أعرب رئيس وزراء هولندا مارك روته الثلاثاء عن "تفاؤل حذر" بتجاوز اعتراض هنغاريا على توليه منصب أمين عام حلف شمال الأطلسي، وذلك بعد محادثات مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان. 

الكلمة الفصل تبقى لواشنطن.. لندن تدعم رئيس الوزراء الهولندي لقيادة حلف الناتو خلفا لستولتنبرغ أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للناتو

وبعد نيله دعم قوى رئيسية، أصبح روته المرشح الأوفر حظا لخلافة الأمين العام الحالي للحلف ينس ستولتنبرغ الذي تنتهي ولايته هذا العام.

 

لكن روته وجد صعوبة في اقناع أوربان، كما أنه يواجه منافسة من الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، المرشح الآخر الوحيد. 

وقال روته للصحافيين بعد لقائه أوربان على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل "أنا متفائل بحذر بشأن هنغاريا". 

واشترط أوربان هذا الشهر لإسقاط اعتراضه ودعم روته أن يعتذر الأخير عن تعليقات سابقة انتقد فيها حكومة بودابست، وأن يسمح لهنغاريا بالابتعاد عن خطط حلف شمال الأطلسي لزيادة المساعدات لأوكرانيا. 

وكشف روته أن أوربان "لم يطلب اعتذارا، وأنا قلت إنني أخذت علما بوضوح بما حدث في هنغاريا فيما يتعلق بردود الفعل المجتمعية على ما قلته قبل عامين". 

Legion-Media رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ورئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان (صورة أرشيفية) 

وتابع "تركنا الأمر عند هذا الحد، أخذنا علما، ونتطلع بشدة إلى المستقبل، وهو لم يطلب أي اعتذار"، مضيفا أنه سيكتب الآن رسالة إلى أوربان يلخص فيها محادثاتهما". 

من جانبه، قال أوربان إن روته يمكن أن يحصل على دعمه إذا وافق على الالتزام بالاتفاق الذي أبرم مع ستولتنبرغ في بودابست الأسبوع الماضي لمنح هنغاريا خيار عدم المشاركة في خطط حلف شمال الأطلسي لمساعدة أوكرانيا. 

وأكد أوربان "الأمر يتعلق بالمستقبل، وليس بالماضي".  

وتضغط القوى الكبرى في حلف شمال الأطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن اختيار رئيس جديد للحلف خلال قمة تعقد في واشنطن الشهر المقبل. 

ومن المقرر أن يترك روته منصبه رئيسا للوزراء في هولندا بمجرد تشكيل حكومة جديدة في البلاد في الأسابيع المقبلة.

المصدر: أ ف ب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بودابست حلف الناتو ينس ستولتنبيرغ حلف شمال الأطلسی رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

بعد زيارة المجر.. باحث إسرائيلي يحذر: نتنياهو يتعلم من صديقه المستبد أوربان

أثارت زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى هنغاريا، كثيرا من الانتقادات الإسرائيلية، خشية من تبنّيه للنموذج المجري الخطير، في ضوء علاقته الوثيقة مع "صديقه الدكتاتور" فيكتور أوربان، الذي تسبّب بإضعاف المنظمات العمالية، وسنّ "قانون العبودية" الذي يسمح باستغلال العمال، وصادر صناديق التقاعد التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وبالتالي، فمن المرجح أن تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي أظهرت عدم مسؤولية فادحة تجاه الإسرائيليين، اتجاهها للسيطرة على المجال الاقتصادي أيضا. 

البروفيسور الإسرائيلي عيران ياشيف، أستاذ الاقتصاد في جامعة "تل أبيب"، أكد أن "توجه نتنياهو إلى المجر يتزامن مع تعرّضه للمقاطعة في البلدان الديمقراطية الليبرالية، ويواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فيما أعلن أوربان، رئيس الوزراء المجري المستبد وصديقه القديم، أنه لن يلتزم بمذكرة التوقيف، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت المجر في عهده بمثابة مختبر تجارب للأنظمة غير الليبرالية". 


وأضاف في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21"، أنه "وينبغي أن تكون التجربة المجرية بمثابة إشارة تحذير واضحة للإسرائيليين، مع توقع أن يتلقى نتنياهو دروسا من صديقه أوربان، المستبد المخضرم، حول سبل القضاء على النظام القضائي، وقمع الصحافة الحرة، وإلحاق الضرر المستمر بالأوساط الأكاديمية، كما سيحصل نتنياهو على مكافأة إضافية حول كيفية الإضرار بالعمال ومدخراتهم، وينبغي على كل عامل إسرائيلي أن يكون على دراية بهذه المخاطر الحقيقية".  

وأشار إلى أنه "خلال حكم أوربان، تم اتخاذ خطوات عدوانية في المجر أدت لإلحاق أضرار جسيمة بحقوق العمال، ومنظماتهم، ومستقبل معاشات التقاعد العامة، وإجراء تغييرات تشريعية في قانون العمل، أطلق عليه اسم "قانون العبودية"، بما يسمح لأصحاب العمل بإلزام موظفيهم بالعمل لمدة تصل 400 ساعة إضافية في السنة، وهي زيادة ملحوظة عن الحد الأقصى السابق البالغ 250 ساعة، ويمنحهم الحق بتأجيل دفع أجور العمل الإضافي لمدة ثلاث سنوات". 

وأضاف أن "الدرس الإسرائيلي المستفاد من المجر واضح، وهو أنه عندما تتركز الكثير من السلطة في أيدي الحكومة، في غياب ضوابط وتوازنات حقيقية، فإن الحقوق الاقتصادية والشخصية تصبح في خطر، خاصة وأن نظام التقاعد على وجه الخصوص يعكس قوة مؤسسات الدولة، فهو يعتمد على الثقة والاستقرار، والقدرة على التخطيط للمستقبل، وإن الضرر الذي يلحق بالمعاشات التقاعدية، إضافة لكونه ضرراً اقتصادياً، فهو إشارة واضحة لتدمير العقد بين الدولة ومواطنيها".  

وأكد أنه "في قضية المختطفين، أثبتت حكومة نتنياهو بالفعل شرّها المستمر، وعدم مسؤوليتها تجاه مواطنيها، ولذلك لا ينبغي توقع أن يكون أكثر موثوقية في مجال المعاشات التقاعدية، لأننا نشهد الآن تشريعات تهدف لإضعاف النظام القضائي، ويحتمل جدًا أن نشهد اتجاهًا مشابهًا لسحق الهستدروت، وهو نقابة العمال الإسرائيلية الكبرى في الدولة، وفي الوقت نفسه، تعمل ميزانية الدولة على توفير الموارد للقطاعات غير المنتجة خاصة الحريديم على حساب الاستثمار في الموظفين والبنية الأساسية". 


 ولفت إلى أن "كل هذا ليس بالصدفة، حيث تشكل هذه الممارسات جزءاً من اتجاه واسع النطاق ومثير للقلق يتمثل في تركيز السلطة السياسية لدى نتنياهو وحاشيته على حساب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وإذا استمرت الدولة بقيادته في السير على خطى المجر، فمن المعقول أن نتوقع ضرراً خطيراً بوضع العمال وحقوقهم ومعاشاتهم التقاعدية، مما يجعل من زيارته هناك، والدروس التي سيتعلمها فرصة لتعمّق هذه المخاوف، الأمر الذي يتطلب من الجمهور والهستدروت التحدث بصراحة وحزم، وفي أقرب وقت ممكن".  

وأكد أن "هذا التحرك الإسرائيلي الداخلي مهم كونه يتزامن مع قضايا أخرى عاجلة، أهمها عودة الانقلاب القضائي، واستمرار مسالة المختطفين، وفضيحة "قطر-غيت"، واستمرار حرب غزة، خاصة وأن 48% من جنود الاحتياط أبلغوا عن تعرضهم لأضرار اقتصادية كبيرة". 

وختم بالقول إنه "من الصعب أن نفهم لماذا الهستدروت ما زالت مترددة في الاحتجاج على سياسة الحكومة، مع أن الأمر يستدعي المقاومة النشطة الشرسة لها، وإعلان الإضراب العام، والبدء بضربة تحذيرية تجاهها، دون أي حاجة للانتظار على الإطلاق، لأن الحكومة الإسرائيلية تتجه للانحدار نحو الهاوية المجرية، ويجب أن تتوقف عن ذلك في النهاية".

مقالات مشابهة

  • بعد زيارة المجر.. باحث إسرائيلي يحذر: نتنياهو يتعلم من صديقه المستبد أوربان
  • بينما يقضي «نتنياهو» عطلته في هنغاريا.. الاحتجاجات تعمّ إسرائيل
  • أمين عام الناتو: الحلف ليس جزءًا من مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا
  • رئيس الكتائب: متفائل بمسار البلد الخارج من كبوة كبيرة
  • الناتو: ما تنتجه روسيا في ثلاثة أشهر من الذخيرة ننتجه في عام واحد
  • الناتو: ترامب ملتزم بالدفاع الجماعي بموجب ميثاق الحلف
  • رئيس أوغندا يعقد محادثات مع زعماء جنوب السودان وسط قلق من نشوب حرب أهلية جديدة
  • مصادر في الناتو: ترامب يفقد صبره مع بوتين
  • مصادر في الناتو: ترامب يفقد صبره بسبب "مماطلة بوتين"
  • "الناتو" يبحث تعزيز قدراته العسكرية وسط توترات عالمية