شاهد.. مطاعم الشوارع في لبنان مشاريع شبابية توفر العمل وتعزز الإيراد
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
بيروت– في مشهد ينبض بالحركة، تشهد شوارع لبنان طفرة جديدة في عالم الطهي والترفيه ويعود ذلك لانتشار "مطاعم الشوارع" التي أصبحت رمزا للابتكار والمشاريع الشبابية الرائجة.
من بيروت العاصمة إلى كافة المناطق، تجد في معظم أزقة وشوارع المدن اللبنانية شاحنات الطعام وعربات المأكولات، مقدمة تجربة طهي جديدة تجمع بين النكهات التقليدية والمأكولات العصرية.
وليست هذه المشاريع الشبابية الناجحة فقط مصدر إلهام للكثيرين، بل أيضا تشكل دعامة اقتصادية هامة تساهم في توفير فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي رغم التحديات والأزمات المزمنة.
محمد خباز، صاحب مشروع "برغرو Burgero" في صيدا (جنوب بيروت) يفتخر بكونه أول من قدم مفهوم "شاحنة الطعام" في لبنان متخصصا في تقديم البرغر. يقول للجزيرة نت إنه يسعى إلى "تقديم خدمة مميزة تتيح للزبائن تجربة جديدة وفريدة من نوعها في عالم الطعام السريع".
ويضيف خباز "الكل يحب تجربة أشياء جديدة، واليوم الجميع لديهم الفضول لاستكشاف ما هو جديد، سواء من حيث التجربة ككل أو نوعية الطعام أو الفكرة المبتكرة التي نقدمها".
وما يميز "الفود تراك" هو البيئة الخارجية والجو المريح الذي تضيفه إلى تجربة تناول الطعام. ويشرح خباز أن "الناس قد سئموا من الأماكن المغلقة، ويبحثون دائما عن الجديد والطعام اللذيذ والمناسب للميزانية".
ومن خلال مشروعه، يهدف خباز إلى تقديم تجربة طعام تجمع بين الجودة والابتكار، وفي الوقت نفسه بكلفة ميسورة. ويقول "يتميز المشروع بجمال تصميمه الخارجي وجوه الحيوي الذي يجذب الزبائن للاستمتاع بوجباتهم في الهواء الطلق" معتبرا هذا النوع من المشاريع "يضفي روحا جديدة إلى المشهد الغذائي بصيدا".
حسين ديراني خريج اختصاص إدارة الأعمال وصاحب مشروع "شارع 11 Eleven Street" بدأ فكرة مشروعه منذ شهر ونصف الشهر. وقد استوحى اسمه من الشارع الذي قرر أن يفتتح المشروع فيه، وهو شارع 11 مقابل الكورنيش البحري في صيدا.
ويقارن صاحب المشروع بين المطاعم التقليدية والمطاعم المتنقلة، موضحا للجزيرة نت أن هذه المشاريع تعتمد على دوام المساء والليل وتوظف عددا أقل من العمال مقارنة بالمطاعم التقليدية.
ويقول إن فكرة طعام الشاحنة تعتمد على تقديم سندويشات سريعة، مما يتيح للزبون الذي يكون في عجلة من أمره الحصول على وجبته والذهاب بوقت قصير، بينما "يحتاج الزبون في المطعم التقليدي إلى وقت أطول".
ويوضح ديراني أن سعر السندويش في مطعمه يبدأ من 4 دولارات، بينما يصل سعر أغلى سندويش إلى 6.5 دولارات. ويقول للجزيرة نت "أحرص على تقديم جودة ممتازة تتناسب مع معظم الفئات، وأن هذه الأسعار تعتبر مناسبة للغاية مقارنة بأسعار المطاعم التقليدية".
كما يسعى ديراني إلى ابتكار خدمات جديدة، مثل تقديم الطعام عبر صينية تصل إلى داخل السيارة، مؤكدا على استمراره في تقديم أفكار جديدة تتعلق بالطعام.
ويعترف بأن المشروع كان مخاطرة في ظل الأزمات الحالية في لبنان، ولكنه يصفه بأنه مشروع شبابي ناجح الوقت الحالي.
ويعتبر ديراني أن "هذه المشاريع توفر دعما كبيرا للشباب الذين لم يجدوا فرص عمل في اختصاصاتهم" مؤكدا "أهمية تشجيع المشاريع الشبابية في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة".
مشروع متنقلأحمد زيدان، صاحب مشروع " شورز باي سكيلر Churros by Skyler" في شاحنة للطعام في صيدا، يعلن عن الانتقال قريبا إلى منطقة دوار القناية، حيث سيتم افتتاح مجموعة من المطاعم المتنقلة داخل ساحة كبيرة.
وبدأت الفكرة بهدف تقديم خدمة جديدة للزبائن، وهي تقديم الطعام بطريقة مختلفة عن المطاعم التقليدية.
ويوضح زيدان للجزيرة نت أن "المطاعم المتنقلة توفر تجربة فريدة تجمع بين جودة الطعام وسرعة الخدمة، مما يجذب العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن خيارات سريعة ومميزة".
ويضيف "يشهد هذا النوع من المشاريع إقبالا كبيرا في صيدا، حيث يُقدر الزبائن التنوع الكبير في الأطعمة المقدمة والجو الحيوي الذي تخلفه هذه المطاعم المتنقلة. ومع ارتفاع تكاليف تناول الطعام في المطاعم التقليدية، أصبحت الفود تراك بديلا اقتصاديا ومحبوبا للكثيرين".
مطعم "سيستر رابس Sister Wraps" المتنقل في منطقة مار مخايل في بيروت يحجز جزءا من باحة تطل على الشارع العام منذ 16 شهرا، حيث ينفذ فكرة "مطعم الشارع" وفقا لحسن دلباني الذي يعمل بهذا المشروع ويقول في حديثه للجزيرة نت إن "فكرة فود تراك تعتبر خيارا أقل تكلفة وأعلى استثمارا".
ويضيف "اليوم، أصبحت هذه الفكرة شائعة جدا في لبنان، وهي مستوحاة من الدول الأوروبية. وتتنوع الخيارات التي يقدمها فود تراك".
وعن الفرق بينها وبين المطاعم التقليدية، يشير دلباني إلى أن "المطاعم أصبحت اليوم مكلفة للغاية، ويحتاج الزبون إلى قضاء ما لا يقل عن 30 دقيقة منتظرا بالمطعم. في المقابل، خلال نفس الفترة الزمنية، يمكن لفود تراك استقبال حوالي 20 زبونا".
من ناحية التكلفة، يقول "يمكن للشخص أن يدفع حوالي 100 دولار على صنفين أو ثلاثة بالمطعم، بينما يمكنه شراء قائمة كاملة من الطعام بنفس المبلغ في فود تراك. وهذا الفارق الكبير في التكلفة والوقت يجعل فود تراك خيارا جذابا للعديد من الناس في لبنان".
مشاريع مربحةيرى خبير الاقتصاد والأسواق المالية، الدكتور عماد عكوش، أن هذه المشاريع تحقق أرباحا أكثر من المطاعم التقليدية بسبب تقليل التكاليف، حيث غالبا ما يكون صاحب المشروع هو المدير الرئيسي مع وجود موظف أو اثنين فقط للمساعدة.
ويعتبر هذا النموذج حلا لإيجاد فرص عمل للشباب الذين لا يملكون القدرة على تأسيس مشاريع كبيرة نظرا لنقص رأس المال.
ويضيف عكوش "تساهم هذه المشاريع في تعزيز قطاعات السياحة والخدمات، مما يؤدي إلى منافسة أكثر شفافية وتخفيض أسعار الخدمات للمواطنين والسياح".
ويركز الخبير الاقتصادي على ضرورة وجود تنظيم قانوني لمثل هذه المشاريع في لبنان، حيث لا يوجد حاليا إطار قانوني ينظمها بشكل كامل وواضح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذه المشاریع للجزیرة نت فی لبنان فرص عمل فی صیدا
إقرأ أيضاً:
مدفع رمضان في دبي.. تجربة تراثية تجمع الثقافات وتعزز التعايش
يعد مدفع رمضان في دبي، أحد التقاليد الراسخة خلال الشهر الفضيل، والتي شكلت على مدى أكثر من 5 عقود رمزًا تراثيا يجتذب الآلاف من الزوار والمقيمين ممن يحرصون على توثيق لحظة إطلاقه ومشاركتها مع عائلاتهم وأصدقائهم.
ويرجع استخدام المدفع إلى زمن بعيد، عندما كان وسيلة رسمية للإعلان عن موعد الإفطار في ظل غياب وسائل الإعلام الحديث، ومع مرور الوقت، تحول إلى تقليد ثقافي تشرف عليه شرطة دبي، التي تحرص على تطويره ليواكب العصر.
معايير السلامةوأكدت شرطة دبي، اهتمامها الكبير بهذا الحدث التراثي لضمان استمراره بنفس الزخم التاريخي، مشيرة إلى حرصها على تنظيم عملية إطلاقه بدقة وفق أعلى معايير السلامة، مع زيادة عدد المواقع لضمان وصول التجربة إلى أكبر عدد من السكان والزوار.
8 مناطق رئيسيةوتنتشر مدافع رمضان هذا العام في في 8 مناطق رئيسية على مستوى الإمارة، تتمثل في مدينة إكسبو دبي، وداماك هيلز، والاتحاد للعقارية "أب تاون مردف"، وبرج خليفة، مؤسسة دبي العقارية "وصل"، وفندق حصن حتا، و"سولت كامب" بمنطقة كايت بيتش، ومرسى بوليفارد بالقرب الفيستفال سيتي، هذا فضلا عن المدفع المتنقل (الرحال) الذي يتنقل بين 17 منطقة في إمارة دبي، ما يمنح المزيد من السكان والسياح فرصة مشاهدته.
فعاليات رمضانويعد مدفع رمضان واحدًا من أكثر الفعاليات الرمضانية جذبًا للسياح والمقيمين، حيث يتجمع العشرات يومياً في مواقع الإطلاق لمشاهدة الحدث وتوثيقه.
وأبدت جورجيانا، المقيمة في دبي منذ 10 سنوات والقادمة من رومانيا، إعجابها الكبير بفكرة مدفع رمضان الذي تحرص على مشاهدته كل عام ومشاركة تجربة إطلاقه عند أذان المغرب مع عائلتها وأصدقائها في الخارج عبر مقاطع الفيديو.
وأشارت جورجينا إلى أن مشهد تلاقي الناس من الجنسيات والثقافات المختلفة وتجمعهم حول مدافع رمضان المنتشرة في دبي يثبت مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتسامح والتعايش بين جميع البشر.
بدورها قالت سوزان، المقيمة في الإمارات منذ 41 عامًا، إن مدفع رمضان ليس مجرد لحظة رمزية، بل هو دليل على الانسجام الثقافي الفريد في الإمارات، حيث نرى خلال الشهر الفضيل كيف يحرص الجميع، مسلمين وغير مسلمين، على احترام التقاليد والمشاركة في الأجواء الرمضانية.
من جانبه أشاد إيفو، المقيم في الإمارات منذ 16 عامًا، بالدور الذي تلعبه الإمارات في تعزيز التعايش بين الثقافات، معتبرًا أن أجواء شهر رمضان في الدولة التي تحتضن نحو 200 جنسية تعكس نموذجا يُحتذى به في التناغم والتفاعل المجتمعي.
ويبدي الأطفال حماساً كبيراً عند مشاهدة مدفع الإفطار، حيث وصف أحد الأطفال التجربة بأنها "تشبه تلقي هدية مفاجئة"، مشيرًا إلى أن صوت المدفع يمثل لحظة فرح جماعية، فيما قال آخر: "علمني الصوم كيف يشعر الفقراء، وأنا سعيد لأنني أشارك في هذا التقليد الجميل".
يبقى مدفع رمضان شاهدًا على تطور دبي، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعزز روح التآخي والتسامح بين الثقافات المختلفة، ومع استمرار هذا التقليد، يظل رمزًا لتراث المدينة الغني، ووسيلة تربط الأجيال الجديدة بتاريخها العريق.