كاتب تركي: هكذا يؤثر تغير تركيبة سكان الولايات المتحدة على إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
قال الكاتب التركي عبد الله مراد أوغلو في مقال نشره موقع "يني شفق" إن البنية الديمغرافية المتغيرة للولايات المتحدة تسير في مسار من شأنه أن يقلل الدعم لإسرائيل.
وأضاف مراد أوغلو أن ما يقارب نصف النواب الديمقراطيين يريدون أن يكون الدعم العسكري لإسرائيل مشروطا، وأغلبية الناخبين الديمقراطيين يوافقون على ذلك.
وتابع أن الدعم لإسرائيل يتضاءل ضمن الأجيال الأصغر، ومعظم الدعم لها يأتي من "الأميركيين المسيحيين البيض" الذين يطلق عليهم "المسيحيون الصهاينة".
ونقل مراد أوغلو عن روبرت بي جونز رئيس معهد أبحاث الدين العام -ومقره في واشنطن- قوله إن عدد سكان "الإنجيليين البيض" آخذ في التناقص.
وتناول جونز في كتابه بعنوان "نهاية أميركا المسيحية البيضاء" الصادر عام 2016 تأثير تغير التركيبة السكانية على الميول الدينية.
تغير مؤثروتراجعت نسبة "الإنجيليين البيض" الذين كانوا يشكلون نحو ربع السكان في عام 2006 إلى 16.8% في عام 2016 وإلى 13.6% في عام 2024.
وقبل نحو 20 عاما كانوا يشكلون نحو 8 من كل 10 جمهوريين، في حين كانوا يشكلون نحو نصف الديمقراطيين، ويشكل "المسيحيون البيض" حاليا نحو 7 من كل 10 جمهوريين وربع الديمقراطيين فقط.
وأوضح مراد أوغلو أنه من غير المعقول ألا يؤثر هذا التغير في التركيبة السكانية على السياسة الداخلية والخارجية.
وتابع أن البنية السكانية المتغيرة تثير قلق إسرائيل إلى حد كبير، مبينا أن الدعم الحزبي لإسرائيل منقسم، وأن ذلك يعني أن القوة السياسية لإسرائيل في الولايات المتحدة تضعف تدريجيا.
وزاد أنه لم يعد من واجب الولايات المتحدة والعالم الغربي حماية إسرائيل التي ارتكبت علنا جرائم إبادة جماعية في غزة.
عبءوأضاف مراد أوغلو أن الدعم غير المشروط لإسرائيل أصبح عبئا من الناحية السياسية، لأنه يثبت مدى هشاشة الحاجز الأخلاقي لدى الغرب.
وذكر الكاتب أن الرئيس الأميركي جو بايدن اضطر إلى فرض عقوبات على عدد من المستوطنين الذين ارتكبوا ما توصف بأنها "أعمال عنف" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال بايدن أيضا إنه سيوقف شحن بعض القنابل إذا هاجمت إسرائيل مدينة رفح، كما أراد الديمقراطي زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن يترك نتنياهو السلطة، على الرغم من أن شومر كان أحد أقرب الديمقراطيين إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وأضاف مراد أوغلو أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافق في 25 مارس/آذار الماضي على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وهذه المرة "امتنعت" الولايات المتحدة عن التصويت.
كما قدمت الولايات المتحدة -التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مقترحات وقف إطلاق النار مرات عدة- مشروع قرار لوقف إطلاق النار إلى "مجلس الأمن الدولي" للتصويت عليه في 10 يونيو/حزيران.
وأوضح الكاتب أنه لا يوجد اتساق ولا أي تأثير جدي على إسرائيل في المبادرات الأميركية السابقة، لكن رغم ذلك يتحدث البعض عن أنها إشارات إلى أن الدعم غير المشروط لإسرائيل في الولايات المتحدة آخذ في التصدع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة أن الدعم
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: ترامب يدمر 100 عام من الميزة التنافسية الأميركية في 100 يوم
يحذر الكاتب الأميركي فريد زكريا، في مقاله بصحيفة واشنطن بوست من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد دمرت خلال 100 يوم فقط، ما بناه الأميركيون في قرن كامل من المزايا التنافسية العلمية والابتكارية.
ويشير زكريا إلى أن أخطر ما تفعله إدارة ترامب ليس الحرب التجارية مع الصين، بل الهجمات الممنهجة على الجامعات والتخفيضات الواسعة في تمويل البحث العلمي، الأمر الذي سيسمح للصين بالتفوق العالمي على الولايات المتحدة في المستقبل القريب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أخطر نهر بالعالم.. تلغراف: هكذا قد يشعل السند حربا عالمية ثالثة؟list 2 of 2يسرائيل هيوم: هكذا سرق الموساد وثائق إيران النوويةend of listويبدأ زكريا بالقول، إن الريادة العلمية الأميركية لم تكن أبدا أمرا طبيعيا أو مضمونا. ففي القرن 19 وأوائل القرن 20، كانت أميركا دولة تابعة علميا لأوروبا، حيث كانت ألمانيا تهيمن على جوائز نوبل في العلوم، تليها بريطانيا، بينما كانت حصة الولايات المتحدة ضئيلة لا تتجاوز 6%.
ثلاث قوى قادت التغيير
ووفقا للكاتب فإن التحول الأميركي يعود إلى ثلاث قوى رئيسية ساهمت في بناء قوتها العلمية.
القوة الأولى، كانت الهجرة الجماعية للعقول العلمية الأوروبية، خاصة اليهود الذين فروا من اضطهاد النازية، وأسهموا لاحقا بتأسيس مؤسسات الأبحاث الأميركية.
أما القوة الثانية، فتمثلت في الدمار الهائل الذي خلفته الحربان العالميتان في أوروبا وآسيا، مما ترك الولايات المتحدة في موقع الهيمنة الاقتصادية والعلمية، بينما كانت بقية القوى العظمى السابقة منهكة ومدمرة.
إعلانأما القوة الثالثة فكانت القرار الإستراتيجي الأميركي بالاستثمار المكثف في البحث العلمي، حيث خصصت الحكومة الفدرالية نحو 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبحث والتطوير، مع نموذج يعتمد على دعم الجامعات العامة والخاصة دون التدخل في عملها، مما خلق بيئة من التنافس الحر والابتكار.
عكس القوى الثلاث
أما اليوم، كما يقول زكريا، يتم عكس هذه القوى الثلاث. إذ تقود إدارة ترامب حربا على الجامعات الأميركية، وتحجب عنها مليارات الدولارات من التمويل، وتضع ضغوطا سياسية متزايدة على المؤسسات العلمية، في الوقت الذي تخفض فيه الميزانيات المخصصة للأبحاث الفدرالية الحيوية.
والنتيجة أن المؤسسات الرائدة، مثل المعاهد الوطنية للصحة والمؤسسة الوطنية للعلوم بدأت تفقد قدرتها على الابتكار.
وفي هذه الأثناء، تصعد الصين بقوة في الساحة العلمية. فهي الآن تتفوق على الولايات المتحدة في العديد من المؤشرات الحيوية: إذ تحتل المركز الأول في عدد المقالات العلمية المنشورة في المجلات الرائدة، وفي طلبات براءات الاختراع المقدمة عالميا.
كما ارتفع عدد الجامعات الصينية المصنفة ضمن أفضل 500 جامعة عالميا من 27 جامعة عام 2010 إلى 76 جامعة عام 2020، بينما شهدت الولايات المتحدة تراجعا من 154 جامعة إلى 133.
والميزة الأخيرة التي كانت تتفوق بها أميركا -وهي جذب أفضل العقول من أنحاء العالم- أصبحت مهددة أيضا.
يفضلون دولا أخرى
فقد أدت سياسات الهجرة المتشددة إلى إلغاء مئات التأشيرات، وزادت القيود على الطلاب والباحثين الأجانب، مما دفع العديد منهم إلى الاتجاه إلى دول أخرى مثل كندا وأستراليا.
وأضاف زكريا، أن 75% من الباحثين الذين شملهم استطلاع مجلة "نيتشر" قالوا "إنهم يفكرون في مغادرة الولايات المتحدة".
ويختتم زكريا مقاله بالتحذير من أن هذه اللبنات الأساسية لقوة أميركا يتم تدميرها بسرعة مقلقة، مما يهدد مكانتها العالمية التي تطلب بناؤها قرنا من الزمن.
إعلان