علي يوسف السعد يكتب: عندما سُرقت في باريس
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
لن أنسى أبداً رحلتي العجيبة إلى باريس، تلك المدينة التي تُعرف بأضوائها الساطعة وشوارعها الأنيقة، ولكن أيضاً، بمغامرتي غير المتوقعة. كل شيء كان يسير على ما يرام، حتى تحولت جولتي الباريسية إلى فيلم كوميدي، عندما تمت سرقة محفظتي بمهارة فائقة من قبل مجموعة شباب، يبدو أن لديهم خبرة كبيرة في فن السرقة الخفيفة.
هكذا، وبينما كنت أقف مذهولاً، أدركت أنني لم أعد أمتلك سوى بعض اليوروهات القليلة في جيبي، بدا الأمر كما لو أن باريس قررت أن تريني وجهها الآخر، الأكثر تحدياً، ولكن، كما يقال، الحاجة أم الاختراع، وهكذا بدأت رحلتي في استكشاف كيفية الاستمتاع بجمال باريس بميزانية أقل من متوسطة.
بالنسبة للسكن، لم يكن أمامي خيار سوى تبديل الفندق الفخم بسكن أكثر تواضعاً، وجدت نفسي في غرفة صغيرة لكنها دافئة، تطل على زقاق هادئ، حيث كان صوت الحياة الباريسية يأتيني مختلطاً برائحة الكرواسون الطازج.
أما بالنسبة للطعام، فقد اكتشفت أن باريس تخفي أسراراً شهية في كل زاوية، بدلاً من المطاعم الفخمة، بدأت في تجربة الوجبات السريعة من الباعة المتجولين والمخبوزات الصغيرة، ومن يحتاج إلى طاولة عندما يمكنك التلذذ بفطيرتك وأنت جالس على ضفاف نهر السين؟.
المواصلات كانت تحدياً آخر، نسيت أمر سيارات الأجرة وبدأت في استخدام الدراجة، مما أتاح لي اكتشاف جمال باريس الحقيقي، ذلك الجمال الذي يكمن في شوارعها الضيقة وأزقتها الملونة.
من ناحية الأنشطة، بدلاً من دفع المال لدخول المتاحف والمعالم السياحية، قررت الاستمتاع بالمجانيات التي تقدمها المدينة، لقد تعلمت أن جمال باريس لا يكمن فقط في لوحات اللوفر، بل أيضاً في الرسم الحي بالشوارع والحدائق والناس الذين يملؤونها، من حدائق لوكسمبورج الخلابة إلى شوارع مونمارتر العتيقة، كل خطوة كانت تعكس قصة جديدة، قصة لا تحتاج إلى تذكرة لتعيشها.
ولأن الحاجة أم الاختراع، أصبحت خبيراً في فن «التسكع الباريسي»، اكتشفت الجوهر الحقيقي للحياة الباريسية، الذي لا يكمن في الأماكن الفاخرة ولكن في اللحظات الصغيرة، من مشاركة ضحكة مع بائع الزهور، إلى الاستماع لعزف شارعي محبب عند زاوية شارع.
لكن، وفي ظل هذه الظروف غير المتوقعة، جاءت المفاجأة، اكتشفت متعة البساطة، وأن السعادة يمكن أن تأتي من قطعة خبز طازجة، أو من مشهد غروب الشمس خلف برج إيفل، دون الحاجة إلى إنفاق الكثير من المال.
وفي نهاية المطاف، عندما وصلتني الأموال من عائلتي، لم أشعر بالحاجة إلى تغيير كل هذه التجربة، فقد علمتني باريس، بطريقتها الخاصة، درساً قيماً عن الاستمتاع بالحياة ومواجهة الصعاب بابتسامة.
لذا، في حين أن فقدان محفظتي قد يبدو مأساة في البداية، إلا أنها في الواقع فتحت أمامي أبواباً لتجارب لم أكن لأعيشها لولا ذلك، باريس، بكل سحرها وتحدياتها، علمتني أن الحياة مليئة بالمغامرات، وأحياناً، الخسارة الصغيرة قد تكون في الحقيقة كنزاً لا يُقدّر بثمن. أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: عندما فقد أليكس هاتفه في فيينا علي يوسف السعد يكتب: قرطبة.. مرة أخرى
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد
إقرأ أيضاً:
مرموش يسجل ولكن.. مانشستر سيتي يتعادل مع تشيلسي بالشوط الأول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعادل فريق مانشستر سيتي، الذي يضم بين صفوفه النجم المصري عمر مرموش، مع ضيفه تشيلسي بهدف لمثله في الشوط الأول من المباراة، المقامة بينهما حاليًا على ملعب الاتحاد، في قمة الثالثة والعشرين من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.
تواجد عمر مرموش أساسيًا في تشكيل مانشستر سيتي أمام تشيلسي، في أول مباراة له مع السيتي، بعد التعاقد معه خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية، قادمًا من آينتراخت فرانكفورت الألماني لمدة 4 سنوات ونصف.
مشاركة عمر مرموش في مباراة مانشستر سيتي ضد تشيلسيوكاد مرموش أن يقص شريط أهدافه مع مانشستر سيتي مبكرًا، وفي اللمسة الأولى للكرة في التسديدة له في الدوري الإنجليزي، حينما استلم تمريرة من زميله ماتيوس نونيز، لينفرد بحارس تشيلسي ويسدد بقوة، تصدى لها الحارس روبرت شانشيز، قبل أن يحتسب حكم اللقاء تسللًا على مرموش.
ورد نوني مادويكي بهدف التقدم لصالح تشيلسي في الدقيقة الثالثة، بعد خطأ مدافع السيتي عبد القادر خوسانوف أحد تدعيمات مان سيتي في الميركاتو الشتوي الحالي.
ومنع القائم الأيسر لحارس تشيلسي هدف التعادل لرفاق مرموش في الدقيقة العاشرة، وذلك بتسديدة صاروخية من فيل فودين.
وسجل مرموش هدفًا في الدقيقة 34، بعد متابعته كرة ارتدت من روبرت سانشيز، لكن حكم اللقاء ألغاه بداعي التسلل.
ونجح الكرواتي جوشكو جفارديول في تسجيل هدف التعادل لزملاء عمر مرموش في الدقيقة 42، لينتهي الشوط الأول بالتعادل 1-1.
يحتل مانشستر سيتي المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 38 نقطة، بينما يأتي تشيلسي في المرتبة الرابعة وفي رصيده 40 نقطة.