صحيفة الاتحاد:
2025-02-17@00:41:28 GMT

علي يوسف السعد يكتب: عندما سُرقت في باريس

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

لن أنسى أبداً رحلتي العجيبة إلى باريس، تلك المدينة التي تُعرف بأضوائها الساطعة وشوارعها الأنيقة، ولكن أيضاً، بمغامرتي غير المتوقعة. كل شيء كان يسير على ما يرام، حتى تحولت جولتي الباريسية إلى فيلم كوميدي، عندما تمت سرقة محفظتي بمهارة فائقة من قبل مجموعة شباب، يبدو أن لديهم خبرة كبيرة في فن السرقة الخفيفة.

.!
هكذا، وبينما كنت أقف مذهولاً، أدركت أنني لم أعد أمتلك سوى بعض اليوروهات القليلة في جيبي، بدا الأمر كما لو أن باريس قررت أن تريني وجهها الآخر، الأكثر تحدياً، ولكن، كما يقال، الحاجة أم الاختراع، وهكذا بدأت رحلتي في استكشاف كيفية الاستمتاع بجمال باريس بميزانية أقل من متوسطة.
بالنسبة للسكن، لم يكن أمامي خيار سوى تبديل الفندق الفخم بسكن أكثر تواضعاً، وجدت نفسي في غرفة صغيرة لكنها دافئة، تطل على زقاق هادئ، حيث كان صوت الحياة الباريسية يأتيني مختلطاً برائحة الكرواسون الطازج.
أما بالنسبة للطعام، فقد اكتشفت أن باريس تخفي أسراراً شهية في كل زاوية، بدلاً من المطاعم الفخمة، بدأت في تجربة الوجبات السريعة من الباعة المتجولين والمخبوزات الصغيرة، ومن يحتاج إلى طاولة عندما يمكنك التلذذ بفطيرتك وأنت جالس على ضفاف نهر السين؟.
المواصلات كانت تحدياً آخر، نسيت أمر سيارات الأجرة وبدأت في استخدام الدراجة، مما أتاح لي اكتشاف جمال باريس الحقيقي، ذلك الجمال الذي يكمن في شوارعها الضيقة وأزقتها الملونة.
من ناحية الأنشطة، بدلاً من دفع المال لدخول المتاحف والمعالم السياحية، قررت الاستمتاع بالمجانيات التي تقدمها المدينة، لقد تعلمت أن جمال باريس لا يكمن فقط في لوحات اللوفر، بل أيضاً في الرسم الحي بالشوارع والحدائق والناس الذين يملؤونها، من حدائق لوكسمبورج الخلابة إلى شوارع مونمارتر العتيقة، كل خطوة كانت تعكس قصة جديدة، قصة لا تحتاج إلى تذكرة لتعيشها.
ولأن الحاجة أم الاختراع، أصبحت خبيراً في فن «التسكع الباريسي»، اكتشفت الجوهر الحقيقي للحياة الباريسية، الذي لا يكمن في الأماكن الفاخرة ولكن في اللحظات الصغيرة، من مشاركة ضحكة مع بائع الزهور، إلى الاستماع لعزف شارعي محبب عند زاوية شارع.
لكن، وفي ظل هذه الظروف غير المتوقعة، جاءت المفاجأة، اكتشفت متعة البساطة، وأن السعادة يمكن أن تأتي من قطعة خبز طازجة، أو من مشهد غروب الشمس خلف برج إيفل، دون الحاجة إلى إنفاق الكثير من المال.
وفي نهاية المطاف، عندما وصلتني الأموال من عائلتي، لم أشعر بالحاجة إلى تغيير كل هذه التجربة، فقد علمتني باريس، بطريقتها الخاصة، درساً قيماً عن الاستمتاع بالحياة ومواجهة الصعاب بابتسامة.
لذا، في حين أن فقدان محفظتي قد يبدو مأساة في البداية، إلا أنها في الواقع فتحت أمامي أبواباً لتجارب لم أكن لأعيشها لولا ذلك، باريس، بكل سحرها وتحدياتها، علمتني أن الحياة مليئة بالمغامرات، وأحياناً، الخسارة الصغيرة قد تكون في الحقيقة كنزاً لا يُقدّر بثمن.

أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: عندما فقد أليكس هاتفه في فيينا علي يوسف السعد يكتب: قرطبة.. مرة أخرى

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: علي يوسف السعد

إقرأ أيضاً:

8 معلومات عن معرض ديارنا.. يدعم المشروعات الصغيرة بالقرى والمدن

تشهد محافظة القاهرة، تنظيم معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية، من أجل دعم وتشجيع الحرف المتنوعة من الأرابيسك، ومشغولات النحاس والأزياء والإكسسوارات واحتياجات الأسر، وديكورات المنازل، وغيرها من المنتجات، من أجل تلبية احتياجات الأسر بأسعار مناسبة.

وشاركت وزارة التنمية المحلية مع نظيرتها «التضامن» في المعرض، من أجل خدمة أفضل.

ونقدم أبرز التفاصيل عن معرض ديارنا، وفق تقرير وزارة التنمية المحلية:

مشاركة كبيرة في ديارنا

- 400 عارض مشارك في المعرض لتسويق منتجاتهم اليدوية.

- اختيار سيناء ضيف شرف للمعرض.

- المعرض مستمر حتى يوم 28 فبراير الجاري.

- مواعيد عمل معرض ديارنا من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء يوميا.

- العمل على دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر بالقرى والمدن.

- فتح باب التسويق وتوفير فرص عمل من خلال المعارض الداخلية والخارجية.

 دعم المشروعات الصغيرة

- دعم المشروعات الصغيرة من خلال برنامج مشروعك، وصندوق التنمية المحلية.

- استمرار عمل منصة أيادي مصر للترويج لمنتجات المرأة والشباب بمختلف المحافظات.

جدير بالذكر أن معرض ديارنا يدعم المرأة والشباب لعرض منتجاتهم وتحسين دخولهم، وإتاحة التنافسية بين المنتجات من حيث الجودة والسعر.

مقالات مشابهة

  • سندريلا عُمان.. قريتي الصغيرة تحتفل بربيعها الساحر
  • النائبة هالة أبو السعد: الشائعات سلاح موجه لضرب التنمية والاستقرار في مصر
  • عبدالله الحنيان: الهلال سيئ ولكن هذا لايعني سلب حقه تحكيميًا.. فيدبو
  • كيف تتحول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى قاطرة الاقتصاد والابتكار؟
  • إبراهيم عثمان يكتب: أقصر طريق إلى الميليشيا
  • زوجة تطلب الخلع: اكتشفت خيانته.. والزوج يبرر بإهمالها له
  • 8 معلومات عن معرض ديارنا.. يدعم المشروعات الصغيرة بالقرى والمدن
  • أبرزهم وش السعد.. محمد العمروسي يكشف لـ «الأسبوع» تفاصيل أعماله في دراما رمضان 2025
  • نيمار يريد العودة إلى أوروبا ويحلم بالانتقال إلى برشلونة ولكن بشرط وحيد
  • لكل العزاب.. استمتع بعيد الحب بطرق مختلفة