صحيفة الاتحاد:
2025-05-02@07:02:26 GMT

علي يوسف السعد يكتب: عندما سُرقت في باريس

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

لن أنسى أبداً رحلتي العجيبة إلى باريس، تلك المدينة التي تُعرف بأضوائها الساطعة وشوارعها الأنيقة، ولكن أيضاً، بمغامرتي غير المتوقعة. كل شيء كان يسير على ما يرام، حتى تحولت جولتي الباريسية إلى فيلم كوميدي، عندما تمت سرقة محفظتي بمهارة فائقة من قبل مجموعة شباب، يبدو أن لديهم خبرة كبيرة في فن السرقة الخفيفة.

.!
هكذا، وبينما كنت أقف مذهولاً، أدركت أنني لم أعد أمتلك سوى بعض اليوروهات القليلة في جيبي، بدا الأمر كما لو أن باريس قررت أن تريني وجهها الآخر، الأكثر تحدياً، ولكن، كما يقال، الحاجة أم الاختراع، وهكذا بدأت رحلتي في استكشاف كيفية الاستمتاع بجمال باريس بميزانية أقل من متوسطة.
بالنسبة للسكن، لم يكن أمامي خيار سوى تبديل الفندق الفخم بسكن أكثر تواضعاً، وجدت نفسي في غرفة صغيرة لكنها دافئة، تطل على زقاق هادئ، حيث كان صوت الحياة الباريسية يأتيني مختلطاً برائحة الكرواسون الطازج.
أما بالنسبة للطعام، فقد اكتشفت أن باريس تخفي أسراراً شهية في كل زاوية، بدلاً من المطاعم الفخمة، بدأت في تجربة الوجبات السريعة من الباعة المتجولين والمخبوزات الصغيرة، ومن يحتاج إلى طاولة عندما يمكنك التلذذ بفطيرتك وأنت جالس على ضفاف نهر السين؟.
المواصلات كانت تحدياً آخر، نسيت أمر سيارات الأجرة وبدأت في استخدام الدراجة، مما أتاح لي اكتشاف جمال باريس الحقيقي، ذلك الجمال الذي يكمن في شوارعها الضيقة وأزقتها الملونة.
من ناحية الأنشطة، بدلاً من دفع المال لدخول المتاحف والمعالم السياحية، قررت الاستمتاع بالمجانيات التي تقدمها المدينة، لقد تعلمت أن جمال باريس لا يكمن فقط في لوحات اللوفر، بل أيضاً في الرسم الحي بالشوارع والحدائق والناس الذين يملؤونها، من حدائق لوكسمبورج الخلابة إلى شوارع مونمارتر العتيقة، كل خطوة كانت تعكس قصة جديدة، قصة لا تحتاج إلى تذكرة لتعيشها.
ولأن الحاجة أم الاختراع، أصبحت خبيراً في فن «التسكع الباريسي»، اكتشفت الجوهر الحقيقي للحياة الباريسية، الذي لا يكمن في الأماكن الفاخرة ولكن في اللحظات الصغيرة، من مشاركة ضحكة مع بائع الزهور، إلى الاستماع لعزف شارعي محبب عند زاوية شارع.
لكن، وفي ظل هذه الظروف غير المتوقعة، جاءت المفاجأة، اكتشفت متعة البساطة، وأن السعادة يمكن أن تأتي من قطعة خبز طازجة، أو من مشهد غروب الشمس خلف برج إيفل، دون الحاجة إلى إنفاق الكثير من المال.
وفي نهاية المطاف، عندما وصلتني الأموال من عائلتي، لم أشعر بالحاجة إلى تغيير كل هذه التجربة، فقد علمتني باريس، بطريقتها الخاصة، درساً قيماً عن الاستمتاع بالحياة ومواجهة الصعاب بابتسامة.
لذا، في حين أن فقدان محفظتي قد يبدو مأساة في البداية، إلا أنها في الواقع فتحت أمامي أبواباً لتجارب لم أكن لأعيشها لولا ذلك، باريس، بكل سحرها وتحدياتها، علمتني أن الحياة مليئة بالمغامرات، وأحياناً، الخسارة الصغيرة قد تكون في الحقيقة كنزاً لا يُقدّر بثمن.

أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: عندما فقد أليكس هاتفه في فيينا علي يوسف السعد يكتب: قرطبة.. مرة أخرى

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: علي يوسف السعد

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}



فى حديثى أمس عن حتمية الإتجاه غربًا !! أى الإتجاه إلى وادينا القديم !! نعم إسمه الحقيقى "الوادى القديم"، حيث كان هو الأهم من حيث البنيه الأساسية مثل طرق التجارة العالمية والمدن المنشأه على طوله من الجنوب وحتى شمال البلاد فى سيوة، حيث كانت البلاد المعروفه بطيبة ( الأقصر ) (ومنف) الجيزة، " وهليوبوليس "، جنوب الدلتا وشمال القاهرة، كل هذه المدن كانت تقع وسط " احراش "من فيضان النيل الذى  كان يغطى كامل مسطح وادى النيل شمالًا وجنوبًا، وكانت " ترتع فيه التماسيح "، فكانت الطرق المحميه بالطبيعة هى تلك المارة بواحات مصر الغربية، لذا هو " الوادى القديم " أما " وادينا الجديد " فى الحقيقة هو وادى النيل وما نراه ونعيش فيه وعليه اليوم.
أما الإطلاق لإسم " الوادى الجديد " على " واحات مصر الغربية " فكان ( مجازًا ) للمستقبل كما ( أطلق عليه ) زعيمنا العظيم الراحل "جمال عبد الناصر" !!
ظهرت كل عناصر النجاح بعد الإهتمام بالتنمية فى الوادى، وصدَّر الوادى الجديد لمصر، وللعالم (البطيخ النمسى) والأزر المصرى الممتاز والمعروف فى العالم كله، والفول والعدس، والذرة والقمح وكما قلت أمس كانت باكورة إنشاء المصانع التى تقوم على الزراعة وتوقفت برامج التنمية والإهتمام بالوادى نظرًا لظروفنا مع الإحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء، " ولخدش " الكرامة الوطنيه، والإصرار المصرى على رد تلك الكرامة مهما كان الثمن، فتوقفت برامج التنمية، وبعد إنتصار أكتوبر كان الإهتمام بالوادى إهتمام يكاد يكون شبه منعدم !!حيث إتجه الإقتصاد إلى الغرب، إلى ما سمى بالإنفتاح والإستيراد فكانت عوامل الإقتصاد هو الحصول على توكيلات أجنبيه لكل المنتجات الإستهلاكية، من طعام ومواد إستفزازيه فى الغذاء، مع الإهتمام بأن يعيش المصريون حياة البذخ، الغير مسنود على موارد حقيقية حيث لا إنتاج، ولا زراعة، ولا صناعة، وأصبح القطاع العام الذى بناه "جمال عبد الناصر" طيلة سبعة عشر عامًا، مجالًا " للنهب والتربح " من ذوى السلطة والمحسوبية، وظهر إقتصاد يقوم على العمولات، وإنتهى إقتصاد القيمة المضافة، فأصبحنا نُصَدِرْ الخامات، ونستوردها مصنعه، ففقدنا أهم شيىء فى حياتنا وهى الرغبة فى العمل، وإهتم الإقتصاد بالسمسرة والعمولات، وجلب البضائع المستفزة لعامة شعب مصر، ولكن كان النصر الذى أحرزته القوات المسلحة المصرية فى أكتوبر 1973، وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، والإحساس بعودة الكرامة المصرية، بل الكرامة العربية هى التى تتوج الموقف المصرى فى جميع مجالات الحياة السياسية، ورغم الخطأ العظيم الذى وقع فيه الرئيس "السادات"، وهى حربة المعلنة على حقبة زعامة "جمال عبد الناصر" ( سرًا ) وفى العلانية فهو سيمشى على ( خطى جمال عبد الناصر ) هكذا قال أمام مجلس الشعب، وخرجت النكتة المصرية لكى تستكمل الجملة (بالاستيكة !! ) وكان تشجيعه للجماعات الإسلامية للوقوف ضد ماكان يطلق عليهم أصحاب "قميص عبد الناصر"، وإستفحل الأمر، فأخرج الإخوان للحياة السياسية ودعمهم بكل الوسائط فى مؤسسات الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية إلى أن أغتالوه فى يوم عمره كله، يوم نصره، يوم عزته وعزة "مصر" كلها، يوم 6 أكتوبر 1973، أغتيل وهو يستعرض قواته المسلحة، شامخًا وسط جنوده، وإذ بأحدهم أو ببعضهم يقتلوه لكى ندخل فى نفق أخر من نظام حكم بدء مساء 23 يوليو 1952وتوالى على قيادته زعامات إعتنقت سياسات للأسف مختلفة عن بعضها البعض فكان ما وصلنا إليه !!                                                                         وللحديث بقيه.........
[email protected]

مقالات مشابهة

  • وداعًا للفئات النقدية الصغيرة.. كيف ستؤثر الـ500 ألف والمليون ليرة على الاقتصاد وسعر الصرف؟

  • طرح 3 وحدات صناعية كاملة التجهيز لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمنيا
  • د.حماد عبدالله يكتب: الوادى الجديد "والحرمان" !!{3}
  • “تأثير شارلوت.. كيف تؤثر الأميرة الصغيرة على الاقتصاد البريطاني
  • نحو 50 سيدة يعرضن مشاريعهن الصغيرة في بازار معاً نصنع الأمل‏
  • يوسف إلى القفص الذهبي
  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • «طيران الإمارات» و«أمريكان إكسبريس» تدعمان الشركات الصغيرة بالمنطقة
  • يوسف عبيد الشامسي مديراً عاماً للدفاع المدني في الشارقة
  • 351 مليار ريال تمويلات للمنشآت الصغيرة