ظروف إنسانية صعبة.. «حرب الجنرالات» تسرق فرحة العيد من سكان الأبيض
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
فرضت ظروف الحرب واقعاً مختلفاً في شتى أنحاء السودان، غير أن الحصار الجزئي الذي تعيشه مدينة الأبيض أفقد مواطنيها حتى القدرة على الاحتفاء بالعيد.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
استقبل سكان مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان- وسط السودان، عيد الأضحى هذا العام في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية والتي تواصل الانهيار منذ 15 أبريل 2023م.
ومنذ اندلاع حرب 15 ابريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دخلت مدينة الأبيض دائرة الصراع بين الأطراف المتقاتلة، وتعيش حتى هذه اللحظة في ظل حصار جزئي من قبل الدعم السريع، ويعاني سكان المدينة سوء الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
مظاهر غائبةومع حلول عيد الأضحى المبارك لا يرى سكان المدينة- الذين بينهم من فقدوا ذويهم وآخرون هُجروا من منازلهم- مظاهر للفرحة والاحتفال بالعيد، لكنهم يحاولون تعظيم الشعائر الدينية رغم الأوضاع الإنسانية والأمنية والاقتصادية السيئة التي فرضتها عليهم الحرب.
وقالت المواطنة شامة مبارك، إنهم يعيشون في أوضاع إنسانية سيئة للغاية في ظل غلاء الأسعار خصوصاً المواد الاستهلاكية مثل الطحين، السكر وفحم الطبخ، بجانب إنعدام السيولة المالية بصورة واضحة داخل المدينة.
وأضافت لـ(التغيير)، أن أطفالهم يتعرضون للأمراض ولا يستطيعون علاجهم بسبب سوء الأوضاع التي جعلتهم يعجزون عن شراء أبسط الأشياء “مثل السكر لشاي الصباح ولا حتى الزنجبيل الذي يستخدم كعلاج طبيعي للقبضة”- على حد تعبيرها.
فيما قال المواطن أحمد جوكس، إن عيد هذا العام جاء في ظل ظروف اقتصادية طاحنة ظلوا يعانون منها بسبب ارتفاع الأسعار ومضاعفتها بصورة خرافية، إلى جانب النقص الحاد في السيولة المالية، وأضاف أن الفرق بينه وبين عيد الأضحى الماضي أنه كانت هناك مؤازرة بين الناس باتت اليوم غير موجودة.
وكان سعر رطل السكر داخل المدينة وصل إلى (3200) جنيه سوداني، فيما بلغ سعر جوال الفحم (20) ألف جنيه، وسعر الخبز (500) جنيه للقطعة، ووصل سعر صابونة الغسيل (1200) جنيه.
ارتفاع الأسعارورأى المواطن أيمن علي، أن هناك فرقاً شاسعاً بين العيد الماضي وعيد هذا العام الذين يفتقدون فيه إلى الأهل والأحبة.
وقال لـ(التغيير)، إنه من الناحية الاقتصادية هناك فرق في ارتفاع الأسعار إلى أضعاف كثيرة مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف أنه في العام الماضي اشترى أضحية تزن (30) كيلو بمبلغ (110) ألف جنيه أما هذا العام فقد بلغ سعر الأضحية وزن (16) كيلو (130) ألف جنيه.
ونوه إلى أن هناك غلاءً في أسعار الخضر، وقال: “تحتاج إلى 25 ألف جنيه من أجل شراء خضار العيد وهذا لا يكفي ليوم واحد”- حد قوله.
واستطاعت المواطنة الشابة وجدان أحمد أن تصنع أقل كمية من حلويات العيد، وأوضحت أن هذه التجهيزات ليس لأنهم لديهم المال وأوضاعهم جيدة بل من أجل تعظيم الشعائر الدينية ونشر الفرحة وسط الأطفال.
وقالت لـ(التغيير)، إنها فقدت جزءاً كبيراً جداً من مظاهر العيد بسبب الحرب التي أفقدتها بعض الأهل والأصحاب.
وأضافت أنه كان لديها أمل في العيد الماضي بأن تتوقف الحرب ولكنها في هذا العيد فقدت أي أمل بتغيير الوضع نحو الأفضل.
وذكر المواطن عمر عبد الله لـ(التغيير)، أن الاستعدادات لعيد الأضحى لم تختلف عن العام الماضي، إذ أن هناك مواطنين لديهم القدرة على شراء الأضحية وآخرون لا يستطيعون، لكنهم فقدوا الفرحة حتى في مظاهرها وسط الأطفال.
وبحسب متابعات (التغيير) ترواحت أسعار الأضحية في حدها الأدنى هذا العام ما بين (200) إلى (250) ألف جنيه سوداني في أسواق المواشي بمدينة الأبيض.
الوسومالأبيض الجيش الدعم السريع السودان شمال كردفان عيد الأضحىالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأبيض الجيش الدعم السريع السودان شمال كردفان عيد الأضحى عید الأضحى لـ التغییر هذا العام ألف جنیه
إقرأ أيضاً:
جرينلاند تختار التغيير.. فوز مفاجئ للمعارضة في مواجهة ضغط ترامب
نوك"أ.ف.ب": حققت المعارضة فوزا مفاجئا في الانتخابات التشريعية في جرينلاند، الإقليم الدنماركي الذي يثير مطامع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع تقدم لحزب ناليراك القومي المطالب باستقلال الجزيرة في أسرع وقت.
وأظهرت النتائج الرسمية أن الحزب الديموقراطي (يمين وسط) الذي يصف نفسه بأنه "ليبرالي اجتماعي" ويدعو كذلك إلى الاستقلال ولكن على مدى أطول، حصل على 29.9% من الأصوات وزاد حصته بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بانتخابات عام 2021.
وتضاعفت نسبة تأييد حزب ناليراك القومي لتصل إلى 24.5%.
لم يسبق أن حظيت انتخابات في جرينلاند بمثل هذا الاهتمام الدولي، وهو يأتي عقب إعلان ترامب مطامعه بالاستحواذ على هذه المنطقة الشاسعة الغنية بالموارد في المنطقة القطبية الشمالية.
وأعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته ميوت إيغده، زعيم حزب السكان الأصليين إنويت أتاكاتيجيت اليساري الناشط في حماية البيئة، "نحترم نتيجة الانتخابات"، بينما أقرّ زعيم حزب سيوموت، الشريك في الائتلاف الحاكم، بالهزيمة، بعد أن حلّ الحزبان في المركزين الثالث والرابع تواليا.
ونظرا لعدم فوز أيٍّ حزب بأغلبية مقاعد البرلمان وعددها 31، ستُجرى مفاوضات لتشكيل ائتلاف في الأيام المقبلة.
ومن المتوقع أن تحدد الحكومة المقبلة جدولا زمنيا للاستقلال الذي تدعمه أغلبية كبيرة من سكان غرينلاند البالغ عددهم 57 ألف نسمة.
وقال زعيم الحزب الديموقراطي ينس فريدريك نيلسن (33 عاما)، وهو بطل غرينلاند السابق في رياضة البادمنتون، إن "الديموقراطيين منفتحون على الحوار مع جميع الأحزاب ويسعون إلى الوحدة، لا سيما في ظل ما يحدث في العالم".
وأعرب عن دهشته لفوز حزبه بقوله "لم نتوقع أن تُسفر الانتخابات عن هذه النتيجة، ونحن سعداء جدا بها".
حاول ترامب الذي أكد تصميمه على ضم الجزيرة "بطريقة أو بأخرى" حتى اللحظة الأخيرة التأثير على التصويت. وفي ما يمكن أن يدلل على ذلك، كانت نسبة المشاركة في انتخابات الثلاثاء أعلى من المعتاد، وفق مسؤولين عن تنظيمها.
ويقول سكان الجزيرة الذين ينتمي 90% منهم إلى شعب الإنويت الأصلي إنهم سئموا من معاملة الدنمارك لهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ويتهمون القوة الاستعمارية السابقة بأنها عملت تاريخيا على خنق ثقافتهم وإجراء عمليات تعقيم قسرية لهم وفصل أطفالهم عن عائلاتهم.
وتدعم جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في غرينلاند الاستقلال، لكنها تختلف حول الإطار الزمني.
يتوق حزب ناليراك لنيل الاستقلال بسرعة. وقال رئيسه بيلي بروبرغ لفرانس برس "يمكننا القيام بذلك بنفس الطريقة التي خرجنا بها من الاتحاد الأوروبي (عام 1985). استغرق ذلك ثلاث سنوات. واستغرق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثلاث سنوات. لماذا سيستغرق (الاستقلال) وقتا أطول؟".
لكن آخرين يفضلون الانتظار حتى تستقل الجزيرة ماليا. فغرينلاند التي يغطي الجليد 80% منها، تعتمد اعتمادا كبيرا على مصايد الأسماك وهو قطاع يُمثل جميع صادراتها تقريبا، وعلى الدعم الدنماركي السنوي الذي يزيد عن 565 مليون دولار، أي ما يعادل خُمس ناتجها المحلي الإجمالي.
يعتقد حزب ناليراك أن غرينلاند ستتمكن قريبا من الاعتماد على نفسها بفضل احتياطياتها المعدنية غير المستغلة، بما في ذلك المعادن النادرة الضرورية للتحول الأخضر.
لكن قطاع التعدين ما زال في بداياته، ويواجه صعوبات بسبب ارتفاع التكاليف جراء قسوة مناخ جرينلاند والنقص في البنية التحتية.
طرح ترامب فكرة شراء جرينلاند خلال ولايته الأولى، وهو عرض رفضته السلطات الدنماركية والمحلية. وكرر ذلك مع عودته إلى البيت الأبيض بإصرار أكبر، رافضا استبعاد استخدام القوة، ومتذرعا بحماية الأمن القومي الأمريكي، وسط تزايد الاهتمام الصيني والروسي بالمنطقة القطبية الشمالية.
والأحد، قبل ساعات قليلة من الانتخابات، دعا ترامب سكان جرينلاند إلى "أن يكونوا جزءا من أعظم أمة في العالم، الولايات المتحدة الأميركية"، واعدا إياهم بأنهم سيصبحون أثرياء.
ولكن أحدث استطلاع للرأي حول هذه القضية نُشر في يناير، أظهر أن 85% من سكان جرينلاند يعارضون فكرة ترامب.
وقال الناخب أندرس مارتينسن (27 عاما)، وهو موظف في مصلحة الضرائب، لفرانس برس "الكثير من سكان غرينلاند ينظرون إلى الولايات المتحدة بشكل مختلف مع ترامب رئيسا، وهم أقل ميلا للتعاون حتى لو كان هذا ما يرغبون فيه حقا".
أحدثت تصريحات ترامب صدمة خلال الحملة الانتخابية. وقال حزب ناليراك إنها منحتهم ورقة ضغط قبل مفاوضات الاستقلال مع الدنمارك.
لكنها أثارت أيضا قلق بعض مؤيدي الاستقلال، مما جعل استمرار العلاقات مع كوبنهاغن أفضل في نظرهم، على الأقل في الوقت الحالي.
وقال ناخب عرّف عن نفسه باسم إيتوكوسوك إن "البقاء جزءا من الدنمارك أهم من أي وقت مضى الآن، لأنني أعتقد أن الدنمارك كانت في المحصلة جيدة معنا. إذا حصلنا على الاستقلال، فقد يزداد ترامب شراسة، وهذا ما يُخيفني".