بـأدوات أميركيّة مجانية.. هكذا خرق حزب الله إسرائيل!
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
تقنيات بسيطةٌ يمكن أن يكون "حزب الله" قد اعتمدها لرصد الداخل الإسرائيليّ بصورةٍ حرفية وذلك بـ"أدوات أميركية". السؤال البديهيّ هنا أمام الجُملة المذكورة سيكون التالي: كيف حصل ذلك؟ وهل يستخدم الحزب حقاً أدواتٍ تُدار من واشنطن لضرب إسرائيل؟
الإجابة على هذه النقطة هي "نعم"، وسيكون الشرحُ سريعاً ومبسطاً لكشف ما فعله الحزب، وذلك باعتراف تقارير إسرائيلية علنية.
بكل بساطة، يمكن أن يستثمر "حزب الله" الخرائط المُقدّمة عبر هذه التطبيقات وغيرها أيضاً، لتحديد مواقع عسكرية إسرائيلية بدقة متناهية، خصوصاً أن هناك خرائط مُحدّثة وتُظهر بالتفاصيل التموضعات الجغرافية بالإضافة إلى النقاط العسكرية التي لا يمكن أن يتم إخفاؤها بتاتاً.
عملياً، فإن تلك الصور للمواقع تمكن "حزب الله" من الحصول عليها عبر الأقمار الاصطناعية التي يمكن أن توفر الصورة المنقولة عبر التطبيقات الحية، وبالتالي فإن الحزب استفاد من هذه التكنولوجيا لتكوين صورة جغرافية أولاً تمهيداً لتحديد صورة استخباراتية بالدرجة الثانية.
ضمنياً، فإن الحزب أظهر تلك الخرائط باستمرار بعد تنفيذ عملياته، كما أنه استخدم فيديوهات عديدة توثق هذا الأمر ويظهر أن هناك مجموعة من الصور الجوية التي تُحدد المواقع وأماكنها. الأمرُ هذا يعدّ بوابة رئيسية لتشكيل "حزب الله" بنك أهداف ومعلومات يمكن تحصيلها بسهولة في الداخل الإسرائيلي، فالمواقع مكشوفة ومعروفة لاسيما أن الجيش الإسرائيلي هو "قوة تقليدية" من حيث الوصف، باعتبار أن لديه مواقع ظاهرة ومنصات واضحة مثل أي جيش آخر، بحسب ما تقول المصادر.
الخطوة التي يقوم بها "حزب الله" على صعيد تشكيل المعلومات قد لا تتطلبُ جهداً بمساعدة الوسائل الأميركية المُتاحة على اعتبار أن المواقع الإسرائيلية معروفة من ناحية التمركز. إلا أنه في المقابل، فإن إسرائيل قد لا تجد سهولة بتحديد مواقع "حزب الله"، فهذه الأخيرة غير ظاهرة، وبالتالي فإن الجهد الاستخباراتي سيكون أكبر وأشدّ كثافة لتحديد ماهية المواقع وطبيعتها وظروف أنشطتها، بالإضافة إلى مدى حقيقتها باعتبار أن بعضها قد يكون "مموهاً" لتشتيت النظر عن مواقع أخرى أساسية.
أمام ذلك، فإنّ اعتماد إسرائيل حالياً على سياسة "الأرض المحروقة" في جنوب لبنان وسط السعي لضرب المباني والمنازل العائدة للجنوبيين، كلها خطوات ترتبط بتدمير أماكن يمكن أن تكون بمثابة "غرف عمليات" لـ"حزب الله" لا يمكن تحديدها عبر تطبيقات الخرائط ولا عبر أي تقنية عادية أو وسيلة بدائية.
لهذا السبب، فإنّ إسرائيل تواجه ثغرة أمنية على هذا الصعيد، فمنذ 8 أشهر وهي ما زالت تقصف المباني وتتحدث عن استهداف مواقع لـ"حزب الله". إذا تم النظر قليلاً بشكل عام على صعيد حجم الضربات، فإن ما سيتبين هو أن هناك الآلاف من المواقع للحزب، وبالتالي فإن ما تم استهدافه وتدميره قد يكون جزءاً مما هو موجود، علماً أن غرف العمليات قد لا تكون ثابتة، سواء على صعيد غرف عمليات الميدان أو غرف عمليات المقر التابعة للحزب، في حين أن غرفة العمليات المركزية هي التي يمكن أن تكون ثابتة بينما مكانها مجهولٌ تماماً. إنطلاقاً من كل ذلك، فإنّ ما يتبين هو أنّ الإستثمار الاستخباراتي يمكن أن يكون مرتكزاً على أدوات الجهات المُعادية، فـ"حزب الله" استثمر بتقنيات ليست له ومجانية سهلت عليه الكثير، بينما إسرائيل تحتاج إلى جهاز بشري وأدوات تجسس وغيرها وسط تكاليف باهظة لجمع المعلومات وتحديد بنك الأهداف.
وعليه، وبكل بساطة، يمكن اعتبار أن ما يجري في جنوب لبنان هو حرب كبرى من الناحية الإستراتيجية، لكنها لا تخلو من الأدوات المعروفة الموجودة في متناول الجميع.. والسؤال هنا: هل ستتحرك إسرائيل وأميركا لاحقاً للضغط على الحزب وحجب تلك التطبيقات في لبنان بسبب ما تشكله من خطر على الصعيد العسكري؟ كل شيء وارد في ظلّ الحرب القائمة، وقد تكون عمليات ضبط التطبيقات أو التشويش عليها واحدة من خطوات المواجهة اللاحقة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله یمکن أن
إقرأ أيضاً:
حزب الله يقصف مواقع عسكرية وإسرائيل تعلن اعتراض 4 مسيّرات
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 4 أشخاص قتلوا بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة بالبقاع شرقي البلاد، وأعلن حزب الله أنه قصف وحدة مراقبة جوية و4 مستوطنات شمالي إسرائيل، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قائد ميداني في الحزب واعتراض مسيّرات.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية -اليوم الاثنين- مقتل 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين بجروح إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة مشغرة بقضاء البقاع الغربي في محافظة البقاع شرقي البلاد.
وقال مراسل الجزيرة إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات صباح اليوم الاثنين على بلدتي صديقين وزوطر الشرقية في جنوب لبنان.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات على بلدتي القليلة وعين بعال، ومحيط بلدات ياطر ورشكنانيه وجبشيت في جنوب البلاد أيضا.
اعتراض 4 مسيّراتفي غضون ذلك، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي برصد إطلاق ما لا يقل عن 25 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل الأعلى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي -اليوم الاثنين- اعتراض 4 طائرات مسيّرة انطلقت من لبنان والشرق باتجاه مرتفعات الجولان السورية المحتلة وشمال إسرائيل، تزامنا مع انطلاق صفارات الإنذار.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو اعترض هدفا جويا مشبوها عبر من الشرق تسبب في تفعيل الإنذار في جنوب الجولان. كذلك قال إنه اعترض هدفا مشبوها آخر كان في طريقه نحو الأراضي الإسرائيلية وأطلق من الشرق.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم اعتراض 4 مسيرات أطلقت من لبنان والشرق باتجاه شمال إسرائيل خلال نصف ساعة.
كما أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإطلاق صفارات الإنذار بشكل متواصل في جنوب الجولان بعد رصد تسلل مسيرة.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إنه تم تفعيل صفارات الإنذار في روش بينا وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ.
من جهتها، أفادت مراسلة الجزيرة بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل.
كما أكدت انفجار صواريخ اعتراضية في أجواء قرى حدودية من جنوب لبنان.
الحزب يقصف مواقع عسكرية
من جانبه، أعلن حزب الله -اليوم الاثنين- أنه استهدف مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية كبيرة.
وقال الحزب إنه قصف بدفعات صواريخ وحدة مراقبة جوية و4 مستوطنات شمالي إسرائيل.
كذلك قال -في سلسلة بيانات عبر منصة تلغرام- إن مقاتليه قصفوا وحدة المراقبة الجوية بقاعدة ميرون برشقة صاروخية.
واستهدفوا بدفعات من الصواريخ مستوطنات شاعل وحتسور ودلتون وإييليت هشاحر، بعد إنذار وجهه الحزب لإخلاء مستوطنات شمال إسرائيل.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان -بينها حزب الله- بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، وسّعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا لجنوبه.
ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقارّ استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات. وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية لديها تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وخلف التصعيد الإسرائيلي في لبنان 2897 قتيلا و13 ألفا و150 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مع نزوح نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم منذ بدء العمليات الموسعة، وفق البيانات اللبنانية.