لبنان ٢٤:
2025-01-31@04:53:08 GMT

الخلاف القواتي – العوني إلى أين؟

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

الخلاف القواتي – العوني إلى أين؟

ليس جديدًا ذاك السجال الخلافي بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" على خلفية رفض "معراب" التجاوب مع مطلب "ميرنا الشالوحي" التجاوب مع دعوة الرئيس نبيه بري إلى جلسة حوارية يترأسها هو بنفسه وليس أحدًا أخر غيره. صحيح أن الخلاف "القواتي – العوني" قديم، ويعود في الأساس إلى مخلفات "حرب التحرير" وما تلاها من مناوشات سياسية وعسكرية لم تتوقف إلا عندما التقت مصلحتهما المشتركة عند تقاطع انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية من ضمن ما عُرف "اتفاق معراب"، الذي سقط عند أول امتحان عندما اختلط حابل المصالح الخاصة مع نابل المصلحة العامة.

وقد يكون التقارب الظرفي بينهما، وإن يكن من دون تنسيق مسبق، قد أملى على النائب جبران باسيل التماهي مع "المعارضة" في دعم مرشحها الوزير السابق جهاد ازعور، غير مترجم بتوافقات على نقاط كثيرة لا تزال تشكّل علامات فارقة في علاقة لم تخلُ في يوم من الأيام من التوتر العالي.      وقد ترك هذا التوتر أثاره السلبية العميقة على الساحتين المسيحية واللبنانية عند المفاصل المهمة منذ العام 1989 حتى اليوم، وبالأخصّ بعد تفاهم "مار مخايل"، الذي شكّل نقطة خلاف أساسية في تاريخ الحزبين المسيحيين الأكثر تمثيلًا نيابيًا، بحيث كان التنافس بينهما كبيرًا إلى درجة الخصومة التاريخية، التي لم تشهدها الساحة السياسية حتى في زمن الحرب، الذي لم يخلُ من المبادرات الحوارية، وإن لم تؤد إلى ما ينهي مآسي الحرب باستثناء الحوار، الذي رعته المملكة العربية السعودية بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، وقد انتج اتفاقًا عُرف باسم مدينة الطائف، التي جمعت نواب الأمة آنذاك.
فهذه الخصومة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لم تُترجم فقط في التنافس التمثيلي للساحة المسيحية، بل تخطّت بسلبياتها حدود البيت الواحد، حيث كان الخلاف ينشب بين أفراد العائلة الواحدة، وذلك على خلفية ما تركه الخلاف العمودي بين هذين الحزبين من تفاعلات سيئة على أداء القواعد الأفقية لكل منهما بدرجات متفاوتة.   وهذا الأمر المسيء إلى رمزية الوجود المسيحي في المنطقة، ويقول البعض إنه آيل إلى الذوبان، دفع الكثيرين من المسيحيين إلى الهجرة القاسية، التي تتزايد بفعل عوامل كثيرة، ومن بينها بالطبع الخلاف المسيحي – المسيحي، الذي يرى فيه بعض العقلاء من الطرفين تدميرًا لنضال عمره مئات السنين، حيث صمد الأجداد في الجبال الوعرة وقاوموا المحتلين ولم يساوموا على قدسية الحرية، التي تمسكوا بها حتى الرمق الأخير، وقد سفكت دماء كثيرة من أجل الحفاظ على هذه الفرادة في عيش قيم لم تكن تعني الكثير لبعض، الذين راودتهم فكرة اخضاع الجبل اللبناني لسلطتهم.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر فإن ما قاله لي صديق جاء من لبنان مؤخرًا في زيارة عمل لمونتريال ترك في نفسي ألمًا وحزنًا كبيرين. اصطحبته يوم السبت الفائت لتفقد فاعليات المهرجان اللبناني بنسخته الـ 22، حيث امتلأت ساحات المهرجان بأعداد لا تُحصى من المغتربين، فكانت أول ردّة فعل له أن قال لي بالحرف الواحد: "شيء يفرح، ولكنه في الوقت ذاته يؤلم ويدعو إلى الحزن".   ولأنه رأى في عيني علامات التعجب والاستفهام، قال لي: "أن أرى كل هؤلاء الناس مجتمعين يدًا بيد، ويقيمون حلقات الدبكة على وقع الأغاني اللبنانية الفولكلورية، أمر يدعو إلى الفرح، ولكن هذا الفرح لا يخلو من الحزن، وذلك لرؤية هذا العدد الهائل من اللبنانيين خارج وطنهم في الوقت الذي "يستقتل" كثيرون ليقيموا حيث لم يعد لأصحاب الدار مرقد عنزة. وعلى رغم كل ما يتهدّد بلاد الأرز من خطر وجودي لا نزال نرى من يُفترض بهم أن يكونوا موحدّين في التوجّه والرؤية مشرذمين ومشتتين ومختلفين ومنقسمين".
هذا الكلام الواقعي والقاسي في آن قد لا يعجب الكثيرين، ولكنه كلام يجب أن يُقال. وهذا لا يعني أن يكون "القواتيون" والعونيون" واحدًا كما هي الحال مع "الثنائي الشيعي"، ولكن على الأقل ألا يكون خلافهم سببًا يُضاف إلى أسباب أخرى كثيرة تدعو مسيحيي لبنان إلى اليأس والقنوط والشعور بالإحباط، ومن ثم إلى الهجرة.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": بدا أمراً بديهياً أن يستغلّ "حزب الله" امتناع الإسرائيلي عن إنجاز انسحابه كاملاً من كلّ بلدات الحافة الأمامية الجنوبية، فيقدم على ما أقدم عليه في الأيام الثلاثة الأخيرة. ولكن ما بدا غير طبيعي هو الإصرار الإسرائيلي على تمديد بقائه عسكرياً في جزء من المنطقة الحدودية اللبنانية، مما أوجد وضعاً متفجراً، مكّن الحزب من الاستفادة منه، فضلاً عن أنه خلّف انقساماً بين راعيي الاتفاق، فدعت فرنسا إسرائيل إلى التزام مندرجات الاتفاق، فيما ذهبت واشنطن إلى تغطية طلب إسرائيل تمديد مهلة انسحابها.
واقع الحال هذا أثار أيضاً تباينات في الداخل اللبناني، ولا سيما بعدما رفضت الشيعية السياسية بطرفيها "اتفاق" تمديد بقاء إسرائيل إلى الثامن عشر من الشهر المقبل، واعتبرت أنه تمّ من دون علمها.
حيال ذلك كان مبرراً أن يُطرح السؤال عن العوائد العسكرية والمكاسب السياسية التي يمكن تل أبيب أن تجنيها من وراء هذا التأخير المحدود لإتمام انسحابها، خصوصاً أنه كان أمامها فرصة الـ60 يوماً لتفعل فيها ما تشاء في إطار "إذلال بيئة المقاومة". لا يرى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس فرحات في حديث إلى "النهار" أي "مكاسب عسكرية يمكن الكيان أن يحصدها من بقائه حيث تمدّد في الجنوب، إذ إن حرب الـ66 يوماً التي خاضها في هجومه الأخير كانت كافية لتحقيق ما يريده ميدانيا".
وعليه، يميل فرحات إلى "الاستنتاج أن تمديد إسرائيل بقاءها في الجنوب يعود إلى أمرين:
الأول رغبتها في أن تثبت لجمهورها، خصوصاً مستوطني الشمال النازحين، والذين يبدون غير متحمّسين للعودة إلى مستوطناتهم، أنها ما تزال قابضة على زمام المبادرة ميدانياً، وتملك حرية الحركة.
الثاني أن مشهد غزة بعد اتفاق وقف النار الأخير وعودة الأهالي وظهور حركة "حماس" في وضع القوي، الذي لم تحطمه ضربات الـ15 شهراً، قد أرسى وضعاً أثّر سلباً على إسرائيل حكومة ورأياً عاماً. وعليه، وجدت تل أبيب ضالتها المنشودة للتعويض وتحسين الصورة في الجنوب اللبناني، فتُمدّد بقاءها، وتتصدّى بالرصاص للأهالي العائدين إلى قراهم". ورداً على سؤال، يقول فرحات: "الواضح أن إسرائيل انسحبت تماماً من القطاعين الغربي والأوسط، في ما خلا بعض المواقع، واحتفظت بمواقعها في القطاع الشرقي. وهنا نريد أن نتثبت من أنها عازمة فعلاً على الانسحاب بعد 18 الشهر المقبل، أم أنها ستظلّ تحتفظ بنقاط حاكمة وفق ما سرّبت سابقاً. وأنا أميل إلى الاعتقاد أنه بعد ما سجّل أخيراً من تطورات ميدانية، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تبقى في أيّ موقع من الجنوب لأسباب شتّى، عسكرية وسياسية، إذ لا يمكن مثلاً أن تمضي واشنطن قدماً في تغطية التوجّهات الإسرائيلية إلى النهاية".
ويخلص فرحات: "أما إذا تعنّتت إسرائيل وظلت مصمّمة على البقاء في أي نقطة تمددت إليها، فإن ذلك سيكون بمثابة شرارة لتفجير مشاكل وألغام وأحداث أمنية، خصوصاً أن انتفاضة الأهالي التائقين للعودة إلى أرضهم أثبتت أن ثمة إمكاناً لإلحاق الأذى بالإسرائيلي من خلال أمرين: المقاومة المدنية على شاكلة تجربة الأيام الأخيرة، وعمليات عسكرية موضعية ومحدودة تحاكي على نحو ما تجربة ما قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000".

مقالات مشابهة

  • سر تقبيل عبدالحليم حافظ يد أم كلثوم بفرح عمر خورشيد.. ناقد يوضح
  • دولفين يرد الجميل للبحار الذي أنقذه.. فيديو
  • جمال شقرة: الدولة المصرية تواجه تحديات كثيرة بسبب الأوضاع الإقليمية.. فيديو
  • جمال شقرة: مصر تواجه تحديات كثيرة بسبب الأوضاع الإقليمية
  • حركة إم 23.. جناح إثنية التوتسي المسلح الذي أحكم قبضته على الكونغو
  • بالفيديو| حاكم الشارقة يزور الصف الذي درس فيه بالمرحلة الابتدائية
  • ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟
  • وزير الثقافة والسياحة: لدينا أعمال كثيرة نأملُ إنجازَها وسنواجه أي مخطّط يستهدف الجبهة الثقافية
  • مدبولي: وظائف تقليدية كثيرة ستختفي مستقبلًا.. والذكاء الاصطناعي كان بلا أب بالدولة
  • إيران تمد يدها للسلام مع ترامب لطي صفحة الخلاف