خزي وذل وعار وفضيحة في الدنيا قبل الآخرة هو حال جواسيس الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية الذين تم كشف خليتهم التجسسية من قبل أجهزة الأمن والمخابرات اليمنية في واحد من أهم وأبرز الإنجازات الأمنية التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية مؤخرا، إنجاز يعكس اليقظة والجهوزية العالية، والحس الأمني الدقيق الذي أمكن بفضل الله وعونه وتوفيقه من كشف خلية تجسسية هي الأخطر والأكثر ضررا بين مختلف الخلايا التجسسية التي تم ضبطها منذ بداية العدوان على بلادنا وحتى اليوم.
ارتباط مباشر بالأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والإسرائيلية، وتنسيق تام مع الجهات والهيئات الأمريكية الرسمية والإسرائيلية عبر السفارة الأمريكية في صنعاء، ومن خلال المنظمات والهيئات الأمريكية والأممية التي تعمل تحت غطاء العمل الإنساني وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية، ترتيبات دقيقة جدا، وعمل منظم ومدروس، وعمليات استقطاب واسعة لخونة وعملاء داخل مؤسسات الدولة المختلفة، وخطط طويلة المدى الهدف منها الإضرار باليمن الأرض والإنسان.
استهداف للزراعة للحيلولة دون الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي المستدام، من أجل أن يظل اعتمادنا على القمح والدقيق والحليب الأمريكي، من خلال نشر الحشرات والآفات الزراعية، ومحاربة البذور المحلية وتدمير التربة من خلال البذور المهجنة التي تلحق بالغ الضرر بالتربة وتقلل من جودة المحاصيل وتقضي على البعض الآخر منها بإشراف ودعم مباشر من قبل وزارة الزراعة الأمريكية، واستهداف للتعليم على مستوى المناهج الدراسية وعملية التدريب والتأهيل وأوجه الدعم المخصصة لقطاع التربية والتعليم وكل ذلك من أجل إفراغ التعليم من محتواه، من أجل بناء جيل جاهل، جيل سطحي الفكر وعاطفي المشاعر ينقاد خلف الإغراءات، ويميل مع الأهواء، واستهداف للصحة المرتبطة بحياة الناس من خلال نشر الأمراض والأوبئة عبر الحرب البيولوجية القذرة التي كانت السفارة الأمريكية منطلقا لها، بغية القضاء على الثروة البشرية التي يمتلكها اليمن والتي تمثل مصدر رعب للصهاينة والأمريكان وخصوصا عقب بزوغ فجر المسيرة القرآنية، والتي جذبت الكثير منهم.
عمل شيطاني إجرامي يكشف حقيقة أمريكا، وحقيقة الأدوار والمهام الاستخباراتية التي تقوم بها السفارات الأمريكية في عواصم العالم، والغريب في موضوع خلية الجواسيس التي تم ضبطها قبل أيام أنها أظهرت عدم ثقة الأمريكان بالنظام السابق وعدم احترامهم له، رغم كل ما قدمه لهم من خدمات وتسهيلات سيادية كانت كفيلة بأن تولد فيهم حالة من الثقة المطلقة تجاهه، ولكن الأمريكي لا يثق في أحد، ودائما ما يستخدم الأنظمة العميلة لتحقيق أهدافه وتمرير أجندته وتنفيذ مخططاته التآمرية التدميرية التخريبية.
طبيعة المعلومات التي أفصح عنها الجواسيس تحمل تفسيرا واحدا وهو ما ذهب إليه الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه بأن أمريكا عدوة الشعوب على مستوى العالم، وأنها الشيطان الأكبر الذي يسعى للهيمنة على المنطقة ونهب ثرواتها والاستحواذ على خيراتها، استهداف للبذور وللفواكة والخضروات والحبوب ومحاربة صريحة للزراعة تحت يافطات وعناوين عدة، اختراق خطير لمؤسسات الدولة من قبل بعض ضعاف النفوس الذين تحالفوا مع الشيطان ضد وطنهم وشعبهم.
لا يريدون لنا أن نعيش أعزاء كرماء، يريدون لنا حياة الذل والمهانة، يريدون أن نظل نستجدي منهم قوتنا، وأن نتلقى منهم الأوامر والتوجيهات، وأن نعلن لهم الولاء والطاعة، وهو الأمر الذي يجعلنا في المستقبل لقمة سائغة وفريسة سهلة، من السهل عليهم ابتلاعها والانقضاض عليها متى ما قرروا التخلص منها، يسخرون الأموال من أجل تدمير اليمن وإقلاق أمنه واستقراره ومحاربة اقتصاده والتضييق على شعبه، ومن أجل ذلك يجندون الكثير من الجواسيس تحت إغراءات المال والجنسية وغيرها ليحققوا مآربهم الشيطانية، ولكن الله مع هذا الوطن الحبيب، وهذا الشعب الطيب، حيث تحبط أعمالهم وتكشف مؤامراتهم وتفضح خلاياهم التجسسية وتقع في قبضة العيون الساهرة، فاضحة لهم ولسياستهم التآمرية وانتهاكاتهم السافرة للسيادة اليمنية، وتجاوزهم للأعراف الدبلوماسية فيما يتعلق بالمهام والمسؤوليات المنوطة بالسفارات والملحقيات والقنصليات، والتي حولوها إلى أوكار للتجسس والاستهداف المباشر لمقدرات وثروات الشعوب والأوطان.
هذه هي أمريكا، وهذه هي حقيقتها، وهذا هو وجهها القبيح، وهذه هي سياستها الأكثر قبحاً، السياسة التي لم يعد لها أي قابلية أو رواج في اليمن بعد ثورة ٢١سبتمبر ٢٠١٤م على الإطلاق بفضل الله ونصره وعونه وتمكينه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بشرى كركوبي.. الضابطة المغربية التي تقود نهضة التحكيم الإفريقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعتبر المرأة المغربية نموذجاً للعطاء والتميز، استطاعت عبر العصور أن تواجه كل التحديات، تمتلك قدرات استثنائية تمكنها من التفوق في العديد من المجالات وتجعلها مصدر إلهام عربي وعالمي.
بشرى كركوبي، الحكم الدولي في كرة القدم، واحدة من ألمع النماذج المغربية، جمعت بين التميز المهني والتميز الرياضي، استطاعت أن تحقق إنجازات رائدة محلياً وقارياً ودولياً، إيمانها بأحلامها وقدراتها كان حافزاً قوياً لتحدي الصعوبات والقيود الاجتماعية بغرض الوصول إلى القمة، تزاوج بين مهامها المهنية في الشرطة برتبة "مفتش شرطة ممتاز"، حيث تعمل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس المغربية، وبين حملها للشارة الاحترافية كحكم دولي.
ولدت بشرى عام 1987، بمدينة تازة المغربية الواقعة بين جبال الأطلس المتوسط وجبال الريف، أحبت كرة القدم منذ صغرها لكن عائلتها المحافظة وقفت ضد رغبتها، مما جعلها تتمرد على الصورة النمطية للمرأة وتقرر مزاحمة الرجال في مجالات كانت حكراً عليهم خلال سنوات عديدة، ليلمع اسمها كأول امرأة أفريقية تتأهل كحكم الفيديو المساعد الفار(VAR)، هذه التقنية الذي تفرد بها المغرب أفريقياً في السنوات الماضية.
انضمت بشرى إلى المؤسسة الأمنية كضابطة شرطة، هذا الجهاز القوي الذي يرأسه السيد عبداللطيف الحموشي والذي يعد أبرز الشخصيات المغربية لتمتعه بشعبية كبيرة لدى المغاربة، حيث يتبنى رؤية حديثة انعكست على مسيرة بشرى كركوبي، إذ لا تقتصر مهامه على حفظ الأمن بل الإسهام في دعم وبناء قدرات المنتسبين لهذه المؤسسة الأمنية ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم من خلال توفير بيئة محفزة، الأمر الذي دفع بهذه الضابطة إلى التشبث بطموحها الرياضي وتحقيق التميز في مجال تحكيم كرة القدم، وبشخصيتها القوية وإدارتها الجيدة في الملعب كحكم، استطاعت لفت انتباه عشاق المستطيل الأخضر ودخول التاريخ بتتويجات مهمة.
انطلقت بشرى في مجال التحكيم عام 2001 من خلال مباريات محلية، وانضمت بعد ذلك إلى قائمة الحكام الدوليين المعتمدين لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، لتكون أول خطوة نحو مشاركات عالمية وقارية مهمة، وبفضل كفاءتها العالية، أصبحت بشرى كركوبي أول امرأة في تاريخ المغرب تدير نهائي كأس العرش سنة 2022، أما الحدث الأكبر عندما وقع عليها الاختيار وأصبحت أول امرأة تدير بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجال في 2024، كما أنها اختتمت نفس السنة بتتويجها بجائزة أفضل حكم في أفريقيا خلال حفل الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم الذي أقيم مؤخرا في مدينة مراكش.
لبنة أخرى في مسار التفوق المغربي في المجال الرياضي يتجسد في شخص بشرى كركوبي التي أكدت أن المرأة المغربية تستطيع أن تثبت حضورها في مواقع القرار سواء داخل جهاز الشرطة أو على المستطيل الأخضر، نجاحها لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة كفاح ومثابرة لسنوات طويلة، هي اليوم نموذج ملهم ليس فقط في المغرب، بل على مستوى القارة الأفريقية والعالم.
*كاتبة وإعلامية مغربية