تقنيات بسيطةٌ يمكن أن يكون "حزب الله" قد اعتمدها لرصد الداخل الإسرائيليّ بصورةٍ حرفية وذلك بـ"أدوات أميركية". السؤال البديهيّ هنا أمام الجُملة المذكورة سيكون التالي: كيف حصل ذلك؟ وهل يستخدم الحزب حقاً أدواتٍ تُدار من واشنطن لضرب إسرائيل؟
الإجابة على هذه النقطة هي "نعم"، وسيكون الشرحُ سريعاً ومبسطاً لكشف ما فعله الحزب، وذلك باعتراف تقارير إسرائيلية علنية.

حتماً، استخدم "حزب الله" التكنولوجيا الأميركية لتحديد أهدافه ورصدها، وبالتالي تكوين صورة جغرافية بشأنها من دون أن يستخدم أي تقنيات إضافية موجودة بحوزته يمكن أن تقدم له إحداثيات إضافية ومعلومات عسكرية حيّة.   مصدر معنيّ بشؤون الأمن السيبراني، يقول لـ"لبنان24" إنّ "حزب الله" يمكن أن يعتمد على تطبيقين بتكنولوجيا أميركية، الأول وهو تطبيق "غوغل إيرث" الذي تشغله شركة "غوغل" الأميركية الأصل، فيما الثاني هو "غوغل مابس" التابع للشركة المذكورة.
بكل بساطة، يمكن أن يستثمر "حزب الله" الخرائط المُقدّمة عبر هذه التطبيقات وغيرها أيضاً، لتحديد مواقع عسكرية إسرائيلية بدقة متناهية، خصوصاً أن هناك خرائط مُحدّثة وتُظهر بالتفاصيل التموضعات الجغرافية بالإضافة إلى النقاط العسكرية التي لا يمكن أن يتم إخفاؤها بتاتاً.
عملياً، فإن تلك الصور للمواقع تمكن "حزب الله" من الحصول عليها عبر الأقمار الاصطناعية التي يمكن أن توفر الصورة المنقولة عبر التطبيقات الحية، وبالتالي فإن الحزب استفاد من هذه التكنولوجيا لتكوين صورة جغرافية أولاً تمهيداً لتحديد صورة استخباراتية بالدرجة الثانية. 
ضمنياً، فإن الحزب أظهر تلك الخرائط باستمرار بعد تنفيذ عملياته، كما أنه استخدم فيديوهات عديدة توثق هذا الأمر ويظهر أن هناك مجموعة من الصور الجوية التي تُحدد المواقع وأماكنها.   الأمرُ هذا يعدّ بوابة رئيسية لتشكيل "حزب الله" بنك أهداف ومعلومات يمكن تحصيلها بسهولة في الداخل الإسرائيلي، فالمواقع مكشوفة ومعروفة لاسيما أن الجيش الإسرائيلي هو "قوة تقليدية" من حيث الوصف، باعتبار أن لديه مواقع ظاهرة ومنصات واضحة مثل أي جيش آخر، بحسب ما تقول المصادر.
الخطوة التي يقوم بها "حزب الله" على صعيد تشكيل المعلومات قد لا تتطلبُ جهداً بمساعدة الوسائل الأميركية المُتاحة على اعتبار أن المواقع الإسرائيلية معروفة من ناحية التمركز. إلا أنه في المقابل، فإن إسرائيل قد لا تجد سهولة بتحديد مواقع "حزب الله"، فهذه الأخيرة غير ظاهرة، وبالتالي فإن الجهد الاستخباراتي سيكون أكبر وأشدّ كثافة لتحديد ماهية المواقع وطبيعتها وظروف أنشطتها، بالإضافة إلى مدى حقيقتها باعتبار أن بعضها قد يكون "مموهاً" لتشتيت النظر عن مواقع أخرى أساسية.
أمام ذلك، فإنّ اعتماد إسرائيل حالياً على سياسة "الأرض المحروقة" في جنوب لبنان وسط السعي لضرب المباني والمنازل العائدة للجنوبيين، كلها خطوات ترتبط بتدمير أماكن يمكن أن تكون بمثابة "غرف عمليات" لـ"حزب الله" لا يمكن تحديدها عبر تطبيقات الخرائط ولا عبر أي تقنية عادية أو وسيلة بدائية.
لهذا السبب، فإنّ إسرائيل تواجه ثغرة أمنية على هذا الصعيد، فمنذ 8 أشهر وهي ما زالت تقصف المباني وتتحدث عن استهداف مواقع لـ"حزب الله". إذا تم النظر قليلاً بشكل عام على صعيد حجم الضربات، فإن ما سيتبين هو أن هناك الآلاف من المواقع للحزب، وبالتالي فإن ما تم استهدافه وتدميره قد يكون جزءاً مما هو موجود، علماً أن غرف العمليات قد لا تكون ثابتة، سواء على صعيد غرف عمليات الميدان أو غرف عمليات المقر التابعة للحزب، في حين أن غرفة العمليات المركزية هي التي يمكن أن تكون ثابتة بينما مكانها مجهولٌ تماماً.   إنطلاقاً من كل ذلك، فإنّ ما يتبين هو أنّ الإستثمار الاستخباراتي يمكن أن يكون مرتكزاً على أدوات الجهات المُعادية، فـ"حزب الله" استثمر بتقنيات ليست له ومجانية سهلت عليه الكثير، بينما إسرائيل تحتاج إلى جهاز بشري وأدوات تجسس وغيرها وسط تكاليف باهظة لجمع المعلومات وتحديد بنك الأهداف.
وعليه، وبكل بساطة، يمكن اعتبار أن ما يجري في جنوب لبنان هو حرب كبرى من الناحية الإستراتيجية، لكنها لا تخلو من الأدوات المعروفة الموجودة في متناول الجميع.. والسؤال هنا: هل ستتحرك إسرائيل وأميركا لاحقاً للضغط على الحزب وحجب تلك التطبيقات في لبنان بسبب ما تشكله من خطر على الصعيد العسكري؟ كل شيء وارد في ظلّ الحرب القائمة، وقد تكون عمليات ضبط التطبيقات أو التشويش عليها واحدة من خطوات المواجهة اللاحقة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الشيخ علي جمعة يثير الجدل: يمكن أن يلغي الله النار في الآخرة (فيديو)

الرياض

ظهر فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، ضيفاً على برنامج “سؤال مباشر” مع الإعلامي السعودي خالد مدخلي على شاشة “العربية”، حيث تناول قضايا فقهية واجتماعية أثارت جدلاً واسعاً.

وفي تصريحاته التي لاقت اهتمام المتابعين، أشار الشيخ جمعة إلى أن “إنه وارد ربنا يلغي النار بالآخرة”، موضحاً أن هذه الرؤية ليست فكرة جديدة بل مستمدة من التراث الفكري لأهل السنة والجماعة.

وأكد أن هذا المذهب الذي ورد في كلام الصحابة والتابعين والإمام ابن تيمية وابن القيم، يعكس إمكانية تخفيف العذاب الإلهي دون المساس بوفاء الله بوعده للنعيم المقيم.

وأضاف “إن الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده أبدا، وما دام قد وعدنا بالنعيم المقيم والغفران والرحمة فإنه يوفي بوعده.. هذا وهو أوفى من يوفي بوعده سبحانه وجل جلاله، لكنه في الوعيد ومن رحمته قد يختلف هذا الوعيد.. هذا كلام بسيط جدا يحتار فيه الشباب والأطفال ويفكرون فيه بالليل والنهار”.

كما أشار إلى أن الهدف من هذا الطرح هو إعادة توجيه اهتمام المسلمين من الخوف والترهيب إلى حب الله والعبادة عن شغف وتفانٍ، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن جمال الله وأسمائه الحسنى.

وأضاف الشيخ جمعة أن الثقافة السائدة التي نشأت في فترة الدولة العثمانية أدت إلى تأكيد صورة القبر كمكان للعقاب، بينما ينبغي على المسلمين العودة إلى فهم أعمق لدعوة الدين الذي يحض على التوبة والرجاء في رحمة الله الواسعة.

بهذه التصريحات، أثار الشيخ علي جمعة نقاشات واسعة حول القضايا العقائدية، مؤكدًا على تعددية الآراء في معالجة مفاهيم العذاب والرحمة في الإسلام.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/AQNQfluYtBe9Urg8lsUMi9zPrHf_IspQtX3INYghRE3-SNWAOB-OGRSXvKOBZouDTf709bCUWgWxCxMwK_55Yx6y4A-wCh0w8i5tC38.mp4

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعزز وجودها في الجولان وجبل الشيخ وسط مؤشرات على تموضع طويل الأمد في سوريا
  • الاحتلال يهاجم مواقع عسكرية في بعلبك وجنوب لبنان
  • قصف إسرائيلي يستهدف مواقع بين لبنان وسورية
  • علي جمعة: يمكن أن يلغي الله النار في الآخرة.. وهذا ليس رأيا جديدا
  • الشيخ علي جمعة يثير الجدل: يمكن أن يلغي الله النار في الآخرة (فيديو)
  • ماذا وراء تمركز إسرائيل في 5 مواقع بالجنوب اللبناني؟
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • أيّ أوراق قوّة يملكها لبنان لدفع إسرائيل إلى الانسحاب؟
  • بعد إعلان إسرائيل.. أول تعليق أميركي على "الجثة المجهولة"
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس