلى أن يتضمن العمل الفني هدفًا، وأن يحافظ على أعلى درجات الشاعرية والجمالية والإبداع.

ولكن، مع ذلك ندرت الأعمال الفنية التي أبدعت فنًا خالصًا – وليس بيانًا سياسيًا أو تقريريًا – من جانب المدرسة المعارضة لمدرسة "الفنّ من أجل الفن".

وبالرغم من ذلك، ظلّت مدرسة الفنّ الهادف والملتزم في فلسطين والبلاد العربية ذات تأثير كبير، فهي المدرسة التي تخرّج فيها شعراء وأدباء تربّعوا على عرشها، أو نهلت تجاربُهم الأولى من نبعها، مثلًا في فلسطين: عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، وتوفيق زياد، ومحمود درويش، ومعين بسيسو، وسميح القاسم، وعدد من الشعراء العرب الكبار، مثل: محمد مهدي الجواهري، وبدر شاكر السياب، وفي القصة: يوسف إدريس، وربما غسّان كنفاني.

مقولة في علم الجمال سمعتها من كاتبة وناقدة أدبية، تقول: "في العمل الفني لا يوجد صح وخطأ، يوجد فنّ فقط"

إن العمل الفني يتألّف أساسًا من شكل ومحتوى، ومن ثَمّ فاجتماع الشكل والمحتوى في العمل الفني، يولّد  نتيجة واتجاهًا، دون أن يكون الفنان فكّر سلفًا بالنتيجة التي ستخرج، أو الاتجاه الذي يصبّ فيه، فهو يقدم عملًا فنيًا، مثلًا من خلال التقاط لحظة من حركة الإنسان، أو المجتمع، أو الطبيعة، أو لحظة خيال، تجرّد تلك اللحظة المثقلة من الحياة، أو الواقع الاجتماعي، أو الحدث المركب.

صحيح أن المبدع قد لا يفكّر، بما سينقله إلى المتلقي في لوحته أو قصيدته أو قصته، قبل أن يكون قد شرع فيها، وأخرجها بحُلتها النهائية. ولكنه عندما يسلّمها للمتلقي أو لعالم الفن، تنفصل علاقتها عن شخصه، أو رأيه السياسي، أو التزامه، عند الحكم على عمله الفني، حيث يحاسب على شكله ومحتواه، وحركته الداخلية غير المرئيّة في الغالب.

ومن ثم فإن العمل المبدَع لا بد أن يحمل في جوهره هدفًا ما، أو توجّهًا ما، يمكن أن يتناوله المتلقي، ويحاول التفاعل معه وأن يتفهّمه، أو يتلقّفه الناقد الفني أو الأدبي، ليناقشه ويكشف ما استطاع من خفاياه وأسراره، وما يريد أن يقوله ويُبلغه، حتى لو كان صاحبه، لم يقصد التأويل الذي سيذهب إليه المتلقّي أو الناقد.

الشكل والمحتوى

إنّ تقييم العمل الفنّي لا ينبغي أن يشترط على المبدع، أن يلتزم أو لا يلتزم بموقف من الحياة، أو من الصراعات والتناقضات، والتعقيدات النّاجمة عن حراك المجتمع، ومعاناة الأفراد وصراعاتِهم.

فقد يدّعي أو يحاول المبدع، أن يعلو فوق كل ما هو صراعات ومجتمعات وفلسفات وأفكار ورؤى، لإخراج عمل فنّي لا تحكمه أفكار أو سياسات مسبقة. ولكن حين يصبح إنتاجه عملًا فنيًا سيجد نفسه منخرطًا، أراد أو لم يرد، في عراك الحياة والموت، والخير والشر، والصحيح والخطأ، أو قلْ أمام مسؤوليته الضميرية والأخلاقية.

إن الإبداع حين يكتمل، ويبرز للناس بحُلته التي فصّلها له مبدعه، يخرج ليتحدى، ويصبح جزءًا من صراع الإنسان اليومي، وصراع المجتمع والشعب، والأفكار والمواقف، منفصلًا عن الذات التي أبدعته. وليس ذلك فحسب بل إن هنالك من الأعمال الفنية التي انتهى مبدعها، بأن يكون في وادٍ، وتكون هي في وادٍ آخر.

وعلى هذا المنوال تبدو قصص بلزاك في وادٍ، وبلزاك في السياسة والفكر في وادٍ آخر، وكذلك كان حال سرفانتس. ومن يدقّق أكثر فسيجد حالة هذا الانفصام، سمة غالبة في كثير من الكبار، وأعمالهم الاستثنائيّة.

فمثلًا كان بلزاك محافظًا وملكيًا، ولكن عمله الفنّي، أظهر تفسّخ الطبقة التي ينتسب إليها، وطريقها إلى الزوال. وهو يتعاطى مع شخوصه، وحركتهم في العمل الفنّي. كذلك كان دون كيشوت، وهو يصارع طواحين الهواء، يحكم على نهاية طبقة الإقطاع التي كان سرفانتس من أنصارها في السياسة. وكذلك محمود درويش، وهو يبدع قصيدة "عابرون في كلام عابر"، غير محمود درويش عضو اللجنة التنفيذية التي كانت ذاهبة لحلّ توافقي مع الكيان الصهيوني.

لذا، فإن الحكم الفني على الإبداع، لا علاقة له بأفكار وسياسات والتزام مؤلّفه. ومن ثمّ ينظر إلى العمل الفني، ككائن مستقل عن كل ما عداه. ولكن ما من عمل فني مستقل بذاته، ولذاته إلا ويعبر عن قراءة ما، ومحتوى ما، وحتى شكل ما، وإلا كيف يقوَّم نقدًا، إذا لم يقرأ شكلًا ومحتوى، وما هدف له، وما قاله.

رؤية ورسالة

إنّ الأعمال الشعرية والفنية المختلفة، يعدّ الانتباه لما تحمله من سياسة وأيديولوجية، ومعرفة ورؤية، وما توصِّل إليه من هدف وإيحاء، مسألةً ضروريةً، سواء حدث ذلك عن وعي، أم كان عفويًا.

فعند النظر إلى عالم قصيدة "عابرون في كلام عابر"، سنجدها غير عالم قصيدة "حالة حصار".. وهكذا، إذ إن القصائد في المرحلة الأولى لدرويش مثل "سجّل أنا عربي"، تنتظم في عِقد واحد، وكذلك المرحلة الثانية مثل قصيدة "أحمد الزعتر"، خصوصًا، من الناحية الشعرية الفنية، أما ديوانه الأخير "لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي"، فلكل واحدة عالمها، وبين عالم وآخر جدار، سميك أو شفيف.

صحيح أنّ الفن لا يحاكم بمعيار "صح أو خطأ"، لكنه يقوّم على أساس ما أراد قوله، وما موقعه في صراعات وتناقضات عالم الإنسان، والمُجتمعات والشعوب والأُمم.

فإذا لم نستخدم عبارة "يحاكم" التي قد تذهب إلى "محاكم التفتيش"، فهناك عبارة يقوّم ويحدّد اتجاهه، وما يقول، وما يريد، سواء قصده المبدع أم لم يقصده، فهو أطروحة أو قضية قائمة بذاتها، ولكن لا يحكمه القضاء، وإنما ما عبّرت عنه، وهي مستقلة تمام الاستقلال حتى عن مبدعها.

أما الأعمال الفنية التي تحمل سمة الفن حتى من أجل الفن؛ أي دون أن يكون لمبدعها هدف مسبق، أو سياسة يريد أن يوصلها، أو موقف فلسفي من الكون والحياة، ففي هذا السياق تبرز أفلام هوليود كمثال لإجلاء هذه الفكرة:

الفن ليس معرفة محضة

فعندما تتابع فيلمًا تجده قد وصل القمة من الناحية الفنية، ولا يتضمن موقفًا مباشرًا يروضك لقبوله. بيد أنه لا مفرّ من أن يرمز أبطاله إلى نماذج إنسانية، وفي الغالب ذات هوية عرقية ووطنية وطبقية، وانتساب لدين، أو مذهب، ولكن مع اكتمال القصة أو الرواية، خطوة بعد خطوة، وصولًا إلى خاتمتها، وبتعدد النهايات، هنا لا بد للعمل الفني أن يقدم لك معرفة ما. ولكن الفن ليس معرفة محضة، بيدَ أنه يتضمن مستوى ما، من المعرفة حول الإنسان والحياة، والانتماء لفئة عرقيّة أو دين أو لغة.

المهم ثمة رسالة ما متضمنة، ورؤية ما للعالم، مثلًا قد تنتهي به إلى أن تصبح الحياة عبثًا، وبلا معنى، أو تكرارًا بليدًا لمصير ما، وهكذا دواليك من دون تحديد لإحدى نهايتين، أو رؤيتين، أو مصيرين، لنعتبر أن الاحتمالات متعدّدة، ولكنها ستأخذنا إلى واحدة منها، أو إلى عماء وضباب وغياب.

لذلك ليس من الصّواب أن يقال إن الفن لا يحاسب ولا يقوّم، إن لم يكن بالسياسة، فبالفلسفة، والنظرة إلى الحياة، والمعنى والوجود والمصير.

إن الفن مثل الفكر، والسياسة، حتى وإن لم يُعامل كما الفكر والسياسة، فمن حيث كونه فنًا، فلا بد لكل عمل فني من شكل ومحتوى، وأن يحمل معنى ما، واتجاهًا ما، وإيحاء ما، وذلك بالرغم مما فيه من مكرٍ ودهاء، وتلك خاصيّة الفنّ بامتياز.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی العمل الفن العمل الفنی من أجل الفن أن یکون فی واد ة الفن

إقرأ أيضاً:

شهر رمضان موسم لتعزيز الفنون الإسلامية في قطر

تشهد الفنون الإسلامية في قطر اهتماما متزايدا، إذ أصبحت جزءا أساسيا من المشهد الثقافي والفني المحلي، مدعومة بمبادرات متعددة تسعى إلى إبراز جمالياتها وترسيخها بين الأجيال الجديدة.

وتحتفي "متاحف قطر" بالفنون الإسلامية في شهر رمضان المبارك، سواء من خلال متحف الفن الإسلامي الذي يُعد منارة ثقافية تحتضن مقتنيات نادرة تعكس ثراء الفنون الإسلامية، أو عبر البرامج التعليمية والورش التي تقدمها، مما يتيح للجمهور فرصة التفاعل مع فنون الخط العربي والتذهيب والمنمنمات وغيرها من الفنون التقليدية.

وفي إطار دعمها للفنون الإسلامية، نظّمت متاحف قطر رحلات ميدانية لفنانين وفنانات قطريين إلى دول إسلامية، مثل تركيا، لاستكشاف الفنون التقليدية هناك، مثل الخزف الإزنيقي وفن الإيبرو والتذهيب والرسم على الزجاج، واستلهام هذه التقنيات في أعمالهم الإبداعية.

كما تأتي مسابقة قطر الدولية في الخط العربي "الرقيم"، التي نظّمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية واختتمت دورتها الأولى في فبراير/شباط الماضي، بوصفها إحدى المبادرات المهمة للحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانة الخط العربي كفن وحرفة أصيلة ذات مستقبل واعد.

عرض هذا المنشور على Instagram

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Museum of Islamic Art‎‏ (@‏‎miaqatar‎‏)‎‏

وفي السياق ذاته، أطلقت وزارة الثقافة مؤخرًا الدورة الأولى من المسابقة الدولية لفن الخط العربي تحت عنوان "جائزة الأخلاق"، بالشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بهدف تشجيع الفنانين والمبدعين على إحياء فن الخط العربي وفق قواعده التقليدية، مع التركيز على قيمة "الأخلاق" التي تشكل شعار المسابقة.

إعلان

وسلط تقرير لوكالة الأنباء القطرية (قنا) الضوء على أهمية استلهام روح شهر رمضان المبارك في تعزيز الفنون الإسلامية في قطر، جنبًا إلى جنب مع الفنون التراثية والمعاصرة. وفي هذا الصدد، أكدت فنانات قطريات ضرورة تكثيف الجهود للحفاظ على الفنون الإسلامية وتطويرها عبر تضافر جهود المؤسسات الثقافية والفنية والتعليمية.

View this post on Instagram

A post shared by وزارة الثقافة (@moc_qatar)

الأصالة والتحديث

ترى المصورة والفنانة القطرية مشاعل الحجازي، المتخصصة في الفنون الإسلامية، أن هذه الفنون تتمتع بسحر خاص، حيث تعتمد على الهندسة الدقيقة، والتكرار المتناغم، والزخارف التي تعكس عمقًا روحانيا فريدًا. وأشارت إلى أن الخط العربي، على وجه الخصوص، يُعد لوحة فنية متكاملة، إذ تحمل كل تفصيلة فيه قصة بصرية غنية بالرموز والجماليات.

وأوضحت مشاعل أن الفنون الإسلامية أصبحت جزءًا من الثقافة القطرية المعاصرة، حيث نجدها مدمجة في العمارة الحديثة والتصميم الداخلي والتصوير الفوتوغرافي، إذ يستوحي المصورون في قطر عناصر الزخرفة الإسلامية والإضاءة المستوحاة من المساجد القديمة لإنتاج أعمال تجمع بين الأصالة والحداثة.

وأضافت أن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية جعل الفنون الإسلامية أكثر حيوية في العصر الرقمي، إذ يتطلب تحويلها إلى لغة بصرية حديثة إبداعًا متجددًا لضمان الحفاظ على هويتها. ورغم الاهتمام المتزايد بهذه الفنون من خلال المعارض والورش، فإن التحدي الأساسي يكمن في إيجاد طرق مبتكرة لجذب الأجيال الجديدة، مثل دمجها في الفنون الرقمية والتصميم الغرافيكي والتصوير الفوتوغرافي.

View this post on Instagram

A post shared by Q Life (@qlife_com)

وأشارت مشاعل إلى أن الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك تُعد فرصة مثالية لإبراز الفنون الإسلامية ودعمها من خلال تسليط الضوء على علاقتها بالتقاليد الإسلامية وقيم الجمال والروحانية التي تتجلى في هذا الشهر الفضيل.

إعلان

وتؤكد الفنانة القطرية مشاعل الحجازي، التي شاركت في رحلة إلى تركيا نظّمتها متاحف قطر، أن دور المتاحف لا يقتصر على العرض والتوعية فقط، بل يمتد إلى تنظيم رحلات فنية لفنانين وخطاطين قطريين لزيارة مدن تحتضن إرثًا غنيا من الفنون الإسلامية مثل إسطنبول وطشقند.

وتتيح هذه الرحلات للفنانين فرصة التفاعل المباشر مع مدارس الخط والزخرفة المختلفة، وتبادل الخبرات مع نظرائهم في تلك الدول، مما يسهم في تطوير أساليبهم الإبداعية وتعزيز حضور الفنون الإسلامية في المشهد الفني المعاصر في قطر.

طابع مميز

من جهتها، ترى الفنانة إيمان السعد، المتخصصة في الفنون الزخرفية والخط العربي، أن الفن الإسلامي يتمتع بطابع مميز، ويحتل مكانة رفيعة في متحف الفن الإسلامي من خلال مقتنياته النادرة ولوحاته القيمة، فضلاً عن الورش التعليمية التي يقدمها المختصون.

ومع ذلك، تؤكد إيمان أن الحفاظ على هذا الفن والارتقاء به يتطلب إنشاء مركز متخصص يجمع الخطاطين والمزخرفين والمهتمين بالفنون الإسلامية بجميع أنواعها، بما في ذلك الخط والزخرفة والتذهيب والمنمنمات.

وتوضح أن هذا المركز سيسهم في تبادل المعرفة، وإقامة ورش فعالة، وتنظيم دروس مستمرة، والمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية، مما يضمن استمرارية هذا الفن للأجيال القادمة.

صورة من معرض "كلمات من ذهب" للفنانة إيمان السعد أقيم في كتارا عام 2018 (مواقع التواصل)

وتشير إيمان إلى أن شهر رمضان المبارك يمثل فرصة مثالية للفنانين، حيث ينجذب الكثير منهم إلى كتابة آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو تنفيذ أعمال زخرفية مستوحاة من روحانية الشهر الفضيل. وتضيف أن إنشاء بيئة فنية حاضنة لهذا الفن سيساعد في ترسيخ استمراريته وتعزيز انتشاره.

كما دعت إيمان السعد إلى ضرورة تعاون المدارس مع الفنانين المتخصصين لإقامة ورش تعريفية للطلاب، مشيرة إلى أن الزخرفة والتذهيب هما أساس تزيين المصاحف الشريفة وبيوت الله، ومعربة عن ثقتها في أن الطلاب والطالبات سيجدون شغفًا كبيرًا بهذه الفنون بمجرد ممارستها.

إعلان إرث جمالي

أما الفنانة التركية المقيمة في قطر خديجة يتيش، فتشير إلى أن الفنون الإسلامية تشهد نموًا ملحوظا، لكنها لا تزال مقتصرة على فئات محددة مقارنة بالتيارات الفنية الحديثة. وتؤكد أن هذه الفنون تعد عنصرًا أساسيا في تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على الإرث الجمالي، مما يستدعي مضاعفة الجهود لنشرها على نطاق أوسع.

View this post on Instagram

A post shared by Katara Cultural Village كتارا (@kataraqatar)

وتقترح خديجة زيادة البرامج التعليمية ودعم الفنانين وتنظيم معارض دولية متخصصة، مما يمنح الفنانين في قطر فرصًا أوسع للظهور والانخراط في المشهد الفني العالمي. كما تؤكد أهمية تنظيم المزيد من الورش والفعاليات في مراكز الفنون البصرية لتعريف الجمهور بهذه الفنون، إلى جانب تطوير مشاريع تمزج بين الفنون الإسلامية واللمسات العصرية لجذب اهتمام الأجيال الجديدة.

وحول رحلتها الفنية، أوضحت خديجة أنها نشأت في بيئة تحتفي بتقاليد التذهيب العريقة في تركيا، وتسعى إلى نشر هذا الفن على الساحة الدولية، وتعريف الجمهور به في قطر. وتضيف أن فن التذهيب ليس مجرد تعبير جمالي، بل هو رحلة تتطلب الصبر والصفاء الروحي، مشيرة إلى أن لهذا الفن قوة علاجية، ولذلك تطمح إلى نقله إلى الأجيال القادمة وإشراك المهتمين به في تعلمه وممارسته.

مقالات مشابهة

  • ” قطايف” سامح حسين تحصد الترند الفني
  • شهر رمضان موسم لتعزيز الفنون الإسلامية في قطر
  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم
  • المدير الفني للأهلي يعود إلى القاهرة الخميس المقبل بعد انتهاء إجازته
  • سحور قناة هي بمشاركة نجوم الفن والرياضة.. صور
  • طارق الشناوي: محمد رمضان فنان موهوب ولكن تصريحاته الكثيرة تقلل من موهبته
  • قرار عاجل بشأن تقييم مدارس التعليم الفني المطبقة لمنهجية الجدارات
  • المدير الفني للزمالك يطير إلى البرتغال .. لهذا السبب
  • رحلة البرنامج مع صندوق النقد بدأت... ولكن بأيّ شروط؟
  • يصبح مستقيلا.. ماذا يحدث حال غياب العامل أكثر من 20 يوما بدون مبرر