أول رد من أنصار الله على العقوبات الأمريكية الجديدة
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
الجديد برس:
دعا الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله، محمد عبد السلام، العالم للخروج من دائرة الصمت ورفع الصوت في وجه أمريكا لإيقاف إرهابها الدموي الوحشي بدعمها المفتوح والمفضوح للاحتلال الإسرائيلي.
وقال عبد السلام في منشور بحسابه على منصة “أكس”، مساء الإثنين، إن “مساندة أمريكا لإسرائيل لارتكاب جرائم القرن في غزة تمثل الإرهاب الحقيقي الذي يشكل خطراً على العالم وتهديداً جدياً للسلام العالمي”.
وأضاف عبد السلام أن “موقف اليمن المتمثل بالعمليات البحرية هو مساندة الضحية في مواجهة الجلاد الأمريكي والإسرائيلي”.
وتابع: “ندعو العالم للخروج من دائرة الصمت ورفع الصوت في وجه أمريكا لإيقاف إرهابها الدموي الوحشي بدعمها المفتوح والمفضوح لإسرائيل ضد قطاع صغير محاصر ينتشر به الدمار والدماء من كل الجهات”.
وأكد عبد السلام أن “الإرهاب الأمريكي يقوى على إشاعة الفوضى في العالم ولكنه لن يقوى على تطويع الأمم والشعوب الحرة المستعدة للمواجهة والمتمسكة بإرادة التحرر والاستقلال”.
وجاءت تصريحات الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله بعد أن أعلنت الخزانة الأمريكية في وقت سابق يوم الإثنين فرض عقوبات على شخصين وخمسة كيانات وجهات صينية سهلت شراء وتمويل الأسلحة لجماعة الحوثيين لشن هجمات بحرية.
وبحسب نص البيان الصحفي المنشور يوم الإثنين (17 يونيو)، على موقع وزارة الخزانة الأمريكية، تتخذ هذه الكيانات مقرات لها في كل من الصين وسلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وزعمت الخزانة الأمريكية في البيان، إنها فرضت عقوبات على جهات مركزها الصين بينها سفينة مملوكة لشركة مقرها دولة الإمارات العربية وشركة موجودة في سلطنة عُمان.
وبحسب الخزانة الأمريكية، فإن من بين العقوبات على كيانات لضلوعها في تسهيل شراء الحوثيين للأسلحة، شركة غوانتشو تسنيم التجارية المحدودة (Guangzhou Tasneem) ومقرها هونج كونج.
وقالت الخزانة: “يستهدف هذا الإجراء الجهات الفاعلة الرئيسية التي مكنت الحوثيين من تحقيق الإيرادات والحصول على مجموعة من المواد لتصنيع الأسلحة المتقدمة التي يستخدمونها الآن لشن هجمات إرهابية مستمرة ضد السفن التجارية”، حسب وصفها.
مساندة أمريكا لإسرائيل لارتكاب جرائم القرن في غزة تمثل الإرهاب الحقيقي الذي يشكل خطرا على العالم وتهديدا جديا للسلام العالمي، وأما موقف اليمن بعملياته البحرية فهو مساندة الضحية في مواجهة الجلاد الأمريكي والإسرائيلي.
ندعو العالم للخروج من دائرة الصمت ورفع الصوت في وجه أمريكا…
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) June 17, 2024
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الخزانة الأمریکیة عبد السلام
إقرأ أيضاً:
أنصار الله في مواجهة الأمريكيين.. كيف يمكن أن ينتهي هذا الاشتباك غير الطبيعي؟
يخوض أبناء اليمن معركة استثنائية في مواجهة الأمريكيين، يمكن القول إنها على المستويات والمقاييس كافة -العسكرية والأمنية والسياسية والاستراتيجية- معركة غير تقليدية وغير مسبوقة تاريخيًا، لا في عناصرها ولا في وقائعها.
آخر الوقائع والمعطيات عن هذه المعركة المفتوحة، منذ أن اتخذ القرار اليمني بإسناد غزة والشعب الفلسطيني بعد طوفان الأقصى، أضاء عليها المتحدث العسكري اليمني العميد يحيى سريع مشيراً الأحد 30 مارس 2025 إلى أن: “القوات المسلحة اليمنية تواصل -للأسبوع الثالث على التوالي- التصدي المسؤول والفاعل للعدوان الأمريكيّ المستمرّ على بلدنا”.
ومضيفًا: “قواتنا اشتبكت مع “ترومان” والقطع الحربية المعادية في البحرِ الأحمر لثلاث مرات خلال الـ 24 ساعة الماضية”، مشيرًا إلى أنّ عملية المواجهة والاشتباك نفذت “من خلال القوة الصاروخية، وسلاح الجوّ المسيّر، والقوات البحرية، وذلك بعددٍ من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة”.
لناحية التفاصيل التقنية والعسكرية التي تضمنها البيان الأخير للعميد سريع، ما من شيء جديد لناحية الأهداف التي تم التدخل ضدها: (سفن ومدمرات حربية وحاملات طائرات)، أو لناحية الأسلحة المستعملة في الاشتباك من قبل الوحدات اليمنية: (صواريخ باليستية، وصواريخ كروز مجنحة ومسيّرات)، أو لناحية جغرافية الاشتباك:(البحر الأحمر ومحيط باب المندب وخليج عدن وبحر العرب وصولًا إلى المياه الجنوبية لخليج عمان).
فكل ذلك (الأهداف والأسلحة والجغرافيا)، تتكرر بشكل دائم، في الاشتباكات أو في البيانات، وكأنها أصبحت أعمالاً قتالية روتينية، لا أحد يبحث أو ينظر في حسمها، أو كأنها أصبحت حرباً ثابتة دون أفق واضح لنهايتها، وهنا تكمن الناحية الغريبة وغير التقليدية أو غير الطبيعية في الأمر: اشتباك متواصل في الزمان وفي المكان، بين الوحدات اليمنية التي تقودها حكومة صنعاء وقيادة أنصار الله الحوثيين، والمحاصرين – منذ نحو عشر سنوات – برًا وبحرًا وجوًا ، وبين وحدات البحرية الأمريكية والملحقة بها بعض الوحدات الغربية – بريطانية بشكل خاص – والمجهزة بأهم حاملات الطائرات في العالم، بمواكبة مروحة واسعة من سفن الدعم والدفاع الجوي والمدمرات البحرية.
الأهم والحساس في الموضوع، أن هذه القدرات والإمكانيات العسكرية الضخمة التي تنشرها واشنطن في المنطقة البحرية المذكورة أعلاه، هي نفسها التي تشكل بالأساس، إحدى أجنحة القوة الموضوعة بتصرف القوات الأمريكية، والمخولة بتحقيق التوازن العسكري الأمريكي على الساحة العالمية، وهي ذاتها من الوحدات الأساسية، والمكلفة بفرض الردع الاستراتيجي بمواجهة القوى الكبرى المنافسة، أي الصين وروسيا، في الشرق الأوسط وامتدادًا إلى شمال المحيط الهندي وصولاً إلى شرق آسيا.
من هنا، ولأن أمر صمود وثبات الوحدات اليمنية بمواجهة هذه الإمكانيات، هو أمر استثنائي وغير طبيعي، ولم يعد مفهوماً لناحية المعادلات العسكرية المعترف بها، أو لناحية قواعد الحروب المعروفة عالمياً.
ولأن الأمريكيين كما يبدو، فقدوا القدرة على اكتشاف مفاتيح الحسم وإنهاء هذه المواجهة لمصلحة تحقيق الأهداف التي وضعوها لها. ولأن الأمر أصبح مكلفاً للأمريكيين معنوياً وسياسياً، وبات له تأثير سلبي في موقعهم وفي موقفهم على الساحة الدولية. ولأن استمرار هذا النزف المعنوي نتيجة فشلهم في حسم المواجهة، سيفرض تأثيراً سلبياً غير مسبوق في موقعهم الدولي.
لأجل كل ذلك لم يعد من المستبعد أن يجد الأمريكيون طريقهم نحو إنهاء هذه المواجهة بالتي هي أحسن وبالقدر الذي يحفظ موقفهم، وبالمستوى المناسب لموقعهم الدولي.
كاتب لبناني