ضيوف الرحمن يواصلون رمي «الجمرات» في مشعر منى
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
مكة المكرمة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة علماء من الأزهر الشريف وجامعة أم القرى لـ«الاتحاد»: نجاح موسم الحج نتيجة جهود سعودية مميزة أمطار تتراوح بين غزيرة ومتوسطة على مكة ومنىيواصل حجاج بيت الله الحرام، اليوم الثلاثاء، رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق، وقد أنهوا أمس، رمي الجمرات الثلاث، ويبيت الحاج ليالي التشريق في منى، ويجوز للمتعجل أن يغادر يوم 12 من ذي الحجة، قبل غروب الشمس.
ويقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسياً واتباعاً للرسول الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، وتم تخصيص مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج.
وفي اليوم الثالث من أيام التشريق الذي يصادف غداً الأربعاء، يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث، كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة، ويطوف حول البيت العتيق للوداع.
وكان حجاج بيت الله الحرام، قد استقروا أمس، في مشعر منى في أول أيام التشريق الثلاث، والمعروف بـ«يوم القر»، وسُمي بذلك لأن الحاج يقرّ ويستقر في منى، ليقوم برمي الجمرات بدءاً من الجمرة الصغرى فالوسطى ثم الكبرى.
وأعلنت وزارة الحج والعمرة في السعودية، استمرار توافد الحجيج وتسهيل وصولهم إلى منشأة الجمرات حيث استخدم 70% من الحجاج الطابقين الأول والرابع، فيما توزع البقية بين الطابق الأرضي والثاني والثالث.
وأشارت وزارة الحج إلى أن ما يقارب 850 ألف حاج أدوا طواف الإفاضة حتى الآن، وذلك منذ منتصف ليل أمس، باستخدام حافلات الرحلات الترددية من وإلى المسجد الحرام عبر 11 محطة في مشعر منى، مؤكدةً تواصل الرحلات لنقل ما يقارب 1.35 مليون حاج. وأفادت الوزارة بأنه تم تنظيم العمليات الخاصة بالهدي والأضاحي وفقاً لأعلى المعايير البيئية، باستخدام نظام حديث ومتطور لإدارة المخلفات الحيوانية، وذلك ضمن مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، بطاقة استيعابية تصل إلى أكثر من مليون أضحية وهدي.
من جهتها، كثفت أمانة العاصمة المقدسة أعمالها وخدماتها في مشعر منى خلال أيام التشريق، حيث عمدت الأمانة إلى زيادة عدد الفرق الميدانية لكل مركز من مراكزها المنتشرة في المشاعر المقدسة البالغ عددها 28 مركز خدمات.
وركزّت الأمانة على أعمالها في منشأة الجمرات والمناطق المحيطة بها خلال أيام التشريق، لوجود أكثر كثافة بشرية من الحجاج في تلك المنطقة، وذلك بزيادة عدد الفرق الميدانية خاصة فيما يتعلق بالنظافة والمراقبة البيئية وإزالة النفايات بشكل مباشر وأولا بأول.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة السعودية، أن أكثر من 126 ألف حاج استفادوا من الخدمات الصحية المتنوعة، حتى أول يوم عيد الأضحى.
وأشارت الوزارة إلى أن الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن تنوعت بين عيادات طبية وتخصصية، وصيدليات، ومراكز غسيل الكلى، وغرف العناية المركزة، ووحدات العزل، كما تم إجراء 21 عملية قلب مفتوح، و236 قسطرة قلبية، و939 عملية غسيل كلوي، بالإضافة إلى دخول 3058 من الحجاج إلى المستشفيات والمراكز الطبية لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
ولفتت الصحة إلى أن نحو 5500 من المتطوعين الصحيين يتابعون تقديم الرعاية الصحية الشاملة لضيوف الرحمن طوال فترة الحج، من خلال الفرق الطبية المتخصصة في المستشفيات والمراكز الصحية بمكة المكرمة، حيث تقدم خدمات طبية متكاملة في مناطق مختلفة بمشعر منى وجسر الجمرات.
وأكدت الوزارة أن الحالة الصحية والوبائية للحجاج مطمئنة ولم تسجل بينهم أي أمراض مؤثرة على الصحة العامة، مبينةً أن حالة الإجهاد الحراري وضربات الشمس بلغت 2764 حالة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة والتعرض للشمس وقت شدتها من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة 4 مساءً وعدم الالتزام بالمظلة أو الإكثار من شرب الماء بانتظام.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اكتمال عمليات نقل الحجاج في رحلة المشاعر المقدسة بنجاح، حيث عاد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لاستكمال مناسك الحج، مؤكدةً مواصلة قوات الأمن تنفيذ مهامها للمحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن خلال إقامتهم في منى وأداء نسكهم بالمسجد الحرام ومنشأة الجمرات.
ودعت الوزارة الحجاج إلى الاستمرار في التقيد بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم لأداء النسك خلال أيام التشريق، والتي تشمل رمي الجمرات والسعي والطواف بالبيت الحرام، من خلال الالتزام بتنظيم التفويج واتباع الاتجاهات المحددة للسير على الطرق التي تؤدي إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام عند الذهاب والعودة، وعدم حمل الأمتعة.
كما أشارت وزارة النقل والخدمات اللوجستية، إلى أن الخطط التشغيلية لقطار المشاعر تسير وفق ما هو مخطط له، حيث استمر لليوم الرابع في تشغيله بتقديم خدمة نقل ميسرة لحجاج بيت الله الحرام في عرفة ومزدلفة ومنى، واستفاد من هذه المرحلة حتى الآن أكثر من 100 ألف راكب، وتستمر هذه الحركة حتى غروب شمس يوم 13 ذي الحجة. وفي القطاع الجوي، أعلنت الوزارة بدء المرحلة الثانية من الخطة التشغيلية للحج لمغادرة ضيوف الرحمن عبر 6 مطارات مخصصة داخلية ودولية، وذلك بعد نجاح المرحلة الأولى من الخطة، بالإضافة إلى التوسع في مبادرة حج بلا حقيبة، والتي توفر خدمات استلام الحقائب مسبقاً قبل موعد السفر بوقت مناسب، ليتفرغ الحاج لأداء مناسك الحج، مشيرة إلى أن هذه المبادرة خدمت حوالي 700 ألف حاج.
وشددت وزارة النقل على تضافر جهود منظومة خدمة الحجاج، مما حقق نجاح إفاضتهم من عرفات إلى مزدلفة، ثم الانتقال إلى منى لرمي الجمرة الكبرى خلال 10 ساعات بكل يسر وطمأنينة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بيت الله الحرام الجمرات منى الحج مكة المكرمة السعودية مشعر منى بیت الله الحرام أیام التشریق رمی الجمرات فی مشعر منى إلى أن
إقرأ أيضاً:
مهمة الرسل.. خطيب المسجد الحرام: دعاة إلى الخير وهداة للبشر
قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي ، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن مهمة الرسل الدعوة إلى الله تعالى، وتوحيده وإفراده بالعبادة، وإبلاغ الرسالة، وتبيين الشريعة.
مهمة الرسلوأوضح “ المعيقلي” خلال خطبة الجمعة الثالثة من جمادي الآخر من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنهم - صلوات الله عليهم وبركاته- قد بعثوا دعاة إلى الخير، وهداة للبشر، مبشرين من أطاع الله بعظيم الجزاء، ووافر العطاء، ومنذرين من عصاه بشديد العقاب، وسوء المآب.
واستشهد بقول الله تعالى: ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لئلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)، ونبينا صلى الله عليه وسلم، خاتم الرسل وسيد ولد آدم، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين من ربه.
وأشار إلى أنه كان صلى الله عليه وسلم، يدعو أمته ليلًا ونهارًا، سرًا وجهارًا، لا يدع مناسبة، إلا ويغتنمها لإبلاغ الرسالة، فكان صلى الله عليه وسلم يذهب للمشركين في أسواقهم ومجامعهم، يدعوهم إلى ربهم، ويصبر على أذاهم وسفههم، وصدهم وإعراضهم ".
وأضاف أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يحدو أمله، وتحمله ورحمته وشفقته، ليحيا الناس حياة طيبة في الدنيا، ونعيمًا أبديًا في الأخرى، فحرصه على أمته أشد من حرصهم هم على أنفسهم، حتى كان يتحسر ويحزن لإعراضهم.
وتابع: حسرة تكاد تفتك به وتهلكه، فنهاه ربه عن ذلك، رأفة ورحمة به، فقال: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، أي: لعلك من شدة حرصك على هدايتهم، مُهْلِك نفسك يا محمد.
عجيب أمر كثير من الناسوأردف : وقال له ربه في آية أخرى: فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ، بل شبه سبحانه حزنه عليهم، برجل فارقه أحبته، فهو يسير على آثارهم، حتى كاد يهلك، وجدًا وتلهفًا على فراقهم.
ودلل بما قال سبحانه: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا، وبين له سبحانه، أن التوفيق للهداية منه وحده، فقال: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
ولفت إلى أنه من عجيب أمر كثير من الناس، مع حرصه صلى الله عليه وسلم على هدايتهم، إلا أنهم يقابلون ذلك بإعراضهم وصدهم، كما قال جل وعلا: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ).
واستطرد: بل إن حرصه صلى الله عليه وسلم كان على أناس ما علموا بوسيلة تدخل الأذى والشر إليه، إلا سعوا إليها بكل حرص، فهم حريصون أشد الحرص، على أذيته بل على قتله، وهو صلى الله عليه وسلم، حريص أشد الحرص، على هدايتهم ونفعهم.
بلغ الغايةوأفاد بأن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، بلغ الغاية في بيان شريعته، ممتثلًا أمر ربه: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)، فما من شيء يقرِّب الأمة من الجنة، ويزحزحهم عن النار؛ إلا وقد بيّنه صلى الله عليه وسلم.
واستند إلى أن الله تبارك وتعالى يقول: (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)، والنبي صلى الله عليه وسلم، يريد الفوز العظيم لأمته، في الدنيا والآخرة، فما ترك صلى الله عليه وسلم بلاغ أمته، حتى وهو يجود بنفسه، وروحه تخرج من جسده.
وذكر حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَميصةٌ سَوْداءُ حينَ اشتَدَّ به وَجَعُه، قالَتْ: فهو يَضَعُها مرَّةً على وَجْهِه، ومرَّةً يَكشِفُها عنه، ويقولُ: ((قاتَلَ اللهُ قَومًا اتَّخَذوا قُبورَ أنْبيائِهم مَساجِدَ))، يُحَرِّمُ ذلك على أُمَّتِه.
وأكد أن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على من اتّبعه من أمته، لا ينتهي بانتهاء الحياة الدنيا، فإذا انشغل الناس بأنفسهم يوم القيامة، حتى يقول الأنبياء عليهم السلام: نفسي نفسي، يقول صلى الله عليه وسلم: أمتي أمتي.
وألمح لما جاء في الصحيحين: قال : (إذَا كانَ يَوْمُ القِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ في بَعْضٍ - ثم ذكر مجيئهم إلى الأنبياء - قال: ((فَيَأْتُونِي، فأقُولُ: أنَا لَهَا، فأسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فيُؤْذَنُ لِي، ويُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أحْمَدُهُ بهَا لا تَحْضُرُنِي الآنَ، فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، وأَخِرُّ له سَاجِدًا، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي ).
وواصل: فسبحان الله! كم بين قول الرسل عليهم السلام: نفسي نفسي، وبين قول نبينا : أمتي أمتي، من معانٍ عظيمة، ودلالات كريمة، تبين حرصه على نجاة أمته، ويحضر عرصات يوم القيامة، ليكون شفيعًا لأمته؛ فتارة يقف عند الميزان، وتارة يقف على جنبات الصراط، يطلب لأمته السّلامة والنّجاة.
ونصح، قائلاً: فحري بنا أمة إسلام، أن نطيع أمره، ونقتفي أثره، ونذب عن ملته وشريعته، ونقابل حرصه علينا، باتباعنا لسنته، فأسعد الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، هم أشدهم اتباعًا له، وتمسكًا بسنته، وهم أهل محبته وولايته؛ لقوله تبارك اسمه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ .