الجهاد فرض لتحرير الأوطان والإنسان
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الأمة العربية والإسلامية للاحتلال والاستعمار فقد جاء الرومان والفرس والتتار والصليبيون والبرتغاليون والفرنسيون والبريطانيون والسوفيت وغيرهم من أمم الأرض في فترات القوة لهم والضعف والتفرق للأمة العربية والإسلامية، وفي كل مرة يأتون يكون الحل هو الجهاد، فهو ثقافة التحرر والنهوض واسترداد العزة والكرامة، فالجهاد كفرض لا يعترف بالكثرة، ولا بالكم بل إنه يعتمد في الأساس على القدرات الذاتية وعلى تنفيذ توجيهات القرآن الكريم وقبل ذلك على توثيق الصلة بالله، واتباع نهج خاتم المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة الأبطال العظماء من آل البيت والصحابة والتابعين، فالله سبحانه وتعالى يأمر المؤمنين بقوله: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ”، وحث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على الرباط في سبيل الله فقال: ” رباط يوم في سبيل الله أفضل من قيام رجل وصيامه في أهله شهراً”، وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وآله وسلم “فعليكم بالجهاد وأن أفضل جهادكم الرباط، وأن أفضل رباطكم عقلان”، وهما حديثان صحيحان وحديث ثالث” رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولروحة يروحها العبد في سبيل الله ولغدوة خير من الدنيا وما فيها”، ووصل التفضيل في حديث صحيح آخر إلى ألف يوم في ما سواه من المنازل، بل إنه يتعدى أجره عبادة مائة سنة، قال صلى الله عليه وآله وسلم “لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان أعظم أجر من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا أراه، قال: من عبادة ألف سنة صيامها وقيامها، فإن رده الله إلى أهله سالما، لم تكتب عليه سيئة ألف سنة وتكتب له الحسنات ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة”.
ولأن الجهاد أعظم الأعمال وسنام الإسلام به يعز الله الدين، ويدفع الظلم والإجرام ولذلك أوصى رسولنا الكريم بالجهاد وحذر من التقاعس عنه قال صلى الله عليه وآله وسلم “إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم”.
والذل والهوان اليوم ناتج عن التقاعس وعدم الجهاد ضد أعداء الأمة وخاصة اليهود والنصارى الذين يسعون لتدارك الإخفاقات السابقة في حربهم وإجرامهم ضد المسلمين خلال الحملات الاستعمارية والحملات الصليبية، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القدوة والأسوة الحسنة، في سلمه وحربه، وجهاده للأعداء، وكذلك صحابته الكرام عليهم رضوان الله، وآل بيته الطاهرين الذين خلد التاريخ بطولاتهم وشهادتهم، منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وحمزة والحسين والحسن –عليهم السلام- وزيد بن علي -عليه السلام- الذي أحيا فقه الجهاد ومثل القدوة الحسنة في أفعاله وأقواله، حيث نظر إلى التقاعس فوجد أن حب الدنيا أساس في العيش الذليل قال -عليه السلام-: “من أحب الحياة عاش ذليلا” وأكد على أهمية إخلاص النية في الجهاد فقال: “لا تقولوا خرجنا غضبا لكم ولكن قولوا خرجنا غضبا لله ودينه”، ويطلق صيحته المدوية في مواجهة المتقاعسين عن الجهاد والمتخاذلين فيقول: “والله ما كره قوم قط حر السيف إلا ذلوا”، ولذلك فقد كان المقدام الذي يواجه الباطل ويقيم الحق وحينما أصيب -سلام الله عليه- ردد كلمة جده الكرار أمير المؤمنين “الحمد لله الذي رزقني الشهادة”.
لقد عمل اليهود والصليبيون الجدد على إبعاد المسلمين عن مصادر عزهم ونصرهم وتوحدهم واستفاقتهم، مستخدمين أكثر الأساليب خبثا وإجراما بمحاربة العقيدة الصحيحة والإيمان السليم وزرع العقائد الفاسدة ودعمها وإفساح كل الوسائل لتصل إلى الجماهير بكل حرية وسهولة، وفي الجانب الآخر نجد التشويه المتعمد لحقائق الدين والنماذج التي تمثله، وحتى إذا وضعت فإنه يتم اختزالها في جانب دون بقية الجوانب، فمثلا تم تجاهل تدريس النماذج والقدوات من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإسهاماتهم في الجهاد والعلم ونشر دعوة الإسلام ومواجهة الظلم والطغيان، وتم في مقابل ذلك تدريس ما ورد عن علماء الغرب والشرق والمشهورين، وجعلهم هم القدوات، وحتى في مناهج التدريس اليمنية ورسائل الماجستير والدكتوراه غيبت النماذج الإسلامية وتم تجاهل كل التراث الإسلامي في كافة المجالات مع وجود جهود علماء لحضارة قادت العالم لأكثر من ألف وأربعمائة عام وكان لها الفضل والريادة في إخراج الغرب من عصور التخلف والجهل والظلام إلى مصاف الحضارة، والإنسانية، ويكفي الإشارة إلى أن حضارة المسلمين في الأندلس استمرت لأكثر من ثمانية وخمسين عاماً، وما زالت آثارها شاهدة على عظمة ورقي الحضارة الإسلامية بشكل عام في كافة المجالات، وعنها أخذ الغرب علومه وحضارته التي يفتخر بها اليوم، مع أن الفارق في الأخلاق والقيم لن يصل إليها الغرب ولا الشرق؛ لأنها نتاج اجتهادات بشرية بخلاف المنهج السماوي والإلهي الذي اختاره الله، واختار أمته لتكون هي القائمة على آخر الرسالات السماوية.
حاربوا الإسلام كعقيدة وشريعة، ونصبوا علماء اختاروهم لهذه المهمة، يجيدون إحياء الخلافات المذهبية والفقهية كمقدمة لتحطيم أواصر الالتقاء بين المسلمين، وبذلك يتم تقديم القرابين للقتلة والمجرمين الطامعين في السيطرة والاستعمار، فقد انهارت الخلافة الإسلامية العباسية تحت ضربات المغول والتتار بعد أن وصل الخلاف بين المذاهب الإسلامية إلى أوجه على مسائل فقهية لا طائل من الاختلاف فيها، وفي تعدد الآراء سعة ورحمة، ومثل ذلك حدث عند استيلاء الصلبيين على القدس.
واليوم يعمل الصهاينة والحلف الصليبي المساند لهم على تشويه فريضة الجهاد في سبيل الله، سواء بوصف الجهاد وتصنيفه على أنه إرهاب، أو بنشر التخاذل عن نصرة المستضعفين من المسلمين وغيرهم، أو بتبني الجماعات الإرهابية والتكفيرية المستحلة لدماء المسلمين، أو بتوظيف المجرمين كمرتزقة يعملون تحت رايات إسلامية ليمارسوا أبشع وأقذر الجرائم على أنها جماعات إسلامية، مع أنها جماعات تم إنشاؤها بواسطة المخابرات الأمريكية والأوروبية عموماً (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا وغيرها) من الدول التي تدعم الكيان الصهيوني، وتريد استمرار بقائه جاثماً على أرض فلسطين ليؤدي مهمة تمزيق الوطن العربي والوحدة الإسلامية، نيابة عن الغرب وبأسلوب استعماري يتفوق في إجرامه على جرائم الاستعمار القديم، وهي مهمة أوكلت لليهود لأنهم يمتلكون من الإجرام والطغيان والاستعداد لسفك الدماء وقتل الأحياء ما يفوق الخيال، ويعزز إجرامهم تضافر جهود الحلف الصليبي الذي يتماثل معهم في إجرامه وظلمه، وفلسطين كأرض محتلة شاهد على ذلك، وغزة وغيرها من ساحات المواجهة (جنوب لبنان، والجولان السوري، وسيناء المصرية) لا زالت شواهد حية وماثلة على عقليات الإجرام والإبادة التي تريد إهلاك الحرث والنسل، وقد بين الله ذلك فقال: (ويَسْعَوْنَ فِيْ الأَرْضِ فَسَادَاً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِيْن).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأزهرى: 40 تيار متطرف تبدأ بالأخوان المسلمين وتنتهى بداعش
أعلن الدكتور أسامه الأزهرى وزير الأوقاف، أنه يوجد 40 تيار متطرف فى انحاء العالم بداية من الاخوان المسلمين ونهاية بداعش وان هذه التيارات أو جدت 35 فكرة متطرفة منها 7 افكار مشتركة بينهم مثل التكفير والهجرة والجهادية وغيرها.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها وزير الاوقاف فى جامعة الفيوم، اليوم، تحت عنوان "تصحيح المفاهيم المغلوطة فى ضوء وسطية الاسلام"، والتى شهدها الدكتور ياسر مجدى حتاتة رئيس الجامعة، والدكتور عاصم العيسوى نائب رئيس الجامعة وعمداء الكليات ووكلاء وزارة الاوقاف والأزهر، وممثلون عن الاوقاف والازهر الكنيسة فى الفيوم وطلاب الجامعة.
مال على جاره بالسيفاستشهد الدكتور اسامه الازهرى بالحديث النبوى الذى قال فيه "إنما اتخوف عليكم رجل اتاه الله القران حتى اذا رؤيت عليه بهجته وكان ردءا للاسلام غيره الى ماشاء ,فمال على جاره بالسيف ورماء بالشرك"، مؤكداً أن كل الذين تطرفوا يحملون القران ولكنهم يؤلونه الى غير مقاصد الشريعة وان هذا هو الفرق بين رجل حمل القران مثل الشيخ محمد متولى الشعراوى وقام بتفسيره ولم يغيره الى افكار متطرفه على عكس كثيرين مثل ابو بكر البغدادى وابو مصعب الزرقاوى وغيرهم الذين ينطبق عليهم ما قاله الرسول الكريم "غيره الى ماشاء الله .فمال على جاره بالسيف ورماه بالشرك"
وأشار وزير الاوقاف، إلى ضرورة مواجهة الفكر المتطرف بالفكر الامن الذى يبنى المجتمعات ولا يهدمها وضرب مثلا بالسيدة زبيدة بنت جعفر بن المنصور الخليفة العباسى والتى تزوجت هارون الرشيد وكان ابنها الخليفة المأمون ولم تركن الى ما اتاها الله من ملك وكانت تعيش فى قصر الخلافة فى بغداد وعندما توجهت للحج فى عام 1976 هجرية رأت شح وندرة فى المياه فى مكة وان الحجاج واهل مكة يعانون من سقيا الماء فطلبت من مهندسى عصرها ايجاد حل جذرى لهذه الازمة واشاروا عليها بان مياة الامطار تنهمر فى جبال المحيطة بمكة على بعد 40 كيلو متر وانه يمكن اقامة سدود وقنوات لتجميع هذه المياة فى مكة واكدوا لها ان هذا المشروع مكلف جدا ولكنها قالت لهم كلمات خالده "اعملوا ولو تكلفت كل ضربة فأس دينارا من ذهب " وبعد عدة اعوام انتهى المشروع الذى ساهم فيه الكثير من الامراء والوجهاء فى عصرها واطلق عليها عين زبيدة والتى استمرت تسقى اهل مكة وحجاج بيت الله الحرام اكثر من 1300 سنة .
كان الدكتور وائل طوبار المشرف على الخدامت الطلابية فى الجامعة قد اكد فى كلمته ان تصحيح المفاهيم المغلوطة هو مفتاح التغيير فى كل مجتمع بشرى وان على شباب الجامعات ان يكون منهجهم هو الوسطية لانها تبنى الفكر الصحيح .
فى حين أشار الدكتور ياسر مجدى حتاتة رئيس الجامعة، إلى أن الفكر المتطرف هو اكبر سلاح يستخدم ضد الانسانية ولابد فى ضوء التكنولوجيا الحديثة من نشر الفكر الوسطى وان يكون منهج حياة للجميع.
5 6 7 44