أميركا.. مساعي لحمل الحكومة على اعتبار الحرارة الشديدة كارثة كبرى
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
اتفقت جمعيات حماية البيئة والعمال والرعاية الصحية في أميركا، الاثنين، على تقديم التماس لدفع الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ في الولايات المتحدة، إلى إعلان الحرارة الشديدة ودخان حرائق الغابات باعتبارها "كوارث كبرى" مثل الفيضانات والأعاصير.
ويمثل هذا الالتماس دفعة كبيرة لحمل الحكومة الفيدرالية على مساعدة الولايات والمجتمعات المحلية التي ترزح تحت وطأة التكاليف المتزايدة لتغير المناخ.
وإذا قبلت السلطات الالتماس، يمكن أن يفتح أموال الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) لمساعدة الإدارات المحلية على الاستعداد لموجات الحر وحرائق الغابات من خلال بناء مراكز التبريد أو تركيب أنظمة تنقية الهواء في المدارس، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
ويمكن للوكالة أيضا المساعدة أثناء حالات الطوارئ من خلال دفع تكاليف توزيع المياه والفحوصات الصحية للأشخاص وزيادة استخدام الكهرباء.
وقال للصحيفة جان سو، المحامي البارز في مركز التنوع البيولوجي، وهي مجموعة بيئية، والمؤلف الرئيسي للعريضة "إن إعلانات الكوارث الكبرى تفتح بالفعل أوسع جيوب التمويل المتاحة للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ".
وتابع "إن حكومات الولايات والحكومات المحلية تعاني من سوء التجهيز ومن نقص التمويل حتى للتعامل مع تدابير الطوارئ".
ويعد دعم الجمعيات العمالية الرئيسية جزءا من استراتيجية أوسع من النقابات لتوفير الحماية لعشرات الملايين من الأشخاص الذين يعملون في الخارج أو من دون تكييف الهواء أثناء موجات الحر.
وتريد النقابات من إدارة السلامة والصحة المهنية أن تطلب من أصحاب العمل حماية العمال من درجات الحرارة القصوى.
وقد دفع البيت الأبيض المسؤولين في وزارة العمل، التي تشرف على إدارة السلامة والصحة المهنية، لنشر مسودة لتنظيم ظروف العمل تحت الحرارة هذا الصيف، لكن مجموعات الأعمال والصناعة الكبرى، مثل غرفة التجارة الأميركية، تعارض أي متطلبات جديدة.
وتأمل المجموعات العمالية ومنظمات حقوق العمال أنه إذا تم قبول الالتماس المقدم إلى الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، فسيكون هناك مزيد من الضغط على أصحاب العمل لمعالجة مشكلة الحرارة في مكان العمل.
A testament to how extreme & overwhelming the climate is this summer is, this Record “Shattering” heat dome has been barely covered by the national media. It’s largest US heat dome in recent memory and in a large part of the nation’s middle the most intense, by a long shot. 1/ pic.twitter.com/d9GOGvHE7l
— Jeff Berardelli (@WeatherProf) August 21, 2023وقالت كريستين بولانيوس، مديرة الاتصالات في مشروع الدفاع عن العمال، وهي منظمة غير ربحية تركز على حقوق العمال "إذا تم تصنيف الحرارة الشديدة ودخان حرائق الغابات على أنها كوارث كبرى، فإن ذلك سيجبر إدارة السلامة والصحة المهنية على جعل حماية عمال التدفئة أولوية".
وتسلط هذه الخطوة الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن تأثير الحرارة الشديدة بين المشرعين والناشطين والمجموعات العمالية.
وفي يونيو الماضي، قدم النائب الديمقراطي روبن غاليغو من ولاية أريزونا، تشريعًا يعلن أن الحرارة الشديدة كارثة كبرى بموجب تصنيف الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.
وشارك في رعاية مشروع القانون، الذي لم يحرز أي تقدم، 11 ديمقراطيا وجمهوري واحد فقط.
وتقتل الحرارة بالفعل عددًا أكبر من الأشخاص في الولايات المتحدة كل عام مقارنة بالأعاصير والفيضانات والأعاصير مجتمعة، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية.
ومع ذلك، فإن الأدوات اللازمة لمعالجة العواقب المترتبة على درجات الحرارة القصوى لا تزال منقوصة.
وقالت كاثي بوغمان ماكليود، الرئيسة التنفيذية لمنظمة مرونة المناخ للجميع، وهي منظمة غير ربحية تركز على معالجة هذه المشكلة "لا توجد مؤسسات أو أدوات أو مجموعات بيانات، صالحة للغرض المتمثل في الاستجابة لحجم الحرارة الشديدة للمجتمعات".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحرارة الشدیدة
إقرأ أيضاً:
كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟
وفقًا لتقديرات بنك إسبانيا، فإن البلاد ستحتاج إلى 30 مليون مهاجر في سن العمل خلال العقود الثلاثة المقبلة للحفاظ على التوازن بين العمال والمتقاعدين، وضمان استدامة النظام الاقتصادي.
في مصنع لإنتاج لحوم الخنزير في إسبانيا، يعمل أكثر من 60 شخصًا من 62 جنسية مختلفة جنبًا إلى جنب، مساهمين في استمرار نشاط شركة "بونابريا"، حيث تعبر ملايين الأرجل من لحم الخنزير خطوط الإنتاج يوميًا.
وقد لعب هؤلاء العمال الأجانب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الإسباني، الذي سجل نموًا بنسبة 3% العام الماضي، متجاوزًا معظم اقتصادات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي سجلت معدلات نمو أقل.
من جانبه، أكد خافيير مورينو، مدير الموارد البشرية في الشركة، أن المصنع لم يكن ليحقق هذا النجاح دون العمال الأجانب، مضيفًا: "يجب أن نكون ممتنين لهم إلى الأبد".
ووفقًا لوزارة الضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، فإن 45% من الوظائف التي أُنشئت منذ عام 2022 قد شغلها نحو نصف مليون عامل أجنبي. بينما أشارت البيانات الحكومية إلى أن نحو 3 ملايين أجنبي يمثلون اليوم 13% من إجمالي القوى العاملةفي البلاد.
وخلال مقابلة لوكالة "أسوشييتد برس"، ذكرت إيلما سايز، وزيرة الضمان الاجتماعي والهجرة أنه: "كان أمامنا خياران: أن تكون إسبانيا دولة مغلقة وفقيرة، أو أن تكون منفتحة ومزدهرة".
Relatedهل تنجح إسبانيا في كبح شهية الأجانب العقارية لحل أزمة الإسكان عبر رفع الضريبة 100%؟ إسبانيا: تصاريح عمل وإقامة لـ 25,000 مهاجر أجنبي تضرروا من فيضانات فالنسياقطاع التصنيع في إسبانيا يتحدى الفيضانات ويحقق نموًا يفوق التوقعات.. ماذا عن بقية أوروبا؟أكثر من 41 ألف مهاجر إلى جزر الكناري في 2024.. رقم قياسي يثير القلق في إسبانيا وأوروباأما بيدرو أزنار، أستاذ الاقتصاد في كلية "إيساد" للأعمال في برشلونة، يرى أن تدفق العمال الأجانب ساعد إسبانيا على التفوق على ألمانيا، التي طالما اعتُبرت المحرك الاقتصادي لأوروبا.
وأوضح أزنار أن الاقتصاد يعتمد بشكل أساسي على قطاع الخدمات، خاصة السياحة، حيث يشغل الأجانب وظائف ذات أجور منخفضة لا يُقبل عليها العديد من الإسبان.
ويعمل المهاجرون غالبًا في مجالات مثل البناء، الزراعة، صيد الأسماك، والرعاية المنزلية. تستقبل إسبانيا سنويًا نحو 458 ألف مهاجر، يشكل الوافدون من دول الاتحاد الأوروبي 31% منهم، فيما تأتي النسبة الأكبر من المغرب وكولومبيا وفنزويلا والصين وبيرو وأوكرانيا.
في ظل تصاعد المشاعر المناهضة للهجرة في أوروبا، تتبع إسبانيا نهجًا أكثر انفتاحًا. وفي هذا السياق، أكد، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن استقبال المهاجرين ليس مجرد التزام إنساني، بل ضرورة لضمان مستقبل اقتصادي مستدام.
وأضاف في خطاب له: "الترحيب بأولئك الذين يأتون إلى هنا بحثًا عن حياة أفضل ليس مجرد التزام، بل هو أيضًا خطوة أساسية لضمان ازدهارنا في المستقبل".
كما أوضح أن إسبانيا ستحتاج إلى 30 مليون مهاجر خلال العقود الثلاثة المقبلة للحفاظ على التوازن بين القوى العاملة ونظام التقاعد.
وصل محمد الصايلي (38 عامًا)، مغربي الأصل، إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية عندما كان عمره 16 عامًا، بعد عبوره إلى سبتة في شمال إفريقيا.
واليوم، هو يعمل بشكل قانوني كهربائي في شركة "بونافريا"، ويؤكد أن تجربته في إسبانيا لم تشبها صعوبات كثيرة، قائلًا: "لا أشعر بأن هناك كراهية تجاه المهاجرين هنا... في بعض الأحيان، يمكن للقادمين من الخارج التأقلم بسرعة أكبر من السكان المحليين".
أما فيكتور رازوري، المهاجر البيروفي البالغ من العمر 41 عامًا، فقد وصل العام الماضي للعمل كميكانيكي وكهربائي.
وعلى الرغم من اختلاف البيئة، لم يجد صعوبة كبيرة في التأقلم، ويقول: "في بيرو، لا ترى الكثير من التنوع الثقافي. هنا، أعمل مع أشخاص من أوكرانيا والمغرب وأمريكا اللاتينية. كان الأمر صعبًا في البداية، لكنني تأقلمت مع الوقت".
في ظل التغيرات الديموغرافية التي تشهدها إسبانيا، أصبحسوق العمل أكثر انفتاحًا على الوافدين الجدد، دون أن يؤدي ذلك إلى توترات اجتماعية كبيرة، رغم معدل البطالة المرتفع الذي يبلغ 10.6%.
ووفقًا لتقديرات بنك إسبانيا، فإن البلاد ستحتاج إلى 30 مليون مهاجر في سن العمل خلال العقود الثلاثة المقبلة للحفاظ على التوازن بين العمال والمتقاعدين، وضمان استدامة النظام الاقتصادي.
في مدينة برشلونة، يعتمد قطاع الخدمات بشكل كبير على العمالة الوافدة. ويرى جوردي أورتيز، مالك مقهى، أن استمرار عمله سيكون مستحيلًا دون الموظفين الأجانب، مضيفًا: "80% من العاملين لدينا من الخارج، و20% فقط من إسبانيا. الإسبان لا يرغبون في العمل في قطاع الخدمات".
أما إميلي سوتو، المهاجرة من جمهورية الدومينيكان والتي وصلت إلى إسبانيا مع عائلتها عام 1998، تعمل كنادلة في المقهى نفسه. تتحدث عن التغيرات التي شهدتها على مدار السنوات الماضية، قائلة: "عندما جئت إلى هنا، كان عدد القادمين من بلدي قليلًا جدًا، يمكننا عدّهم على أصابع اليد. أما الآن، فالأعداد في تزايد مستمر".
لا يقتصر الأمر على قطاع الخدمات، إذ يشير فيكتور ليسبونا، المقاول في برشلونة، إلى أن المهاجرين يشكلون العمود الفقري لقطاعات البناء والنجارة والكهرباء.
ويقول: "لم يعد الشباب الإسبان يرغبون في الأعمال الشاقة مثل البناء، النجارة، وقيادة الشاحنات. إنهم يفضلون متابعة التعليم العالي ليصبحوا محامين أو أطباء".
في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الإسبانية للحد من الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط، تزايدت أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى جزر الكناري عبر قوارب من الساحل الغربي لأفريقيا، ما أدى إلى أزمة إنسانية مع ارتفاع أعداد الوفيات في هذه الرحلات الخطرة.
لمواجهة هذه التحديات، قام رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بجولة في موريتانيا، السنغال، وغامبيا العام الماضي، بهدف الترويج لخطة عمل توفر ممرًا قانونيًا وآمنًا للعمال الأفارقة الراغبين في العمل بإسبانيا. ومع ذلك، لم تظهر نتائج ملموسة حتى الآن.
في خطوة أخرى، تسعى الحكومة الإسبانية إلى دمج المهاجرين غير النظاميين الموجودين بالفعل في البلاد ضمن سوق العمل.
ففي نوفمبر، أعلن التحالف اليساري بقيادة سانشيز عن خطة لمنح تصاريح عمل لنحو 900 ألف مهاجر غير نظامي خلال السنوات الثلاث المقبلة، بهدف دمجهم في الاقتصاد الرسمي والمساهمة في دفع الضرائب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إسبانيا تمنح 300 ألف مهاجر وثائق للعمل والإقامة.. هل ذلك استثمار في المهاجرين غير الشرعيين؟ إسبانيا: سانتياغو أباسكال رئيساً جديداً للتحالف اليميني "وطنيون من أجل أوروبا" الاتحاد الأوروبي يخصص 900 مليون يورو لإعادة بناء المناطق المنكوبة بالفيضانات في إسبانيا إسبانياسياحةالهجرة غير الشرعيةاقتصادتضخم