تصعيد اسرائيلي يسبق زيارة هوكشتاين للبنان: الى ما وراء الليطاني او الحرب
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
يرتقب وصول الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الى بيروت اليوم بعد محادثاته أمس في إسرائيل في مهمة تسابق التصعيد الميداني على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية. الا انه لم تظهر معطيات مشجعة او مرنة في شأن نجاحه في تبريد الجبهة خصوصا من جانب إسرائيل حيث نقل الإعلام الإسرائيلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطلبه من هوكشتاين نقل رسالة محددة الى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مفاده اما انسحاب "حزب الله" الى ما وراء الليطاني الان واما الحرب .
وقد استبق "حزب الله" وصول هوكشتاين بتكرار مقولة ربط التهدئة على الحدود الجنوبية بوقف الحرب في غزة كما برفضه أي منطقة عازلة ينسحب منها عن الخط الأزرق ، مع ان بعض التقارير الغربية تحدث عن مفاوضات غير مباشرة اجراها هوكشتاين قبل توجهه إلى إسرائيل ولبنان مع "حزب الله" عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري .
وترافق ذلك مع عودة التصعيد الميداني بعد يومين من انحسار العمليات اذ عادت المسيرات الى استهداف كوادر "حزب الله" واستهدفت مسيرة اسرائيلية امس سيارة عند اطراف بلدة الشهابية لناحية بلدة سلعا في قضاء صور، أدت الى مقتل محمد مصطفى أيوب وهو مسؤول ميداني في حزب الله"كما قصف الجيش الاسرائيلي سهل مرجعيون واطراف بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار - قضاء حاصبيا، وبلدة الخيام قرب الشاليهات، وبلدة العديسة قضاء مرجعيون. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة عنيفة مستهدفا اطراف بلدة عيترون، كما شن غارة اخرى على بلدة شقرا، استهدفت منزلا كان قد استهدف بغارة من مسيرة يوم امس، وافادت معلومات عن إصابة 3 أشخاص على الأقل بينهم طفل.
وكان عدد من سكان بلدات الناقورة ومروحين والضهيرة والبستان ويارين تقاطروا إلى بلداتهم، صباح عيد الأضحى، لزيارة المقابر ومَن تبقى من السكان فيها، مستفيدين من تهدئة غير معلنة ظهرت مؤشراتها في تراجع تبادل القصف منذ منتصف ليل السبت - الأحد، وحتى بعد ظهر الأحد حيث شهدت المنطقة قصفاً محدوداً.
وأفاد إعلام إسرائيلي بأن نتنياهو التقى المبعوث الاميركي وبحثا الوضع في غزة والجبهة الشمالية. وقال نتنياهو لهوكشتاين: "ستنقلون رسالة واحدة لرئيس وزراء لبنان، إما عودة "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني الآن أو الحرب".وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هوكشتاين أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أنه من دون خطة لليوم التالي للحرب في غزة من الصعب التوصل لاتفاق بشأن الجبهة مع لبنان.
ولاحقاً، التقى هوكشتاين زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وتناول اللقاء موضوع الحدود الشمالية وعودة السلام والأمن لسكان الشمال. وقال لابيد: "على سكان الشمال العودة إلى منازلهم"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل منطقة بأكملها تتعرض لإطلاق النار منذ ثمانية أشهر". وأضاف: "تحتاج إسرائيل إلى إبعاد "حزب الله" عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال".
وأوضح متحدث باسم السفارة الأميركية في إسرائيل أن هوكشتاين موجود في إسرائيل "كجزء من جهود إدارة بايدن لمواصلة منع التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".
وكان مسؤولون إسرائيليون كشفوا في وقت سابق عن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل في محاولة لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله من التحول إلى حرب شاملة، وفق موقع "آكسيوس". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر ان "هوكشتاين أجرى محادثات غير مباشرة مع حزب الله بوساطة الرئيس بري". وأشارت المصادر، إلى أن "الأطراف تناقش التوصل لاتفاق مبدئي لإنهاء الأعمال العدائية يكون مرتبطا بوقف إطلاق النار في غزة". وأفادت الصحيفة، بأن "هوكشتاين وحزب الله ناقشا التوصل لاتفاق ينهي التوتر مع إسرائيل".
وبحسب خبراء مطلعين، فإن هوكشتاين لا يستطيع منع التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، لكنه سيسعى إلى ذلك، لأن تأثيره على "حزب الله" يعتبر هامشيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إنه رغم زيادة حدة المواجهات عند الحدود الشمالية لإسرائيل نعتقد أن القتال لا يزال قيد الاحتواء، وتقييمنا أن الحرب في غزة لم تتمدد لتشمل إسرائيل ولبنان لكننا نحث على تلافي التصعيد.
وسيلتقي هوكشتاين في بيروت اليوم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزف عون العائد من زيارة الى الولايات المتحدة الأميركية، التقى فيها بالمسؤولين الأميركيين ومن بينهم هوكشتاين نفسه وبحث معهم في سبل مساعدة الجيش اللبناني. وتؤكد المعلومات أن قائد الجيش شدد أمام الأميركيين على التحديات التي تواجه لبنان وتستوجب الحصول على المزيد من الدعم، وقد حصل على موافقة أميركية على استمرار توفير المساعدات.
ولكن "حزب الله" استبق وصول هوكشتاين واعلن عبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "المطلوب من الإدارة الأميركية أمر واحد، وهو وقف الحرب على غزة، لأن القرار بيدها لو كانت جادة، وبدل نقل رسائل التهويل، عليها إبلاغ نتنياهو قراراً فعلياً بوقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وعندها تتوقف بقية الجبهات بما فيها لبنان، وغير ذلك لن يجدي نفعاً، لأن المقاومة في لبنان لا تخضع للتهديد، وهي مستعدة لكل الاحتمالات، وما تقوم به هو للضغط على حكومة نتنياهو كي توقف عدوانها على غزة" . وقال ان "فكرة المنطقة العازلة، هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعاً للنقاش، لأن المقاومة موجودة في أرضها وتدافع عنها، بينما العدو هو من يحتل أرض الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني، وعليه أن يخرج منها، والطرح الوحيد القابل للحياة هو وقف العدوان وفق ما تقبل به المقاومة في فلسطين لتقف جبهة لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل تريد منع حزب الله من استعادة توازنه والتأثير أيضا على بيئته الحاضنة، معتبرا قصف ضاحية بيروت الجنوبية قد يكون لأهداف استخباراتية بعيدة المدى.
جاء ذلك في تعليق حنا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى بمنطقة الحدث في الضاحية الجنوبية اليوم الأحد، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "حزب الله خزن أسلحة كبيرة ومهمة في الموقع المستهدف".
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية "دمرت بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".
تصاعد أعمدة الدخان إثر غارة إسرائيلية على مستودع بمنطقة الحدث عند الضاحية الجنوبية لبيروت#الأخبار pic.twitter.com/Y2tldVk0pq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن استهداف الضاحية يعني استهداف معقل حزب الله، ومنع إعادة إعمارها، لافتا إلى أن الهدف قد يكون ثانويا من أجل تتبع أهداف استخباراتية إسرائيلية بعيدة المدى.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل ترسل رسالة عبر هذا القصف "لتؤكد ما تملكه من معلومات استخباراتية أو تنفي ذلك مثل وجود شخصيات معينة"، مشيرا إلى أنها "ستراقب كيف ستتصرف هذه الشخصيات في هذه الحالة".
إعلانولخص حنا هذه العملية بـ"اختبار المنظومة"، واصفا إياها بـ"الرابحة لإسرائيل"، إضافة إلى كونها حربا إعلامية ونفسية إسرائيلية.
وتواصل إسرائيل -رغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024- استهدافها جنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت أكثر من 1342 خرقا، مما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.
ووفق حنا، فإن إسرائيل تحاول التحكم بسماء لبنان وفرض سيطرتها عليه عبر قواعد اشتباك جديدة ترتكز على "البقاء في مواقع معينة في الجنوب، والتحليق والخروج متى تشاء من دون محاسبة".
وتؤكد تل أبيب بقصفها الضاحية الجنوبية أنها أمام "مرحلة جديدة عنوانها انتهاء عهد حزب الله وقياداته الوازنة" -حسب حنا- الذي قال إن جيش الاحتلال يحاول تثبيت الردع لا ترميمه.
التبرير الإسرائيليووصف الخبير العسكري التبرير الإسرائيلي بوجود أسلحة في الموقع المستهدف بـ"السخيف"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود انفجارات متتابعة وغياب أضرار في المناطق المحيطة.
وأعرب عن قناعته بأن إمكانية عودة حزب الله إلى الحرب "صعبة" بسبب رغبته في الاهتمام بالبيئة الحاضنة وإعادة تأهيل نفسه، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي قد يحمل أهدافا غير عسكرية.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستهدف دوائر حزب الله، وهي: القيادة والسيطرة، والبنية التحتية التي تشغل البعد العسكري، والوحدات العسكرية. ونجحت في ذلك إلى حد ما.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وقد تنصل الجيش الإسرائيلي من استكمال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي -خلافا للاتفاق- إذ نفذ انسحابا جزئيا ويواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلها في الحرب الأخيرة.
إعلانكما شرعت إسرائيل أخيرا في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.